![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
لالجي: ضحية الدولة الحاوشة ( بقلم : ناصر قحطان )
التاريخ: السبت 08 نوفمبر 2008 الموضوع: كتابات حرة عدن – لندن " عدن برس " خاص : 8 – 11 – 2008 ![]() يعلم الجميع أن اليمن يحقق –بجدارة وإستحقاق وإصرار- أسوأ الأرقام في أي تقييم دولي لأي مؤشر من المؤشرات. من مؤشر النمو الاقتصادي إلى الحرية الصحفية والشفافية و معدل وفيات الأمهات وصولاً إلى مؤشر الفساد. باختصار كل شيء وأي شيء: دولة تهوي بعزم إلى أسفل الدول دون أن يبدو أن في الأمر مشكلة تقلق رأس الدولة والنظام الذي يعتمد عليه في حكمها. ومع ذلك نجد الرئيس الصالح و(طاقمه) يخترعون كل مرة طاحونة هواء جديدة ليحاربونها أو ليغطون بها سؤتهم. فمن فترة ليست ببعيدة كان الصالح قد أدمن إطلاق مبادرات دولية كبرى. إحداها لمراجعة وتفعيل دور الجامعة العربية وأخرى للوساطة بين الفلسطينيين وأخرى لحل المشكلة الصومالية وأخرى للمساهمة في إعادة إعمار لبنان وغيرها من المبادرات الكبرى. وبالطبع لم تتجاوز تلك المبادرات مساحة النكتة وقسم الطرائف والغرائب في أي موقع إنترنت أو حتى مقيل قات وجميع هذه المبادرات (العظيمة) أختفت وبالتأكيد بائت بالفشل ولم يعد أحد يتذكرها إلا للتندر ولتلطيف الجو. ومع ذلك لم تتوقف محاولات الصالح وجهوده في إختراع قنبلة صوتية مختلفة وغريبة كل مرة حتى تغطي على أخبار اليمن السعيد غير السعيدة على الإطلاق. فبينما نجد الصحف تنقل أخبار الاف اليمنيين المرحلين من دول الجوار والأطفال المصدرين للشحاتة. والفتيات اليمنيات اللاتي ألقي القبض عليهن في الحدود في رحلة بيع لحمهن. وبينما نقرأ عن الزواج السياحي وتزويج الطفولة لكهل يدفع أكثر. ونقرأ عن تدهور جميع الخدمات المقدمة. ونقرأ عن حرب صعدة والحراك الجنوبي. تأتي أخبار الفقاقيع اليمنية العظيمة. وهناك نوع آخر من الفقاقيع الخبرية التي توجهت لها بوصلة الصالح ومجموعة المهرجين المعزولين عن اليمن وعن العالم المحيطين به. وهو نوع من الفقاقيع التي يبدو أن الغرض منها إظهار صورة اليمن بصورة الدولة الهامة التي تواجه الأعداء من كل جهة. فأعداء العالم الحر ودول الجوار –الغنية- تقف اليمن أمامهم وحدها رافعة سيفها وتسقطهم الواحد تلو الآخر. فاليمن تلقي من وقت لآخر القبض على مجموعة من الإرهابيين اللذين يستهدفون اليمن وبالتأكيد دول الجوار. ثم يهربون من سجونها باستخدام ملاعق بلاستيكية, ولا حرج. ثم نجد أحدهم يتجول في اليمن وبين المحاكم حراً طليقاً ويقول أن لديه "الأمان الرئاسي" بعدم التعرض. ونجد الرئيس نفسه يعرض صورة إرهابي مفترض مع منافسه بن شملان ثم يختفي ذلك الإرهابي. وهكذا, تستمر الفقاقيع اليمنية الركيكة من وقت لآخر. لا لشيء إلا لإشغال الرأي العام في الداخل عن قضاياه الحقيقية التي يعتبر الصالح ونظامه سببها الأول والرئيسي والأساسي. كما أنها تستخدم من وقت لآخر لإقلاق الجيران وإبتزازهم