11-12-2010, 03:55 AM | #11 | |||||
شاعر السقيفه
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
|||||
11-12-2010, 05:20 AM | #12 | |||||
حال قيادي
|
يعجز اللسان عن الكلام وقد عقدته الدهشة ، والاعجاب بما كتبته يا عمنا ويا استاذنا
روح الابتكار عندك - ماشاء الله - متوقدة دوما .. الصلاة على النبي التحليل العميق للنص من أجل قراءة التفاؤل في نفوس الحضرميين بعهود من الأمن و النظام والازدهار ، والوثائق القيمة التي تخص بها السقيفة وجهدك الدؤوب في متابعة واستقراء تراثنا كل هذا يجعلك جدير بأن تكون علامة في موضوع التراث الحضرمي وعلامة إليه ! وكم نتمنى أن تطرح المزيد من الوثائق التي تبين المعاهدات القبلية او المعاهدات بين اهل مدينة وفئة .. الخ وتقرأ لنا في الظروف التي استدعت ذلك ، وانعكاس الاحوال الجديدة على منطق الشعر والعادات . شكرا جزيلا لك يا أستاذ الكل . |
|||||
11-12-2010, 01:10 PM | #13 | ||||||||
شخصيات هامه
|
[COLOR="Blue"]الحديث متصل فما اشبه الليلة بالبارحة ، خاصة حين استذكر ما قرأته ، وما اضافه الاخ ( عقيل ) حين يكون تحت يدي نصوص من الشعر الشعبي ، منها هذا النص الذي نشرته ( مجلة الترجمان 1357هـ ) والتي كان يرأس تحريرها السيد محمد بن عقيل بن يحي ، النص كتبه شاعر من تريم بعنوان ( يارحمة حضرموت ) والعنوان يأتي ضمن سياق النصوص السابقة وهو التمرد عن النمطية الحضرمية في صياغة شكل القصيدة الشعبية الحضرمية فالشاعر يستهل القصيدة بالخطاب المباشر لرئيس مجلة الترجمان ( بن عقيل ) فيقول له :
بعض الناس فرحو من بن عقيل= يوم لقالهم ورقة خبر شفنا غصت في بحر اللول= جيت منه بالجواهر والدرر نعم ؛ ما اشبه الليلة بالبراحة ..!! إذا كان (( بن عقيل )) شيخ الصحافة الحضرمية قد خلده الشعر الشعبي حين (( لقالهم ورقه وخبر )) كناية لمجلة الترجمان ، فإن ( عقيل ) بالربيعة ، شيخ المنتديات الحضرمية ، قد القا ايضا بعد سبعين عاما موقعا الالكترونيا ضمن الشبكة العنكبوتية الهائلة اسمه (( سقيفة الشبامي )) ورسالة هذه السقيفة هي إمتداد لرسالة (( مجلة الترجمان ))..!! وقد اعجبتني قصيدة الشاعر التريمي الذي لم يشأ كتابة اسمه الصريح ، اعجبتني لما حوته من صور جميلة ورائعة تضمنها خطابه الشعري ، وهي تحمل في ثناياها احالات دلالالية ربما تتوافق في اسقاطاتها لكلا الإثنين (( بن عقيل )) صاحب مجلة الترجمان ، و (( عقيل )) صاحب موقع سقيفة الشبامي ، من هذه الصور قول الشاعر:
ومعي بنايه فوق الستره تبتني = وين طينك والمدر هيا نشر إن هو مبقل عطب في المغزل= في قنبوسنا ما يصلح منه وتر ما نا مداهن ولا بسكت وبإجلس = في طريق الضيق باقولك شبر داوي دوا في الراس ما قط إمتسك= معي ومعي للترجمان غرفة خبر على ذاك لي خلا الدباه يبست= وراح يسقي شجيرات العشر ان زليت في وحده وكه= فموسى بعد ثلاث فارقه الخضر البيت الأخير على حد علمي حتى الأن لم اقرأ او اسمع بشاعر نظم مثله (( إن زليت في وحده وكه ..... فموسى بعد ثلاث فارقه الخضر )) ، فيه إشارة لطيفة جاءت ضمن توظيف جيد وببراعة جميلة ، استمدها الشاعر من نص قرآني مما جرى بين النبي موسى والرجل الصالح ( الخضر ) . ففي هذا الخطاب الشعري تتضح خصوصية شاعرنا (( التريمي )) فالشاعر أشتغل على منحى الاشتغال السردي