المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!


عبد الناصربعد غزوة واحتلالة صنعاء وتعز والحديدة خطاب النكبات لليمن والجنوب العربي وحضرموت (شاهد الفديو)

سقيفة الأخبار السياسيه


موضوع مغلق
قديم 10-17-2017, 12:57 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب : الزهور تدفن في اليمن ..( الحلقة الرابعة)



الأحد 01 أكتوبر 2017 10:14 مساءً
شبوه برس - خاص - اليمن




الطبعة الثانية : عام 1977م تأليف : وجيه أبو ذكرى

عرض وتلخيص : د. علوي عمر بن فريد

ذكر المؤلف أنه بوصول المشير عبد الحكيم عامر تجدد الأمل عندما جمع قياداته واخبرهم أن قوات هائلة في طريقها إلى اليمن ، ووضع المشير عامر خطة اسماها ( الهجوم الكبير ) ويؤدي إلى :


- فتح الطريق إلى الحديدة .

- فتح الطريق إلى تعز .

- دعم القوات الموجودة في صنعاء وتتجه شمالا لتأمين الطريق إلى صعده .

- قوات أخرى تتجه من صنعاء إلى مأرب وصرواح وحريب .

- قوات تحاصر الملكيين الموجودين في جحانه .

وبالفعل نجحت الخطة واستطاعت القوات المصرية بقيادة المشير عامر أن تصل إلى مواقعها المحددة ولكن بكثير من الخسائر !!

لقد عشنا في حرب غريبة اسمها حرب الكهوف , إن اليمني يأخذ معه طلقات من الرصاص وبندقية قد تكون قديمة جدا , وبعض عيدان القات وقليل من الطحين , وبعض الزيت الذي يزخر به اليمن , ويصعد إلى الجبل حتى يجد احد الكهوف ويجلس فيها .

وعندما يشاهد جنديا مصريا , يخرج من الكهف , ويصوب طلقة واحدة تصيب الجندي في جبهته فيسقط شهيدا وعندما تأتي الطائرة القاذفة لضرب الجبل يدخل الكهف وينتظر حتى تسقط حمولتها من القنابل وهي عادة تحمل أربع قنابل وبعد أن يسمع أربع إنفجارات يخرج من الكهف ويصوب بندقيته تجاهها ونادرا ما يصيبها ولكن ذلك يجعل مهمة الطيار محفوفة بالمخاطر .

ومن المعارك البرية نسير بالدبابات وأحيانا يقف الجندي على مدفع الدبابة وعندما يصل طابور الدبابات إلى طريق ضيق يخرج اليمنيون من فوق الجبال ويمطرون الدبابات بالرصاص مما يضطر الجندي إلى الدخول إلى الدبابة ثم ينزلون إلى الأرض يحاولون اصطياد من بداخلها بالخناجر ولكن هذا من المستحيل !!

فاخترعوا طريقة غريبة , يلقون بترولا على الدبابة مما يؤدي إلى اشتعالها وزيادة الحرارة في الداخل مما يجبر الطاقم إلى الخروج وهنا تكون الخناجر في انتظارهم لنزع رؤوسهم وتتوقف الدبابة الأولى وخلفها طابور طويل من الدبابات !!

ورحل المشير عامر بعد أن قام بتأمين الموقف العسكري تماما في اليمن , إلا انه لم يتمكن من تأمين الموقف السياسي .

نحن نقاتل ونستشهد على هذا التراب والخلافات طاحنة بين الفريق الجمهوري والفساد يشتد يوما بعد يوم في جهاز الحكومة !!

ومثلا طلبت الحكومة اليمنية عودة اليمنيين من الخارج ومنهم آلاف بعضهم يحمل الدكتوراه أو مراكز مرموقة في بلدان أخرى .. وعاد البعض منهم وعرض خدماته للنهوض بالبلد وهنا حدث تناقض بين من قاموا بالثورة وهؤلاء العائدين وظل بعضهم شهورا لا يجد ما يفعله مما أدى إلى عودتهم من حيث جاؤوا , ومثلا أرسلت إحدى الدول الاشتراكية هدية منها لحكومة الجمهورية اليمنية ووصل المستشفى إلى ميناء عدن وباسم الوزير المسئول وابلغ بذلك وذهب إلى عدن واستلم المستشفى ثم جمع تجار عدن وباع المستشفى بالمزاد العلني وقبض الثمن وعاد إلى صنعاء وعندما سئل : قال إنها هدية خاصة لي !!

لو أن هذا الحادث قد وقع في بلد آخر لاهتز الكرسي من تحته إلا انه يعلم أن الجميع قد صنعوا أكثر منه !!

وقائد الثورة السلال على خلاف مع الكثير وخاصة عبدالرحمن البيضاني ومحسن العيني الذي تم إبعاده و إرساله كمندوب لليمن إلى الأمم المتحدة, وقد أشيع أن البيضاني قد استولى على أموال الإمام وذهبه واستطاع تهريب تلك الأموال إلى احد البنوك في عدن ومنها إلى بنك روما واعتقد أن البيضاني سيترك اليمن إلى القاهرة !!

والسلال ليس بالرجل المثقف , وليس بالرجال الطيب القلب كما يبدو وهو مريض من إنهاك سنوات الظلام ولكنه في الوقت نفسه ليس تافها , انه من أحسن الذين يتآمرون في اليمن ولا نستطيع معرفة في أي جانب هو ؟؟ والى اللقاء في الحلقة الخامسة


جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
 
قديم 10-18-2017, 12:51 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب : الزهور تدفن في اليمن (الحلقة الخامسة)



الخميس 05 أكتوبر 2017 12:58 مساءً
شبوه برس - خاص - اليمن




تأليف : وجيه أبو ذكرى

الطبعة الثانية عام 1977م

عرض وتلخيص :د. علوي عمر بن فريد

في رسالة من الكاتب لزوجته قال فيها :

يكفي أن تعلمي – أنه في اليمن قبل الثورة – كانت أبواب المدن تغلق عند غروب الشمس ،ويساق آخرون الى السجون ، ان سكان الشمال الكثير منهم ،يعتقدون أن العالم ينتهي بعد جبال صعده ، وأن لا بشر في الأرض غيرهم !!


والآن يعلمون أن هناك دول أخرى وحضارات وشعوب تعيش في القرن العشرين ..هنا محاولات للإصلاح ، هنا بعض مشايخ الأزهر وعشرات المهندسين يبنون المدارس ، ويشقون الطرق بين صنعاء وعدن !!

واليمنيون حاليا ليسوا فقراء كالسابق ،إن هذه الحرب قد جعلت من بعضهم أثرياء ، فالأموال السعودية والمصرية التي أعطيت للقبائل قد جعلت رواجا . وردت زوجة المؤلف عليه بالقول :

إن السعودية غير راغبة في وجود القوات المصرية التي أنهكت خلال الشهور الماضية في اليمن وأنها مستعدة للدخول في مفاوضات للخروج من اليمن !! أما أخبار مصر فهي كالآتي :

ما زالت قرى مصر مظلمة ...

وما زالت الأمية بنفس النسبة التي كانت عليها عام 1952م .

وقد جلست مع أحد خبراء السد العالي وقال أن كهرباء السد تضيع هباء ولأن حرب اليمن أوقفت بعض المصانع وكهربة الريف المصري توقفت !! ومصر لا تستطيع أن تبني مدرسة واحدة لأطفالها بسبب حرب اليمن

والناس هنا من كثرة الحزن يضحكون واليك آخر نكاتهم عن اليمن !!

