نتائج حرب صعدة مطلوب "قيادات كلينكس" 1-2

[حد من الوادي]

نتائج حرب صعدة مطلوب "قيادات كلينكس" 1-2

بتاريخ Aug/8/2008

القسم : آراء تغييرية

التغيير ـ منير الماوري:

ساءني كما ساء غيري أن إعلان التعيينات والتنقلات العسكرية الأخيرة داخل القوات المسلحة جاء مصحوبا بتسريبات أن سببها هو فشل القيادات العسكرية المخضرمة في حسم حرب صعدة في حين أن معظم القادة الذين شملهم التغيير والاستبعاد لم يشاركوا أصلا في الحرب المشؤومة، وعلى رأسهم قائد المنطقة الوسطى الظاهري الشدادي الذي تزامن قرار عزله مع الذكرى الرابعة عشرة لسقوطه جريحا أثناء حرب 94 حيث مازلت أتذكر أنه جرى إسعافه خلالها إلى الخارج قبيل دخول عدن، إن لم تخونني الذاكرة، كما تزامن قرار العزل مع احتفالات السلطة بانتصاراتها المتعددة في شهر تموز يوليو من بينها 7/7 و17/7. وأعتقد أن لا ذنب للشدادي ولا علاقة له بحرب صعدة سوى علاقته الحسنة باللواء علي محسن الأحمر.

وعند قراءتي لخبر استبعاد الظاهري الشدادي من منصبه العسكري تذكرت قصة تتعلق به أود أن أشرك القراء الكرام في معرفتها رغم أنها هامشية ولكنها تستحق أن تروى. فقبل شهور قليلة تلقيت اتصالا هاتفيا من صديق ينتمي إلى منطقة رداع التي أنتمي إليها، وتربطه صلة أو معرفة من نوع ما، مع ابن منطقتنا اللواء الظاهري الشدادي.

أبلغني المتصل أن الشدادي الذي كان وقتها على رأس عمله، عاتب علي لأني أوردت على لسانه في أحد مقالاتي قولا له عندما سئل هل يدين بالولاء للرئيس أم لعلي محسن بانه أجاب " أنا وعلي محسن ولاؤنا للرئيس". وطبقا لما نقله صاحب الاتصال الصديق المشترك توفيق الجهمي فإن الظاهري الشدادي نفى في مقيله أن يكون قد التقى بي أو تحدث معي مطلقا.

وبدوري أوضحت للمتصل أني عندما أوردت عبارة الشدادي لم ازعم أنه قالها لي بل كنت واضحا أنه قالها للرئيس عندما كان الشدادي يتولى منصب أركان حرب الفرقة الأولى مدرع، وطلب منه الرئيس أن يخلف قائد الفرقة علي محسن في منصبه فرفض. وقلت للصديق الجهمي لست مجبرا أن أذكر أسماء مصادري، ولكن الشدادي بالفعل صادق لأنه لم يلتق بي يوما، ولم أتحدث معه في أي شأن، وذلك لا يعني نفيا للكلام الوارد على لسانه بغض النظر عن المصدر الذي نقل كلامه، والناقل بالطبع ليس الرئيس لأن الرئيس مشغول بما هو أهم من القيل والقال.

وأثناء الحديث أشرت للصديق الجهمي بأني رويت الحادثة للتديل بأن محاولات عزل علي محسن ليست جديدة بل بدأت منذ أن بدا الخلاف بينه وبين قائد الحرس الجمهوري حول قضايا كثيرة من بينها من يحق له تولي حراسة الإذاعة والتلفزيون. وأضفت خلال المكالمة أني لا أعمل في التنجيم ولا في ضرب الودع ولكني، استطيع أن استنتج بسهولة أن الظاهري الشدادي سيتم عزله قريبا قبل أن يتم عزل علي محسن نفسه، فالشدادي شاء أم أبى أصبح مصنفا بأنه جناح من أجنحة علي محسن العديدة، بل ذراع من أذرعته، وهذا يتنافى مع الخطة القائمة " لتوريث الحكم" التي يظن النظام أن اللواء علي محسن الأحمر وأنصاره يشكلون عقبة في طريق تحقيقها، إن لم يشكلوا خطرا محدقا بها لأسباب مانزال نجهل تفاصيلها.