والاشتغالات السردية تعني محاولة الظفر بأكبرمساحةأنتقائية من التعبير منها تضمين القصص القرآنية للشخوص الى رموز معروفة . ثم يمضي الشاعر في صياغة النص بمفردات جميلة ينسجها من واقع الافراح والتطلعات نحو تحقيق أماني ( الصلح واحلال السلام في حضرموت ) على يدي أولي الفضل ويشير اليهم والى دورهم وربما كان عنوان القصيدة ( يارحمة حضرموت ) اشارة الى السيد ابوبكر بن شيخ الكاف الذي سعى الى توطيد دعائم السلام في حضرموت واد وساحل ، يقول الشاعر:
ياطائر الانس شل = كتابي مختوم من عندي وفر الى الغنا تريم إذا جيت= رباها والدويرات ثمّ وفر وكرر بالسلام على رجال الجود= والعفه وفي طريقك تو سر بذي الابيات الى ابن شيخ ابوبكر= ومن عنده من اخوانه حضر هو الباسل الضرغام لي= حاتم وكل باذل دونه قصر هو لذي التمهيد قد مهد= وذللها بعد ماصارع قدر وفك الأغلاق وبتـّـاها = بعد ما كانت صيم في شعر شرق للناس شمس شارقه= في حالك الليل مظلم غدر يارحمة حضرموت وماسك= سكان الفلوك لي مشحونه درر لولاك ما انزاحت هموما= معسره ولا حالي في الحلق عبر ولا سارت بالوادي جمال= راتعه ولا رفعو خفر ولا كانت هتون الأمن هاطله= كما هطلت على الارض المطر هنيئا بذا ياخالد الذكر= هنا وفي الجنات نعم المستقر خليت ذي الشاه لي ترعى همل= ترعى مع الذيب هو والنمر والله ما با امدح فعالك وهي= صبابه علينا في العشيه والبكر بذلت الروح في ذي السفوح= ولعنه على الجاحد ولي نكر بك الارض طابت وطاب= بها المسكن وابليس اندحر من قراءتنا لهذا الخطاب الشعري علينا استقراء الألفاظ التي جاءت ضمن سياق النص والتي تعد مادة لغوية مهمة وظفت ضمن إبداع أدبي يهيمن فيه السلام ودعاته على محور النص (( وكرر بالسلام )) (( هتون الأمن )) (( بك الأرض طابت )) ومن نتاج هذا السلام أن نرى (( الشاة الهمله ترعى مع الذيب والنمر )) [/COLOR](( ولاسارت بالوادي جمال راتعه ولا رفعو خفر )) . الملاحظة الاولى : ن هذه القصيدة جاءت كصفعة قوية للرد على قصيدة صلاح الاحمدي والتي سماها البعض قصيدة الغضب وهي في الواقع قصيدة ( العطب ) ذلك ان صلاح الاحمدي وجه نقدا واتهاما مبطنا للسيد ابوبكر بن شيخ الكاف حين قال:
هم حضرو البيعه وهم وقعو على البيعه شهود=
لهذا جاء رد الشاعر التريمي وقال:
على رغم الحسود والشيطان= وذاك لي بغا الناس طير
الملاحظة الثانية : في مستهل القصيدة وجه الشاعر انتباه السيد محمد بن عقيل بن يحى رئيس تحرير مجلة الترجمان بأن بعض الناس من شاكلت الشاعر صلاح الاحمدي فرحو ان (( القالهم ورقه وخبر )) حين نشر صلاح الاحمدي الشاعر المغمور والمقيم بحيدر آباد قصائده باسمه الصريح تارة ، وباسمه المستعار ( الفرزدق ) تارة أخرى الملاحظة الثالثة : استثمر الشاعر مدح السيد ابوبكر بن شيخ الكاف لمدح السلام والصلح والذي اعاد الفضل لأياديه البيضاء والتي سعت وبذلت لتحقيقه الغالي والنفيس ولهذا لاعجب ان يطلق عليه الشاعر ( رحمة حضرموت ) التي جاءت بعد عذاب وفوضى واضطرابات دامت قرون وحروب اهلية عشائرية افنت الأخضر واليابس وعطلت الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية في البلاد. . |
||||||||
11-12-2010, 04:04 PM | #14 | |||||
مشرف سقيفة الأدب والفن
|
ماشاء الله تبارك الله ,عليك, يابو عوض..كاتب بحق وحقيق..
