06-01-2012, 09:54 AM | #31 | |||||||||
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
شكراً لك أخي الخليفي الهلالي |
|||||||||
06-07-2012, 11:34 AM | #32 | |||||||
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
"صيف"- بصاد مكسورة وتسكين اليا والفا-( قفل دوعن [ أي مفتاح دوعن ] ولها ذكر كثير في التاريخ ، وقد روي عن الشيخ عمر بامخرمه رحمه الله انه قال لبدر بوطويرق : ( حاذر على صيف ، شف مادوعن إلا بصيف )ذكر ذلك بن عبيد الله السقاف في إدام القوت في معرض ترجمته للمدينة وأما كون بلدة "صيف "قفل دوعن أو مفتاح دوعن فأنني أجد تفسيره من كلام السيد علوي بن طاهر الحداد في كتابه (الشامل في تاريخ حضرموت ص212 ) قال:( إذا جاوزت صيف وقطعت ساقتيها استقبلك واديان أحدهما عن يمينك وهو الأيمن يأتي من الجنوب وثانيهما عن يسارك من الناحية الجنوبية الشرقية وهو الوادي الأيسر ويقال ليسر فإذا اجتمعها قيل لهما وادي دوعن بتغليب اسم الوادي الأيمن فإنه الذي يطلق عليه اسم دوعن في العرف الخاص000 ) كان الطقس حار جداً غداة مغادرة الضيوف الخريبة باتجاه مدينة "صيف "أو بلدة صيف إذ تبلغ درجة الحرارة 39.5 درجة مئوية تحت أشجار النخيل في الطريق الذي سلكه (الكولونيل" دانيال فان در ميولين والرحالة الجغرافي"لدكتور. هـ . فون فيسمان) وما هي إلا ساعات حتى وصلوا "صيف" متنقلين بين عدداً من القرى الواقعة على منحدرات جبلية وأشجار النخيل والسواقي التي تمر بها مياه السيول والأعشاب الجافة التي تنتظر المطر0 وقبل أن تصل القافلة التي تحمل الضيوف ومرافقيهم خاصة السيد علوي العطاس إلى محطتهم التالية ؛ فقد مروا ببعض المظاهر الجغرافية التي لفتت نظرهم ووصفوه ومنها, أن أصبح بطن الوادي الشاسع مقفرا, ثم أخذ يضيق فوق طريق من الحجارة الجرداء إلى أن وصلوا مشارف "صيف" التي طلت عليهم فجأة ببنيانها المتواضع وحالة أهلها البائسة كما يقول الهولندي الكولنيل دانيال : (000شاهدنا "صيف" قرب المغيب ترقد فوق منحدر حطام الصخر العريض حيث يصبح الوادي شاسعا جدا وتكسر الشاطئ الصخري وتراجع. ضرب الفقر المدينة الصغيرة المحاطة بالسور, ذات المنازل القصيرة000 ) ثم أردف قائلاً : (ويبدو أن حالة عدد قليل من سكانها قد سمحت لهم بطلاء الطوابق المأهولة بالجير الأبيض [ النورة ]وببناء درابزين [ أي طابقين ] فوق شرفات السطح.) الوضع العام للمدينة وطبيعة حاكمها وأهلها كما يبدو ، يمكن أن تستنتجه من انطباعات الضيوف الأجانب قال: (قد أفسدتنا معاملة الأيام الماضية حيث كان رجال السلطة والأعيان يستقبلوننا باعتبارنا ضيوفا لهم مكانة مرموقة. على أي حال ما زلنا هنا تحت حماية النظام القعيطي, وزودنا الشيخ الجليل باصرة برسالة إلى حاكم "صيف". وقد حذرتنا عائلة المحضار من حاكم "صيف". فهو رجل فقير, وضليع في علوم الدين التقليدية, لكنه جاهل وليست له كفاءة في مسائل الإدارة الدنيوية. والسكان متعصبون وفقراء. لكننا كنا نأمل فقط أن يمنحنا الحاكم شرفة السطح لقضاء الليل, وليس أكثر من ذلك, لأننا نرغب أن نبدأ رحلتنا صباحاً في اليوم التالي) وهنا ربما تلحظ انعكاس الخلاف أوالصراع الذي كان حينه على أوجه أو اشده بين حضارم المهجر في في تلكم الجزر الاندونيسية الخلابة القابعة خلف المحيط في جنوب شرق أسيا،وهي