![]() |
#21 |
حال نشيط
![]()
|
![]() لن تخدعوا الشعب ما حييتم الثلاثاء - 6 - اكتوبر - 2009 - الحسن الجلال > إن قرار العفو العام عن المتمردين "قيادات وأتباع" والذي أصدره الرئىس خلال الحروب الخمس الماضية، التي فجرها المتمردون في صعدة، لم يكن قراراً ناجماً عن ضعف من الدولة أو قصور .. ولم يكن أيضاً إقراراً مبطّناً من الرئيس بخطأ الدولة في مواجهتها للتمرد بالقوة العسكرية .. بل كان قرار العفو دليلاً قوياً على وطنية القائد وحكمته وما يستشعره من مسئولية كبرى تجاه الوطن والشعب تحتم عليه النظر إلى المستقبل والسمو فوق أي انفعالات شخصية أو فئوية .. حقناً لدماء أبناء الوطن الواحد. وهذا المنطق هو نفسه الذي دفع الرئيس في أحايين كثيرة إلى تقديم تنازلات كبيرة لهؤلاء المتمردين أملاً في حماية الوطن، وصوناً لوحدة ترابه، وسلامة أبنائه، والحفاظ على منجزاته .. غير أن هذه الحكمة الوطنية الكبيرة التي قابل بها تمرد الحوثي وأتباعه، كانت أشبه بمطر أصاب أرضاً ميتة .. فلم تزد التنازلات التي قدمها الرئيس وإقرار العفو الذي أصدره لم تزد الحوثيين إلا لؤماً وعصياناً وتمرداً!! > وصدق الشاعر حين قال: «إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا» وإذا كانت التنازلات والعفو، بل وإطلاق سراح من كانوا في السجون -من أتباع الحوثي- الذين تم القبض عليهم ومحاكمتهم، وحتى دعوة فخامته لقيادات التمرد إلى إنشاء حزب سياسي خاص بهم، والانخراط في الحياة المدنية .. إذا كان كل ذلك لم يُجْدِ نفعاً مع المتمردين ولم يعدهم إلى جادة الحق .. بل زادوا غياً وضلالة دفعوا الدولة إلى خوض حرب سادسة معهم .. فإنه من الطبيعي أن نتساءل عما يريده الحوثي فعلاً من تمرده هذا؟! هل يريد أن تبني الدولة المدارس والمستشفيات في صعدة ويقوم هو بتعيين مدراء وموظفين لها من أتباعه وربما أيضاً يقرر هو من سيدرس في هذه المدارس أو من سيعالج في تلك المستشفيات بحسب رغبته وهواه هو .. هل هذا ما يطمح له الحوثي؟! لأن يكون دولة على أكتاف الدولة وداخلها. هل يريد أن يجعل لمرجعيته الدينية حدوداً ووزارات وممثلين على غرار الفاتيكان مثلاً..؟! هل هذا هو ما يحثه عليه المذهب الزيدي -الذي هو بريء منه- أم أنه هدف مذهبه الذي ابتدعه تحريفاً وتلبيساً على الزيدية وغرّر أتباعه به؟! هل يمكن أن يكون هناك مذهب إسلامي صحيح يدعو إلى الفرقة والتمزق..؟! إن مذهباً يدعو لذلك ليس من الإسلام في شيء..!! فأي منطق هذا الذي يريدنا الحوثي أن نعترف به وأي عقل..؟! هل يمكن لشعب قدّم أكبر التضحيات وأعظمها في سبيل تحقيق وحدته المباركة .. أن يرضى الآن التفريط في هذه الوحدة أو في شبر من تراب الوطن..؟! كيف لم يفهم "الحوثي" في صعدة هذه الحقيقة، كما لم يفهمها دعاة الانفصال فيما يسمى "الحراك الجنوبي" .. كيف لم يدركوا بعد كل هذه السنوات من الوحدة، وبعد كل تلك العقود التي سبقتها نضالاً في تحقيقها، إن الشعب أصبح واعياً اليوم بما يكفي ليفرق بين الغث والسمين، وبين من يسهر الليالي في تحقيق مصالح الوطن، وبين من يسهر في التآمر عليه.. متى يفهم كل هؤلاء أن محاولاتهم في تمزيق الوطن مهما كان حجمها وحجم من يقف وراءها، لا محالة مصيرها الفشل والخذلان .. ولن تزيد الوطن والشعب الذي اختار مصيره ومبتغاه إلا قوة على قوة .. فالضربة إذا لم تكسر ظهرك تقوّيه .. وقويٌ هو ظهر الوطن، وهؤلاء الحمقى عاجزون بكل تآمراتهم على خدش ظهر الوطن .. فكيف بكسره..؟!! |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|