وكي أكون أمينا مع قرائي الأعزاء فلا بد من التوضيح أني لست من مؤيدي علي محسن وأنصاره، ولا أتعصب مع الظاهري الشدادي تعصبا مناطقيا، بل أتمنى أن يتم تدوير المناصب العسكرية كل خمس سنوات بحيث لا يجوز لأي قائد عسكري أن يبقى في منصب كبير أكثر من خمس سنوات منعا لتشكيل مراكز قوى داخل القوات المسلحة، غير أن تحميل الجيش مسؤولية فشل السلطة السياسية في إدارة المعركة فيه إهانة للقوات المسلحة لا يجب المرور عليه مرور الكرام. ويجب تسجيل كلمة عرفان للدماء التي سالت والشهداء الذين لم نعرف عددهم حتى الآن، كما يجب التحذير من خطورة التعامل مع القوات المسلحة بنفس الطريقة التي يتم التعامل فيها مع الأحزاب والقوى السياسية.

فعندما وصف الرئيس علي عبدالله صالح في لحظة صدق بعض القوى السياسية في اليمن بأنها مجرد كروت كان يستخدمها عند الحاجة ثم يلقي بها عرض الحائط، فإنه كرمَها إلى حد ما لأن الكروت تصنع في العادة من الورق المقوى الذي يمكن تعليقه على الحائط واستعادته عن الحاجة. ولكن النظام بعد أن استمرغ هذه اللعبة في السلك المدني بدأ ينقلها تدريجيا إلى القطاع العسكري، ولكن بشكل أكثر خطورة، ليس من أجل العثور على كروت بل بحثا عن مناديل كلينكس يسهل رميها في سلة المهملات عندما يكبر الأبناء والأصهار والأحفاد، تمهيدا لعودة الإمامة قولا وفعلا في ثياب ديمقراطية وجمهورية.

وقد ينجح النظام في التخلص بشكل تدريجي من بعض الكروت العسكرية القوية التي سيتم تعليق بعضها في مجلس الشورى، ولكنه سيفشل في العثور على مناديل كلينكس تحل محل الكروت المعزولة. ويخطئ النظام لو ظن أن القوات المسلحة الصابرة يمكن أن يوجد بها قيادات من ماركة كلينكس لأن القادة المعينيين والمعزولين على حد سواء ينتمون إلى وطن لم يعد للناس فيه أي شئ يستطيعون الحفاظ عليه سوى كرامتهم وشرفهم. ولهذا فإن السلطة السياسية يجب أن تتعامل مع ضباط وأفراد القوات المسلحة بشكل مختلف عن تعاملها مع القوى السياسية، ولا يجب أن تستهتر بهم كما تستهتر بالوزراء ممن تستخدمهم كمكانس لتكنيس الأوساخ في وزاراتهم إمعانا في إذلالهم وتحقيرهم أمام مرؤسيهم.

الشرف العسكري لا يقبل ذلك، وعلى السلطة أن تدرك أن ضباط القوات المسلحة لا يمارسون عملا دبلوماسيا مخمليا ، بل وضعوا حياتهم في خط الدفاع الأول، ولهذا فإن توجيه الإتهام لهم بالفشل فيه تحريض واضح لهم على التمرد بعد ما قدموه من تضحيات طوال أربع سنوات لا يجب الاستهانة بها، وبذلوا دماء لا يجب استرخاصها، وقد أدركوا في النهاية أن انتصارهم ممنوع لأن المطلوب هو هزيمتهم تمهيدا لإجراء التغييرات المعلنة وغير المعلنة، لتشبيب القوات المسلحة من أجل هدف واضح وضوح الشمس هو " توريث الحكم".

هامش:
نبشر الذين يعتقدون بأنهم سيجدون وقتا للاستمتاع بالأموال المنهوبة من ثروات شعوبهم، بأن هناك طبخة دولية تجري على نار هادئة لمحاكمة الفاسدين في محاكم دولية، وتجميد أموالهم في الخارج. والتفاصيل ستظهر قريبا.

أتى هذا الموضوع من التغيير نت :