جزركمستعمرات هولندية قبل الحرب العامية الثانية سنة 1939م 0فالمشائخ وشرائح اجتماعية مختلفة من قبائل وادي دوعن وعمد مثل آل العمودي وآل بلحمر،وآل باصهي وآل باقبصي وغيرهم كانوا في حزب جماعة الإصلاح والإرشاد ؛وفي المقابل حزب الرابطة العلوية التي يتزعمها من السادة العلويين في اندونيسيا خاصة كاآل بن شهاب وآل طاهر وآل بن يحيى وآل الجنيد وآل العطاس وآل باعبود وعلى رأسهم جميعاً آل المحضار المنتمي لهم وزير الدولة القعيطية والشخصية المعروفة محمد بن أحمد المحضار التي لعبت دوراً كبيراً في قطب الصراع وكذا الحاكم أو الوالي عمر باصرة من قبل الدولة القعيطية ، وأنا لست بصدد الحديث عن هذه القضية وإن كنت قد لمست فقط أجواء ماحدث في تحذير السيد المحضار وكلام المؤلف والله أعلم 0 المهم أن الرحلة وصلت إلى صيف وسنترك القارئ أمام ماقد وصفه وكتبه الزائر ومن يرافقه من المهتمين عن بلدة "صيف " قال (بدت "صيف" جافية, خالية من النبات والألوان, والسكان يحدقون بطريقة عدائية إلى مجموعتنا الصغيرة وهي تخترق الشوارع الضيقة المتسخة. ثم قادنا الحراس إلى اسطبل ضيق, اجتزنا الساحة الداخلية التي تقف فيها الأبقار, ثم تسلقنا إلى السطح عبر سلالم ضيقة. وأحاطت بنا منازل طويلة كئيبة منعت عنا النسيم المنعش, وحجبت عنا أيضاً النوافذ الصغيرة التي كانوا يتجسسون منها علينا. وتوافد إلى الأسطبل وإلى سطحنا كل من "توم" و"ديك" و"هاري", حتى أصبحنا بعد قليل وسط جمهور محتشد. كل الجنود من قبيلة يافع, واستقبلوا بحفاوة نيابة عن الحاكم الغائب, ورجونا أن نتقبل القليل الذي يمكن أن يقدموه لنا. بل أحضروا خروفاً وجديا, وخيرونا أن نختار واحداً منهما للعشاء. كان الجنود سعداء بهذا التغيير الذي طرأ على حياتهم الرتيبة. بل أظهروا غاية المودة مما جعلنا نقبل الأمر لا مفر منه ونعد إقامتنا لليل فوق سطح الأسطبل. ولم نر أحدا من سكان المدينة, يبدو أنهم لا يريدون التعامل مع النصارى. أما البدو في الشارع والصبية فقد أبدو اهتماماً كبيراً. وبمساعدة الجنود وبلغة ركيكة, استطعنا أن ننظف مكاننا في السطح ونضع فيه أسرتنا. واستدعوا مجموعة من السكان الذين يتحدثون لغة الملايو. وقد تخلصوا من تعصب أهالي "صيف" من إقامتهم في جاوا وهم يعرفون ويقدرون حكومة هولندا. وهمسوا لنا بأن مكان إقامتنا غير مناسب, فالحاكم فقير وليست له سلطة. وقد تغيب متعمداً ليتجنب مشقة استضافتنا.) لاحظ أن الوصف فيه قسوة لأهل "صيف "خلافاً لما عرفناه من سابق زياراته هل انطباعاته عن سكان المنطقة وبلدتهم وحاكمها على حقيقته ،من المفيد أن نسمع من الأخوة أهل المنطقة أو من هو قريب منهم رأيهم ؟ لم يحصل الضيوف على راحتهم ،أو يتمكنوا من كتابة تقاريرهم بشكل جيد ،لأسباب تتعلق بصخب وضوضاء أحدثها السكان المحليون الذين لم يتركوا فرصة للضيوف لأخذ راحتهم قال : ( ثم قمنا بكتابة مذكراتنا وببعض الأعمال الضرورية الأخرى ونحن وسط كل أنواع الصخب والضجيج. وجلس الجنود من "صيف" مع أتباعنا إلى ما بعد منتصف الليل, وهم يستمتعون بأكل الشواء الأرز, ويتبادلون بأصواتهم النكرة كل أنواع الحكاوى والأخبار. وصلت محاولات "فريده" للاختراق حضرموت إلى مأساة عندما حل على "صيف" الكئيبة هذه. فكان سيء الحظ إذ وصل قبل يوم واحد من زيارة قبر الشيخ أحمد بن