![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() طعم الحرية2011/01/17 الساعة 20:56:17 طه حسين بافضل قائمة طويلة من الطغاة والحكام الجبابرة، سجلت تفاصيل حياتهم، وظلت محفورة في صفحات التاريخ البشري، قد تعجب فعلا حينما تقرأها وتتابع مراحلها ونهايتها البائسة، لكن العجب لا ينقضي فما زال في جعبة التاريخ المعاصر الكثير من هذه النماذج التي لم ترعو عن غيها، ولم تستفق من سكرتها . القصة الدرامية لأحداث تونس الأخيرة، أرجعتنا لقصص جمة، على شاكلتها، فثمة تشابه عجيب، وليس من قبيل المصادفة أن يحدث ما حدث، ف"ابن علي" طاغية لم يعلن الحرب على شعبه فحسب، ولكنه ويالغباء الطغاة، أعلن الحرب على خالقه ومولاه!! لم يقل أحد من هؤلاء الهالكين أو الهاربين مقولة فرعون الصريحة لبني إسرائيل "أنا ربكم الأعلى" ولكنهم يقولونها بأفعالهم وأوامرهم و"فرماناتهم"، ويتركون لعائلاتهم بسط سيطرتهم على مقدرات البلاد والعباد، والاستحواذ قدر ما يستطيعون على الثروة والنفوذ. هنا يأتي دور الثورة الشعبية على الظلم والفساد والانحلال، لتسير عملية التغيير وفق سنة التطور، فتحدث في العمق بوسائل سلمية هادئة ومتواصلة، أو تتم على السطح بطرق عنيفة مندفعة، تمهد لها ظروف متأزمة، تؤججها عوامل داخلية بصور متداخلة من الصراع والمواجهة، وبإنتاج فكري ووعي وتحضير سياسي تتحرك خلالها الطلائع المؤمنة والمضحية وفي مخيلتها حلم التغيير، تتجاذب معه في حلها وترحالها، وتهفو نفوسها إلى دحر الانحلال بتعبير الفيلسوف الألماني هيجل "التغير يعني وجود انحلال تنبثق منه نهضة" . الفساد والانحلال والانحطاط والتبعية والولاء المطلق للأعداء، سمات تتسم بها أغلب الأنظمة الحاكمة، وبشهادة أجهزتها الرقابية والمحاسبية وهيئات مكافحة الفساد، وإذا أمعنت النظر في الوثائق، تجد أن من ائتمنهم الشعب على أمانة مسؤولية إدارة البلد هم أول من تتلطخ أيديهم بجرائم النهب والتزوير والغش والسطو المنظم، في كل واد بنو سعد، وفي كل دائرة لص ومتنفذ، ويعوزك أن تجد نزيهاً لم تقترف يداه سيئات القوم . فلا تتعجب إذا أن يثور الشعب على الظلم والعدوان، وتخرج المظاهرات والمسيرات السلمية وغير السلمية، لأن ذلك باختصار عودة للأصل الإنساني، فالأحرار لا يرضون بالضيم ولا الذلة والمهانة، ولا تستكين نفوسهم إلا لبارئهم وخالقهم، أما أمثالهم من البشر فليس لهم إلا الحقوق وعليهم الواجبات فمتى ما تم ذلك كان التبجيل والاحترام والتقدير المتبادل، فالعدالة قيمة متربعة على عرش القيم الإنسانية، ولم تَسُد وتعظم وتكبر وتسيطر الأمم والحضارات إلا بسيادة العدل بين أفرادها . العجيب، فقط، هو أن تستمرئ الشعوب الخطأ والفساد، وتطيع أرباب الطغيان، وتسير تهتف بشعارات النفاق والتملق واللحس لأعتاب الظلمة، فتخرج تهتف بأبدية الجلاد، وتتوهم أنه لا خلاص ولا مناص ولابديل له، فهو الذي بيده الحل والمخرج، وهو من يعرف ويعلم ويتوقع كل خطر وخلل وانهيار إنه الربان الماهر لسفينة الأمة، التي يحسبونها تسير إلى بر الأمان، وهي تتخبط في مسالك التيه والضياع . لقد آن للنخب الحاكمة أن تتوقف وتتأمل إلى ما قاله ابن خلدون وهو يسطر أسباب انهيار الدول "إذا استحكمت طبيعة الملك من الانفراد بالمجد وحصول الترف والدعة أقبلت الدولة على الهرم" وهي جملة بليغة تُطمئِن كل من دب في نفسه اليأس من طول مدة الظلم؛ أن السُنّة جارية، والأيام دول . *رئيس تحرير صحيفة الرشد |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|