وذلك لأن أعدائنا أعدائكم وحدودنا مفتوحة. فهذه الأزمة كلفتنا مليار وتلك مليارين وتلك تسبب بها مقيمين على أراضيكم. ثم, أرتفعت معدلات الوقاحة وبدأ الحديث عن خلايا تتجسس على أسرار اليمن العليا. فمرة ألقي القبض على جاسوس يمني كان يحمل الجنسية السعودية تجسس لصالح مصر. نعم مصر. ومرة مجموعة إستخباراتية جهادية تعمل لصالح إسرائيل !! نعم نعم إسرائيل, لا بأس لأن إسرائيل أيضاً خربت موقع وزارة الخارجية اليمنية الهام!! ثم وركوباً لموضة هذا الموسم, لدينا خلية تجسسية تعمل لصالح إيران. يا للهول, كم هي مهمة هذه اليمن وكم هي خطيرة على الجميع. بما فيهم إيران التي كانت علاقة اليمن بها توصف بالعادية حتى زمن قريب. ثم بدأ تبني الشباب المؤمن لأفكار الإثنى عشرية يقحم إيران في المشهد السياسي اليمني بقوة كما أنه أصبح ورقة إبتزاز مربحة جداً لدول الخليج وللغرب أيضاً. إلا أنه فشل في الغرب حين أعلن الأمريكان عدم إعتبارهم للحوثيين إرهابيين. وأستمرت أغنية الخطر الإيراني الصفوي والشباب المؤمن والحوثي تتردد كل يوم في الماكينة الإعلامية اليمنية بينما أهمل الإعلام حقيقة أن الرئيس هو الذي دعم تأسيس الشباب المؤمن ولم يمانع في إرسال الشباب الزيدي للتعلم في حوزات إيران الشيعية الإثني عشرية لمكافحة الوهابية. كما أن الإعلام أهمل الجانب السياسي لحرب صعدة وركز فقط على الجانب المذهبي. الرئيس حاوش والدولة حاوشة. دولة تسير بلا بوصلة وبلا مشروع وبلا سياسة عامة على الإطلاق. كل ما في الأمر تكتيكات مرحلية يومية تنفع للمماحكة لا أقل ولا أكثر. بينما يستعملها صالح لتسيير بلد كان يسمى يومأً ما اليمن السعيد. حوشة الرئيس وتخبطه تسببت في مآسي لعشرات الالاف من اليمنيين الذي تحتم عليهم أن يعانوا حتى تصبح فقاقيع الرئيس حقيقة لا مجرد كلام فارغ. في عدن, كان هناك ضحية أخرى للرئيس الحاوش وللدولة الحاوشة. إسمه عبدالكريم علي عبدالكريم لالجي. مواطن يمني, عدني, من أصول هندية, ينتمي هو وأفراد أسرته للمذهب الشيعي. ولد هو وأبيه وجده في عدن وعاشوا فيها بسلام وبإلتزام بالقانون -تتميز به الأقليات عادة- منذ عقود وفي ظل أنظمة سياسية مختلفة تعاقبت على هذه الأرض من العالم. بدأت مشكلة عبدالكريم وأسرته المالكة لمطبعة الحظ في عدن عندما أبلغوا عن موظف لديهم قام بإختلاس مبالغ مالية أثناء عمله في مطبعتهم. أُلقي القبض عليه وأدين بالأدلة بإختلاسه لمبالغ مالية من مطبعة الحظ, تم إطلاق سراحه لاحقاً بضمان تجاري وبتعهد بتقسيط المبالغ المختلسة لهم ولشخص آخر قام بسرقته في السابق طالب بحقه عندما سمع عن القبض على ذلك الموظف. أقسم الموظف أن يسجن جميع آل لالجي كما سُجن هو وهددهم بذلك عدة مرات عبر أقربائه ولم يأخذ آل لالجي تهديده بعين الإعتبار لأنهم أعتقدوا أن في البلد قانون كذلك الذي عاشوا تحت ظله أيام الإنجليز وأيام النظام الصارم الذي حكم الجنوب بعد الإستقلال. لكن يبدو أنهم أخطأوا في