عيسى العمودي[ هو الشيخ سعيد بن عيسى العمودي النمتوفي سنه 676هـ وليس أحمد بن عيسى. وهو من كبار رجال التصوف والطريقة في مدينة قيدون وتقام له زيارة سنوية ]) ويتذكر الزائر حوادث حدثت لبعض الأجانب حين زاروا بلدة " صيف " من أهالي المنطقة حيث اجتمع آلاف البدو, وكانوا يعتبرون بعضهم جواسيس للإفرنج الإنجليز في عدن, وقال أن البعض نجوا بأعجوبة من الموت. وعومل بعضهم بقسوة, وانتزعت منهم نقودهم بل وأرغموا على مغادرة "صيف" والعودة إلى الساحل ،ووصفوا أهالي "صيف" بأنهم "مجموعة مريضة إلى حد بعيد ونظرتهم موبوءة"0 ثم حان موعد الرحيل من "صيف "قال :(كانت فترة راحتنا في "صيف" قصيرة الأجل. فعند الرابعة جاء الحاكم, وهو أيضا المؤذن, ليوقظ السيد علوي للصلاة. وبدأنا نستفسر فورا عن الحيوانات التي سنركبها وعن الترحيل. وكانت الإجابات عبارة عن وعود براقة, لأنه بعد فترة طويلة من شروق الشمس لم تظهر أي حيوانات. وأصبح البقاء فوق السطح غير محتمل فليس فيه ظل يحمى من حرارة الشمس. وظللنا ننتظر لساعات عند حقائبنا. واعترانا اليأس. ماذا سنفعل هنا إذا لم نحصل فورا على الحيوانات والسروج؟ لا يمكننا البقاء في هذه المدينة, وصبيانها في الشوارع بلا خلاق, وجنودها الكسالي يتحلقون حولنا. وعندما ظهر الحاكم مرة أخرى واجه عاصفة من التوبيخ. وأرسلنا الجنود أنفسهم لترتيب الأمور. وأخيراً نفضنا عن أرجلنا غبار "صيف" ونحن نتنفس الصعداء. ) وعند المغادرة من صيف رافقهم جنديان إضافيان, من جنود يافع تتحمل السلطنة القعيطية دفع مستحقاتهما، و يبدو عليهما الفقر والشحوب ومرتبهما لا يكفي لإعاشتهما جيداً. كما أخبر بذلك المؤلف قال : ( وطلب كلاهما أن يدخل في خدمتنا ويسافر معنا إلى الخارج. وعمل أحدهما في الفيلق العربي مع نظام حيدر آباد, ويتحدث الهندستانية.) وحتى الملتقى في محطة ووقفة جديدة لكم تحياتي واعتذاري لأهل "صيف "إن كنت قد أسأت الظن فيهم وما أنا إلا ناقلاً ومعقباً وشارحاً وموضحاً إذا تطلب الأمر0 |
|||||||
06-27-2012, 05:22 PM | #33 | ||||||||
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
|
||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة أبو صلاح ; 06-30-2012 الساعة 06:04 PM |
|||||||||
06-28-2012, 08:02 AM | #34 | ||||||
شخصيات هامه
|
ايكا دوة ساتو امبة ليما
يقال أن سكان حريضه يحسبون الأرقام بالملايو(الجاوي) وخصوصا أصحاب (التوكو) الدكان هههههههههه؛؛؛؛؛ |
||||||
06-28-2012, 11:05 PM | #35 | ||||||
شخصيات هامه
|
- أبـــ صلاح ـــــــو : - من خلال متابعتي لهذه السلسلة التاريخية الذي تسطرها أنامل - الكاتب التاريخي تتركنا نسبح بعمق ونتلذذ في سرد القصة التاريخية القديمة - ومن حيث التوثيق الرائع الذي يكلف الكاتب ( أبا صلاح ) الكثير من المشقة والتعب - ولكن كونك رجل لديك إنتماء وطني وحبك لبلادك , فيدفعك التاريخ بقوة صارمة لبذل كل جهودك - التي تشكر عليها وستثبت لك السقيفة هنا تسجيلك لهذا التاريخ العريق الذي تدونه بقلمك البلاتيني - إلى جانب دعوات أبناء وطنك لك بالتوفيق , لأنك أنت ياأستاذي الكريم من أنرت عقولنا بهذا السجل العظيم - مهما كتبت عنك فلن اوفيك حقك يا هذا الرجل المتحمس . - ولو قلت لك مليون تحية قليل لجنابك وشخصيتك المرموقة .. - لك من أبو خالد : كل الود والتقدير // تحياتي وودي // |
