هوامش على أشعار السيد الوزيرحسين بن حامد

[سالم علي الجرو]

بسم الله الرحمن الرحيم

ــ 3 ــ

من ضمن الصراعات الخفيّة في الجهة الحضرميّة بين السيد الوزير وأعلام في حضرموت ، ذلك الصراع مع ابن عبيد الله ، ولتوضيح الصورة ينبغي التّوقف عند ابن عبيد الله السقاف:
1- مفتي الدّيار الحضرميّة
2- مؤرّخ .
3- أديب وشاعر مفلق
4- مجاهد بالكلمة
عالم نحرير ، مؤرّخ نزيه ، مجاهد ناصح يبتغي الحق وإعلاء كلمة الله . مثل هذا العلم القطب يجب أن نقرأ ما يورده من شهادات على التاريخ بكثير تأنّي وعمق وتأمّل . من جرأته وصدق نصحه مما نحسبه رجولة وبطولة ، مقابلاته مع الملوك وقوّاد الجيوش العثمانية .
كتب ما دار بينه وبين الملك عبد العزيز في موسم حج عام: 1352هـ بشأن الصلح بينه وبين الإمام يحيى:
" ..... ولما اجتمعت أنا بان السعود في ذلك العام ، بدأني الحديق عن قضية الصلح بينه وبين إمام اليمن فكان موافقا لما تحدّث به إليّ ابن الوزير سواء بسواءٍ ، وقال لي الملك عبد العزيز: ( إنّني لما أبرقت إلى ولدي فيصل بالجلاء عن الحديدة أجابني: بأنّ الإنتحار أهون عليه من ذلك ، فأجبته: بأنّ انتحارك لا يقلل من عدد أبنائي وقد نيّفوا على الأربعين ، ثمّ هو هيّن عليّ في سبيل حقن دماء المسلمين .. هذا نص كلامه لي بمرأى من ولده فيصل ومسمع ) " . 1- ( صوب الرّكام ) ـ السيد: عبد القادر خرد . 2- ( نسج البردة ) ـ الدكتور سليمان حسن بن عبيد الله

ابن عبيد الله وشهادته على أحداث الغرفة

كتب: ( إنّ الوالد حسين واثق من النصر وكتب لي بذلك عدّة مكاتيب وجملة قصائد ) . ( .... وأنه أخذ يسوّق حفائظ آل عمر ويكاتب الشيخ: سالم بن جعفر ( من آل كثير جماعة ابن عبدات ) ، ويعيّره بنظمه ونثره على السكوت حتى حمي . واجتمع بعامر بن جعفر بلفاس واتّفق رأيهم على احتلال جبل يشرف على الغرفة تمهيدا للضّرب ) .
نستشفّ من أبيات من قصيدة لابن عبيد الله ردّ على المحضار بأن الأوّل صمت رغم عنه:

لَبْيات قد وصلت ومعناك ازْدهدْ=والعقد لي تنويه ظاهر للفطين
في جبر بو طالب سكتنا بالعمد=ما بنغيّر لي عجزنا مانعين
وان لي قياسي با إلى الشّرع المردْ= والحال لك والناس مرّة با يزين

هناك محطات قادمة سيأتي بها الحديث لاحقا ستوضح حقيقة الصراع ولعبة السياسة .

هنا نلفت الإهتمام إلى المطموس من تاريخ حضرموت إذا ما أخذنا التاريخ من شعر معيّن وقصائد منتقاة محددة أو قل مراجع شعرية معتمدة. ولذلك ينبغي الإحاطة بكامل الفعاليات قوات نفوذ ومعارضة من بطون الشعر الشعر الشّعبي

[عمر خريص]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]