باخرة ثقبت في عرض البحر ، وكان لابد من خفيف حمولتها ، واقترح قائد الباخرة أن تجتمع كل جنسية وتختار واحد يلقي بنفسه في البحر وتم الاختيار , ووقف الأول وكان مصريا , وقال : في سبيل مصر وألقى بنفسه في البحر والثاني في سبيل بريطانيا العظمى وألقى بنفسه ومواطن يمني وقف وقال : في سبيل الجمهورية العربية اليمنية ودفع إلى البحر بشاب مصري يقف بجواره !!

وتتساءل زوجة المؤلف بمرارة وتقول :

أي عدو تحاربون ؟ أمريكا تريد أن تخرج من فيتنام ونحن في وحل اليمن.

تعالوا حاربوا الفقر والجهل والمرض .. تعالوا أقيموا هنا العدل والثراء والرفاهية والحرية ثم صدروها للخارج ؟؟

ويرد عليها المؤلف بالقول :

تطالبين بالعودة ولكن الطريق مسدود أنا وأربعة نبيت في هذه الغرفة منذ وصول صنعاء ويختفي احدنا في مكان ما , ويأتي مقاتل جديد ويختفي اثنان وهكذا عملية الموت تدور في هذه الغرفة !!

وصل المشير عامر إلى صنعاء واجتمع بالقيادة وابلغهم بان رالف بانش السكرتير العام للأمم المتحدة سوف يصل إلى صنعاء ويجب أن تكون كافة المدن الرئيسية في اليمن بأيدينا مهما كلفنا ذلك , وكانت مأرب هي المدينة التي سقطت من أيدينا وذبح كل الرجال الذين كانوا فيها !!

واعدت خطة عسكرية لاستعادتها تحت أشراف المشير عامر وكنت ضمن تلك القوات .. واستطعنا تحريرها ولكن فقدنا في الطريق مئات من القتلى!!

وجاء رالف بانش في مارس الماضي وقابل السلال وعامر وقال له المشير عامر : أن جميع مدن اليمن في أيدي الجمهوريين !!

وقال بانش : حتى مأرب ؟

وعرض عليه المشير عامر أن تنقله طائرة هيلكوبتر إلى مأرب , وفعلا وصل إلى مأرب وقال له احد المقاتلين :

قد يأتي مؤرخ ويقول فترة الاستعمار المصري في اليمن .. هنا ندفن يا سيدي بلا معالم مشكلة اليمن اكبر من أن تتحملها مصر تاريخيا انها وصمة عار في جبين الإنسانية

وسكت بانش وكاد أن يبكي حزنا على ما شاهده في اليمن عند علمه عن عدد الضحايا من شهداء قواتنا !!

لقد تسربت لنا أنباء عن احتمال اتفاق وكانت شروط السعودية هي الانسحاب من اليمن وقد وافقت على الشروط المصرية وطلبت من الإمام محمد البدر مغادرة السعودية وعارضت أطراف جمهورية وملكية وبعض القيادات المصرية , أن حرب اليمن كانت كنزا عظيما لأطراف كثيرة ومن ذلك : أن الرئيس السلال مثلا رجل ذكي وقال : بأنه يرفض جلاء القوات المصرية من اليمن وذلك الإمام البدر قال بأنه لن يوقف القتال , وشيوخ القبائل ترفض وقف القتال وأكثر من قائد عسكري مصري ضد هذا الاتفاق !

مثلا لواء قائد محور مصري في اليمن عند ما سمع نبأ قرب الاتفاق ضرب كفا على كف وقال : وكيف انتهي من بناء الفيلا ؟

وختم المؤلف رسالته بالقول : زوجتي إن حرب اليمن قد شكلت طبقات مستفيدة ومستعدة للتأمر وللاغتيال حتى لا يتوقف القتال أو بالأصح لا يتوقف سيل الذهب القادم من السعودية وسيل الفضة القادم من مصر !

وختاما أقول : ما أشبه الليلة بالبارحة وما يجري اليوم في اليمن ما هو إلا تكرار لما حدث في الستينات ..وأخيرا نقول : أما آن لهذا الليل من آخر !؟



*- يتبع بالحلقة السادسة

جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 10-19-2017, 12:29 AM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب : الزهور تدفن في اليمن (الحلقة السادسة)



الاثنين 09 أكتوبر 2017 08:43 مساءً
شبوه برس - خاص - اليمن




تأليف : وجيه أبو ذكرى

الطبعة عام 1977م

عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد

يقول المؤلف في رسالة خاصة لزوجته: كان الرئيس جمال عبد الناصر صادق في الانسحاب .. وأقول لك أن الأمير فيصل بن عبد العزيز صادق في وقف المساعدات عن الملكيين .. وأقول لك أن الولايات المتحدة تريد إنهاء الصراع .. وكذلك رالف بانش ويوثانت والأمم المتحدة يرغبون في وقف القتال وانسحاب القوات المصرية ..!!


والأمم المتحدة قررت إرسال قوات الطوارئ وقررت مصر والسعودية تحمل نفقات هذه القوات أثناء وجودها في اليمن , وهي قوات كندية ويوغسلافية وسويدية ونرويجية واسترالية ونمساوية , قوات الطوارئ الدولية تعيش في رعب بعد أن سمعت حكايات اليمن والرصاص الدمدم المحرم دولياً وكذلك الخوف من الخناجر !!

والقبائل تعودوا المكاسب من القتال .. المهم أن تظل الحرب مشتعلة من أجل تحصيل المال !!

وهم يحاربون كل يوم في اتجاه ..والقتال بالنسبة لهم هواية واحتراف .!!

إن عدد الشهداء من جنودنا بلغ الآن ثمانية آلاف شهيد دفنوا في اليمن وأسرهم لا تعرف عنهم شيئاً .. وفي رسالة أخرى للمؤلف من زوجته تقول فيها :

هنا في مصر أزمة اقتصادية ووسائل الإعلام تحجب الحقيقة عنهم !!

إن العالم لو أراد حل مشكلة الحرب في اليمن لأمكنه حلها , ولكن لا أحد يريد حلها !!

الاتحاد السوفييتي لا يريد حلاً لهذه المشكلة , والولايات المتحدة تريد أن تظل مصر في وحل اليمن وتنفق كل ما لديها من مال وقوة , وحتى الدول العربية تريد أن تستمر مصر في حربها في اليمن حتى تأمن شر التدخل في شؤونها الداخلية !!



ويذكر المؤلف لزوجته عن الشيخ الغادر فيقول :

الغادر شيخ قبائل بكيل , انه ساحر , يأمر قواته أن تقاتل فتقاتل لا يهم من تقاتل وقد حمل اللواء عثمان نصار قائد المحور الشمالي للغادر مأتين وخمسون ألف ريال من الفضة على أن ينضم الغادر للجمهوريين وفعلاً أوقف هجماته على قواتنا !!



