دولة الجنوب العربي ؟ تقرير لـ "الأمناء" يكشف تفاصيل الزيارة الرسمية لوفد الانتقالي برئاسة الزُبيدي إلى العاصمة الروسية موسكو ودلالات توقيتها

[حد من الوادي]

2021-02-02 19:10:11

تقرير لـ "الأمناء" يكشف تفاصيل الزيارة الرسمية لوفد الانتقالي برئاسة الزُبيدي إلى العاصمة الروسية موسكو ودلالات توقيتها

ما وراء الزيارة الرسمية لجمهورية روسيا الاتحادية؟

ما أول تصريح روسي رسمي حول الزيارة؟



دون كلل أو ملل، تواصل القيادة السياسية الجنوبية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي تحركاتها الخارجية لانتزاع الاعتراف الدولي بدولة الجنوب المستقلة على كامل ترابها على الحدود الدولية المُتعارفة عليها (ما قبل 21 مايو/آيار 1990م).

وتكللت الجهود الجنوبية بإنجازات كبيرة للقضية الجنوبية، أهمها اعتبار الجنوب طرفا أساسيا في أي عملية سياسية في اليمن، ما يعني أن الجنوب يتدرج بخطواته وصولًا إلى هدف الشهداء والجرحى المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

ووصل إلى العاصمة الروسية موسكو، مساء أمس الأول الأحد 31 يناير/كانون ثاني 2021م، الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، على رأس وفد جنوبي رفيع المستوى استجابة لدعوة رسمية من حكومة جمهورية روسيا الاتحادية.

وتكون وفد الجنوب رفيع من: أعضاء هيئة رئاسة المجلس، اللواء أحمد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية، وأحمد لملس الأمين العام لهيئة الرئاسة، محافظ العاصمة عدن، والدكتور ناصر الخبجي رئيس وحدة شؤون المفاوضات، وعلي الكثيري نائب رئيس وحدة شؤون المفاوضات المتحدث الرسمي للمجلس، وعمرو البيض عضو هيئة الرئاسة، ومحمد الغيثي نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية، وأنيس الشرفي عضو وحدة شؤون المفاوضات.

وتتزامن الزيارة مع محاولات مستميتة للشرعية اليمنية، التي يسيطر عليها حزب الإصلاح (ذراع الإخوان في اليمن)، للالتفاف على اتفاق الرياض، الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019م، رغم إعلان حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال، ومحاولة حشد ميليشياتها في شقرة والصبيحة لاجتياح الجنوب، في إشارة إلى محاولات الإخوان إفشال حكومة المناصفة وإجهاض الاتفاق المدعوم عربيًا وإقليميًا ودوليًا.



ماذا قال الرئيس الزُبيدي؟

وفور وصول الرئيس الزُبيدي إلى العاصمة الروسية موسكو، جدد العهد بالمضي في طريق الاستقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.

كما جدد الرئيس الزُبيدي، في تصريح متلفز على قناة (عدن المستقلة)، العهد لشعب الجنوب بالسير بهم في طريق آمن لتحقيق طموحاتهم وآمالهم واستعادة الدولة بإذن الله.

وأوضح الزُبيدي أنه سيلتقي، خلال زيارته، عددًا من المسؤولين الروس في الحكومة ومجلسي الشيوخ والنواب (الدوما)، بالإضافة إلى المراكز المتخصصة والمؤسسات العلمية، لبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك، وسُبل تحقيق السلام، وتعزيز الأمن والاستقرار في الجنوب واليمن والمنطقة، بما يلبي التطلعات المشروعة لشعب الجنوب. وأكد ثقته بالخروج بنتائج مثمرة وإيجابية.

وكان الوفد الجنوبي قد غادر صباح ذات اليوم إلى موسكو في زيارة تُعد الثانية بعد زيارة قيادة الانتقالي برئاسة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو في فبراير/شباط من العام الماضي 2020م.

ويعد الرئيس الزُبيدي أول طرف جنوبي منذ ١٩٩٤م تتم دعوته رسميًا لدى خارجية دولة عظمى وهو يحمل ويمثل جوهر قضية الجنوب ويطرحها على طاولة البحث كحقيقة وحق لا يقبل إلا التعاطي معه.



الطريق إلى موسكو.. لماذا الآن؟

بدورهم، اعتبر سياسيون، في تصريحات لـ "الأمناء"، أن زيارة الانتقالي لروسيا تأتي لإحباط كل المشاريع التي تحاول تهميش الجنوب أو القفز على قضيته الأساسية.

وأشاروا إلى أن قيادة الجنوب اعتبرت روسيا "الخيار الأنسب"، كون الأخيرة تمتلك علاقات تاريخية قوية ومتميزة بالجنوب.

وقالوا إن "الطريق إلى موسكو في الوقت الراهن لهُ دلالاته السياسية العميقة".

فيما أكدت الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماعها، أمس الأول، أهمية زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي للعاصمة الروسية موسكو في هذا التوقيت.

واعتبرت أن الزيارة تعد تأكيدًا على دور المجلس في إيصال قضية شعب الجنوب إلى المستوى الدولي، عبر المضي به في طريق آمن لتحقيق الاستقلال واستعادة الدولة.

من جانبه، قال المستشار الإعلامي للرئيس عيدروس الزُبيدي، الأكاديمي في كلية الإعلام د.صدام عبدالله: "‏وصل الرئيس القائد عيدروس الزبيدي والوفد المرافق له إلى روسيا، في زيارة لبحث أوجه التعاون الثنائي الجنوبي الروسي وتعزيز الشراكة في مختلف المجالات، وهو الطريق الذي انتهجه قائد الدبلوماسية الجنوبية في تعزيز التعاون مع مختلف الدول الصديقة والشقيقة".

فيما اعتبر رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي بأوروبا أحمد عمر بن فريد أن الزيارة مرتبطة بالتعريف دوليًا بقضية الجنوب العادلة.

وقال بن فريد: "سنذهب بقضيتنا إلى جميع أصقاع الدنيا شرقًا وغربًا منفتحين على كل دول العالم".

وأضاف: "لا توجد لدينا قيود أو عقد ضد أحد، ولا نعادي إلا من يعادينا.. نحترم من يحترم قضيتنا وإرادة شعبنا، وروسيا أظهرت لنا قدرًا كبيرًا من الاحترام والتفهم ونحن نبادلها قدرًا أكبر من الاحترام أيضًا".

أما نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح فتطلع لدعم روسي قوي لمطالب شعب الجنوب باستعادة دولته.

وقال، في تصريح للوكالة الروسية (سبوتنيك)، إن "زيارة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي إلى روسيا، تأتي في إطار حشد المواقف الدولية الداعمة لحق شعب الجنوب في استعادة دولته".

وأوضح أن الزيارة الحالية لرئيس المجلس الانتقالي إلى روسيا هي الثانية.

وأضاف: "يتطلع المجلس لتقوية وتعزيز أواصر العلاقة مع روسيا الاتحادية، فهي واحدة من أهم الدول المؤثرة في صناعة القرار الدولي، وتربطها بالجنوب علاقات تاريخية متميزة منذ عهد الاتحاد السوفيتي السابق والجمهورية الجنوبية السابقة".

وتابع: "نتطلع إلى دور روسي داعم لتطلعات ونضال شعبنا في إنهاء معاناته واستعادة دولته، كواحدة من اشتراطات تحقيق السلام والأمن والاستقرار في الجنوب واليمن والمنطقة بشكل عام".

واعتبر صالح أنه "لا سلام ولا أمن في اليمن إلا بدعم وتنفيذ خيار الدولتين وعودة الوضع القانوني لهما لما كان عليه قبل مايو/آيار 1990م".

وقال: "إن الرئيس الزُبيدي سيقدم للجانب الروسي صورة واضحة عن الأوضاع القائمة وجهود المجلس في سبيل إحلال السلام ومكافحة الإرهاب، ومدى التقدم المحقق في تنفيذ اتفاق الرياض".