صار من المؤكد للجميع أن السيد حسين بن حامد المحضار قد توفى سنة 1927م أي قبل قيام الحرب العالمية الثانية بأعوام عدة ، ولكن هنا من يكتب في اضاءات خافته ويصر أن للمحضار مساجلة هو والشاعر عايض بلوعل اثناء الحرب العالمية الثانية ، وهذا لعمري من الحمق والغباء وقلة ادراك ومعرفة بالتاريخ ، فقد تعودنا من كاتب الاضاءات مثل هذه المزاعم حين زعم ايضا ان السيد حسين بن حامد المحضار قد عارض قصيدة صلاح الأحمدي بقصيدة ذكرها لنا (( ربما أرسلها من البرزخ )) . عموما أشير الى أن صوت (( ياحمول الشب )) من الأصوات اللفكلورية الحضرمية القديمة وهو من الحان (( الحداء )) الخاص بالجمالة . وقد نظم بعضا من المحضاير ابياتا على ذلك اللحن وهو عبارة عن معاتبات اخوانية بينهم . وتغنى المنشد الشعبي (( يسلم دحي )) بكلمات المحضاير . وايضا اشير الى أن الشاعر خميس سالم الكندي قد نظم ابياتا على نفس الصوت منها البيت الذي يقول فيه: (( ريتنا المارود وإنته المداوي .......... لاضويت الدار تنشد عليا )) وسجلت فرقة الأنشاد العدنية كلمات الشاعر خميس الكندي على لحن صوت (( ياحمول الشب )) في إذاعة عدن لذا وجب التنبيه والاستدراك. ,

[align=center]حيا الله استاذنا أبو عوض
نعم السيد حسين بن حامد توفي كما ذكرت
وذكره البكري في كتابه (تاريخ حضرموت السياسي ) قال (ص76) ( توفي السيد حسين حامد المحضار وزير الحكومة القعيطية البافعية يوم 13 من شهر ذي الحجة سنة 1346، ولقد كان المثل الاعلى في النشاط والحركة واليثظة والجلد والحزم ، شديد الذكاء سريع البديهة حاضر الذهن ، كان سياسيا محنكاً وكانت شخصيته عظيمة جداً ، له في قلوب الناس هيبة وإجلال ومصدر هذا الاجلال سلطته الروحية وشخصيته البارزة ، وكانت الحكومة واثقة به كل الثقة مفوضة أمورها الداخلية والخارجية إليه )
.. والى أخر ماقال .. هذه الشخصية لعبت دورا هاما في تاريخ حضرموت السياسي وهي الان في ذمة التاريخ ..
اما اشعاره فجلها مفودة .. وتناقل الرواة وحرفوا فيها لذا تجد اكثر من رواية لبيت واحد .. واعتقد يابو عوض اننا الان في مرحلة حمع اشعارنا الشعبية وتدوينها على اختلاف رواتها وعللها حتى اذا توفرت النصوص واكتملت المساعي أتى التمحيص والتفنيد والتدقيق . ..
وشكر على افادتك عن ابيات (ياحمول الشب) .. وزيادتك في الموضوع وهذا الذي نرجوه في متابعتنا على مايطرح هنا وارشادنا فيما جهلماه وخفي عنا .. الف شكر لك [/align]

[عمر خريص]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]

يبدو لي أنها جزء من التاريخ السياسي الحضرمي ، ذلك أنّ معظم أشعاره تعبر عن رأي الحكومة وموقفها وسياستها العامّة ، ولمّا أن الحكومة غير مستقلّة فربّما عبّرت قصائده عن حكومة سياسة صاحبة الجلالة . هنا ستحضر قصائد أخرى في الإتجاه المعارض لتكتمل دائرة التاريخ السياسي الحضرمي في الشعر الشعبي . من الشعراء: صلاح أحمد القعيطي عائض بالوعل ابن عبيد الله وآخرون أرجو من أخي أبي محمد الشحري أن يرشدني إلى الطريق الذي عليّ أن اسلكه في الطرح بحيث يظل التماسك والترابط بين الموضوع الأساس القيّم وما سوف نطرحه من ثرثرة ، بعيدا عن محاليل الطمس والتّأكسد ، التي بدت تتسرب إلى الداخل. كما أطلب من الإدارة ومن المشرفين أن لا يدعوا كلّ مشاركة تمرّ دون تقييم ، حتى يتبيّن العبث من الدّلال والهلوسة ومن الجدّية والفوائد . في انتظار خارطة السير من أستاذي: أبو محد الشحري ( شهر مبارك ، ومن العائدين ، وآنست ، ويا حيّا بك ).