كنز من كنوز المعرفه...اسلوب كتابتك جميل .واعجابنا بقلمك غير محمدود...واصل وثق كل الثقه اننا متابعين.. اخوك:خالد بن مهنا |
|||||
11-12-2010, 08:15 PM | #15 | |||||
حال جديد
|
لك تحياتي ابو عوض والله شي رائع رائع بمعنى الكلام اشكرك على التفاعل المثمر . جزيت خيراً ايها الاب الفاضل >>>هذه الوثائق من اين حصلت عليها ؟؟؟
|
|||||
11-12-2010, 11:11 PM | #16 | ||||||
شخصيات هامه
|
[QUOTE=محمد التميمي;566484]شكراً للأخ ابوعوض على هذا الغوص والبحث في كنوز الشعر الشعبي الحضرمي في تلك الحقبه الثلاثينيه من القرن الماضي , ولاشك ان الشعر الشعبي عموماً والحضرمي خصوصاً كان مرآة عكست واقع وحال الأمة , ومن خلاله نستطيع قرأة التاريخ والأحداث فقد وثق الشعر الشعبي الكثير من المراحل السياسية والاجتماعية التي واكبت تطور المجتمع الحضرمي , فمن خلال إطلاعي على بعض أشعار المعلم عبدالحق وجدت العديد من القصائد وثقت أحداث سياسيه هامة عاشها المجتمع الحضرمي .
لقد حمل شعراء ثلاثينيات القرن الماضي راية الشعر الشعبي الحضرمي بكل أمانة ومسولية وجسدو وترجموا من خلاله معاناة أمتهم وتطلعاتها وأمالها نحو الرقي والتطورومستقبل زاهر . الشعر الشعبي في عهدة من ؟؟ سوال مازال مطروحاً منذو حوالي نصف شهر في سقيفة الشبامي ولم نجد الإجابة عليه !! لم نشاهد سوى هذيان وحديث لايسمن ولايغني ولايشبع فضول من أطلع عليه !! سؤال مازال محيرني ياليتني أجد الأجابة الشافية الوافيه منكم هل تعتقد ان شعراء عالم النت الحضارم يستطيعون تحمل مسؤلية وقيادة لواء الشعر الشعبي الحضرمي وهل يستطيعون من خلاله ترجمة هموم وتطلعات مجتمعهم الحضرمي !! ؟؟ [url] رمضان باعكيم شاعر شعبي حضرمي يقف في شموخ رافضاً كل العادات الدخلية على المجتمع الحضرمي منتقداً كل السلبيات متباكياً على الماضي وأيام الهدو والسكينة والأمن وألامان !! [CENTER][url] ] هنا بعض المتطفلين والمتحرشين بكتابة التراث وكتابة الشعر الشعبي ، فكل همهم أن يقال بأنهم ( كتاب ) أو ( شعراء ) وهم في الحقيقة لم يعوا حقيقة الكتابة عن التراث وعن الشعر، ولم يسبروا مكونات الأدب الشعبي بل كانت نظرتهم إلى التراث نظرة سطحية، ربما عن قصور معرفي منهم أو أنهم لم يدركوا العلاقة القائمة بين الشعر في تجربته الجديدة وبين التراث عامة . من الشعراء الذين كانوا لهم بصمات في تغير الخطاب الشعري الحضرمي في ثلاثينيات القرن الماضي الشاعر عبدالقادر بن شيبان التميمي صاحب ديوان ( مخطوط ) يحتوي على مئات القصائد البليغة ، فقد كان شاعرا عصريا وشديد الاتصال في الوقت نفسه بالتراث ، و لأن كان الشاعر عبدالقادر بن عمر التميمي (( الملقب بالشعيرة )) لا يقبل أحيانا بالتراث كله ، فإنه أحيانا أخرى لا يرفضه كله ، وإنما تنشأ في قصائده علاقته بالتراث من التفاعل وتجاذب يصف خلالها التراث من منظور العصر ، بحكم أنه كان مهاجرا في جاوه ، ووقف هناك على الأنظمة والقوانين وقوة الدولة التي تهيمن على كل مفاصل الحياة ، فهو يصف ما حاق بالمجتمع الحضرمي من اختلالات قبل عقد اتفاقيات الصلح ، ويحدد هيكلة النظام الاجتماعي الحضرمي ضمن ضوابط عصرية ، و ضمن دوائر حددها لكل الطبقات التي تتبوأ السلم