وقال المؤلف في رسالته مخاطباً زوجته :

أقول لك بعد أن انتهت معارك مستمرة طويلة ومريرة دفاعية وهجومية , اعدوا الهجوم على صنعاء بشكل دقيق ومنظم بشكل لا يتصوره أحد وكانت يهدف إلى أمرين :

- تحييد قواتنا عن الدخول في معارك

- حصارها وتثبيتها في مكانها

- تصفيتها بعد الدخول إلى صنعاء

وتمكنت القوات الملكية من تنفيذ البند الأول والثاني وسقط الكثير من الجانبين وكل يريد أن يحرز النصر على الآخر .. وكلانا يريد أن يدمر الآخر .. وما حدث في الشهور الماضية لن يغفره التاريخ الإنساني لنا ولهم .. وقد القوا من المدافع ذخيرة تحمل جرثومة الكبد الوبائي على قواتنا , وبدأ هذا المرض اللعين ينتشر بين قواتنا .. وأصبحت الطائرات لا عمل لها إلا حمل المصابين بهذا الوباء من صنعاء إلى القاهرة ..!

وفشلت البعثات الطبية العسكرية من السيطرة على الوباء وكاد يشل حركة قواتنا , لقد وصلنا في اليمن إلى حرب الجراثيم . وأرسلت القيادة العربية تقريراً عاجلاً إلى القاهرة تطلب المشورة وجاء الرد .. استخدموا الغاز السام على مواقع الملكيين بشكل محدود .. واجتمع قائد القوات العربية بالطيارين يعرض عليهم الأمر !!



وكان رأي الطيارين أنه يجب أن لا ننساق وراء هذه الحروب , فسوف تكون وصمة عار في جبين القوات المسلحة المصرية .. ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك !!؟

لقد كان الطيران هو البطل في اليمن , فهو الذي ساهم في رفع الحصار عن صنعاء وهو الذي طهر أماكن كثيرة في كل أنحاء اليمن , لقد قاست قواتنا كثيراً , وأهم المحاور الذي ابتلعت آلاف المصريين هو المحور الشرقي الذي يبدأ من صنعاء – جحانة – العرقوب – صرواح – مأرب , وهذا المحور من أوعر وأقسى المحاور انه سلسلة جبلية عالية والسيطرة عليها تحتاج إلى شهور من القتال واستطاعت قواتنا أن تشق طريقها إلى صرواح ولكننا تكبدنا آلاف الشهداء .. بسبب السقوط في الكمائن !!

ثم تقدمت قواتنا إلى المحور الثاني في حماية الطيران إلى عمران ثم اتجهت شرقاً ثم جنوباً من الحزم إلى مأرب واستطاعت أن تفك الحصار عن مأرب .. واستشهد الآلاف في هذا الطريق الوعر وأمكن فك الحصار عن قواتنا المتمركزة فوق الجبال , ثم المحور الثالث الذي يصل صنعاء بصعدة .. فالمحور الرابع الساحلي من الحديدة إلى ميدي .



والآن أصبحت قواتنا فوق الجبال وفي المدن وعلى الطرقات جيش كامل محارب ونحتاج يوميا إلى اثنين مليون جنيه إنفاقات .. إنها معارك قاسية تسمعون عنها في الأعلام مثل :

معركة الجبل الأسود – معركة جبل المعكوف – معركة الجبل المخروم ففي اليمن جبال قاسية وكان للسيطرة عليها بقوات نظامية وأسلحة ثقيلة شهادة خارقة للقوات المصرية .

والسؤال هو : هل انتهت معارك اليمن ؟

وللإجابة على هذا السؤال ستكون في الحلقة السابعة



*-وضع القيود الحديدية على أقدام اليمنيين أستمرت إلى اليوم في العهد الجمهوري



جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 10-20-2017, 12:56 PM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب : الزهور تدفن في اليمن ..أبناء الجنوب العربي قاتلوا بإخلاص ( الحلقة السابعة)



الخميس 12 أكتوبر 2017 04:27 مساءً
شبوه برس - خاص - اليمن




تأليف : وجيه أبو ذكرى الطبعة الثانية: عام 1977م

عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد

طرح المؤلف سؤالا هو : هل انتهت الحرب في اليمن ؟ وأجاب على نفسه بالقول :

أبدا ما انتهت ..إنهم يبنون أسلوبا جديدا في القتال يمكن أن نسميه عسكريا " القبضة الحديدة "

يجمعون كل ما لديهم من قوة , ويحاولون السيطرة على موقع ما , ويبدأ القتال , وقد يستمر أياما وبالتالي يحتاج إلى قوات لفك الحصار ثم يهرب الملكيون .. ثم يعاودون الكرة في موقع آخر !!

ونجد أنفسنا في حرب غريبة لانهاية لها .. يريدون إنهاكنا بشريا واقتصاديا !!


وينقسم المقاتلون في اليمن إلى قسمين :

القسم الأول : القيادات الموجودة في المدن المستقرة إلى حد ما في صنعاء والحديدة ،وتعز، وهم إلى حد كبير في راحة بعيدون عن ساحات القتال وسط أسواق صنعاء , وهبوط الطائرات القادمة من القاهرة تحمل لهم خيرات مصر , وعلى مرمى حجر من المسئولين لتلبية كافة مطالبهم .

القسم الثاني : رجال الجبال المحاصرين بقوات ملكية المعرضين كل لحظة للموت المدافعون عن الثورة والذين يقاتلون من اجل البقاء أحياء وهم يشاهدون جثث زملائهم وقد مثل بهم !!

مثال ذلك : قوة من 40 رجلا تحتل جبل في المحور الشمالي , لا تستطيع أن تتركه يحتاج الجبل إلى صعوده ثمان ساعات على الأقدام ويحتاج الهبوط منه إلى ساعتين , ووجدت القوة أنها ليست بحاجة إلى هبوط وصعود.. قرابة 4 أشهر ينتظرون الطائرة التي تسقط لهم الغذاء والماء , احد أفراد هذه القوة فقد عقله , وغيره مئات يتعالجون في مصحات نفسية في القاهرة .. هذه هي قواتنا التي انفق عليها الشعب كل ما يملك لتحارب إسرائيل .. وهي اليوم على بعد آلاف الأميال من الجبهة الحقيقية فوق الجبل الأسود وجبال صرواح وجحانه .

وعندما يشاهد الإنسان ( مأساتنا في اليمن ) يكفر بكل شيء .



ويخاطب المؤلف زوجته في رسالة خاصة قائلا :

عندما تشاهدين جثث المصريين الممثل بها أبشع تمثيل .. وعندما تشاهدين بين قادة جيش لأمة فقيرة وقد تحولوا إلى تجار حرب !!

والآن الموقف شائك وقواتنا مستقرة في كل أنحاء اليمن .

وبدأنا الإعداد لزيارة الرئيس جمال عبدا لناصر وقد وصلت قوات خاصة إلى صنعاء , وصدرت الأوامر بعدم دخول يمنيين صنعاء ومعهم سلاح سواء ملكيين أو جمهوريين !!



وفي 23 ابريل عام 1964م وصل الرئيس جمال عبدالناصر إلى صنعاء يرافقه المشير عبد الحكيم عامر ويقول المؤلف :

اليوم التقى عبدالناصر في صنعاء له كبرياء ورهبه وقال المؤلف عن عامر إنني أحب المشير عنده شهامة الأب ووفاء الصديق وجرأة القائد أما السلال فلا معنى له من الإعراب!!

وقد حدثت مناقشة بينه وبين قائد القوات العربية اللواء مرتجى حول عدم اشتراك رجال الثورة في هذه الحرب إلا بأعداد قليلة جدا وبعض من هؤلاء من الجنوب العربي وقد جاءوا متطوعين والقليل منهم من اليمن الشمالية , أما رجال القبائل فيوم مع الفضة، ويوم مع الذهب ،يوم معك ويوم عليك !!