حيا الله استاذي الفاضل سالم
الموضوع كما ذكرت انت في تعقباتك الاخيرة .. وهي هوامش لا غير على كتاب باحمدان (من اشعار السيد الوزير) ولربما هذا المجموع من اشعار السيد توضح صورا من تاريخ حضرموت السياسي والاجتماعي ايضاً .. والمحضار وشخصيته ومكانته في تلك الفترة .. واطمع هناان يزيد اساتذتي وانت منهم على ماعنى لي ان اكتيه حتى تكتمل الصورة ونتعرف على الكثير من خبايا تاريخنا القريب .
جاء في ص (35) ( حجر بين قشمر والمحضار وباصبارة وباقروان ) (حول حجر ) . ولنا تعليقات هنا ..

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الشحري [ مشاهدة المشاركة ]

[align=center]حيا الله استاذنا أبو عوض نعم السيد حسين بن حامد توفي كما ذكرت وذكره البكري في كتابه (تاريخ حضرموت السياسي ) قال (ص76) ( توفي السيد حسين حامد المحضار وزير الحكومة القعيطية البافعية يوم 13 من شهر ذي الحجة سنة 1346، ولقد كان المثل الاعلى في النشاط والحركة واليثظة والجلد والحزم ، شديد الذكاء سريع البديهة حاضر الذهن ، كان سياسيا محنكاً وكانت شخصيته عظيمة جداً ، له في قلوب الناس هيبة وإجلال ومصدر هذا الاجلال سلطته الروحية وشخصيته البارزة ، وكانت الحكومة واثقة به كل الثقة مفوضة أمورها الداخلية والخارجية إليه ) .. والى أخر ماقال .. هذه الشخصية لعبت دورا هاما في تاريخ حضرموت السياسي وهي الان في ذمة التاريخ .. اما اشعاره فجلها مفودة .. وتناقل الرواة وحرفوا فيها لذا تجد اكثر من رواية لبيت واحد .. واعتقد يابو عوض اننا الان في مرحلة حمع اشعارنا الشعبية وتدوينها على اختلاف رواتها وعللها حتى اذا توفرت النصوص واكتملت المساعي أتى التمحيص والتفنيد والتدقيق . .. وشكر على افادتك عن ابيات (ياحمول الشب) .. وزيادتك في الموضوع وهذا الذي نرجوه في متابعتنا على مايطرح هنا وارشادنا فيما جهلماه وخفي عنا .. الف شكر لك [/align]

شكرا لأبي محمد الشحري الموضوع ليس تلميعا يفوق تلميع صلاح البكري (( مع الأخذ بعين الاعتبار ليافعية البكري )) الموضوع القاء الضوء على شخصيات واحداث واشعار عبرت عن وقائع واحداث .
والموضوع ليس اللهث وراء البهرجات اللفظية (( واللت والعجين )) وسط دائرة واحدة ، أو تحميل النصوص حملا لاتطيقه أو الانبهار بالشاعر الفلاني كيف استطاع أن يقول هذه الأبيات وهو من (( البدو )) نشير بالتحديد إلى شخصية باشعفين الحامدي والذي هاجر في شبابه الى الهند وهناك انتظم في جيش حيدر آباد ضمن أقوى جيش هندي حينها ، وجيش حيدر آباد كان من أكفأ الجيوش في القارة الهندية وفي هذه المؤسسة العسكرية قضى باشعفين جل عمره يتعلم الانضباط والنظام ضمن دولة بنيتها قوية ، وتعلم العلوم العربية وكان يحضر مجالس العلماء ويستمع الى محاضراتهم وربما ثقافته العامة تفوق ثقافة السيد حسين بن حامد المحضار وبحوزتي كراسة فيها بضع وثلاثين قصيدة للشاعر باشعفين تتناول الأغراض المتنوعة من الشعر وتمتاز بالجزالة والعمق ، ويبدو لك الشاعر مثقفا واثقا من نفسه ، وليس الأعتقاد القاصر أنه (( بدوي من الهوته )) فقط ...!!

ايضا في الهند استطاع باشعفين ان يتمتع بمساحة واسعة من الحرية فبعث بقصائده القوية وهي صرخات في وجه السيد حسين بن حامد تعبر عن غضب ورفض ولكن بأدب ، ولو أن هذه القصائد قالها في حضرموت ربما بعث له السيد حسين بن حامد قوة من عسكر يافع والعبيد تحضره ولقي مصيرا كالذي لقيه (( السيد باعقيل )) وتشفى به في زامل وأودعه السجن ولن يطلق سراحه إلا بغرامة مالية فيما عرفت في قانون حسين بن حامد غرامة الحرب على الدولة وهي (( مائتي قرش فرانص )) ..!!
ايضا تصحيح ذكر السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف في كتابه الموسوم (( بضائع التابوت في نتف من تاريخ حضرموت )) مانصه : (( توفى بل الله ثراه وجعل الجنة مثواه في الحجة من عام 1345هـ بمدينة المكلا ودفن بها الى جوار الشيخ يعقوب ...)) وبن عبيدالله مؤرخ وهو أقرب للحدث من صلاح البكري الجغرافي الذي ربما كان طفلا يلهو في جاوه ..!! لذا نشير الى دقة تاريخ وفاته للتاريخ ...!!