الاجتماعي في حضرموت ، ( المسيده جاه وبرهان ) و ( المشيخة علم ونزاهة الأحكام ) و ( الديولة سلطان عادل ) أما القبوله فتبقى كشكل اجتماعي ضعيف أمام قوة السلطان العادل ( القبوله الله يصون القبوله ما باتقوم الديوله إلا إذا هي مبهله ).. هذه القصيدة قالها إثناء التحركات الكبيرة من قبل الأخيار من الإصلاحيين الحضارمة الذين كانوا يسعون لاستكمال معاهدات الصلح بين القبائل وعقد الهدنة وإحلال الأمن في حضرموت .ونشرها في مجلة ( الترجمان ) عام 1356هـ :
يقول بن شيبان ضاع العقل يااهل المعقله= المسيده والمشيخه والديوله والقبوله وقعت لبوهم كسوره وقعت لبوهن زلزله= ماليوم قدهن في حلق صمّت عليهن سلسله ولعاد حد بلبل ولا جاء في طريق البلبله= خذبلهم الله في الخذبله والبهذله وإن جيت باتجلس مع واحد لحقته مطبله= قحزل كماهم ان بغيت الصفو وقت القحزله طلعت مناشي صدق في وديانها متقلقله= مكّن سواقي ثابته ما هي سواقي محوله المسيده بالجاه والبرهان في أعلى منزله= يظهر لها سني حسيني بايفض السلسله والمشيخه عالم يفرقها قسوم امعدله= والديوله سلطان عادل بيصمم الديوله والقبوله ياسامعين الله يصون القبوله= ما باتقوم الديوله إلا إذا هي مبهله في نشرة التبجيل ماهي في ثياب أمرذله= والملك ملك الله يرفع من يشا أو ينزله انضمت قبائل آل تميم الى قوافل القبائل التي تنشد السلام والأمن ، وتصالحت مع غرمائها ، استجابة لدعوة المصلحين من رجالات حضرموت والذين استعانوا بالمستشار البريطاني في إرساء دعائم السلم الاجتماعي . وهذه الوثيقة تبين حرص مقدم آل تميم ( العبد بن علي بن يماني ) على الاستجابة لدعوة الصلح والأمان وانهاء سنين الفوضى والاختلالات الأمنية .... . |
||||||
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 11-12-2010 الساعة 11:14 PM |
|||||||
11-13-2010, 12:08 AM | #17 | |||||
حال نشيط
|
ابداع جميل و طرح قوي واسلوب ممتاز وموضوعي ؛؛ دراسه راقيه موثقة تاريخيا ووثائق مهمه تعزز اطروحات الموضوع الموضوعية
الترقي في التعقيبات من ابداع في طرح جديد الى طرح أروع منه شكرا لاستاذنا ابوعوض الذي نقلنا الى تلك السنوات التي شهدت ميلاد مشروع السلام وقيام نواة دولة عصرية في حضرموت، استفدت كثيرا وتكونت صورة كاملة عن تطور الخطاب الشعري في ذلك العصر. |
|||||
11-13-2010, 04:03 AM | #18 | |||||
شاعر السقيفه
|
سقيفة الشبامي ليست مجرد منتدى هذه مكتبة حضرموت الشامله اشكر القدر الذي اتى بي الى هنا
|
|||||
11-14-2010, 09:22 AM | #19 | ||||||||
شخصيات هامه
|
شكرا على ثبيت هذه الحلقات التي تلقي الضوء على بداية تطور الخطاب الشعري الحضرمي ، في مرحلة مهمة وخطيرة شهدت إرهاصات ارساء دعائم السلام والسلم الاجتماعي في حضرموت ، والسعي نحو قيام بنية الدولة الحضرمية الحديثة . لعل مثل هذه النماذج من النصوص الشعرية التي تأتي تباعا في هذا الموضوع نعززها بوثائق رسمية من وثائق ذلك العصر ، مفيدة للباحث المهتم من ذوي الاختصاص وليس من قبل المتحرشين بكتابة التراث . في اواخرالقرن الثامن عشرالميلادي شهدت هجرة الحضارمة الى جنوب شرق آسيا تدفق افواجا متزايدة من المهاجرين الى تلك الاصقاع النائية مضيفين