كبدي عليك يابنتي!

[عاشق الجوهره]

كبدي عليك يابنتي!

عبده خال
ثمة نص صريح يقدمه النظام لأبناء السعودية المتزوجة من رجل غير سعودي، ذلك النص يذهب إلى الجزم بأن يعامل ابن أو ابنة السعودية معاملة السعودي تماما.
حسنا، ففي هذا النص أو التنظيم حماية لأبناء السعودية وجبر خاطر لها.
لكن إلى أي مدى يتطابق النظام مع الواقع المعاش، ومن المضحك المبكي ما اطلعت عليه لشابة توفي أبوها غير السعودي واحتاجت لأن تنقل كفالتها لأمها، فماذا كتبت الجوازات في نقل الكفالة .. تخيلوا قبل أن أقول لكم؟.
إلى أين ذهبت خيالاتكم؟
إذن سأقول لكم ماذا كتب نصيا ونقلا حرفيا لما كتب:
تم نقل كفالة حاملته للعمل بمهنة (بنت) لدى والدتها السعودية!
تخيلوا أي صياغة تكتب في نقل الكفالة أن تعمل الفتاة عند أمها بمهنة بنت،كيف يتم ذلك؟
وكيف لهذه الفتاة أن تعمل لدى والدتها بمهنة بنت؟ وهل هناك وظيفة بهذه المهنة؟ أم تتم مطالبة هذه الفتاة بإتقان مهنتها كبنت (شيء عجيب وغريب)؟
أسئلة حارقة توجه لمن صاغ تلك الجملة، ونرغب معرفة كيف تمت إجازة هذه الجملة أو الصياغة؟
ثم أليس النظام ينص على أن يعامل ابن السعودية كما يعامل السعودي تماما، فلماذا تكتب الجوازات في بطاقة الإقامة وبالخط الأحمر لابن أو بنت السعودية (غير مصرح له بالعمل) .
إذن ماذا يفعل هذا الابن أو البنت خاصة إذ علمنا أن ثمة محاصرة أخرى تحدث بعدم السماح بمواصلة التعليم العالي (مابعد البكالوريوس) ومن باب أولى فهذه الفئة لا يشملها بند الابتعاث.
وثمة مشاكل أخرى يواجها هذا الابن أو البنت إذا توفيت أمهما السعودية هذه المشاكل الحرمان من الضمان الاجتماعي (وهذا ضرره أكبر على البنت غير المتعلمة) ولو أن الأم ورثت عقارا سيذهب سدى لو لم يجز النظام تملك الأبناء غير السعودين من الاستفادة من توريث أمهما.
كما أن الابن المعاق أو البنت المعاقة لا تحظى بأي معاملة متساوية مع السعودي (كما أوجب النظام).
وهناك مشاكل تواجها الفتاة من أم سعودية ففي الزواج مثلا لا يسمح لها أن تتزوج بأي فرد من القطاع العسكري، وإذا كبرت هذه الفتاة في السن ولم تتزوج فهي محرومة من نظام التقاعد كونها تعمل بعقد (هذا إذا عملت).
إذن ما فائدة النظام الذي ينص على معاملة ابن أو ابنة السعودية كالسعودي تماما؟
ما لم يعمل به يصبح معطلا أكثر منه مفيدا ويصبح الحل إما تطبيق هذا النظام أو إلغاؤه بدلا من تحويله إلى حبر على ورق.
غدا لنا انتقال إلى جزئية الحلول الممكن تطبيقها كحل حقيقي وجوهري لهذه الفئة التي تتشوق كل أم سعودية أن تجدها لفلذات كبدها.