لقد رحل عبدالناصر بعد إعداد الخطة ( صلاح الدين )

وتهدف إلى :

1- إقلاق القوات البريطانية في الجنوب .

2- تخفيف الضغط على القوات المصرية في اليمن.

3- تشكيل قيادة تتسلم مقاليد الحكم بعد رحيل بريطانيا.

وأتصور أن هذه الأفكار الوردية هي التي تدفع عبدالناصر إلى الاستمرار في اليمن رغم الزهور التي تدفن في اليمن , ورغم الإفلاس الاقتصادي الذي نعانيه , وفي بداية 1965م بدأنا تنفيذ سياسة النفس الطويل أو تجميع القوات وللعلم أننا لو رغبنا في الخروج من اليمن اليوم فان آخر جندي سيرحل بعد عام من الآن , فلم يعد الأمر سهلا وكانت الخطوط العريضة من قيادة القوات المصرية كما يلي :

1- تجميع القوات في صنعاء , الحديدة , تعز .

2- في حالة الاشتباك لابد أن تشترك كافة الأسلحة للردع والحسم .

3- الهجوم على القوات الملكية بعنف ولقد بدأ الرئيس عبدالناصر تنفيذ سياسة (النفس الطويل) وقد أدى ذلك إلى دفع رجال القبائل بالكثير من المقاتلين لمحاولة ضرب القوات التي بدأت تلتحم مع بعضها البعض وكان أهمها قوات الجوف وفيها طرق وعرة , ولقد قام بهذه العملية اللواء سعد الدين الشاذلي وقد استدعى رجال القبائل وطلب منهم عدم التعرض للقوات المصرية وهي في طريقها إلى صنعاء , وأكد لهم أن أي تعرض لها سيقابل بعنف شديد وقد تأثر رجال القبائل ولكن لست ادري هل كان ذلك عاطفة أم مصلحة !؟؟

وقد قام الملكيون بتشكيل جيش لاحتلال الأماكن التي أخلاها المصريون وكان الجيش الملكي بقيادة الشيخ قاسم منصر الذي هدد باحتلال صنعاء !!

وقررنا الهجوم على جيش قاسم منصر في ثلاث جهات لتحاصر قوات الشيخ قاسم منصر , وشاركت في الهجوم القوات الجوية بفعالية ودارت اعنف معركة شهدتها اليمن بين الجانبين كانت قواتنا تقدر بحوالي 25 ألف مقاتل إضافة إلى ألف من الجيش اليمني وكانت القوات الملكية تقدر بحوالي ثمانين ألف مقاتل ولديهم كافة الأسلحة ..

وللحدث بقية في الحلقة الثامنة .

جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 10-21-2017, 02:23 PM   #5
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب : الزهور تدفن في اليمن (الحلقة الثامنة)



الاثنين 16 أكتوبر 2017 03:18 صباحاً
شبوه برس - خاص - القاهرة




تأليف : وجيه أبو ذكرى

الطبعة الثانية عام 1977م

عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد

يقول المؤلف في رسالة لزوجته :استمرت المعركة مع الملكيين عدة أسابيع ونتج عنها الآلاف من القتلى من الجانبين وخاصة من الجانب الملكي ، وانتهى جيش قاسم منصر ،وتدخل مستر روشان مندوب الصليب الأحمر الدولي لإخلاء القتلى ، وطلب من قائد القوات العربية بعض الأطباء المصريين ، وسيارات الإسعاف لإنقاذ المصابين من الجانب الملكي ، وأسرع رجالنا بكل حماس للقيام بهذه المهمة الإنسانية ، وذكر طبيب مصري وقال انه أجرى 30 عملية جراحية في يوم واحد لثلاثين من رجال القبائل كانت تقاتل القوات المصرية !!


ويقول المؤلف : لقد استخدمنا في هذه العملية عشرات الأطنان من الذخيرة التي يبيعها الروس كما استخدمنا الدبابات والسيارات المصفحة وأسلحة متوسطة وثقيلة

وتم إنشاء قيادة العملية صلاح الدين في مدينة تعز الجميلة والقريبة من حدود الجنوب العربي .

وفي مصر كان الإخوان المسلمون يعدون انقلابا ضد حكم الرئيس عبد الناصر واستطاع سيد قطب أن يستقطب الآلاف من الإخوان المسلمين ، وان يشتري سلاحا من الأهالي والذي كان في حوزتهم منذ عام 1956م وجمعه في قرية من قرى الجيزة ، وفجأة ذهب السائق إلى الشرطة العسكرية ليكشف لهم عن كل شيء .. واخطر الرئيس عبد الناصر وأسندت مهمة اعتقال جماعة الإخوان المسلمين لثلاثة أجهزة هي :

- الشرطة العسكرية.

- الشرطة والأمن العام .

- مكتب الأمن لرئيس الجمهورية.

وتقول زوجة المؤلف في رسالة خاصة له:

حمزة البسيوني طالما أن اسمه موجود في مصر فانه علامة اللا إنسانية، وعلامة التخلف ، وعلامة الظلم ، وعلامة شريعة الغاب ، وعلامة البغاء والخلق المهدور ..انه سفاح بدرجة لواء وهو يتصور انه يحمي النظام ، الحرية انتحرت ، الاشتراكية الفقر .

وتواصل زوجة المؤلف فتقول :

هل تعلم أن عشرات اليمنيين وغير اليمنيين الذين خالفوا الزعيم الرأي منتشرين الآن في سجون مصر.

- مهدي عماش (عراقي)معتقل .

- معين بسيسو (شاعر فلسطين ) خالف عبد الناصر فوضعه في الواحات ،وذات مرة قالوا له اكتب استرحام لعبد الناصر وسوف نفرج عنك ، فكتب هذه القصيدة :

- اركع

- اركع للورقة

- اغرز قلمك في عيني طفلك

- واطلب ما أمرك أن تكتب من ذبحك

- والقلم على عتبة بابك

- كوم أوراقك قدامك

- وأسال جلادك ..عن عود ثقاب

- والى اللقاء في الحلقة التاسعة


جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 10-22-2017, 01:08 AM   #6
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب الزهور تدفن في اليمن..( الحلقة التاسعة)



الخميس 19 أكتوبر 2017 04:29 صباحاً
شبوه برس - خاص - القاهرة




تأليف : وجيه أبو ذكرى

الطبعة الثانية : عام 1977م

عرض وتلخيص : د. علوي عمر بن فريد

يقول المؤلف في كتابه :

اليمن لها حكاية مع حمزة البسيوني ومع السجن الحربي في 16 سبتمبر الماضي حضر إلى القاهرة أعضاء من النظام الجمهوري وكان المفروض أن يقابلوا الرئيس عبدا لناصر , واستقبلوهم استقبال رسمي في المطار , وركبوا السيارات تحميهم الحصانة الدبلوماسية , وبدل من مقابلة الرئيس قابلوا حمزة البسيوني في السجن الحربي !!


• احمد نعمان عضو المجلس الجمهوري , ورئيس وزراء اليمن .

• الفريق حسن العمري القائد العام للقوات المسلحة اليمنية .

• حسن مكي نائب رئيس الوزراء .

• العقيد حسين المسوري رئيس هيئة الأركان العامة .

• العقيد إبراهيم الحمدي نائب القائد العام .

