الوحدة أكبر مضرة!!

[حد من الوادي]

الجمعة 29 مايو 2015 06:08 مساءً
الوحدة أكبر مضرة!!

د.علي صالح الخلاقي‎
صفحة الكاتب
صنعاء لا تؤمن بالشراكة والوحدة
المَخلُوع ..وبَيَانُ البُهْتَان الخادع !!
لمن تغيظهم المقاومة الجنوبية الباسلة
الحوثيون..التَمدُّد السريع والتبدُّد المريع!!
أنصار عفاش..لا أنصار الله
قال الحميد ابن منصور.. الوحدة أكبر مضرة.
------------------------------------------

ارتفع صوت صديقي وهو يتصفح كتابي عن الحكيم الزراعي الحميد ابن منصور وكأنه وجد ضالته:"لقد صدق الحميد في هذا القول"...قال ذلك وكأنه يستعيد صرخة العالم ارخميدس "وجدتها.. وجدتها"..

قلت له: إن الحكيم ابن منصور يقصد بالوحدة العُزلة والانفراد بالنفس، وعكس قوله ذلك القول المأثور (الوَحْدَة خير من جليس السُّوء).

أوضحت لصديقي بأن الحُميد بحكمته لم يكن يقصد أي وحدة سوية تجمع الناس في أي زمان ومكان، وبالطبع لا ينطبق قوله ذلك على (وحدتنا الضيزى) المغدورة والمقتولة، التي أوردتنا مهاوي الردى..وتحولت من نعمة إلى نقمة.. بل وإلى أكبر مضرة بالنسبة لشعبنا الجنوبي الصابر .. الذي سعى إليها وقدم من أجلها الكثير ..فكان الخاسر الأكبر

لم ألم صاحبي على ذلك الفهم.. إذ عكس المعنى الذي أراده الحميد ..وله كل العذر في ذلك..

فقد تحولت الوحدة من مَسَرَّة إلى أكبر مضرة

ومن نعمة إلى نقمة

ومن حلم جميل إلى عبء ثقيل

ومن وحدة سلمية سعى إليها بكل جوانحه..إلى احتلال بغيض لأرضه من شركاء الغدر والمكر والعيب والفيد ممن يكررون الآن مأساة 1994م بأبشع صور الدمار والخراب والإبادة فاقت كل جرائم المستعمرين الذين ظنوا وخاب ظنهم أن القوة التي يرهبون بها بسطاء الناس، دليل قوتهم، وهي في الواقع على العكس من ذلك، دليل ضعفهم وقلقهم وخوفهم من المارد السلمي (الحراك الجنوبي) الحضاري الذي ضرب به شعبنا الجنوبي أنموذجا غير مسبوق في المنطقة، فتحول الآن في ظروف الاحتلال الجديد القديم الغاشم إلى مقاومة جنوبية أذهلت العالم ببطولاتها الأسطورية..

لا بد أنهم قد تمادوا في غيّهم وفقدوا صوابهم وولغوا في الاستهتار بقيمة الإنسان الجنوبي... ولا شك أن هذه الحرب المفتوحة التي تهرق فيها دماء الأبرياء جريمة نكراء تفصح عن الاستخفاف بدماء الجنوبيين .. وتؤكد صلتها بحرب اجتياح الجنوب عام 94م أو هي امتداد لها.. دون أن يعلم مسعروها أنهم يسلكون طريق الضلال والهلاك بعد أن نصر الله الحق وأهله وأعانهم أشقاؤهم بعاصفة الحزم التي أعطت المقاومة الجنوبية الأمل بالثبات والحسم على الأرض والانتصار الحتمي لقوة الحق الذي بدأت تباشيره تلوح من الانتصار الرائع الذي حققته المقاومة في الضالع الأبية والعصية على الضبعان الهمجية وفلول المعتدين الحوثيين وقوات حليفهم المخلوع..



فتحية لأهلنا في الضالع وهم يعزفون سيمفونية النصر..

ولا عتب ولا لوم، بعد اليوم، على من قال:

"الوحدة أكبر مضرة"

فلم نرَ منها منذ إصابتها بمقتل غير المآسي المُرّة ..