02-03-2003, 01:19 AM | #1 | |||||||
حال نشيط
|
قصة نبي الله يوسف الصديق (عليه أفضل الصلاة والسلام) !!!!!
قصة نبي الله يوسف الصديق (عليه أفضل الصلاة والسلام) من أهم القصص القرآنية وذلك لمناقشتها للعديد من الموضوعات من خلال أحداث القصة المتنوعة، ومن تلك الأمور ما يتعلق بالحسد؛ إذ حسد أخوة يوسف (ع) أخاهم، فجرَّ ذلك الحسد المأساة لهم وليوسف (ع) ولأبيهم نبي الله يعقوب (ع).
فللحسد دور جوهري في قصة نبي الله يوسف (ع)، ويظهر هذا الدور منذ بدايات القصة، والمهول في أمر هذا الحسد أنه وقع بين طرفين قريبين؛ بين الأخ وأخيه، فإذا كان الحسد في أصله عظيم، فكونه يقع بين الأخ وأخيه فهو أعظم وأبلى. إن هؤلاء الأخوة بحسدهم جلبوا الحزن إلى قلب أبيهم، وكانوا سبباً في عمى عينيه، وكذلك خفقوا في إقناعه بحجتهم اللاتي جاءوا بها إليه يكذبون وهم يبكون.. وإنهم بحسدهم -أيضاً- جلبوا الألم والأذى لأخيهم الصغير، وكانوا سبباً فيما جرى بعد ذلك من معاناة وغربة وسجن.. فنتائج الحسد لا تعرف الحدود، وعادة ما تكون وخيمة ومريرة على الحاسد والمحسود. ولذلك لا بد على الإنسان أن يُنظف نفسه من الحسد قدر ما يستطيع وإلا كان في ذلك هلاكه وهلاك غيره، ففي رواية عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع): "الحسد لا يجلب إلا مضرة وغيظاً يوهن قلبك، ويمرض جسمك، وشر ما استشعر قلب المرء الحسد". ويستفاد من القصة إن يعقوب ويوسف (ع) واجها المعاناة التي سبَّبها الحسد إليهما بالصبر الجميل والاستعانة بالله سبحانه وتعالى، ولا شك أن الصبر -وهو محثوث عليه في الشريعة- يمثل علاجاً جيداً لحالات الظلم والقهر التي يمارسها الإنسان ضد الإنسان، فـ{إنما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب}. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الاستعانة بالله وبث الشكوى إليه في مواقف التوكل عليه جل جلاله، إذ يصبح المرء في ظلامٍ لا نور فيه إلا وجه الله ذو الجلال والإكرام. كما يُعلِّمنا يوسف (ع) فن التسامح والعفو عند المقدرة، فبعد أن تُوكِلَه تلك العناية الإلهية -التي لازمته طوال أحداث القصة وحفظته- إلى خزانة الأرض ويتبوأ منها ما يشاء؛ يلتقي بأخوته فيعترفون بخطئهم وهم أذلاء، ويصبحون رهن إشارته في لحظاتٍ قلقة بانتظار أن يصدر الحكم عليهم، فها قد جاء وقت الحساب، لينتقم ممن سبَّب له الألم والحسرة على فقد الوالد. ولكن المحسنين والمتقين لا يؤمنون بالانتقام وأخذ الثأر، فبصورة مباشرة من اعترافهم يأتي صوته بدعة وحنان: {قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} . ونشير إلى ضرورة مقاومة حسد الحاسدين من خلال الصبر والاستعانة بالله والتسامح، وصدق الشاعر عبدالله ابن المعتز إذ يقول: اصبر على حسد الحسود فإن صـــبرك قاتله فالنار تأكــل بعضها إن لم تجــد ما تأكله وعلى الحاسد استبدال حسده بسلوك طيب؛ وهي (الغبطة) التي تعني: أن ترغب في نعمة مماثلة للنعمة التي لدى الطرف الثاني مع عدم تمني زوالها من عنده، ومن هنا ينبغي عليك العمل بإرادة وعزيمة وتقوى وورع من أجل الحصول عليها باستحقاقٍ غير مذموم، {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} . فلا يعقل في الإسلام الحنيف أن يحسد أحد الوالدين أولاده والعكس، ولا الزوج يحسد زوجته والعكس، ولا الأخ يحسد أخاه، ولا عالم الدين يحسد عالماً آخر، ولا طالب المدرسة يحسد زميله المتفوق، ولا...الخ. -------------------------------------------------------------------------------- |
|||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة منيره | تناهيد شاب | سقيفة الفكاهه | 14 | 06-19-2011 02:57 PM |
خشخشة بسطة خضار.....!!!!!!. | عيون المكلا | سقيفة عذب القوافي | 33 | 03-07-2011 09:40 PM |
ليونيل ميسي افضل لاعب في العالم للمرة الثانيه على التوالي .. ومورينهو أفضل مدرب | محمد نور | السقيفه الرياضيه | 3 | 01-12-2011 02:34 PM |
كاس آسيا: أفضل اللاعبين العرب في تاريخ البطولة القارية | PILOT | السقيفه الرياضيه | 0 | 01-06-2011 12:48 AM |
اكتشاف جديد من سورة يوسف | خذني معاك | سقيفة الحوار الإسلامي | 6 | 11-11-2010 02:03 PM |
|