• احمد عبده سعيد - محمد الحجري – يحيى المتوكل – محسن العيني – درهم أبو لحوم – دكتورعبدالرحمن البيضاني – القاضي عبد الرحمن الارياني .

وهؤلاء أرائهم متقاربة فمنهم من يرى انه يمكن التفاهم مع السعودية مع البقاء على النظام الجمهوري , ومنهم من يرى أن القوات اليمنية تستطيع مواجهة الملكيين بعد انسحاب القوات المصرية , ومنهم من يبحث عن مخرج للأزمة اليمنية , ومنهم من يريد حقن الدماء والبناء ..هؤلاء جميعا كلهم في السجون ولكن هل عبدا لناصر هو الذي أمر بذلك ؟

إنهم يرون انه يمكن الاتصال بالمملكة العربية السعودية لوضع صيغة للتعاون ولكن الجانب المصري رفض ذلك !



وقرر العمري والنعمان ومكي السفر إلى الدول العربية لشرح وجهة نظرهم والسعي لدى الزعماء العرب , إلا أن الفريق العمري قرر الذهاب إلى الأمم المتحدة ليعلن عن رفضه لقبول الوضع الراهن !!

ومعنى ذلك أن يسحب العمري من الرئيس عبدا لناصر شرعية الوجود في اليمن ويضعه في حرج , وبناء عليه تم استدعائهم للتفاهم ثم أدخلهم في السجن الحربي !!



لا أنكر انه لولا التدخل العسكري المصري في اليمن لما بقيت الثورة , ولكن السؤال هو : هل أقيم الجيش المصري ليحارب في اليمن والكونغو , ويعسكر في العراق , أم أقيم لمحاربة إسرائيل ؟

ولنفرض أنها شنت علينا حربا .. هل ننتظر حتى تعود قواتنا من اليمن ؟! ..بعد قيام الثورة أو قبلها بقليل قدمت مصر لألمانيا الغربية قرضا بقيمة 10 مليون جنيه والآن مصر تدق كل الأبواب تبحث عن قروض !!

هل نريد أن نحرر الكونغولي , والكوبي , والإيراني , والعربي , ثم نعطي الحرية للمصري بعد ذلك !!؟؟؟



وتقول زوجة المؤلف في رسالة لزوجها :

كلامي هذا سوف يغضب أي مواطن عربي , واعلم ما قدمه الرئيس عبد الناصر ,للمواطن في سوريا والجزائر , والمغرب , والخليج , أنا اعرف هامات المواطنين في الخليج العربي والجنوب العربي قد ارتفعت وصوتهم قد قوي ضد القوات البريطانية الموجودة , أنا اعلم الثورات التي تتفجر ضد الاستعمار في آسيا وأفريقيا .. ولكن من يدفع الثمن ؟ المواطن المصري هو من يدفع من دمه وحياته وقوته .. يدفع أغلى ما لديه من زهور تدفن هنا وهناك , إنني أخشى أن نحتاج يوما فلا نجد من يقدم لنا شيئا ! !



في الجنوب العربي شعور قومي لم يشهد له التاريخ مثيلا , والاستعمار البريطاني لابد وان يرحل , وكذلك في الخليج العربي , في الكويت تجربة ديمقراطية .. ويخاطب المؤلف زوجته فيقول :

فكري في مصر , في الشباب الذي يدفن هنا وهناك لو أنفقنا ما انفقناه باليمن على مصر وشعب مصر وقراه لشهد العالم دولة عظيمة ! !

حلبة المصارعة في اليمن عليها من كل الجنسيات , والحرب كانت وسيلة لهؤلاء لإضعاف مصر واليمنيون في صراع مع أنفسهم من مئات السنين :

• نزاع بين القبائل سكان الجبال والفلاحين سكان السهول .

• نزاع بين الزيود والشوافع

• نزاع بين الهاشميين وبقية الشعب

• نزاع جغرافي بين الأقاليم اليمنية

• نزاع بين الهاشميين أنفسهم

• نزاع بين مرتدي العمامة والخنجر

• نزاع بين الملكيين والجمهوريين

• نزاع بين الملكيين أنفسهم

• نزاع بين الجمهوريين أنفسهم

أي أننا ليس أمام ( يمن ) واحد أو شطرين من اليمن بل إننا أمام عشرين يمن !!ّ


جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 10-24-2017, 02:04 PM   #7
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كتاب : الزهور تدفن في اليمن .( الحلقة العاشرة)



الاثنين 23 أكتوبر 2017 08:52 صباحاً
شبوه برس - خاص - اليمن




تأليف : وجيه أبو ذكرى

الطبعة الثانية : عام 1977م

عرض وتلخيص : د. علوي عمر بن فريد

في بداية هذه الحلقة يصف المؤلف الصراع التاريخي في اليمن ويقول :

إننا أمام عشرين يمن , وكل يمن يريد تصفية حساب تاريخي مع يمن ثانية واستمرار الحرب تقع على حقيقتين :

1- إن القيادة المصرية تفتقر جدا إلى دراسة علمية عن الخلافات في اليمن .

2- إن القيادة المصرية لم تتمكن من وقف تصفية الحسابات التاريخية بين اليمنيين .


**حكم اليمن أو " الإمامة " حق للهاشميين وبدأ العهد المتوكلي عام 1918م. وبدا العهد يجمع زعماء القبائل من المتعصبين للسلالة الهاشمية . المؤمنين بحقهم المندس في الاستئثار بالسلطة والحاقدين على الذين لم يتعصب أجدادهم قبل مئات السنين لحق علي بن أبي طالب في الخلافة من بعد الرسول هو وأبناؤه وأحفاده .. وهذه القبائل أبيح لها أن تسكن في مساكن الأهالي بالقوة حتى لو أدى الأمر إلى إخراج رب المسكن ليحتله المجاهد ويفرض على الزوجة أن تتولى خدمته وإطعامه ما يختار من طعام وإذا اعتذر أصحاب القرية قام الجند بإحراقها كما حدث في قرية " الحوبان " عام 1955م .. في اليمن طبقة السادة وهم الهاشميون ولهم حقوق كثيرة منها رئاسة الدولة وعلى كافة المواطنين أن يقبلوا أيدي السادة ويقول محمد احمد نعمان :

أما المواطنون العاديون فالمفروض عليهم أن يقبلوا ركب الهاشميين , وإذا أراد الهاشمي أن يرد على هذه التحية , فليس أكثر من وضع يده على كتف المواطن المتقوس أمامه وهو يقبل ركبته !!

ويقول نعمان في مذكراته :

" لقد حاولنا القفز على الحواجز ولكننا وجدنا أنفسنا أمام حقائق صارخة وهي :

- الحريق والدمار لأرض القبائل .

- النسف والاغتيال في المدن .

- قتل العسكر للفلاحين في " ماويه " و"شرعب " ونهب الدكاكين في تعز والحديدة

- الإعدامات للهاشميين والمعممين الكبار من القحطانيين .

- الصراع الكبير المخيف على اقتسام المراكز بين الزيود والشوافع .

- تهامة التي تبحث عن نسب لها بين الفئات المختلفة .

هذه صورة لأطراف الصراع في اليمن , وقد عقدت خمس مؤتمرات للبحث عن السلام في اليمن ووقف القتال وهم من شيوخ القبائل ولم تسفر عن شيء !!