تقييمهم لقدرات موظفهم المختلس وأسرته في العهد الجديد. عهد الجمهورية اليمنية. أبلغ الموظف المذكور عن آل لالجي في الأمن السياسي في عدن وأتهمهم بأنهم يقومون بطبع منشورات وكتب تسب صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام فقط لأنهم شيعة. رغم أنه هو نفسه كان قد أنتقل من المذهب السني إلى المذهب الشيعي منذ سنوات وأصبح حاضراً يومياً في مسجدهم المعروف بمسجد الخوجة في مدينة عدن. يعيش ويعمل ويأكل معهم يومياً. الأسرة غنية, والقضية الحوثية الشيعية هي فقاعة الموسم فلذلك كانت طريقة مداهمة مطابع ومنازل آلا لالجي صارخة شبيهة بأفلام الأكشن الأمريكية. ففي منتصف ليلة 9 يونيو 2008 أغلقت قوات الأمن الشوارع المؤدية إلى منازلهم ومطابعهم بنفس الوقت وأقتحمها رجال الأمن وهم مدججين بالرشاشات ومرتدين الدروع الواقية من الرصاص وخوذات الرأس الحديدية. ألقي القبض على جميع أفراد أسرة لالجي ما عدا أحد ابناء عمومتهم الذي كان في ألمانيا يمثل اليمن في معرض تجاري للطباعة ويتفاوض على إستيراد مطبعة حديثة عملاقة لصالح مطبعة الحظ. وتمت مصادرة أموال سائلة وممتلكات خفيفة ثمينة وكتب من المنازل والمطابع وبدأت رحلة الإبتزاز للأسرة الغنية العاملة في مجال الطباعة والمواد المكتبية منذ عقود. خلصت أجهزة الأمن إلى أن كل ما وجد في حوزة آل لالجي قانوني. فجميع أموالهم معروف مصدرها وجميع كتبهم مرت على الأجهزة الأمنية اليمنية وحتى جمعيتهم الخيرية للشيعة في عدن والذي يتولى ولدهم عبد الكريم سكرتاريتها مرخصة ومسجلة عبر القنوات الحكومية. وهي الجمعية التي تتولى شؤون ترميم وصيانة مسجدهم الوحيد القائم منذ أكثر من قرن. تقاطرت شخصيات المجتمع المدني على أجهزة الأمن في عدن للتضامن مع آل لالجي وتشكلت مجموعة محامين تجاوزت الثلاثين محامياً ومحامية وتولت مهمة الدفاع عنهم ووصل الأمر إلى النائب العام لمحافظة عدن والتي أقرت بعدم وجود أي سبب قانوني لإبقاء آل لالجي في السجن بعد التحقيق معهم ووعدت محاموهم بالإفراج عنهم غداً صباحاً. ولكن ذلك الوعد لم يتحقق. في فجر اليوم التالي وبعد أن قضى آل لالجي أسبوعين في سجون البحث الجنائي في عدن ثم نقلهم جواً إلى صنعاء. وفوجئ محاموهم وذووهم بعدم وجودهم في سجن البحث. وكان آل لالجي قد دفعوا الكثير من الأموال في سلسلة من الإبتزازات مارستها الأجهزة الأمنية ضدهم في كل خطوة من خطوات القبض عليهم والتحقيق معهم فقط لمنحهم أبسط حقوقهم كموقوفين. في هذه الأثناء وردت أخبار أن سبب نقلهم المفاجئ إلى صنعاء هو بسبب التفكير في إستخدامهم كورقة ضغط سياسية ضد إيران لإثبات تورط إيران عبر شيعة اليمن في حرب صعدة أمام دول الخليج. ولم يكن هناك أفضل من أل لاجي الجنوبيين من أصول هندية لإستخدامهم لهذا الغرض. فهم في النهاية جنوبيين من عدن وهنود. وبدأت كل عُقد الدولة الحاوشة تسقط عليهم. وفي هذه الأثناء أيضاً تدخل نافذون آخرون أيضاً لإبتزاز آلا لالجي