ونوه صالح إلى أن المجلس "يحمل على عاتقه مهمة الدفاع عن قضية شعب الجنوب والانتصار لها، وقد حقق نتائج مهمة في هذا الاتجاه بعد أن وضعها في مسارها السياسي الصحيح".

بدوره، اعتبر عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، لطفي شطارة، الزيارة ذات أهمية كونها تأتي والانتقالي شريك في حكومة المناصفة واتخاذ القرار.

وقال شطارة: "‏بين زيارة قيادة الانتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي إلى موسكو الأولى والزيارة الثانية، حدثت تغييرات سياسية كبيرة وعلى الأرض أيضا، قفزت بالانتقالي إلى موقع الشريك مع الشرعية وفقا لما تضمنه اتفاق الرياض، شريك في الحكومة واتخاذ القرار، ولهذه المكانة تبرز أهمية هذه الزيارة".



ما وراء الزيارة الرسمية لروسيا؟

مراقبون قالوا إن زيارة الانتقالي لروسيا تحمل أبعادًا سياسية كبيرة.

وقالوا، في تصريحات لـ "الأمناء"، إن الدبلوماسية الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي نجحت في كسر الحصار على القضية الجنوبية, واستطاعت الوصول إلى أروقة الدول العظمى.

وأشاروا إلى أن دبلوماسية الانتقالي الجنوبي تجمع بين المحورين الشرقي والغربي.

وأكدوا أن "الانتقالي الجنوبي يلعب على وتر الدبلوماسية بطريقة متميزة".

فيما يرى الصحفي الجنوبي ياسر اليافعي أن ‏زيارة وفد رفيع المستوى للانتقالي إلى روسيا مهمة للغاية خاصة بهذه المرحلة التي ستشهد تغيرا كبيرا في السياسية الأمريكية في المنطقة والضغوط الدولية الرامية لإيقاف الحرب باليمن.

وقال اليافعي: "لذلك تعزيز موقف الانتقالي خارجيًا مهم وله انعكاسات إيجابية في مرحلة التفاوض والحل الشامل".



أول تصريح روسي رسمي

وبعد وصول الوفد الجنوبي إلى موسكو بساعات، قال السفير الروسي في اليمن فلاديمير ديدوشكين، إن موسكو معنية ويهمها التنفيذ الكامل لاتفاقات الرياض.

وأضاف السفير الروسي، لوكالة (تاس): "روسيا تأمل في أن تكون زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، إلى موسكو 1 فبراير مثمرة".

وأشار إلى أنه من المتوقع، أن يجري وفد المجلس الانتقالي لقاءات في وزارة الخارجية الروسية، وفي مجلسي الدوما والاتحاد، سيتم خلالها بحث ومناقشة القضايا المتعلقة بالأزمة اليمنية، مع التركيز على تنفيذ اتفاق الرياض.

وقال: "ننطلق من أن الزيارة ستسهم في جهود روسيا لإطلاق العملية السياسية هناك، واستئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، والتي يجب أن يشارك فيها للمرة الأولى ممثلو المجلس الانتقالي الجنوبي في وفد الحكومة الائتلافية الجديدة"، في إشارة إلى حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال.



دور ريادي ومحوري لروسيا بالجنوب

أما عبد العزيز الشيخ، السكرتير الخاص للرئيس عيدروس الزُبيدي، فأكد أن هناك دور ريادي ومحوري لروسيا في المنطقة عامة والجنوب خاصة.

وقال: "روسيا سيكون لها دور ريادي ومحوري في المنطقة عمومًا والجنوب خصوصًا فهي تستند لإرث تاريخي سياسي وعسكري واقتصادي في الجنوب".

وأضاف: "حجم العلاقات التي كانت قائمة بين روسيا والجنوب ستكون منطلقا وأساسا لمرحلة جديدة تقوم على المصالح المشتركة والرؤية الموحدة لتحقيق السلام والاستقرار وفق النظام العالمي الجديد".

http://alomana.net/details.php?id=138201