.

[سالم علي الجرو]

غرقنا ـ منذ سنوات ـ في نقاشات أخذت من العمر وقتا وذلك بعد قراءة مخطوطات والإستماع إلى روايات ثمّ دراسة وتحليل كثير من القصائد
حول ما أسميته:
الصراعات الخفيّة في الجهة الحضرميّة
أوصلتنا تلك النقاشات إلى التالي:
إن القصيدة العامّية تختزن حقيقة تاريخيّة ولا ينبغي تجاهلها وأخذها من باب التّسالي ، وبما أن الرأي ليس موحّدا بين القوم في حضرموت الشقيّة على مرّ التأريخ فينبغي أخذ قصائد حضرمية ذات صلة بالتاريخ وأحداثه عبر مراحله ، تعبر عن التشكيل المجتمعي أو ما يسمّى بعالم الأطياف والتّيّارات . لذلك وما أن قرأت موضوعك القيّم ووصف قصائد السيد الوزير المحضار من قبل با حمدان بأنّها جزء من التاريخ حتى انتبهت إلى قصائد مهملة في الجانب المقابل أو قل في الجانب المعارض . أي أننا لا نأخذ بالمصدر الأحادي زد عليه أن صاحب المصدر رمز سياسي حتّمت عليه وظيقته وعلاقاته مسارا معيّنا وبالتّالي لا يمكن إلا أن نعتبر ما يخطّه شعرا أونثرا يعبر عن رأي ووجهة نظر قد لا تعطي الحقيقة ويفترض الأخذ من المصادر الأخرى .
هذا زبدة الهدف الذي أقصده من دخولي إلى متصفّحك الثّري .
ثانيا: تاريخ حضرموت ـ كما ما ذكرت ـ مبعثر الأوراق ، في قصائد مفقودة وما هي موجود تعرّضت لأخطاءات النقل وربما التّحريف ، مما أتاح لمتطفلي الكتابة عن التاريخ النّسخ واللصق دون تحقيق ودراسة ، وإن سمعوا برواية نشروها على ذمّة:
يروى أن .......... كقصص الحبالى السّبع واتّهام بيت علم وإيمان بالجهالة.
شكرا أستاذنا ابو محمد الشحري ولي عودة إن شاء االله تعالى لاستكمال ما بدأته حول بحثي الخاص مستندا إلى مراجع موثقة ومعروفة ، وإلى دراستي الخاصّة وأنا المسئول عنها ، ولست بهذا أصر على ما ذهبت إليه إذا ما جاء ما يدحض الدراسة بعيدا عن الإنشاء والجمل المفخّخة ذات الأهداف الضّيقة.

[أبوعوض الشبامي]

ثقتي مفرطة في صحة مراجعي بل أملكها ولا انتظر أن تأتيني من (( المدينة )) بعد ترجي واستجداء ، رواياتي انسبها الى المصدر، وعادة أملك مصادري ومراجعي واظهرها قبل أن يجف حبر قلمك ولست مثلك حين ارسلت (( ابنك المسكين )) يصور لك صفحة من كتاب (( بضائع التابوت )) لتثبت صحة حكاية عبود بن سالم والى حال تاريخ اليوم لم يعد ابنك من مكتبة خنشليله للتصوير .


تمعن ايها الجرو ما كتبه بن عبيدالله بخط يده حول قصة الحبالى السبع في كتابه بضائع التابوت وبعدها سيدرك الجرو الصباح وسيكف عن النباح .
[align=center]

[/align]

.

