بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البدايه اتمنى من كل زائر لهذا الموضوع ان يقرأه بالكامل حتى تكون الفائده بشكل اكبر وهذا طلب مني وفضلاً وليس امراً عليكم لأنه مهم جداً لكل رجل وكل امرأه ان يتفقه في دين الله عز وجل
هذه مقتطفات لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي من كتاب النفقات حبيت اطرحها لكم واتمنى للجميع الفائده وقد حرصت ان تكون صوتاًً وكتابه وانصحكم بتحميل الملف الصوتي في اجهزتكم للتمكنوا من سماعه بشكل ممتاز وبدون تقطيع
--------------------------------
ادخل هنا للإستماع والتحميل في ان واحد
وسكن الزوجة ، إذا كانت الزوجة تلبس اللباس المفصل مثل الفساتين في زماننا ونحوها يكسوها كسوة الصيف وكسوة الشتاء ، هذا الأصل ، الأصل في الكسوة أن لها كسوة الصيف وكسوة الشتاء - كما سيأتينا - ؛ لكن ليس كل يوم يذهب يعطيها كسوة ، ولذلك انظر الأمور بين الإفراط والتفريط ، وما أضر الضرر الذي نزل على المسلمين بهذا التهور الذي أغرق فيه النساء في الملبوسات ، حتى إن الأموال لا ينتفع بها إلا أعداء الله وأعداء رسوله-r - ، فأصبحت لهم قوة على دين الله وأولياء الله-U - وكل هذا لهثاً وراء هذه الأشياء الزائفة التي ابتلي بها النساء ، وأصبحت فتنة عظيمة على النساء وعلى الأمة جمعا بوجود هذا البلاء ، وهو الإغراق في الملبوسات ، حتى إنه يبلغ-والعياذ بالله- من البطر وكفر النعمة أن المرأة تفصل ثوبها بعشرات آلاف الريالات ، لا تلبسه إلا مرة واحدة ، فتذهب به لهذه المناسبة ، لا يمكن أن تلبسه مرة ثانية حتى ولو في بيتها ،
ويقول بعضهن - كما نسمع من شكاوي الرجال وكثر هذا - أن المرأة تقول : كيف ألبسه وكيف يُرى عليَّ الثوب مرتين يعني كيف تحضر مناسبتين بثوب واحد ؟! وهذا - والله - كله من كفر النعمة ، والإسراف والبذخ الذي بين الله-تعالى- في كتابه أنه سلب صاحبه المحبة منه { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} وغضب الله-U - على من ابتلي بهذا البلاء حتى إنه قرنه بأعدائه { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ } وانظر كيف تعبير القرآن { إِنَّ } وجاء بالاسم { الْمُبَذِّرِينَ } ، { كَانُو } التي تدل صفة الدوام { إِخْوَانَ } الأخوة قرنهم بالشياطين-نسأل الله السلامة والعافية- ، ولذلك تجد المرأة التي تبتلى بهذا التبذير في كسوتها-نسأل الله السلامة والعافية- كأن الشيطان مستحكم على قلبها ، وتجد ولية الله المؤمنة التي تخاف الله وتراقبه وتخشاه تجدها تحاسب نفسها على اللباس ، ولا تبالي بمن ينظر إليها ومع ذلك تجد من طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر ، والبركة في النفس والحال ما لا يعلمه إلا الله-U- ؛ ولكن الأخرى تجدها مفتونة من مناسبة إلى مناسبة ، ومن بلاء إلى بلاء ، وتنفق مالها حسرة عليها يوم القيامة-نسأل الله السلامة والعافية- ، فهو وبال عليها في الدنيا ، وعلى كل امرأة أن تعلم أنها مهما لبست من جميل الثياب أو بالغت في هذه الكسوة في مطالبته الزوج وإرهاقه وظلمه في هذا من مطابته بأشياء التي هي زائدة عن حاجتها وزائدة عن حقها فإن - الله-I - لا يبارك لها فيما لبست ، وقل أن تجد امرأة تلهث وراء هذه الملبوسات ولو كان من مالها ؛ لأنها ليست القضية أنها تضر بزوجها .