||||||
09-04-2012, 01:49 PM | #36 | ||||||||
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
نعم يالخليفي الهلالي صدقت |
||||||||
09-04-2012, 02:07 PM | #37 | ||||||||
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
أستاذي المبارك أبو خالد بارك الله فيك وأطال الله عمرك في طاعته ،وأستعملنا وأياك في ماهو خيرُ لدنيانا وآخرتنا أنه سميع مجيب كلماتك كالبلسم على الجروح ،، والغيث للقلوب بوركت ياسيدي الفاضل أنني بصدد الإنتهاء من الوقفة التالية من هذا الموضوع الشيق الذي كما ذكرت سابقاً يرجع بنا إلى أكثر من ثمانين عاماً إلى الوراء في تاريخ حضرموت . نناقشه في وقفات أرجو من الله أن يوفقني إلى أتمامه ،وقد توقفت منه في رمضان وأيام العيد وهانذا أعود إن شاء الله تعالى [/COLOR] |
||||||||
09-17-2012, 04:45 PM | #38 | ||||||
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
من الهجرين إلى المشهد .....
من الهجرين إلى المشهد ؛ والمشهد قر ية صغيرة كانت تعرف قديماً ( الغيوار ) تقع شمال مدينة الهجرين التاريخية ولا تبعد عنها كثيراً، وأسم "المشهد " جاء أنه أسم قرية عربية تقع في الجليل شمال فلسطين التاريخية, أو شمالي مدينة الناصرة في الأراضي العربية المحتلة من فلسطين. وأمّا" مشهد أو طوس "كما كانت تسمى قديما ايضا، فهي من كبريات مدن إيران ومن أعظم مدن خراسان، وقد فتحت في أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وأصبحت (مشهد ) الإيرانية ،محل اهتمام كبير عند الشيعة الإمامية الاثناء عشرية ، لأن فيها الكثير من المزارات والمقامات الشيعية ، وأهمها إطلاقا ضريح الإمام علي بن موسى الرضا، ومشهده الذي به سميت تلك المدينة مشهدا.وأما "مشهد "في حضرموت الوادي ، فقد أطلق عليها هذا الأسم بدلاً من أسمها القديم (الغيوار كما ذكر السيد عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف في (إدام القوت ) هو السيد علي بن حسن بن عبد الرحمن العطاس، مؤلف كتاب "المقصد في شواهد المشهد" الذي توفى سنة سنة1172 هجرية، ويرجع بن عبيد الله السقاف سبب التسمية أنه لما هاجر إلى هذا المكان قرية ( الغيوار ) كما تقدم بسبب أن أفراداً من عشيرته حسدوه في بلدته حريضة قال عنه لتفضله عليهم بعلو شانه وغزارة علمه وقوة عارضته وكان يتنقل في البلدان لنشر الدعوة الى الله تعالى وكانت امه من آل اسحاق الساكنين بهينن فبدا له ان يختط بذلك المكان دارا ويبني مسجدا ورغب الناس في البناء بجواره )كما ذكرأيضا -بن عبيد الله السقاف في كتابه السالف الذكر - قال ... وعندما راوا عموم الامان بنيت الديار حوالي مسجده فكان بناءه واختطاطه ذلك المكان حصاة صادت عدة عصافير اذ قد استراح هو من مناواة الحساد وامن به الناس وزال الباس وكان يحتفل بمولد النبي [ صلى الله عليه وسلم ] في اليوم الثاني عشر من ر بيع الاول في كل عام يتقاطر له الوفود من كل ناحية ...) غير أن بعض من كتبوا في المسائل العقدية من العلماء المتقدمين شنع في القول بتسمية القبر مشهداً ،و عدَّ ذلك من الأصنام والأوثان كالإمام المحدث اليمني المجتهد محمد بن اسماعيل الصنعاني ، في كتابه (تطهير الاعتقاد , المكتب الإسلامي الطبعة الخامسة 1405هـ صفـ 