[عمر خريص]

حياكم الله وبياكم
اطروحاتكم ذات قيمة وتثري الموضوع وتضيف اليه الكثير

هنا يااساتذتي هوامش على كتاب باحمدان ..
هذه الهوامش لا تهدف الى تلميع شخصية بعينها او فئة .. فكل ما في التاريخ على ذمة التاريخ
ولكننا نحاول فهم احداث معينة .. ونتتبع روايات الشعر ونبحث عن صحتها ..
وربما نعرج على المشاكل التي تواجه جامع التراث الشعري الشعبي (ان صح التعبير)
ولعلنا نجد بعض الطرق التي تساعد موثق هذا المجموع الى الافضل ..
من امثال هذه الاشكالات ما اورده باحمدان في المجموع (ص 36) يروي رد :
الشاعر باصبارة :

[poem=font=",7,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

والقعيطي نطح بالراس لما تكسر=صاد خلاس من جرو النمر في صنيفه
والله انه عشا نوح وباقي ضحاهم=راعيين الروام أهل المقاص اللطبفه
والوفا واللقا والوعد عاراس حوته=بانقاديه ياتلقي حراوه وضيفه
لو بقع من مئة مقتول في قبر واحد=والنبي ما التوى عقده بعقد الشريفه

وقال في الهامش (هو محمد بامهدي باصبارة ، ينتمي هذا الشاعر الى قبيلة نوح ويمتاز شعره بالجزالة . )


ومرويات باحمدان من مصادر متعددة .. وقد ذكر من مصادره ( إدام القوت ) الا ان بن عبيد الله له رواية أخرى لهذه الابيات (ص 102) من (ادام القوت )طبعة المنهاج بجدة وهي هكذا :ـ

والقعيطي نطح بالراس لما أنكسر=جاه خنتوب من حرب النمر في صنيفه
والله إن عشا نوح ومبقى ضحاهم=حاملين البنادق والمقاص اللطيفة
واللقا والوفا والوعد لى راس حوته=بانعارضه يانلقي حراوه وضيفه
لو يقع من مئة مقتول في قبر واحد=والنبي ما التوى يده لعقد الشريفه

وجاء هامش المحقق الاستاذ (محمد ياذيب ) يفتد اسم الشاعر الذي لم يفصح عنه ابن عبيد الله فقد ذكره بقوله (قال احدهم) .. قال باذيب ( واسمه : عمر بامحمد بامهدي (بامزواد) من الباديان .

واستغرب ان باحمدان لم يراجع هذه الابيات في ادام القوت ولن يشر الي اختلافها ..
ويوقعنا هذا الاخنلاف في حيرة .. رغم اني ارجح رواية ابن عبيد الله فهو المعاصر للاحداث وللشعراء ..
ويبقى اسم الشاعر ايهما اصح .. ولما الاختلاف فيه .. وسوف نأتي على مثل هذه الاختلافات نباعاً ان شاء الله .. ولكن بعد ان اسمع رأى اساتذتي وتعليقاتهم المفيدة .

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الشحري [ مشاهدة المشاركة ]

حياكم الله وبياكم اطروحاتكم ذات قيمة وتثري الموضوع وتضيف اليه الكثير هنا يااساتذتي هوامش على كتاب باحمدان .. هذه الهوامش لا تهدف الى تلميع شخصية بعينها او فئة .. فكل ما في التاريخ على ذمة التاريخ ولكننا نحاول فهم احداث معينة .. ونتتبع روايات الشعر ونبحث عن صحتها .. وربما نعرج على المشاكل التي تواجه جامع التراث الشعري الشعبي (ان صح التعبير) ولعلنا نجد بعض الطرق التي تساعد موثق هذا المجموع الى الافضل .. من امثال هذه الاشكالات ما اورده باحمدان في المجموع (ص 36) يروي رد : الشاعر باصبارة : والقعيطي نطح بالراس لما تكسر=صاد خلاس من جرو النمر في صنيفه والله انه عشا نوح وباقي ضحاهم=راعيين الروام أهل المقاص اللطبفه والوفا واللقا والوعد عاراس حوته=بانقاديه ياتلقي حراوه وضيفه لو بقع من مئة مقتول في قبر واحد=والنبي ما التوى عقده بعقد الشريفه وقال في الهامش (هو محمد بامهدي باصبارة ، ينتمي هذا الشاعر الى قبيلة نوح ويمتاز شعره بالجزالة . ) ومرويات باحمدان من مصادر متعددة .. وقد ذكر من مصادره ( إدام القوت ) الا ان بن عبيد الله له رواية أخرى لهذه الابيات (ص 102) من (ادام القوت )طبعة المنهاج بجدة وهي هكذا :ـ والقعيطي نطح بالراس لما أنكسر=جاه خنتوب من حرب النمر في صنيفه والله إن عشا نوح ومبقى ضحاهم=حاملين البنادق والمقاص اللطيفة واللقا والوفا والوعد لى راس حوته=بانعارضه يانلقي حراوه وضيفه لو يقع من مئة مقتول في قبر واحد=والنبي ما التوى يده لعقد الشريفه وجاء هامش المحقق الاستاذ (محمد ياذيب ) يفتد اسم الشاعر الذي لم يفصح عنه ابن عبيد الله فقد ذكره بقوله (قال احدهم) .. قال باذيب ( واسمه : عمر بامحمد بامهدي (بامزواد) من الباديان . واستغرب ان باحمدان لم يراجع هذه الابيات في ادام القوت ولن يشر الي اختلافها .. ويوقعنا هذا الاخنلاف في حيرة .. رغم اني ارجح رواية ابن عبيد الله فهو المعاصر للاحداث وللشعراء .. ويبقى اسم الشاعر ايهما اصح .. ولما الاختلاف فيه .. وسوف نأتي على مثل هذه الاختلافات نباعاً ان شاء الله .. ولكن بعد ان اسمع رأى اساتذتي وتعليقاتهم المفيدة .

