في مسجدٍ للعاطلين عن العملْ . . .

[بلّسود]

في مسجدٍ للعاطلين عن العملْ . . .
--------------------------------- محمد ربيع بلّسود - شويعر


في مسجدٍ للعاطلين عن العملْ . . .
في مسجدٍ للقابعين بلا أملْ. . .
شيخٌ يحادِثُهُ أخوهُ ...
وفتيةٌ حول المعلمِ صامتون...
أختارُ ساريةً وأحملُ مصحفاً . . .
وأراقبُ الأوضاع حولي ..
إذ أراهم كلُّهم ..
يترجّل الأستاذُ .. يحملُها عصاهْ..
ويصيح في الطلاب ..
من حظر المظاهرة اللعينةْ ؟؟!!
من أشعل النيران ... ؟؟؟
من أدى إلى قلقِ السكينةْ ؟؟؟!!!
***
وأرى على الأبواب أطفالاً
بوجهِ الخوف قد بَسَموا
سمعوا صراخ صديقِهمْ
إذ يضرب الأستاذُ في كفيهِ
في رجليهِ
في خدّيهِ ...
لمَ لا تكونُ مؤدباً ..
وتسيرُ في درب الصلاحْ
دربي ودربِ أبيك
درب التسامحِ والفلاحْ
مازلتَ طفلا كي تذودَ عن الوطنْ
مازلت يا هذا صغيرا..
لم تمرّ بك المحنْ . . .

وأراقبُ الشيخين مُبتسمَينْ...
مستضعَفَينِ .. وواجفَينْ
متخاذِلَينِ .. وقانعَينْ . . .

ويواصل الأستاذ إلقاء القصيدةْ
وأنا أسجل في مدوّنتي فتاواهُ الجديدةْ ..
" إسقاطُ ... تبديلُ النظامْ
هذي الهتافات حرامْ
واللهُ يعجِبُهُ السلامْ
ويزيدهُ وجَلٌ ويخشعْ:
لِمَ تذهبون إلى الحرامْ . . .؟؟
لِمَ تذهبون إلى الحرامْ . . .؟؟ "
***
في مسجدٍ للعاطلين عن العملْ
كل الهتافاتِ حرامْ...
حق أمنية العملْ ...
حق الصعودِ إلى الجبلْ
صوت الشعوب مناديا فجرَ الأملْ . . .
كل ما قيل حرامْ
في مسجدٍ للعاطلين عن العملْ . . .
في مسجدٍ للقابعين بلا أملْ. . .
***
ويجيء شيخ ثالثٌ ..
بعصاهُ متكئٌ
ويرمُقُنا بعينٍ واحدةْ ...
حانَ الأذانْ ؟؟؟؟؟
فأصيحُ لا ...
لا لم يحن وقتُ الأذان ..
ولن يحين . . .
ولربما هذا الأذانُ حرامْ

كلُّ الهتافاتِ حرامْ . . .
كلُّ الهتافاتِ حرامْ . . .
كلُّ الهتافاتِ حرامْ . . .