حين استوت سفينة شاعرنا عبدالقادر فدعق على الجودي ...!!

[أبوعوض الشبامي]

.

هناك ثمة اشخاص من اصحاب الكفاءات والمهارات الفنية والفكرية العالية يبدعون في صمت ويعملون في صمت ويعطون في صمت ... صمت كله شاعرية تنبض بالحياء والمحبة
والاحترام للذين يستحقون الاحترام ، ومن بين هؤلاء الأشخاص شاعرنا المبدع السيد عبدالقادر فدعق ، الذي كنا نتابع صواري سفينته وهي تمخر عباب بحر من العطاء والابداع
ويغوص ليبحث لنا عن لآلئ نادرة ، وحين رست صواريه على موانيء سقيفتنا احتفينا به ورأينا فيه شاعرا مبدعا ، و صاحب بصيرة ثاقبة ، وحين انطلقت تلك الصواري الى أرض الكنانة
مصر وأرست على ضفاف النيل في مراسي الفن والثقافة العربية استشعرنا أن (( الفلك )) أرسى في (( الجودي )) في سلام وأمان ، وأن هناك مفاجأة ستكون لأعضاء السقيفة أن يكون شاعرا من
بينهم ينوي جمع عطاءه وابداعه الشعري بين دفتي كتاب واحد وكان هذا الشعور الغريب الذي سبق وأن تملكني خلال الشهرين الماضيين كانت له اصداءه وإذا به حقيقة مؤكدة ، وواقع
ملموس بين دفتي كتاب عنوانه (( أنين لا يصدأ )) الذي ننتظر صدوره في شوق الملتاع قريبا في مطلع العام القادم .

ومثل شاعرنا السيد عبدالقادر فدعق حين تستوي سفينته على (( الجودي )) فإن ذلك الاستواء يحمل معه زخات معرفية تسقي عطشاء الثقافة والابداع ، وليس كالذين طال الانتظار بهم
في (( قهاوي عدن )) يوعدون (( زقرات السقيفة )) الانتظار حتى يستوي (( سنبوكهم المخروق )) على جودي من ثلج ، فإذا السنبوك يغرق في أوحال العصبيات وحكي العجائز الماضيات
و ذابت معالم (( الجودي )) وسط لهيب صيف الخليج الساخن . فلاكانوا ولاكانت لهم مراسي تكنهم من بحار تزخر من حواليهم ، وعواصف تقتلعهم نحو جزر اسمها (( جزر المتقعرين )) ..!!

.