من عادتي لا احب جعجعة الكلام والطحن في الهواء ، أو اميل للوقيد الطويل تحت قدر العصيد . دون طائل .

لهذا كما سبق أن قلت (( مصادري ومراجعي تحت أبطي )) وذاكرتي تسعفني أين ومتى قرأت مثل هذه الأبيات ، ثم أني استغرب ايضا بأنكم لماذا لا ترجعون لكتاب في التاريخ وهو بضائع التابوت وتصرفون اهتمامكم بكتاب (( لجغرافية حضرموت وبلدانها )) تعودنا من بعض المتنطعين على الكتابة الاعتماد على مصدر أحادي دون تكلفهم التحقيق والبحث عن المصادر الأخرى فيتلقى من مصدره الأولي من على شاكلة (( فلان ساكن الرياض من ابناء الحوطه )) بأن السيد حسين بن حامد عاصر الحرب العالمية الثانية وتساجل هو وعايض بلوعل (( يحللون مواقف دول المحور من المانيا النازية بواسطة التزمال تحت شبام )) ...!!

هنا اختلاف ورواية أخرى عن قائل تلك الأبيات ، يقول بن عبيدالله في كتابه (( بضائع التابوت في نتف من تاريخ حضرموت )) وهو يؤرخ الى مسألة حجر بن دغار يقول :

(( وقد جرت مع أهل حجر حروب طويلة ، وكلما ساق اليهم القعيطي عسكرا هزموهم ، إذ لاطريق لحجر من المكلا إلا من العقبة المعروفة بعقبة (( حوته )) وهي منيعة التحصين بالطبيعة لذا قال بعض السادة من آل البيتي من أهل حجر :

واللقا والوفا والوعد لا راس حوته= بانعارضه بانلقي حراوه وضيفه
لو يقع من مائة مقتول في قبر واحد= والنبي ماالتوى عقده بعقد الشريفه

صورة للصفحة من الكتاب المذكور

,

[سالم علي الجرو]

ابن عبيد الله يحذّر السيّد الوزير

واحْذر من المسكين يلحقه النّكد=شُفْ نصفة المسكين مَسْرع ما تبين

كان من اليسير التحاور المباشر بين السيد الوزير ومفتي الديار الحضرميّة نظرا للقاءات المباشرة الخاصة التي تحصل بينهما بين الحين والآخر في مدينة سيئون وشبام ، وكان السيّد الوزير يحترم العلامة النّحرير ويعترف له بفضل العلم والرّيادة ، غير أن للوظيفة السياسية أدبيات أخرى . كان الحوار بين الإثنين يحدث من بعيد عندما يتعلّق الأمر بوظيفة السيّد الوزير والمهام التي يجب تنفيذها وللمفتي ، المجاهد رأي آخر حولها ، عبر القصيدة .
أرسل السيّد الوزير قصيدته إلى ابن عبيد الله شرح له ما كان من أمر ابن عبدات وكيف أنهم سيوجّهون إليه ضربة قويّة من الجو بقيادة انجرامز . ردّ عليه بقصيدة ، منها هذا البيت:

