![]() |
#1 |
شخصيات هامه
![]()
|
![]() عشرة من المقالات الطوال عكفت على كتابتها ونشرها أبان حرب غزة الأخيرة ولا أدري كم من المقالات سوف أعدّها حتى يبلغ موطني اليمن وشعبه مأمنه واستقراره فيظلّ بلدي سعيدا كما وصف بالبلاد السعيدة..
سوف أبدأ بسؤالين مباشرين طرحهما عليّ أحد الإخوة الأعزاء: السؤال الأول: ما هي السبل التي يجب على الشعب إتباعها من أجل الخلاص من هذا الفساد ، وكذلك إصلاح مسار الوحدة المتعثر منذ ثمانية عشر عاما الماضية. السؤال الثاني: ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه أحزاب المعارضة في مكافحة الفساد و إصلاح مسار الوحدة؟ الجواب عن السؤال الأول بعد بـسم الله تعالى وبحمده وبالصلاة والسلام على رسوله صلّ الله عليه وسلّم أقول بأن الشعب ليس مسئولا عن التخلص من الفساد والمفسدين وأن هذا الشعب غير مسئول تماما عن إصلاح تعثر مسار الوحدة إن وجد.. وإن كان هذا الشعب سوف يساءل عن أمره وأمور جيرانه فماذا تكون مسؤولية الدولة إذن؟ ولماذا نصب هذا الشعب دولته؟.. أليس لأجل حمايته ورعايته والتكفل بمعيشته وأمنه؟ وقبلت منه الدولة ذلك؟ وعاهدته على ذلك؟ ففي الأخير إنما الشعب "رعية" وإن الدولة هي "الراعية" .. ليس لدى الشعب من دبابة أو طيارة أو صاروخ أو مدفع أو أي سلاح كي يستطيع أن يحمي بها نفسه وأهله وماله وعرضه وأرضه وأن يردّ كيد أعداءه إذا ما أغاروا عليه.. لـكن الدولة تمتلك كلّ تلك الوسائل .. فإن هي عجزت عن محاربة الفساد وإصلاح وحدة البلاد والعباد فالشعب أعجز من أن يفعل شيئا يحفظ له أمنه واستقراره ومستقبل وحدة أبناءه.. فالله ورسوله قد فرضا مسئولية كلّ راع عن رعيته.. (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .. كلّ فرد من الشعب مسئول عمّا تحت يديه: هذا مشغول بثمن دواء لوالدته وآخر مشغول بتجهيز عرس ابنته وآخر مشغول بالسعي لقوت زوجه وولده وآخر يعمل لبرّ والديه وقد كبرا عنده بالسنّ.. والتاجر مسئول على متجره والجندي في موقعه والمعلم في مدرسته والصانع في مصنعه والمزارع في حقله ...الخ. وكلّ يتصرف بقدر ملكه للإنفاق على مسئولياته .. والدولة مسئولة عن كلّ فرد وكلّ جمع من هذا الشعب.. فهي تملك السلطة وتمتلك القوة لتنفيذ حكمها بالعدل وأخذ الحقّ وإرجاع الحقوق للمستحقين ، أليس سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قال: الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له بحقه ممن ظلمه.. والقوي فيكم ضعيف عندي حتى أنزع منه حقّ الضعيف.. هكذا يكون المسئول وهكذا تقام الدولة.. ففي الأخير يظلّ الشعب شعبا مهما حاولت الناس حاكمها ومحكومها التغني به والتلهي بأمجاده.. قد ترى شعبا غارقا في الفقر ودولته في سعة وغنى وتراه يموت جوعا ودولته في المنّ والسلوى.. القائد هو الشعب والشعب من وراء القائد.. شعب صلاح الدين من مصر والشام هو الشعب لم يتغير، وهذا الشعب نفسه قد كان قبل صلاح الدين تحت الجور والاستبداد تقتل أولاده وتسبى حرائره وتستباح أرضه ولا يملك عن نفسه نفعا ولا ضرا.. وهو نفسه الشعب الذي وجد نفسه مهزوما في فترة من الفترات هو ذاته من وجد نفسه وقد انتفض على عدوه وطرده من دياره وحرّر أهله وأرضه وحمى عرضه.. ما الذي تغيّر إذن؟ ما تغيّر هو وجود صلاح الدين الذي أستطاع بفضل الله تعالى أن يحول هذا الشعب الذليل الخانع الساكن لأمر عدوه إلى شعب يسحق عدوه تحت أقدامه.. بثلاثة ألاف مجاهد واجه سيدنا خالد بن الوليد مائة ألف من جيش الروم في مؤتة وبعشرة ألاف مجاهد واجه رستم وجيش الفرس وقد فاق تعدادهم مائتي ألف مقاتل وصاح في وجه رستم بجملته المشهورة: أتيتك برجال يحبون الموت كما تحبون الحياة!.. وبأربعة ألاف رجل فتح طارق بن زياد الأندلس بعد قولته المشهورة وقد أحرق السفن : العدو أمامكم والبحر من وراءكم! وتمكن بفضل الله من هزيمة عدوه الذي بلغ تعداد جيشه ثلاثمائة ألف. والأمثلة على ذلك كثيرة.. يقال أن العرب اليوم بلغ عددهم أربعمائة مليون وربما نصف مليار.. لـكن الـ 400 مليون يرتعدون من يهود لا يتجاوزون الأربعة ملايين. وأن المسلمين اليوم مليار ونصف المليار وغثاءهم قد حدث عنه الرسول صلّ الله عليه وسلّم.. فهم لا في العير ولا في النفير.. وحدث عنهم بما شئت ولا حرج! العرب هم العرب والمسلمون هم المسلمون لـكن أين خالد وطارق وصلاح الدين؟.. هكذا الشعوب رعية تنقاد وراء راعيها. والشعب مرآة قائده كما القائد مرآة شعبه. هناك دولة هي مسئولة عن الشعب.. وقد رضيت وقبلت بأن تتحمل مسئوليته مهما كلّفها الأمر من عناء.. وعليها الوفاء بما ألزمت به نفسها من وعد وأن تكون على قدر المسئولية ، يأتي دور الشعب بمؤازرة دولته لكنه لا يتحمل عنها مسؤولياتها وواجباتها نحوه بعد أن فوضها في حكمه. إذا، فإن سبل الإصلاح تقع على عاتق الدولة أولا وأخيرا لما تمتلكه من مقومات ومقدرات على فعل ذلك. أما عن السؤال الآخر والذي يتوجه إلى أحزاب المعارضة.. ولو أن لفظ معارضة ليست من الإسلام في شيء لكننا سوف نتقبلها على مضض وكره بسبب الحداثة والمعاصرة.. في الإسلام، إذا ما اختير الأمير أو القائد أو ولي الأمر فإن على من اختاره وجوب الطاعة له طالما بقي على استقامته وصلاحه ورشاده.. أما أن يختاره فلا يطيعه ويعارضه فهذا شيء دخيل علينا. عندما كان عمرا يشاور عليا ويشير علي على عمر فلم تكن المشورة من باب المعارضة وإنما قد أتت من باب المؤازرة. تطلق على نفسها معارضة ويستلم أفرادها رواتبهم ومعاشاتهم من الدولة. (!) علامة استفهام. ذلك أن في بلداننا العربية وليس اليمن وحده تعتبر الدولة المال مالها.. لـكن في الغرب المال مال الشعب ، المال مال دافعي الضرائب. ولـكن بما أن ثقافة العصر تفرض علينا ذلك، فعلينا أن نأخذ بالثقافة جملة وأن لا نفصلها على مقاساتنا.. فإما أن تكون الديمقراطية عندنا كديمقراطية بريطانيا وفرنسا وأميركا والدول المتقدمة وإلا بلاها. وليت المعارضة عندنا تغيّر من منهجها بعض الشيء وأن لا تقف فقط على الاعتراض لأجل الاعتراض أو لأن مسماها معارضة تدفع بها إلى الاعتراض عمّال على بطّال.. فلتكن معارضتها لصالح البلاد والعباد بل ولصالح الحاكم نفسه.. إذ أن في صلاح الراعي صلاح للرعية.. فمثلا، ها هو الحاكم يأمر بالمعروف وبالخير وبالصلاح وبكلّ ما يرضي الشعب لـكن الحاكم لا يستطيع متابعة حقوق ومظالم كلّ فرد وأسرة في هذا الشعب ولا تبلغه كلّ مظلمة يتظلم منها الشعب.. ربما يأتي هذا بسبب بطانة الحاكم التي تصور له الأشياء بغير حقيقتها.. فربما كانت من بطانة السوء التي تجمل وتزيّن في نظر الحاكم قبح أفعالها وتكذبه ولا تصدقه وتغشه ولا تخلص له وربما تمارس هذه البطانة النهب والسلب والظلم والجور باسم الحاكم دون أن يشعر ودون أن يحس ودون أن يدري أو يعلم ما يدبّر له وللشعب أيضا.. فهل دور المعارضة هنا الاكتفاء بالفرجة؟.. والتشفي بالحاكم لأنه الحاكم؟ وتمني سقوطه والانتظار على ذلك؟ وتقول في نفسها: سيبوه فمصيره إلى زوال.. أتركوه على عماه فقد قربت نهايته.. خلوه يواجه الشعب فقد بات سقوطه وشيكا.. إذا كان هذا دور المعارضة.. فلبئس المعارضة إذا.. ففي فعلها ضرر كبير على الشعب والوطن قبل الحاكم.. فالشعب هو من يدفع الثمن من ممتلكاته ودمه وروحه وولده وبلده.. لـكن على هذه المعارضة أن تكون هي عين الحاكم على بطانته وأن ترفع بتقاريرها إليه عن كلّ صغيرة وكبيرة تسيء إلى الشعب وتسئ إليه بنظر الشعب.. وأن تطلب تقديم كلّ مسئول تجاوز حدوده واستغل سلطاته إلى محكمة عادلة تواجهه بأعماله وتحاكمه عليها.. أليس ذلك من صلاحية البرلمان أو مجلس نواب الشعب . بلى! وأعتقد بأن في هذا رضا للشعب ورضا للدولة حكومة ومعارضة معا! فإن لم تستمع الدولة للمعارضة أو لم تصدقها فيما تزعمه حقيقة.. على المعارضة وقتئذ تسيير المظاهرات الشعبية السلمية فتسمع صوتها الدولة دون تخريب الممتلكات وتدمير البلاد وفتنة العباد.. إذ أنها في تلك الأعمال لن تكون دوافعها استقامة الحقّ واستعادة الحقوق بقدر تحولها إلى سلب ونهب حقوق الناس بعضها من بعض. ولا بأس أن تبقى المظاهرات قائمة ومستمرة حتى تستجيب الدولة إلى مطالب شعبها العادلة فتنصفه وتحقق له إرادته. ولا أعتقد بأن الحكم العدل والحاكم العادل والمعارضة المؤازرة والشعب الحكيم والدولة المسئولة، كلّ أولئك سوف يقودون إلى الشقاق والانفصال والتمزق والتشرذم والعنصرية البغيضة أو يسعون إلى فكّ عرى وثاق وحدة البلاد والعباد.. وحده عدو الشعب ودولته و عدو الدولة وشعبها من يسعى ويجتهد إلى القيام بمثل هكذا فتن ومحن. جنّب الرحمـن اليمن كلّ الفتن والمحن.. |
التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 05-09-2009 الساعة 11:28 PM |
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اليمن ، إلى أين ؟ - 4 - التأريخ والجغرافيا .. الإنسان والحضارة (3) حضرموت 2 | نجد الحسيني | سقيفة الحوار السياسي | 41 | 02-22-2010 10:22 PM |
سلام لكم من أهل مصر يا اهل اليمن | الدور القبلي | الســقيفه العـامه | 25 | 10-01-2009 12:39 PM |
الحمدي في سطور((اهداء الى استاذي العزيز رهج السنابك)) | وحدوي الى الابد | سقيفة الحوار السياسي | 2 | 07-23-2009 09:51 PM |
حملة يمنية على الجنوب وقادتة / علي سالم البيض.. حقائق للتاريخ عن (ثقافة اليمن الجنوبي | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 4 | 05-25-2009 02:13 PM |
اليمن تتقدم بطلب رسمي لتسليمها عناصر يمنية مطلوبه مقيمة في السعودية وعمان | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 3 | 04-29-2009 07:46 PM |
|