وفي مؤتمر القمة العربية بالا سكندريه عام 1964م تم التفاهم بين الملك فيصل والرئيس عبدالناصر على وقف القتال والإعداد لمؤتمر سياسي وتقرر أن يكون في حرض , واختارت الحكومة ممثلا عن كل منطقة جغرافية من كل قرية ومدينه واعترض البعض على البعض وبدأت الأحقاد التاريخية تطفو من جديد إلا أن هناك خمس قوى ظهرت على المسرح السياسي هي :

1- الجمهوريون المنشقون , وكانوا يرون أهمية علاقات وحسن جوار مع السعودية .

2- الحكومة الجمهورية ترى في الجمهوريين المنشقين خونه .

3- اتحاد القوى الشعبية اليمنية .

4- منظمة الشباب .

5- حزب الله الذي كونه محمد محمود الزبيري ورفاقه .

وفشل مؤتمر حرض وجرى اغتيال الزبيري .

مؤتمر حرض :

تشكل الوفد الجمهوري من 25 عضوا برئاسة القاضي عبدا لرحمن الارياني , وحضر من الجانب الملكي 25 عضوا برئاسة القاضي احمد محمد الشامي , استمر المؤتمر شهرا كاملا وكان أهم ما يعترضه :

1- ما جاء في الاتفاقية " ليتولى طريقة الحكم " وكان الجانب الجمهوري يرى آن معناها أسلوب الحكم , فيما الجانب الملكي يراها شكل الحكم !!

2- طالب الجانب الجمهوري إسقاط أسرة حميد الدين , وقال الجانب الملكي إن اتفاقية جدة لم تذكر شيئا من هذا !!

وأرسلوا للملك فيصل والرئيس عبدالناصر يطلبون تفسير ذلك , وجاء الرد منهما يحمل نفس المعنى , وهو التمسك بروح اتفاقية جدة وجاء شهر رمضان , وانفض السامر وتم الاتفاق على عقد مؤتمر في يناير عام 1966م , وأجهضت اتفاقية جدة , وفشل مؤتمر حرض , وعاد القتال في اليمن وعاد الخلاف المصري السعودي وعاد الخلاف بين الجمهوريين !! وليس سرا أن السلام في اليمن لن يتحقق للأسباب التالية:

وهذا ما سنتناوله في الحلقة الحادية عشرة .

جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 11-13-2017, 01:10 PM   #8
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كفاية حرب ؟؟



12/11/2017 21:11:42

رأي حضرموت برس



مشكلة اليمنيين شمالا وجنوبا أنهما لا يريدون أن يكونون مشروع دولة محترمة ولا حتى دولتيين تحترمان بعضهم البعض ولا يحترمون إرادتهم ....


صاروا هما ادوات بيد الأجنبي وحولوا بلادهم وشعبهم إلى صراع وحروب اقتتال من أجل غيرهم ...
حتى سيادتهم على أرضهم فقدوها والسبب أنهم يريدون السلطة خارج الادوات المتفق عليها عالميا ...
لا يؤمنون بالتوازن الوطني ولا بالتبادل السلمي ولا بالحد الممكن من الصناديق الانتخابية ولا حتى بالتوافق ...
كلا يريد هواءه ومزاجه ويصر على فرض سلطته بالسلاح مما جعلهم رهنا للأجنبي مقابل تخريب وتدمير البلد ونشر الفوضى وتقويض الدولة ...

كلاهما يتهربون من المنافسة الشريفة بمعنى قدم نفسك كانموذج محترم نزيه عادلاضد الفساد والنهب واعطاء كل حقوقه وضد الظلم
والكل يسعى أن يكون هناك قضاء نزيه وقطع اي يد تمتد للخارج بهدف العبث في البلد ...

وتطبيق نماذج أنظمةواشكال الحكم والإدارة التي تصلح للبيئة اليمنية نظام فيدرالي أو كنفدرالي ... او حتى إدارةحكم ذاتي لإقليم ما ...

او صيغة قيام دولة توخض فيها اعتبارات الموقف الإقليمي وجهات الدعم والإسناد وايضااستشارات الأسرةالدولية ...

حتى يخرج اليمن من مشروع الحرب بالوكالة ....

من ينهض هذا الشعب الأشدغباء أن يقول كلمته كفاية حروب

 
قديم 12-02-2017, 12:05 PM   #9
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



كوارث الثورات العربية



السبت 02 ديسمبر 2017 06:55 صباحاً
فاروق المفلحي




حين أندلعت الثورات العربية والتي أمتدت من العراق الى مصر مرورا باليمن ، فان ما عاناه عالمنا العربي بسبب هذه المتغيرات كان كارثيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.


كنت اتحدث الى صديق مصري مطلع على احوال مصر ومتابع لكل ما يجري في وطنه ، فقال ان ثورة يوليو في عام 1952م تقهقهرت ونكصت وأجهضت كل الاماني والأستقرار في وطن جميل، كان حينها ينافس دول أورباء في الوعي والإزدهاء والنماء والخدمات والديمقراطية وحرية الصحافة.

واضاف ان ما شهده عهد ما بعد ثورة يوليو في مصر من إزدهار كان بفضل الوعي والنهضة والرخاء الذي اسس لها النظام الملكي في عهد الملك فاروق.وانتهى ذلك وها هي مصر اليوم كما تشهدها تعاني كل الويلات.



وعن - العراق- الملكية فلقد حافظت الملكية على بلد العراق والمتعدد الجنسيات والاديان والمذاهب . حافظت عليه مزدهراً متآلفاً موحداً، بينما زجت الثورة العراقية الوطن العراقي في صراعات -إثنية- مع -الاكراد- وأسست لعداوات مذهبية، وتورطت العراق في حروب طاحنة مع الجيران، بما فيها ذلك الإجتياح الجائحي لدولة الكويت التي وقفت عبر تاريخها مع العراق الشقيق .



لم تشهد- ليبيا - اي استقرار بعد الاطاحة بالنظام الملكي في سنة 1969م ، حيث دارت الدوائر على ذلك الشعب وتلك البلاد الجميلة الغنية بثرواتها ومواردها ، وانساق النظام الجمهاهيري في ليبيا -العظمى- الى احداث تبدلات عجيبة في حياة الناس ولغتهم وتاريخهم وعلاقاتهم مع الاشقاء العرب ومع افريقيا وانتهت ليبيا الى ان تطحنها الثورات والفتن .



وعن - سلطنة عمان - فقد ساهمت بعض الدول ومنها الجهورية العربية المتحدة- اي مصر- في تاسيس ما كان يطلق عليه - جبهة تحرير ظفار- أنظمت الى تاييد ودعم الثورة - الظفارية - حينها - الصين الشعبية - وبعد ذلك ناصرتها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. تاسست - جبهة تحرير ظفار- في عام 1965م في عهد السلطان سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه-.



لحسن الحظ فقد جنحت تلك الثورة الى الحكمة وقبلت بالمصالحة ، تلك المصالحة التاريخية كانت في عام 1975م وكانت في عهد السلطان - قابوس بن سعيد - حفظه الله. اسست المصالحة في بناء السلطنة وفي شموخها وعزها الوطيد، ولولاها لكانت اليوم - سلطنة عمان - تعيش هواناتها وخصوماتها وويلاتها، ولراينا كرام اهلها يسعون في بقاع الارض بحثا عن لقمة العيش تتجهمهم الوجووه وتزدريهم الألسن .