قد تقول قائله : عندي راتبي وأُنفق ، إذا كان عند المرأة راتبها فلتعلم أنها تفسد بنات المسلمين ، ولتعلم أنها تفسد زوجات المسلمين ؛ لأنها إذا لبست لباساً معيناً أغرت غيرها بهذا اللباس ، ودعتهن إلى أن يشاكلنها فتشاكلها أختها ، والتي قد تكون عند زوج ضعيف المادة قليل المادة ، وتشاكلها قريبتها بنت عمها ، وبنت عمتها ، وبنت خالها ؛ لأنها في بيئة تتأثر برؤيتها ، ثم قد تشاكلها المرأة الغريبة ، فكل هذا مما جر على المسلمين من الضرر والبلاء ما لا يخفى فأولاً كثر إنفاق الأموال في غير ما طائل ونزعت البركة من الأموال ، ولو أن المرأة المؤمنة العاقلة نظرت إلى الخمسمائة ريال فضلاً عن الألف ، فضلاً عن العشرة آلاف ، أنها لو سدت بها ثغرة من ثغرات المسلمين فكم يكون لها من الرحمة والخير والبركة ؟! فكم من صدقة حجبت صاحبتها عن النار ؟! وهذا لا شك أنه من توفيق الله-U - أن يوفق الله-U - لاغتنام هذه الأموال في مرضاة الله ، فعلى المرأة أن تعلم علم اليقين أن حقها على الزوج كسوة الصيف وكسوة الشتاء ، وما زاد على ذلك فليس بواجب ، وتبع هذا البلاء -طبعاً- إنفاق الأموال ، ثم تبعه الإغراق في مشاكلة أعداء المسلمين في لباسهن وهيئتهن حتى حصل في ذلك من البلاء من التبرج ، وخروج النساء ، ومخاطبتهن للرجال وإلفهن لأن تخاطب الرجل بالساعات وهي تأخذ معه وتعطي ، ولو كانت من التقيات ، فلتعلم أن الرجل قد يكون به مرض ، وقد تكون به فتنة ، وهذا كله فيه اعتداء لحدود الله -U - شعرت به المرأة أو لم تشعر ولكن هي الدنيا بما فيها من فتنها وهواها ، لا يستطيع الإنسان أن يعرف حقيقة ما فعل من معصية الله وانتهك من حدود الله إلا إذا ولج قبره { لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }
فإذا علمت المرأة أنها سَتُسئل عن كل ريال تنفقه ، وعن كل ريال ترهق به زوجها وترهق به والديها أن الله سائلها عن ذلك كله - حاسبت نفسها قبل أن يحاسبها الله-U - ، فهذا بلاء عظيم ولا يمكن علاج هذا البلاء إلا بالصالحات القانتات ، إذا كن القدوة قبل غيرهن ، وأن يكُنَّ قدوة قبل أن يتأثر بهن الغير ؛ لأنها إما قدوة في الخير أو الشر ، فإذا كانت الصالحة تحافظ ووجد في المجتمع من لا يبالي بالقيل والقال ، ولا يبالي بالمظاهر ، فعندها سيتغير كثير من الأخطاء ، ويصلح كثير من الفساد وعلى كل حال - نسأل الله بعزته وجلاله أن يهدينا ، وأن يعصمنا ، وأن يزيل هذا البلاء عنا وعن المسلمين أجمعين - .
فالذي للمرأة على زوجها كسوة الصيف وكسوة الشتاء ، وما وراء ذلك فضل وليس بفرض ، يكسوها كسوة صيف وكسوة شتاء ؛ ولكن لو أن المرأة ابتليت وهي صالحة دينة وتحتاج إلى زوجها ونظر الزوج إلى أنه لو كان في كل مناسبة يلبسها فهذا لا شك أنه إسراف ، وأنه لو ألبسها كسوة واحدة في الصيف أو كسوة في الشتاء أن هذا يحدث لها شيئاً من الضرر والحرج وأحب أن يتسامح فالله يأجره ؛ لكن يتسامح في حدود معقولة ، ويكون هناك نوع من الأتِّزان حتى لا يكون هناك فتنة للمرأة ، فإن المرأة قد تفتن عن دينها ، وقد تتضرر ، وقد يتسلط عليها من لا خير فيهن ، وكان بعض الأخيار يقول : من عجائب ما وجدت أنه تزوج امرأة رزقها الله-U - التعقل في نفقتها ، فكانت ما تلبس إلا ما يسترها في حدود معقولة ، ولا تبالغ في الزينة ، فسلمت من المجالس وسلمت من الحفلات ، وسلمت من المناسبات لماذا ؟ لأنها التزمت بالأصل ، ما أنفقت ولا أسرفت ؛ ولكن تجد الأخرى التي ابتليت بالإنفاق تحب الغير أن يرى ما عليها ، وإذا أحبت المرأة أن يُرى ما عليها فتنها الشيطان ، ففي المرة الأولى أن تراها امرأة غيرها ، ثم في المرة الثانية أن يراها الرجل-والعياذ بالله- فُتفتن في دينها-نسأل الله السلامة والعافية- وربما فُتنت فتنة يكون لها بها شقاء لا سعادة بعدها أبداً ، فعلى المرأة أن تتقي الله-U - وهذه ويلات يجر بعضها بعضاً ، والله-Y - يقول : { وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ }
فمسألة الإنفاق في الكسوة والإغراق فيها على المرأة أن تفكر أين يذهب هذا المال ولمن يذهب وكيف يُفَصَّل هذا الثوب ؟! وتفصيل الثوب على أي نمط من أنماط الكفار تمجيد للكافر شعرنا أو لم نشعر ، متابعة للكافر شعرنا أو لم نشعر ، إغراء للغير أن يفعل هذا الفعل ، وكل هذا له أضرار وتبعات ، على المسلمة أن تفكر في هذه العواقب ، وأن تعلم أن الشر لا يقتصر على هذه التي لبست ؛ وإنما يتعدى إلى غيرها - فنسأل الله العظيم أن يصلح الأحوال ، وأن يعيذنا ويعيذ المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن - .
[ بما يَصْلُحُ لمثلها ] : أن تكون النفقة الاقتيات لها وكسوتها وكسوته إياها بما يصلح لمثلها ، يكون الطعام صالحاً لمثلها ، فلو كانت مريضة فلها طعام المريضة