27و26ـحة وآخرون . أما المؤلف الهولندي الزائر "دانيال فان در ميولين " صاحب الكتاب فله سبباً أخر بتسمية (المشهد ) خلافاً لما ذكر أعلاه قال المشهد مدينة صغيرة منقرضة تقع وسط صحراء الوادي الجرداء. ومعنى اسم "المشهد" هو "المكان الذي مات فيه شهيد". وهي سوق موسمية هامة ومكان للحج. فخلال أيام محددة في شهر محرم حددت لهذا الغرص, يمتليء المكان بالبائعين والمشترين الذين يسكنون في المنازل والأكواخ المؤقتة, وأغلب المنازل الآن خالية ......) ولاشك أن الكاتب قد أخطأ في تعليله أو أن هذا من المترجم للكتاب . وفي كل الأحوال قد وصلوا إلى المشهد في غياب حاكم المنطقة الذي يفضل السكنى في مدينة حريضة المزدهرة ،لكن هذا لم يمنع أبناءه المتواجدين في قرية المشهد بتقديم فروض واجب الضيافة لمن قدم من الضيوف على المنطقة ،ومما تجدر الإشارة أليه فقد أعجب بهما الضيفان الأجنبيان ،وهذا ليس بغريب عن عائلة آل العطاس التي يقصدها الزوار والضيوف باستمرار كما هو الحال في عاصمة آل العطاس حريضة قال : (.... تمتلك عائلة العطاس منزلا للضيافة جيد الإعداد لأفراد الأسرة الذين يمرون على المشهد. وتم حديثا طلاء الطابق الأعلى بالجير الأبيض, والسلالم والممرات والحمامات والمراحيض وكل شيء في غاية النظافة. كان شيئا كماليا بالنسبة لنا أن نستحم ونضع أسرتنا السفرية فوق السطح النظيف بطلائه الأبيض بعيداً عن الروائح النتنة التي تنتشر في كل مدينة عربية. وياله من فرق بين سح الأسطبل في "صيف"؟) أتجه الكولنيل دانيال فان در ميولين والدكتور. هـ . فون فيسمان إلى خرائب ريبون القريبة من المشهد وتقع في جنوبها وجنوبها الغربي ،وهي من أهم مراكز الإستيطان البشري في حضرموت منذ آلاف السنين وقيل إلى ما قبل القرن التاسع قبل الميلاد، واستمر فيها الاستيطان والحياة المزدهرة حتى القرون الميلادية الأولى . ولقد تمت في هذه الخرائب من المدينة حفريات وأبحاث ودراسات أثرية من قبل البعثة الآثرية السوفيتية في الفترة من «83 - 1989م » وهي دراسات علمية من قبل آثاريون روس وحضارم متخصصون ، وتوصلت إلى معطيات من خلال استقراءات النقوش والآثار بأن سكان المدينة كانوا يزاولون الزراعة وتربية الحيوانات ، وبنوا مجمعات سكنية وقصوراً جميلة للسكن وأبنية أخرى خاصة لأنشطتهم الدينية كالمعابد، وقد كانت كل الأراضي المحيطة بالمدينة التي تمت فيها الحفريات مغطاة بشبكات من قنوات الري والقنوات والسدود وأحواض المياه، ويدلكل هذا على ازدهار بلغ أوجه. وقد شاهدالكولنيل" دانيال فان در ميولين والدكتور. هـ . فون فيسمان" بنفسه كثيراً من النقوش على صخورمنحوتة في المنازل وقبور الأولياء والمساجد والسقايات وفي داخل بئر القرية الكبيرة العميقة وقال : ( لم تكن المادة مشجعة؛ فالحجر الجيري الذي نقشت فيه مأخوذ من الجبال المجاورة وكان هشاً فلم تبق إلا شظايا من أغلب النقوش. لا شك أن بحثا دقيقاً أعمق مما نستطيع القيام به, سوف يسلط عليها ضوءا أكثر سطوعا.) وحين أنتقل إلى خرائب ريبون جنوب غرب قرية" المشهد " أيضا قال .... ويشاهد الإنسان ///////////////////////// يصل ارتفاع بعضها إلى ثلاثين قدما, وعلى قممها بقايا جدران بنيت من كتل حجرية منحوتة, تلتحم مع بعضها بنوع من الأسمنت. وفوق قمة التل الأول شاهدنا بقايا لأربع قوائم عليها