لمشاركتهم في مطابعهم مقابل مساعدتهم ولإيقاف إستيراد أحد المطابع من ألمانيا لأن أحد النافذين ينوي إستيرادها أيضاَ. وتدخل آخرون للضغط عليهم للإعتراف على ولدهم مقابل الإفراج عنهم. وكانت كل النصائح تدور حول "القضية كبيرة, لن ينفعكم القانون والمحامين, أنتم محتاجين لوساطات قوية". بعد عدة أسابيع تم الإفراج عن معظم المقبوض عليهم من آل لالجي وموظفيهم مع الإبقاء على عبدالكريم وإثنين آخرين. خلال كل هذه الأشهر تنقل عبدالكريم في صنعاء بين سجون البحث الجنائي والأمن السياسي وسجون الأمن القومي السرية وتم أيضاً تغيير التهمة من طبع كتب طائفية إلى التعاون مع الحوثيين إلى محاولة إنشاء خلية تخريبية إلى فقاعة التخابر مع إيران. أخيراً وبعد أشهر من الإبتزاز والنقل بين مختلف السجون في صنعاء والحبس الإنفرادي لمدة شهرين كاملين تم توجيه تهم مضحكة إلى عبدالكريم لالجي وهي موافاة السفارة الإيرانية بصنعاء بمعلومات عن حرب صعدة !! وعن الحالة الأمنية والحراك السياسي في الجنوب !! وإستلام عبدالكريم لأموال من رجال أعمال إيرانيين عبر بنوك حكومية يمنية وبإسمه بشكل رسمي !! الملفت للنظر أن جميع منظمات المجتمع المدني والصحف في الشمال قد أهتمت بقضية عبدالكريم الخيواني وجميع المعتقلين الشماليين على ذمة حرب صعدة وتبنت مظالمهم وأستمرت في كتابة البيانات وتنظيم الإعتصامات ومراسلة الجهات المختصة في الداخل ومنظمات المجتمع المدني في الخارج دون ان يلتفت أحدهم إلى عبدالكريم (العدني) ولو بنصف عين. لالجي العدني هو ضحية الدولة الحاوشة والنظام الدون كيشوتي الذي يقاتل طواحين الهواء ويدمن الفرقعات الإعلامية الكاذبة التي يعتقد أنها تشتت الأنظار عن فساد حكمه وسوء إدارته للبلاد والتي يعتقد أنها أنجع أسلوب لإبتزاز الجيران وللحصول على أموالهم الني تتجه فوراً لطاحونة الفساد التي تستخدم هذه الأموال لإنتاج المزيد من فنون الفساد ولاستنساخ المزيد من الفاسدين. [email protected] |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل ممكن أن تنهار الدولة في اليمن ويصبح مثلما الصومال..؟؟!! | عامر عبدالوهاب | سقيفة الحوار السياسي | 52 | 04-08-2010 02:58 PM |
اليمن" عندما تصير الدولة رجلاً فرداً ( بقلم : طلال سلمان | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 2 | 11-11-2009 07:19 PM |
الإعلان عن رؤية مشروع للإنقاذ الوطني تحدد الحلول بوقف نزيف صعدة وحل القضية الجنوبية و | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 3 | 09-08-2009 03:18 AM |
الاختطافات نتيجة لعجز الدولة ..والاستجابة لمطالب الخاطفين تتسبب في زيادة هذه الظاهرة | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 0 | 09-06-2009 03:09 AM |
تنفيذاً لأوامر رئاسية.. كشف بأسماء المواطنين الين منحت لهم الحكومة أراضي في عدن | هدير الرعد | سقيفة الحوار السياسي | 4 | 05-21-2009 03:17 PM |
|