بذلك بعدا جديدا إلى قائمة الشتات الحضرمي الممتد على طول البحر الأحمر والساحل الشرقي الأفريقي والمحيط الهندي ، وخلال القرنين الماضيين ظهر الوجود الحضرمي البارز في جميع أنحاء الارخبيل الاندونيسي - الملايو - وخاصة في المراكز التجارية الرئيسية على طول الساحل الشمالي ، وبحلول عام 1900 بلغ عدد الحضارمة في جزر الهند الشرقية حوالي 27000 نسمة ، وبحلول عام 1942 ، عشية الاحتلال الياباني للأرخبيل الاندونيسي بلغ عددهم نحو 80000.نسمة حسب الاحصاءات الهولندية. كانت الهجرة إلى جزر الهند الشرقية تنطوي على احلام الانتقال من اراضي حضرموت الجرداء إلى حد كبير ، والتي أفسدتها الحروب القبلية ، واضطراب الأمن ، وتفشي الجهل والفوضى ، وغياب الدولة القوية ، الى الجزر الخضراء الواعدة بالخيرات وسعة في الرزق ، وقد ساهم المهاجرون الحضارم في ازدهار اقتصاديات جزر الهند الشرقية ( إندونيسا ) واندمجوا في المجتمعات الجديدة . ومن الشرق البعيد ؛ من جزر الأرخبيل الأندنوسي بدأت الصحوة الحضرمية ، و تشكل جوهر هذه الصحوة ، وتشكلت معها الهوية الحضرمية ، ذلك أنه في منتصف عام 1910م شعر الحضارمة بالانفصال مؤسسيا بفعل السياسة الاستعمارية الهولندية ، التي حددت من قيود هجرتهم وتنقلاتهم وفرضت نوعا من أنواع العزل وفرض قيود على سفرهم وتنقلاتهم بين الجزر الاندونيسية وكانت هذه القرارات التي اتخذت ضدهم عاملا حاسما في إجبارهم على اللجوء إلى وطنهم كمصدر للهوية. ومن نتاج الصحوة الحضرمية في المهجر تشكل الهوية الحضرمية ، وبداية قيام النهضة الحضرمية الفكرية والسياسية الحديثة ، بقيادة النخبة الناشئة والمتعلمة ، والتي تتجسد في صدور الصحف والمجلات ، وشبكة متنامية من الجمعيات الطوعية والمدارس الحديثة . ولكن المستعمر الهولندي الذي فشلت حملاته التبشيرية عن تحقيق النجاحات أمام نجاح الحضارمة في نشر الدين الاسلامي بين السكان المحليين ، أدرك النفوذ الحضرمي المتنامي وسط السكان المحليين ، فسعى في إشعال فتيل نزاع طال أمده ، على اساس عقائدي ، وهذا الصراع ( الارشادي العلوي ) تركز على الوضع الاجتماعي والسلطة الدينية التي يطالب بها العلويين (السادة ) ، وعلى الرغم من هذا النزاع ، في صلب تحقيق النهضة وساهم إنشاء نظام تعليمي متطور في المهجر ، يهدف إلى تحويل جيل جديد من الحضارمة في المهجر ، الى جيل متسلح بالمعرفة واجادة اللغتين العربية والأوروبية ، مع كسب والمهارات العلمية الأساسية والتدريب المهني التي يحتاجونه ، (على غرار التجربة الصينية في جاوة ) . كانت اذهان الحضارمة في مهجرهم تركز على الوطنية والهوية الحضرمية والتشبث بها ، والتركيز على الوطن الحضرمي - حضرموت - والهم الحضرمي في الوطن ، ومن هناك تدفقت الأموال على حضرموت ، وظهرت قصور من الطين ، وبيوت من الطوب والحجارة ، وحصون شيدت للفتن القبلية ، وظهرت البنادق الحديثة ، التي كانت تغذي ذخائرها أموال المهاجرين من ابناء القبائل ، وادى هذا الى زيادة أمد الفوضى والحروب القبلية . فمع الاسف أن أجزمت بأن الأموال التي كسبها الحضارمة في الجزر الاندونيسية ذهب معظمها في إذكاء روح الفتن القبلية في حضرموت ، والفتن المذهبية في المهجر ، والتي