نقوش مربعة, علها الأساس لأعمدة. وفي اتجاه المنحدرات وجدنا الكثير من شظايا الحجارة نقشت عليها شخصيات. وفي التل التالي بئر قديمة, قطرها ثلاثون قدما وعمقها يصل إلى ستين قدما. ويتكون الجزء الأعلى من حائطها من طبقات من صخر متراكم بينما الجزء الأسفل من الطين. تغطى الأوساخ الآن جزءاً كبيراً من البئر ولعلها كانت أعمق مما هي عليه الآن ....) وهكذا ظل الزائر ينقل في المنطقة الواقعة جنوب قرية "المشهد " يلاحظ ويسجل ويصوربآلة التصوير التي يحملها مزيداً من الأنقاض والآثار والنقوش التي حفلت بها منطقة أو مستوطنة "ريبون" ،وقد توقف أمام ماكان يعرف " بمقبرة الملوك " التي وقف عليها وقال : مقابر الملوك, التي تقع في مربع كبير جنوب جنوب غرب المشهد, تخلف كل الفضوليين الذين كانوا يتابعوننا. وجدنا نقوشاً قليلة هنا. والتلال منفصلة عن بعضها البعض, وعلى قممها أساسات لجدران صلبة يتكون منها سياج مربع مساحته ثلاثون قدماً. لم تكن الحجارة كبيرة جداً لكنها منحوتة نحتا جيداً. والأنقاض هنا مغطاة لحد كبير بأكوام من الطفال الرملي, ومن المحتمل جداً أن يكون بقايا الأجزاء العلياء للمباني. وتتناثر بين الصخور كثير من شظايا فخارية بنيّة - حمراء.) وكان السيد حسن العطاس الأخ الكبير للسيد علوي رفيق الكولنيل " دانيال فان در ميولين " موجوداً في حضرموت بعد إن كان مسافراً في بتافيا من قبل , وقد حرص على اللقاء بالضيوف بعد أن جاء إلى المشهد للقائهم . قال : (.... لقد أرسل والدهم تعليمات ببرقية من بتافيا, ليستقبلوا بحفاوة المبعوث الأول لهولندا في حضرموت. وما أن استلم السيد حسن التعليمات, حتى امتطى هجينا وانطلق لملاقاتنا. ولم يجرؤ أن يلبس في بلاده غطاء الرأس الواقي من الشمس (البرنيطة) الذي يستعمله الإفرنج. لكن برزت فيما بعد كل تقدميته وحيويته وجرأته.) ومنذ هذا اللقاء الذي تم في المشهد أصبح السيد حسن بن علوي العطاس الذي هو رب الأسرة ومقدمها في حريضة والذي وصفه الزائر بأنه رجلاً تقدمياً،وفي هذا كناية على تحضره ومدنيته التي أكتسبها من الهجرة وتعامله مع غيره من الأجنبيين , قال ( ... وقضينا وقتا جميلا تحت رعايته. ولو كان له الوقت الكافي ليرافقنا في رحلة العودة, لتجنبنا الكثير من المنغصات.) أنتهت بهذا زيارتهم للمشهد وخرائب ريبون . لنا وقفة أخرى إن شاء الله تعالى ، نسجلها في حريضة موطن آل العطاس العلويون وإلى ذلك اللقاء لكم تحياتي |
||||||
10-18-2012, 05:08 PM | #39 | |||||
حال جديد
|
اابحاث تاريخية طيبة يكتبها الباحث ابو صلاح الذي تخصص في تاريخ حضرموت وتراثها جزاك الله خير موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
|||||
01-10-2013, 11:21 AM | #40 | ||||||||
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
شكرا للأخ أبو عبد الرحمن الحزمي وبالمناسبة أبتداء من اليوم إن شاء الله سأستأنف كتابة بقية المواضيع حول هذه الرحلة الشيقة إن شاء الله تعالى تقبل خالص شكري وتقديري لك ولجميع حلان السقيفة الشبامية الكرام فالسقيفة بيتنا نحن دائماً بصدد التفكير في تقديم الأجمل والأفضل وقد نشغل أحياناً بظروف العمل وعوامل أخرى فوق طاقتنا لكنني لا أنسى السقيفة خلال يومي على الإطلاق . |
||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|