كارثة مدرسة الرشيد بشبام

[شيخ الوادي]

(((كارثة مدرسة الرشيد بشبام)))


عام دراسي جديد بدأ من يوم السبت السادس من سبتمبر 2003 م وبدأ الإنضباط و الإلتزام منذ أول وهلة واضحاً سواء من حيث الحصص الدراسية أو الإلتزام بالمواعيد المدرسية ونأمل الإستمرارية بذلك، ولكن ذلك ليس بمحور حديثنا هذا وإن كان ضمن السياق المراد التطرق إليه.. حيث أنه من البديهي الإلتزام بالإنضباط المدرسي منذ أول العام إلى آخره بنفس الوتيرة والتعاون الإيجابي المتبادل بين المدرسة والأسرة لتحقيق ذلك الإلتزام والتهيئة المتبادلة بين الطرفين لإنجاح ذلك. ونتمنى ذلك من كل قلوبنا والعبرة بالنتائج كما هو معروف.
وإن كنا بصدد يقييم مامضى فلسنا هنا بموقع المحلل للأسباب التي أدت إلى الفشل الذريع لإدارتي عامين دراسين في مدرسة الرشيد للتعليم الأساسي بمدينة شبام 2001/2002 م- 2002/2003م والنتائج المخيبة للآمال فيها لانستطيع الجزم بأن حمل التقصير يجب أن تتحمله إدارة المدرسة لوحدها دون أن يكون هناك إشتراك ولو بالنور البسيط من الأسرة والطالب في التقصير كما أن هناك أدوار أساسية لعبت وساعدت في هذا التقصير والإ همال تتحملها إدارة التربية والتعليم بالمديرية والمجلس المحلي ومجلس الآباء في هذه المدرسة.ودعونا نستعرض بإيجاز لب المشكلة وأسبابها وبعض الحلول المقترحة من وجهة نظر ربما نكون فيها على صواب وربما أن هناك وجهات نظر أخرى وحلول أكثر جدية وجزماً للمشكلة. ونحن إذ نتطرق لهذه المشكلة لسنا مخولين من أحد بالتحدث في ذلكولكن دافعنا لذلك هو حرصنا وحبنا لمدينتنا ولمدرستنا التي تعلمنا فيها ونحن نرى حالها يؤول من السيئ إلى الأسوأ من خلال نتائجها ويدفعنا كذلك حبنا لولادنا وتنشئتهم النشأة الصحيحة لمواجهة مستقبلهم. كما يدفعنا لذلك هو نقل أحاسيس وحزن أهالي المدين وأهالي الطلاب فيها.... ودعونا نبدأ


من يتحمل المسؤلية فيما حصل؟


ماذا حصل؟ ماهذا الذي نسمع ونرى .... كيف حلت الكارثة من هو السبب ...؟ أسئلة كثيرة تقافزت إلى الأذهان مغلفة بالحزن والأسى لدى الجميع وذلك عندما تم الإعلان عن نتيجة الصف التاسع للعام الدراسي 2002/2003م. عدد الطلاب الذين تقدموا للامتحان 79 طالباً وعدد الناجحين 9 طلاب فقط! غرائب وعجائب؟! والسنة التي سبقتها سيئة النتائج ايضاً...
إن المسئول أولاً هي إدارة التربية و التعليم بالمديرية وليس قدفاً أو إنتقاصاً من جهودهم الإيجابية ولالشخص بعينه ولكنها الحقيقة وإن كانت مرة ولكن يجب أن تقال بإيجاز:-
1. تسيم إدارة المدرسسة إلى أشخاص غير متفرغين ولهم عدة وظائف. وليس لهم القدرة على تحمل المسؤولية.
2. عدم استيفاء الحقوق للمعلمين وكذلك الحقوق المدرسية ونحن نعرف كم من الأشهر تأخرت مرتبات المدرسين.
3. عدم وجود خطة تعليمية موضوعة تلزم بها إدارة المدارس بتنفيذها شهرياً وفصلياًونصف سنوية ولعام كاملاً.
4. عدم الإسراع في تغطية النقص للمدرسين أو التغيير الإلزامي من خلال إطلاعها على التقارير المقدمة من الرقابة التوجيهية والبحث والمطالبة بالكفاءات.
5. تهميش المطالبات المدرسية بالتحديث والتطوير البنيوي والإنشائي للمدرسة ونشاطاتها.
هذا من جانب إدارة التربية والتعليم.... وهناك مسؤلية يتحملها ولي الأمرحيث أن بعض أولياء الأمور لايعرف ابنه في أي صف يدرس ولايسأله عن دراسته ولايتابع إدارة المدرسة عن حالة ابنه التعليمية ولاعن سلوكه وأخلاقه... ثم بعد ذلك تحل الكارثة ولايعرف المسكين أن له ضلع في ما حصل، فلنبادر معشر الآباء بمتابعة أبنائنا لان نجاحهم هو فخر ونجاح لنا أيضاً. أما التقصير من قبل الطالب فحدث ولاحرج .... فلادراسة ولا اهتمام الا من رحم الله منهم وقليل ماهم....!