تفاقمت بين حضارم المهجر وقسمتهم الى حزبين (( علوي - إرشادي )) . وكل حزب له صحافته وله شعراءه وربما ساهمت صحافة الفريقين في زيادة الشرخ في المجتمع الحضرمي المهجري ، وتفاقم الصراع وتغيرت لغة الخطابة ( النثري والشعري ) . ننطلق من فهمنا أن الخطاب الشعري بمعناه الواسع هو ثقافة المجتمع ، وهو حضارته ، وتاريخه الفكري والسياسي والديني والنفسي والاجتماعي والعاطفي ، الذي تحول إلى نص له دلالة الخطاب على هذا فإن لغة الخطاب الشعري الحضرمي تحول الى خطاب سياسي يكمل لغة خطاب الصحافة التي كانت تصدر في المهجر الحضرمي ، فمن اشعار تلك الحقبة بين يدي قصيدة لشاعر اسمه ( بودويله ) نشرها في مجلة الترجمان ( 1357هـ )) قال فيها: خرج ذا فصل والثاني اعتليت المنابر= اخاطب بني قومي لحل القضايا قضايا عليها كان شعبي يغامر= ويصرف عزيز الوقت بعد الحزايا إذا جيت راجع حسبتي في الدفاتر= وحسبة بني حضرم لقيت الرزايا تطاحن وبغضا بثها سحر ساحر= وخلا بني الأحقاف نتها ندايا رشن نارهم ما بينهم شور عاثر= ولا حزب من احزابهم له مزايا نستشف من تلك المقدمة تطور الخطاب الشعري السياسي في الشعر الشعبي الحضرمي ، ودخول المصطلحات السياسية ضمن سياق النص (( المنابر - اخاطب - بني قومي - القضايا - شعبي- حزب - احزابهم )) فالشاعر ( بودويله ) يريد ان يزيل الالتباس من وراءه سوء الفهم من هذا الخطاب السياسي وعدم تكريس الوهم الذي يسعى اصحابه لإلغاء الآخر عبر نمطية الخطاب الثقافي والسياسي الفج والعقيم ، فيقول: افيقوا دعوا الماضي وقبح النواظر= ولاتتركونا للمصالح ضحايا كبيش الذي انشى البلايا غير فاكر= وبن شحبل العاقل يعيد القضايا كما ابليس خلوهم ومن هو مناصر= لهم أو محبذ فوق راسه عصايا دعوهم كما الشيطان مقطوع دابر= فإن القنابل منها إلا شظايا وفي اشارة كانت صريحة وجه اللوم لاصحاب الصحف من الطرفين ، الذين كانوا يغذون الفتنة الحضرمية ( العلوية - الارشادية ) فجاءت رسالة شاعرنا واضحة عبر ( مجلة الترجمان ) قال فيها: ايا الترجمان انصحك لست بآمر= إذا كان لك في ذا القضية نوايا خصرها ولا تجعل غذاها المحابر= فانت الذي توصف بخير السجايا فلا الشحبلي من مدرسة البشائر= ولا مدرسة الارشاد منها منايا كانت بعض تلك المدارس التي أسسها الحزبين ( العلوي والارشادي ) تميل الى دعوات التطرف والتشدد في مهاجمة الآخر ، والسعى الى الغاءه بشتى الوسائل والطرق ، فوجدت في تعبئة الجيل الجديد ايديولوجيا وعقائديا طريقا سهلا ضد الآخر، لإقصاءه والغاءه دوره في المجتمع المهجري والداخلي ، وبهذا ابتعدت عن الوسطية الحضرمية التي اشتهر بها الحضارمة وبفضلها استطاعوا ان ينشرون الدين الاسلامي في تلك الاصقاع النائية من جزر الارخبيل الاندونيسي لهذا قال الشاعر: فمن شاء ان يخسر بنيه يبادر= يجرب ليفقد فتية وفتايا دعوهم وباطلهم فلسنا مساخر= وقد ظهرت كالشمس تلك الخافايا فإن الوطن في حاجة للمعابر= لتحفظ لنا من مجدنا شئ بقايا وإلا غزونا القوم والقوا مناكر= واخذوا نسانا والعذارى سبايا هذا ختام القول يا اهل الميازر= وهذا وفائي للوطن في ندايا لاينكردور السادة العلويون الحضارمة في نشر الاسلام وقيام النهضة العلمية إلا جاحد مكابر ، أوجاهل مغتر . لهذا حين ضاقت حلقات التآمر الهولندي على كلا الحزبين من أجل تشتيت جهودهم على حساب الحملات التبشيرية المسيحية ، زاد السادة العلويين من تماسكهم ووحدتهم ، والأصرار في عزمهم على القيام بدورهم الريادي في الاصلاح والأمر بالمعروف وإرساء دعائم الصلح في حضرموت ، والحث على قيام دولة حديثة قوية تقوم بمهام بسط السلام وتأمين الناس وممتلكاتهم ، وتنشر العلم عبر المدارس وقيام نهضة حضرمية شاملة . اقدم وثيقة موقعة من سادة ووجهاء حضرموت ( رجب1294هـ ) موجهة الى كافة من في بندر بتاوي ( جاكرتا ) وسنغفوره تتحدث عما نزل بالجهة الحضرمية من نوازل وانتشار للباطل والفتن والظلم الى درجة اشرفت البلاد الحضرمية للهلاك (( ومرّت بالبلاد أمور تذر الحليم حيرانا ، والفصيح أخرس حتى كاد لأهلها الهجرة والارتحال ( مع ملاحظة الإختلاف في صيغة التوقيع في الوثائق الحضرمية فعلماء السادة يكتبون (( الفقير الى ربه فلان ابن فلان ، بينما القبائل يصرون على كتابة (( المقدم ، أو الأبو ، أو الحكم )) ... [ , |
||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 11-14-2010 الساعة 09:57 AM |
|||||||||
11-15-2010, 11:18 AM | #20 | ||||||||
شخصيات هامه
|
الديسابورا ( Diaspora ) كلمة هي في الأصل يونانية ، وتعني الشتات أو التشتت ، استخدمت في المصطلحات السياسية والاجتماعية للدلالة على الأقليات العرقية الموجودة خارج اوطانها ، واستخدم الكتاب اليهود هذا المصطلح للدلالة على شتات اليهود والحلم بلم الشتات في دولة اسمها إسرائيل . وفي الآونة الأخيرة قرأت لكتاب غربيين ومستشرقين استخدموا هذا المصطلح في الحديث او الكتابة عن هجرة الحضارم ، ومهما يكن من أن الكلمة تعني في الأصل : (( الشتات )) ، إلا أنه من الملاحظ هناك بون شاسع حول استخدام هذا المصطلح ( الديسابورا ) للمقارنة بين شتات اليهود ، وهجرة الحضارمة ، فالحضارمة لهم وطن قديم قدم الانسان وحضارته اسمه ( حضرموت ) ، وكانت هجرتهم نحو الأرخبيل الاندونيسي تهدف الى تحقيق هدفين رئيسيين: الأول : الإقتصاد ، و يتمثل في البحث عن مصادر الرزق والاشتغال بالتجارة مع تلك الشعوب لرفع دخل الفرد وتحقيق الثراء المنشود. الثاني : نشر الدين الاسلامي في تلك الاصقاع النائية . نجح الحضارمة في التصدي للحملات التبشيرية المسيحية ، وتمكنوا من وقفها ، وبفضل من الله تمكنوا من نشر الدين الاسلامي بين أوساط السكان المحليين ، وساهموا في إرساء دعائم الإسلام وتعاليمه السمحاء بالدعوة الى الوسطية والاعتدال . ولهذا كان لهذا الدور الذي لعبه الحضارمة الأثر والتأثير الكبير ، فلاغرابة أن يكون مصدر حقد وحسد من بعض المستشرقين والمستغربين ، حين تصدر مؤلفاتهم في الآونة الأخيرة ويكتبون عن هجرة الحضارمة ويطلق عليها في عنوان كتاباتهم (( الديسابورا الحضرمية )) ( Tha hadarami Diaspora ) أي ( الشتات الحضرمي ) . فالشتات ليس مصطلحا جديدا في فقه اللغة الحضرمية ، إذ يعني التفرق القسري نتيجة العمل السئ والظلم الاجتماعي فقد قال الشاعر ربيع بن سليم يصف ما حاق بيافع حين انهزموا في تريم عام 1847م :
