![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
جمال عامر 03/10/2006
كانت الأمسيات الرمضانية تقليداً جميلاً اعتمده الرئيس للالتقاء بمختلف الشرائح الاجتماعية في مقيل ليسمع منهم ويسمعوا منه وكانت تمثل فرصة لكي يسمع مباشرة وليس عبر آذان المحيطين به، هذا التقليد استبدله الرئيس بأن صار يخاطب بطون المدعوين لا عقولهم حينما استبدلها بدعوة للعشاء وكأنما هؤلاء ليسوا أكثر من جوعى ومفجوعين جاءوا بغرض إشباع نهمهم من اللحم الذي يقدم بوفرة مبالغ بها وبدلاً من الحوار مع ولي الأمر يتم حوار من نوع آخر مع الملاعق والصحون ليغادر الضيوف وهم يتجشأون حامدين لولي النعم جزيل نعمه. مخاطبة البطون عوضاًَ عن العقول تمثل حالة الضجر التي وصل إليها الرئيس من سماع الآخرين ليصبح اللقاء مقصوراً على المصافحة التي لا تزيد عن كونها تجديداً لولاء يتم تعمد إشهاره من خلال التلفزيون الرسمي. هذه المناسبات التي كانت قنوات الرئيس الوحيدة للسماع المباشر الغيت لتكون بمثابة الإعلان عن الانتهاء من مهمة الاستحواذ عليه وعزله تماماً عن الآخرين أياً كانوا. هذه العزلة التي قبل بها الرئيس باعتبارها خلاص من وجع رأس قد يأتي بها ناصح أو شاك أو حتى ناقل حقائق عن أوضاع بائسة وسيئة ونقلت إليه باعتبارها منجزات تستحق الحمد قد تكون قادرة على منح الطمأنينة الكاذبة إلى وقت إلا أنها قد تأتي بما يفجع ويصيب بالسكتة القلبية المفاجئة مع أنه في أحيان كثيرة يتراءى لي أن حاكم هذه البلاد فعلاً لا يدري بواقع الحال ومدى ما وصل إليه الفساد من علو وتمكن خاصة حينما يطلب من يقابله في ظروف يهيئها هو أن يمده بأية أدلة على فساد موجود في مختلف مؤسسات حكومته وهذا الطلب يأتي بعد شكوى محدثه من استشراء الفساد واستفحاله إلا أن ما يغاير هذا الاعتقاد ما يتسرب من مخالفات للقانون يكون الآمر بها هو الرئيس نفسه. ومثل ذلك التوجيه بالتكليف بمقاولة مشاريع تبلغ عشرات ومئات الملايين أو الأمر بمنح بعض المشائخ مستحقات عشرات أو مئات الشهداء لم يلقوا ربهم بعد ومثلهم مرتبات لجنود وهميين وغير ها من التوجيهات التي شكا الرئيس من إحراجه لتوقيعها، ووصل الأمر إلى درجة أن وجه المسؤولين ومن على التلفزيون بأن ترفض توجيهاته إذا كانت مخالفة للقوانين إلا أنه ومع غرابة هذا الطلب يقدم صورة عن مدى ضيق الرئيس بمثل هذه الإحراجات وعجزه عن الرفض أيضاًَ سواء بسبب الإحراج أو بدافع الحرص على عدم خسارة مقدم هذه الطلبات ولذا فإنه عادة ما يستغل مشائخ كبار ونافذون مقايل الرئيس لكي يجمعوا أكبر عدد من هذه الطلبات ليوقعها ويتم في العادة مراجعة المتقدم لكي يتم الموافقة على النصف منها فقط. وهذا الشيخ أو النافذ حينما يحمل توجيهاً رئاسياً إلى أي مسؤول مهما كبر وعلى مقامه فإنه من الصعب عليه أن يرفض مثل هذه التوجيهات لأن احتمالات مثل هذا الرفض قد جربه وزراء من قبل ولم يلقوا إلا الصفع أو الاعتداء وانتهاك الكرامة.. هكذا إنذار الدولة ولنا أن نتوقع الكيفية التي سيكون عليها المستقبل لو استمرت مثل هذه الذهنية في الحكم. -------------------------------------------------------------------------------- المصدر: صحيفة الوسط الأهلية الأربعاء 19 أكتوبر 2005 |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ثيم خفيف لوندوز سفن 7 لاكنه يفوق الخيال (أجمل ثيم لعام2011) | د فيروزة فلسطين | سقيفة البرامج وصيانة الحاسب | 0 | 06-24-2011 01:41 AM |
بيل لاعب توتنهام مستعد للعب خارج انجلترا | البنفسج | السقيفه الرياضيه | 2 | 04-05-2011 11:15 AM |
طارق الفضلي: سأرابط في منزلي ولن أخرج منه إلا بحل للقضية الجنوبية أو أموت هنا | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 0 | 12-25-2010 01:40 AM |
ثيم القلب الأحمر والقلوب البيضاء ثيم ذوق ومميز جدا جدا | ريماس روزان | سقيفة الجوال | 0 | 11-05-2010 08:36 AM |
قصة السني والشيعي | jemy | الســقيفه العـامه | 0 | 07-03-2002 10:34 AM |
|