واحْذر من المسكين يلحقه النّكد=شُفْ نصفة المسكين مَسْرع ما تبين

هل قصد مسكين بعينه ، أو أنّه أيّ مسكين تطاله بطش الآلة الإنجليزية ووظيفة السيّد الوزير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]

ابن عبيد الله يحذّر السيّد الوزير واحْذر من المسكين يلحقه النّكد=شُفْ نصفة المسكين مَسْرع ما تبين كان من اليسير التحاور المباشر بين السيد الوزير ومفتي الديار الحضرميّة نظرا للقاءات المباشرة الخاصة التي تحصل بينهما بين الحين والآخر في مدينة سيئون وشبام ، وكان السيّد الوزير يحترم العلامة النّحرير ويعترف له بفضل العلم والرّيادة ، غير أن للوظيفة السياسية أدبيات أخرى . كان الحوار بين الإثنين يحدث من بعيد عندما يتعلّق الأمر بوظيفة السيّد الوزير والمهام التي يجب تنفيذها وللمفتي ، المجاهد رأي آخر حولها ، عبر القصيدة . أرسل السيّد الوزير قصيدته إلى ابن عبيد الله شرح له ما كان من أمر ابن عبدات وكيف أنهم سيوجّهون إليه ضربة قويّة من الجو بقيادة انجرامز . ردّ عليه بقصيدة ، منها هذا البيت: واحْذر من المسكين يلحقه النّكد=شُفْ نصفة المسكين مَسْرع ما تبين هل قصد مسكين بعينه ، أو أنّه أيّ مسكين تطاله بطش الآلة الإنجليزية ووظيفة السيّد الوزير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ماذا لو أخبرتك بأن السيّد الوزير خدع مفتي الدّيار الحضرمية ( هذا في سياق الإفتراض ) ، وقاعدتي أن:
" الشّك أوّل مراتب اليقين "
تعال معي إلى فك شفرة قصيدتين متبادلتين بين عملاقين ـ أحدهما مفتي والآخر: سياسي وكلاهما قريبان من قلوب الناس .

يقول ابن عبيد الله في قصيدته:

لَبْيات قد وصلت ومعناك ازْدهدْ=والعقد لي تنويه ظاهر للفطين
في جبر بو طالب سكتنا بالعمد=ما با نغيّر لي عجزنا ما نعين

لفتة:
ما با نغيّر لي عجزنا ما نعين: لعله يقصد ما بيدنا شيء ولا نستطيع فعل شيء إن وافقنا وإن لم نوافق .

هنا يشير ابن عبيد الله إلى وعود أو مبررات أو تطمينات ( الحدث لا يزال ضرب ابن عبدات من الجو والبر ووأد ثورته ) ، فيا ترون ما هي تلك العود أو المبررات أو التطمينات؟ . ثمّ أن ابن عبيد الله يعترف بأن صمته لم يكن عن قناعة ، وإنّما من أجل خاطر الوزير ( أبو طالب ) "سكتنا بالعمد "
التفسير أو التأويل أو الإستنباط وكلّها من مهام المؤرّخ تقول بأن الوزير أوعد ابن عبيد الله الطامح إلى خروج الإنجليز من الديار الحضرميّة وتوحيدها في دولة واحد تقيم شرع الله ، ولعل الأبيات التالية تؤكّد صحة ما ذبت إليه ، والقول لبن عبيد الله:

عسى بك المولى يصلح ما فسد=يجعل لك التّوفيق من عنده قرين
إذا حصل تمّت وقد معك العدد=والحلق بيدك إن وقع رأيك رزين
أبطيت توعد لا متى طال الأمد=سنين قد مرّت وتتلاها سنين

إنني أطلب التّوقّف هنا للتأمّل والتّعمق والتّفكّر والإجتهاد لاستنباط ما خفي من صفحات تاريخ مجهولة من تاريخ حضرموت الشقيّة ، وفي ذات الوقت أطلب توقّف السرد الممل والهذيان تحت عنوان مفردات تاريخية والنسخ واللصق الممل ، فالمساحة للفكر وللخلفيّة الثقافية ، وليس للكتابات الميّتة .