لكنهـم بالظلم والجــــور والهــــوى=رموا في مهاويها وهم يحذرونـهــــا ولما عتوا وأستعظموا رفع شأنـهــم= وهلـكـوا رعاياهم ولم يرحمـونهــا أتـتهم مصايب شتت جمع شــمـلـهـم=جــزاء تلكم الأفعال لي يفعـلونـهــــا والشتات ايضا في الخطاب الشعري الحضرمي يحيل الى دلالات اجتماعية ، يعني بها التشتت والتفسخ الخلقي ، وهكذا كان شتات الحضارم في المهاجر البعيدة ، حيث كان للمال والثراء مردوداته السلبية على تربية النشئ ، وانحلال بعضهم وابتعادهم عن الانتماء والهوية الحضرمية ، حيت نجح الحضارمة بالعمل الدؤوب في السيطرة على المفاصل الاقتصاد في التجارة في تلك البلدان التي نجعوا اليها ، إلا ان لآثار زيادة الثراء مردودات سلبية على البنية الاجتماعية الحضرمية التي عرفت بصرامة القيود الاجتماعية في التماسك والترابط فيما بينها البين ، والسلوك الاخلاقي الاسلامي في تربية النشيء على التقاليد الحضرمية والاسلامية . بين يدي قصيدة للشاعر ( عمر بامعرفة ) وجهها للسيد محمد بن عقيل بن يحيى بعنوان ( جرذان تقرط فلوس ) وقد نشرت مجلة ( الترجمان ) عام 1356م القصيدة ، وهي عبارة عن خطاب شعري قوي لنقد ظاهرة الانحلال الخلقي والانحراف التربوي عند حضارمة المهجر الاندونيسي الذين افسدتهم حياة الثراء والبذخ ، فشق على الشاعر ان يرى بني قومه اشبه بالفئران التي لاهم لها الا ( قرط الفلوس ) وجمعها بشتى الوسائل والطرق ، لهذا اطلق الشاعر ( عمر بامعرفة ) صيحة الإنذار المبكر بوجود الخطأ والإعتلال في السلوك وشبهه بنخر السوس في جسم المجتمع الحضرمي ، بينما هم في غفلة عن ذلك ، فحالهم كحال الشياطين المصفدة لنبي الله سليمان بن داود ، والذي حين قضى الأجل وهو جالس على كرسيه ، لم ولو دابة الأرض السوس نخرت في الكرسي حتى سقط وتهاوى لما علمت الجن والشياطين بموته ( والسوس فيهم ظاهر ومحسوس على الكراسي هم عليها جلوس ) ونلاحظ ضمن هذا الخطاب الشعري الاجتماعي نقد الشاعر لبني قومه في اسلوب تربيتهم لأولادهم والسماح لنساءهم بالتبرج ومزاحمة الصينيين والهنود الهندوس في الدكاكين (( التوكو )) قال الشاعر عمر بامعرفة
يابن عقيل الفكر صار معكوس= جرذان ذالوقت تقرط فلوس كم من مقرفط له نصيب محسوس= وكم وكم عاقل تراه ممفوس ان الحضارم قد أكلهم السوس= والسوس فيهم ظاهر ومحسوس على الكراسي هم عليها جلوس= لا خير فيهم ولا فيهم مروة نفوس قالوا عرب ! وين العرب ذلا تيوس= أهل السرف والخناء وأهل اللحوس ذلا كرب أو جرب في ثالتها خموس= هم اللي غيروا أولادهم بالفلوس يا ويلهم إن لم يحاربوا البوس= أولادهم تصبح جياع ( كوروس ) حريمهم ذا الوقت كاشفات الروس= يمشين في الغدرا يرمن الروس يسرحن ( للتوكو ) لاجل اللبوس= مع الشين أو مع أبو الهندوس وكما يبدو لي أن صرخة الشاعر ( عمر بامعرفة ) لم تلق آذانا صاغية في تلك الحقبة ، وكان من نتاج ذلك (( الشتات والتشتت )) الاجتماعي والخلقي أن نخر السوس تحت هيكل كرسي الحضارمة والذي كانوا يتربعونه قرونا في تلك المهاجر الشرقية ، فأنهار الكرسي بهم وتشتتوا من مهجرهم الإندونيسي الى مهاجر جديدة في الخليج والسعودية . . |
||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 11-15-2010 الساعة 11:49 AM |
|||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|