الثورات العربية كانت جائحية. خذوا -الجزائر- كمثال ساطع، فقد تحررت بعد تضحيات عظيمة غير مسبوقة، ولكنها ابت تلك الثورة الجزائرية ان تهداء، فبعد الإستقلالوكان ذلك في شهر يوليو سعام 1962 م إنساقت -الجزائر- الى تصدير الثورات الى كل البلدان الافريقية، بل انها ضحت بكل ثرواتها لشراء السلاح .



الاستقرار والتسامح والتعقل والصفح والتصبر يصنع الرخاء والنماء ويُوجد ويؤسس للبيئة الحاضنة للاستثمار وتحقيق الطموحات والالفة والتعايش والرقي. فثوراتنا العربية شردت المثقفين والاثرياء وكممت الافواه والجمت الصحافة وخاصمت اقلياتها ، ولم تفلح الاّ في تاسيس مخابراتها وعسسها وبناء سجون التعذيب وتصدير الثورات، التي جعلت الدول تستعديها فوطدت لعداوات الشعوب عليها ، وبددت زمنها ومالها في الطيش والحماسات العدمية .



فاروق المفلحي



جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017
 
قديم 12-31-2017, 11:09 PM   #10
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



مع غازي


الأحد 31 ديسمبر 2017 07:51 مساءً
عامر الدميني


ثلاثة أيام قسرية عشتها بعيدا عن الانترنت، لأول مرة منذ سنوات، أحسستُ فيها بأن السجن الحقيقي في الوقت الراهن، هو فصل الانترنت عن حياتك، ستبدو في عزلة تامة، وبعيدا عن العالم الخارجي، وعن الاحداث والتطورات المرتبطة بك، ناهيك عن متابعة قضاياك ومهامك الشخصية والعملية.


بالطبع الكتاب هو الملاذ المفضل لمثل هذه الحالات، خلال أيام الانطفاء المستمرة للكهرباء في صنعاء طوال الأعوام الماضية، كانت الكتب الورقية هي الصديق الوفي، والجليس المؤنس، ولا أفضل ولا أمتع من هذا، ليخرجك من وحشة الظلام، وسكون الليل، الى رحاب الفكر والقراءة مع أولئك الذين كتبوا رسالتهم (الكتاب) للأجيال القادمة، كما قال سقراط.

من بين كتب عديدة ترافقني منذ سنوات، عدتُ الى كتاب (حياة في الادارة) للدكتور السعودي غازي عبدالرحمن القصيبي، (1940م-2010م)، وهو من أنفس الكتب التي كتبها القصيبي، وقدمها للقارئ السعودي، والقارئ العربي أيضا.

الحكاية مع غازي القصيبي بالنسبة لي لم تبدأ مع هذا الكتاب، فقد تعرفتُ عليه من خلال القراءة، عبر كتاب شعري جمعه، اسمه (قصائد أعجبتني) وهو عبارة عن مجموعة قصائد لعدة شعراء عرب، كالمتنبي في قصيدته لسيف الدولة الحمداني، وآحر قلباه ممن قلبه شبم، وقصيدة الأطلال للشاعر المصري، إبراهيم ناجي، وقصيدة لصلاح عبدالصبور، وقصائد أخرى.

لقيتُ الكتاب بين مجموعة كنب متفرقة جاء بها أبي في آخر عودة نهائية له من السعودية مطلع تسعينات القرن الماضي، وتمكنت حينها وأنا طفل صغير في الابتدائية من التسلل للشنطة التي كانت تضم تلك الكتب، وإخراج الكتب وقراءته، وحفظت بعض تلك القصائد، وحين مات غازي في العاشر من أغسطس 2010م، كتبت عن شخصيته مقالا مفصلا في صحيفة الناس التي كنت أعمل فيها.

وكان الموقف الثاني الذي عرفته عن القصيبي وانا يافعا، قصيدته ذائعة الصيت التي وصف بها الفلسطينيين الذين نفذوا عمليات استشهادية ضد الجنود الإسرائيليين بأنهم شهداء، وكان ذلك اثناء فترة عمله كسفير لبلاده في بريطانيا، وتسببت تلك القصيدة بضجة عالية، مثلما تسبب بها ديوانه الشعري (معركة بلا راية) عندما كان شابا، في ستينات القرن الماضي من دوشة (وفق المعنى الشعبي)، في عهد الملك فيصل، حين وصف بالردة، وتم رفع العديد من الشكاوى ضده للملك، وانتهت بتبرئته.

نعود الى الكتاب، يمثل كتاب سنوات في الإدارة، خلاصة وعصارة سنوات الخبرة في المناصب الإدارية التي تولاها القصيبي، والتي بدأت مع حياته المبكرة، حيث تعين في جامعة الملك سعود كمدرس للإدارة، ثم عميدا لكلية التجارة، ثم رئيسا لسكة الحديد التي تربط الرياض بالدمام، ثم وزيرا للصناعة والكهرباء، وهو في سن الخامسة والثلاثين، ثم وزيرا للصحة، ثم سفيرا في البحرين، ثم سفيرا في لندن.

كما يمثل الكتاب استعراضا لسيرته الذاتية، منذ ان كان مع والده رجل الاعمال الشهير، الذي كان وكيلا تجاريا للملك عبدالعزيز في الحرين، والتي درس فيها الابتدائية والثانوية، ولم يكن حينها توجد مرحلة اعدادية، ثم انتقاله الى أمريكا لدراسة البكالوريوس في القانون، ثم الماجستير، ثم تحضيره الدكتوراة في بريطانيا.

فالكتاب بقدر ما يعد سردا لشخصيته ومواقفه المختلفة في الادارة والتعليم، كأي شخص له ذكريات ومواقف، بقدر ما يكون مؤرخا للمملكة في أهم مرحلة مرت بها، وهي مرحلة ما قبل الطفرة النفطية، وما بعدها.

ارتبط القصيبي باليمن بفترة مبكرة، فرغم صغر سنه حينها، حيث كان في العشرينات من العمر، فقد كان أحد الأشخاص الذين تم اختيارهم ضمن الوفد السعودي الى اليمن، أثناء الحرب مع الملكيين، حيث اقتضى الاتفاق في العام 1964م أن ترسل السعودية وفدا الى صنعاء، مثلما مصر ترسل وفدها، كان غازي رجل قانون، ولذلك كان مستشار بعثة بلاده في مجال القانون اثناء تواجدها في صنعاء، ومنح مكافأة مالية مقابل ذلك مبلغ 25 الف ريال سعودي، وهي مبلغ مرتفع قياسا براتبه في الجامعة، والذي كان لا يتعدى 1200 ريال حينها.

سافر القصيبي مع الفريق السعودي الى صنعاء، واستقروا في شقة بشارع علي عبدالمغني، قرب القصر الجمهوري، ويحكي ملامح من هذه الرحلة التي تقدم صورة أخرى عن الحرب التي كانت تشهدها اليمن، ونظرة الجانب السعودي لها، لكن كتابه هذا لم يوثق فيه كل شيء، وجمع كل ما شاهده وعايشه من مواقف ووثائق تتعلق بموقف بلاده والموقف المصري من الحرب في اليمن، في كتاب مستقل قدمه لنيل شهادة الدكتوراه في بريطانيا، وعنوانه (Revolution in the Sunnah) ولا أعرف إن كانت هناك نسخة منه باللغة العربية أو لا، وباعتقادي سيكون من أندر الكتب التي تقدم تفسيرا للحرب من وجهة نظر السعودية على الأقل، كون مؤلفه كان على اطلاع بتلك الحرب، ومقربا لدى دوائر القرار الرسمي السعودي.