79 طالباً تقدم للإمتحان نجاح منهم 9 طلاب فقط!


تذكرت حينها ليلة إجتماع إختيار مجلس الآباء في هذه المدرسة لنفس العام 2002/2003 م وكيف تم مناقشة النتيجة السيئة للعام السابق لذلك وقد تبلورت حينها الآراء على أن هناك بعض السلبيات. وقد حضر حينها القائم بأعمال مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية ومدير المدرسة الجديد آتذاك .. وقد استاء جميع أولياء الأمور من تلك النتيجة وهم جميعهم حاضرين للإجتماع وقد طرحت بعض الأفكار والحلول ووعدونا خيراً.. وكان من بينها:
1. إيجاد وتوفير المدرس الكفؤ لجميع المواد بدون استثناء وإن تم التركيز على مادة الرياضيات والعلوم والإنجليزي.
2. إحترام الكفاءات السابقة وتأهيلها تأهيلاً حديثاً لتتماشي مع التحديث المنهجي التعليمي.
3. إقامة الدورات التنشيطية لجميع المدرسين بدون استثناء ولو بتقديم طلبات من إدارات المدارس نفسها إلى مكتب التربية بالمديرية.
4. إعادة الدراسة الليلية في مجال التقوية الإلزامية من بعد صلاة المغرب إلى الثامنة والنصف ليلاً واعتباره دوام مدرسي جديد يتحمل كلفته مناصفة الأهالي والمجلس المحلي أويعتبر عملاً إضافياً عوضاً عن علاوة معينة.
5. إعادة نظام الرقابة التوجيهية على المدارس وهي الرقابة المنتظمو أسبوعباً أو شهرياً وليست دورياً والتي يجب أن تكون رقابة فاعلة تبحث عن التحضير التخصصي للمواد التعليمية من قبل المدرس كتابياً وكذلك الحضور المفاجئ للحصص للتأكد من كفاءة وقدرة المدرس على أداء المادة التعليمية للطالب وتمكنه من ملكة الشرح والإقناع التعليمي والتربوي.
6. ضرورة القيام بالعمل بمبدأ الثواب والعقاب وتعليق حقوق المقص في ذلك.
7. التفاعل المستمر والمتواصل بين المدرسة والأسرة ورفع التقارير الشهرية المكتوبة عن مستويات الطالب بالمدرسة وضرورة استدعاء أولياء الأمور للتفاعل وشرح مستويات أبنائهم وتفعيل دور مجلس الآباء بالمدرسة.
8. ضرورة إنتخاب المجالس الطلابية ضمن الشفافية الديمقراطية التي تمارسها بلادنا و إعطاءها الدور الحصري بالتحدث نيابة عن الطلاب إلى إدارة المدرسة وإدارة التربية والتعليم بالمديرية وذلك لتقل هموم ومشاكل أبنائنا الطلاب من تقصير وتلاعب وعدم فهم بعض المدرسين.


ضرورة التفاعل المستمر والمتواصل بين المدرسة والأسرة!


1. التقييم الفصلي أو النصف سنوي عند ظهور النتائج وذلك من قبل مكتب إدارة التربية والتعليم بالمديرية لمعرفة مستوى وأداء الإدارات المدرسية.
2. ضرورة إيجاد الحلقة المفقودة بين التربية والتعليم كمصطلح أصبح عديم الفائدة لعدم وجود حلقة الربط بين التربية – والتعليم لعدم وجود التخصصات المطلوبة لأداء التربوي النفسي والجسمي والعقلي وذلك بعدم وجود الباحثالإجتماعي ولا النشاطات الثقافية للمدارس.
بهذا نكون أوجزنا بعض الأسباب والحلول من جهة نظر غير إلزامية خوفاً من أن يتخرج من مدرسة الرشيدالعام المقبل إافة إلى السبعين عامل بناء وحمال مئة حمال وعامل بناء آخر وتصبح مدرسة الرشيد مثالاً يحتذى به لتخريج هذه المهن بعد أن كان صيتها يجلجل في الآفاق وتخرج من تعليمها الأساسي دكاترة ومحامون ومهندسين ونتمنى أن يرأف المسئولون عما حصل بالأيامى وأرباب الأسرة من تحمل التكاليف والمصاريف لكل سنة وحرام عليهم تحميلهم سنوات مصاريف وتكاليف جديدة وياالله الواحد يحصل قوت يومه ويعتبر في نظر أبنائه بطل . أرحمونا وتحملوا مسؤولياتكم واعفوا أنفسكم وقدموا استقالاتكم إذا رأيتم أن ذلك سيضاعف إحترامكم بين الجميع بدلاً من أن تكونوا في محل السخرية والتقليل والإستهزاء من قبل العامة المتعلمين.
ورحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه ومرحباً بالإدارة المدرسية الجديدة وكان الله في عونها.

تقديم : محمد فيصل باعبيد
منقول من مجلة الاتحاد بشبام