وربما كان لتلك الزيارة التي قام بها الى صنعاء تأثيرها في قصيدته التي قالها عن اليمن، ولا أعرف بالطبع تأريخها، وهي قصيدة تستعرض واقع اليمن، واقتتال اليمنيين، ومن سخرية الاقدار، أن القصيدة التي قيلت عن اليمن في فترة سابقة، لازالت صالحة اليوم في حديها عن اليمن:

ألومُ صنعاءَ ... يا بلقيسُ ... أمْ عَدنا ؟! أم أمـةً ضيعت في أمـسهـا يَزَنا ؟!
ألومُ صنعاء ... ( لو صنعاءُ تسمعـني ! وساكني عدنٍ ... ( لو أرهـفت أُذُنا (
وأمـةً عـجـبــاً ... مـيــلادها يــمـنٌ كم قـطعتْ يمـناً ... كم مزقـتْ يمنا
ألومُ نفسـيَ ... يا بلقيسُ ... كنت فتى بفــتـنـة الـوحـدة الحسناء ... مفتتنا
بـنـيـت صـرحـاً مـن الأوهام أسكنه فـكان قبراً نـتاج الوهم ، لا سكنا
وصـغـتُ مـن وَهَـج الأحلام لي مدناً والـيـوم لا وهجـاً أرجـو ... ولا مُدُنـا
ألومُ نـفـسيَ ... يا بلقيسُ ... أحسبني كنتُ الذي باغت الحسناء ... كنتُ أنا !
بلقيسُ ! ... يقـتتل الأقيالُ فانتدبي إليهم الهـدهد الوفَّى بـما أئـتُـمِـنا
قـولي لهـم : (( أنـتمُ في ناظريّ قذىً وأنـتمُ معرضٌ في أضلعي ... وضنا ! ))
قولي لهـم : (( يا رجالاً ضيعوا وطـناً أما من امرأةٍ تسـتنقذ الوطـنا؟! ))


كان غازي معروف بجماهيريته وخطفه للأضواء طوال فترة عمله، فقد عمل في مجال الاعلام، حين قدم برنامجا تلفزيونيا، بعنوان "أضواء على الانباء" وأتاح له ذلك شهرة واسعة، وبجانب كونه شاعرا فقد أكسبه ذلك حضورا كبيرا في وجدان السعوديين، وقربه من ملوك وأمراء السعودية الذي ساعدوه كثيرا، ولا يمكن هنا إغفال المهارات القيادية التي كان يتمتع بها، والحس الإداري، والإخلاص في كل المهام التي كانت توكل إليه، وهي مواصفات جدير بأي مسؤول حكومي أن يكون متصفا بها.

تعيش مع غازي في كتابه كشاعر وكوزير وكسفير وكمسؤول حكومي، وتحس وتلحظ عظمة هذه الشخصية، وهي تعمل بكل تفان وجدارة لخدمة بلده، مقدما النصائح الإدارية المختلفة من المواقف التي مرت عليه، للجيل الذي لحق به، وهو ما يجعل الكتاب ذو فائدة لكل من يعمل في الإدارة، والعمل الحكومي والخاص، في أي بلد، وفي أي سن، ولو قدر لي أن أملك مئة نسخة منه، لوزعتها على كثير من الزملاء والمسؤولين، وسأبدأ بوزراء حكومتنا الموقرة، ووكلاء الوزارة والسفراء وغيرهم.

خاض غازي تجارب مريرة ناجحة، مع العمل الإداري، ودخل في معركة مع البيروقراطية الإدارية التي كانت مهيمنة في المؤسسات السعودية الحكومية حينها، حتى وصفت عمليات التغيير التي كان يقوم بها بالمذابح الإدارية، بسبب التغييرات التي كان يجريها في كل منصب تقلده.

ولم يقدم حلولا فقط للمشاكل الإدارية، بل كان صاحب مقترحات لمشاريع لازالت حتى الان، ومن ضمن تلك المشاريع شركة "سابك السعودية، التي قدم تصور عنها، ووضع تسميتها، وكتب لائحتها الداخلية بيده، والتي لازالت قائمة حتى اليوم، وتعد من أضخم الشركات الصناعية الاستثمارية في العالم، وليس في السعودية فقط

الكتاب في حد ذاته – كما أسلفت – يوثق لمراحل مختلفة من الدولة السعودية، وسلوك امرائها وملوكها، وكيفية تصرفاتهم مع مختلف الأزمات، وتعايشهم مع مجتمعهم، وهو من الكتب النادرة في هذا الجانب، فالملوك السعوديين وأغلب الامراء لم يكتبوا مذكراتهم ولا سيرهم الذاتية، وتعاملهم مع الاحداث والملفات التي عاصروها، ليسهل على الجيل اللاحق معرفتها، مثلما هو الحال لدى كثير من الرؤساء الغربيين، او العرب على الأقل.

ولذلك ظلت السياسية السعودية، غامضة في تفاصيلها، واضحة في معالمها، وقد زرتُ العديد من المكاتب المتخصصة ببيع الكتب في السعودية للعثور على مذكرات توثق لأيا من ملوك السعودية كما هو الحاصل على سبيل المثال مع الشيخ عبدالله الأحمر أو سنان ابولحوم في بلادنا، ولم أعثر إلا على كتب تحتوي على صور للأنشطة والزيارات والرحلات التي كان يقوم بها الملك، وكلما كان الملك أقدم كان الكتاب المصور الخاص به أرخص، وبالتالي ظلت أسرار الملك والعائلة المالكة، وفلسفتها ونظريتها في الحكم، طي الكتمان من ملك لآخر.

الكتاب الذي يتوقف في سرده للأحداث عند تعيين غازي سفيرا في لندن، ورغم أنه ينتمي لنمط الكتب الشخصية والمذكرات الحياتية للشخص، لكنه يقدم نظرة شاملة عن العمل الإداري بأسلوب سلس، يجمع بين المعلومة والاستنتاج، والطرافة، من خلال أسلوب سردي ممتع وشيق، وبدون أي فهرس! فقد كتبه كنص واحد من أول كلمة حتى أخر نقطة.

إنه يقدم نموذج فريد، للمدير الحريص على النجاح وليس على النقود والفساد، ونموذج حي للوزير الذي يحدث ثورة في وزارته بحثا عن الأفضل، وليس بحثا عن التكسب الغير مشروع، ونموذج للسفير الذي يمثل بلاده بكل اقتدار وأمانة، وليس بحثا عن جاه ونفوذ.

لا أدري سر هذا الحماس الكبير بالنسبة لي عن الكتاب والكاتب، قد يكون بسبب عدم العثور على نموذج لمسؤول يمني مشابه، تستطيع أن تؤمن به، وتتحمس لأجله، وتفاخر به، رغم وجود العشرات من أسماء الوزراء اليمنيين الذين تعاقبوا على الوزارات خلال الخمسين عاما الماضية.

لذلك أنصح وبشدة من يرتبطون بالعمل الإداري، وأولئك الذين يسعون للنجاح، ومن يرغبون في تطوير أنفسهم باقتناء هذا الكتاب، على الأقل ليعملوا وق نظرية الشاعر العربي الذي قال: فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح.

بالطبع لو عاد غازي اليوم الى الحياة، فسيرى سعودية مختلفة في مختلف الأصعدة والسياسات والتوجهات.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas