المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


اليمن"صنعاء تعز"الأدوات القذرة في إحراق ساحة الحرية

سقيفة الأخبار السياسيه


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 06-02-2011, 12:23 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

اليمن"صنعاء تعز"الأدوات القذرة في إحراق ساحة الحرية


الأدوات القذرة في إحراق ساحة الحرية

2011/06/01 الساعة 20:16:09
ياسين التميمي

كانت أشد الأسلحة فتكاً قد عجزت عن إخضاع إرادة مسلحي الحصبة، وقمع شوكتهم، وكان الأمر أشبه بمصارعة طواحين الهواء، بالنسبة لما تبقى من القوات الأمنية والعسكرية الموالية للرئيس، التي احتشدت، لمواجهة، المسلحين التابعين للشيخ صادق بن عبد الله الأحمر.

وإلى جانب كونها معركة اختبار للإرادات، في مرحلة تحول خطيرة في تاريخ اليمن المعاصر، حيث تشهد الساحة تبدلات حادة في شكل التحالفات، جاءت معركة الحصبة، بين الرئيس وأنجال الشيخ الأحمر، كذلك، لتعبر عن خاتمة محتقنة، بل وحالة صدام حادة لا رجعة فيها، اقتضت هذا المستوى من تصفية التركة وحالة التشابك الوثيقة، بين شريكي النفوذ في البلاد، لأكثر من عقدين من الزمن.

وكانت شراكة بهذا المستوى الوثيق، قد مكنت رأس حاشد، الخصم الحالي للرئيس، فرصة مهمة لادخار إمكانيات المواجهة، حتى بدا بهذه القوة وبهذه القدرة الأسطورية على الصمود والمبادرة.

وحيث لم يتمكن الرئيس هذه المرة، من إدراك فرصة، الإجهاز على هذه الإمكانيات، وهو الذي يعتبر أستاذاً في الترقب والتوقع والغدر، فم يكن بداً من أن تتحول هذه الإمكانيات المتوفرة لدى أنجال الشيخ الأحمر إلى قاصمة ظهر ونذر النهاية للرئيس ولنظامه.

وهنا يسجل المشهد العسكري، حالة تقهقر لقوة الرئيس ونفوذه في معقله بالعاصمة، مما استدعى منه التفكير، بضرورة استعادة الثقة، بسطوة نظامه لدى الموالين والخصوم، والمراقبين في الداخل والخارج، فاعتمد خطة الهجوم المباغت على ساحة الحرية بتعز، وهناك تغولت آلته العسكرية فحصدت كل ما طالت يدها من معتصمين مسالمين، ولم توفر حتى المعاقين والجرحى والجثث والخيام، والمستشفيات والأدوات الطبية.

لقد التفت النظام إذاً، صوب تعز، حيث يحتشد مئات الآلاف ممن أسسوا أول ساحة للحرية في اليمن، حناجرهم تلهج بشعارات الحرية والتغيير، وترفع شعار التحولٍ السلمي إلى مستقبلٍ عنوانه: الدولة المدنية الحديثة، بأسسها الرائعة: الحرية والعدالة، والمساواة، والمواطنة، وتكافؤ الفرص، تتجسد جميعاً في عقد اجتماعي(دستور) محترم، وتصونها قوانين نافذة، جوهر هذه الدولة وصيغتها السياسية المثلى: نظامٌ ديمقراطيٌ تعدديٌ، يستند بنيانه على مؤسسات تتمتع بالاستقلالية.

وثورة الشباب في ساحة الحرية بتعز، كما هي في بقية ساحات الحرية والتغيير، على امتداد الوطن، قدمت ما يكفي من البراهين على سلميتها، وعلى عدم التفريط بمقومات الوطن ومقدراته، وأولت عنايتها لكل فكرة من شأنها أن تعزز السلم الأهلي، وتجنب البلاد شرور الصراعات.

غير أن تلك الاعتبارات لم تكن كافية لإقناع المغامرين عن المضي في إتمام خطة استنقاذ شرف النفوذ المهدور في صنعاء، فصوبوا سهامهم الغادرة صوب ساحة الحرية بتعز، وهناك، في تلك الساحة، بيتت الأجهزة الأمنية والعسكرية، خطة اقتحام الساحة، كهدفٍ، ليس له سقف أخلاقي، ولم تلتزم تلك الأجهزة بقوانين الحرب وأخلاقياتها، وفي مقدمتها القانون الإنساني، فاحتشدت الآليات العسكرية، التي لا يتصور المرء استخدامها بهذه الشراسة وبهذا القدر من انفلات الأعصاب.

نعم كل الأسلحة اُستخدمت: المدرعات، الأعيرة النارية القاتلة انطلقت كالمطر، من مختلف صنوف الأسلحة، الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، فاستحال المعتصمون السلميون، وجلهم من الصبية والشباب اليافعين، والمعاقين والنساء، أمام معركة قادتها القوات الأمنية والعسكرية من طرفٍ واحدٍ، هدفاً عسكرياً بامتياز.

ووجهت تلك المعركة أقذر أسلحتها وأخطرها، ليس فقط على صدور المعتصمين المسالمين، بل وفي نحر الوحدة الوطنية، التي هي رأسمال اليمنيين وذخرهم في خوض معركة المستقبل، معركة البناء والتنمية والتحديث والنهوض الحضاري.

وإليكم بعضاً من هذه الأسلحة القذرة والخطيرة:

- استخدمت القوات المهاجمة، الأسلحة الغازية، التي ثبت أنها لا تتطابق مع مهمة فض اعتصام سلمي، واستنفدت كل ما حوتها مجاري تعز، من سوائل قذرة، لكي تلقيها على المعتصمين.

- اعتمدت مهمة إحراق الخيام بمن فيها، كجزء أساسي من خطة الهجوم، فكانت، أكثر الوسائل فتكاً خصوصاً على المعاقين والأطفال، والنساء، وحصدت العشرات منهم.

- لقد تم توظيف مجاميع قبلية قيل أن العميد (قيران) مدير أمن تعز استجلبها من منطقته، فجاء تأثيرها قاتلاً على المعتصمين، الذين يستقر في وعيهم، أن إخوانهم من أبناء خولان هم شركاء في المعركة السلمية التي يخوضها الشعب من أجل الحرية والتغيير، وهم الذين يتواجدون بكثرة في ساحة التغيير بصنعاء، وسبق أن زفوا شهداء منهم في اعتداء جمعة الكرامة على تلك الساحة.

- استنفرت منابر الإعلام الرسمية، كل من ادخرته من قدرة على الكذب والفبركة والتزييف، وصورت في رسائل متتالية، ما حدث على أنه حالة من حالات الدفاع عن النفس، استدعتها عملية هجوم المعتصمين على مقر مديرية أمن القاهرة، التي تقع ساحة الاعتصام ضمن مسئوليتها الأمنية، فأسفرت العملية عن سقوط قتيلين من المعتصمين المهاجمين، و16 جريحاً من رجال الأمن، والحقيقة الميدانية تظهر بوناً شاسعاً بين ما تقوله هذه الوسائل، وبين ما حدث بالفعل حيث القتلى بالعشرات، والجرحى بالمئات.

- انبرى المدعو أحمد الصوفي، الذي عُرف طيلة سيرته المهنية، باشتغاله على أكثر من موجة، ليصرح، بأن المعتصمين انسحبوا طواعيةً، بعد أن ضاقوا بنفوذ وتدخلات الإخوان المسلمين في الساحة.

- اُستخدم المصدر المحلي في محافظة تعز، بشكل متعسف، وبدون أن يعلم، في سرد التبريرات التي استدعت فض الاعتصام، فكان أن صور المعتصمين بالقوة الغاشمة، وأظهر المهاجمين من القوات الأمنية والعسكرية أشبه بالحملان الوديعة.

الاستنتاجات:

- لقد نفذت القوات الأمنية والعسكرية، وظهيرها من البلاطجة المأجورين، مهمتها في فض الاعتصام بساحة الحرية في تعز بنجاح كبير، حيث كان المعتصمون قد تواضعوا على برنامج محدد من الأنشطة والفعاليات، ذات الطابع السلمي، تتخللها بعض المسيرات في شوارع تعز، كلما اقتضت مسئولية التعبير عن موقف وطني.

ولم يكن يؤثر على الطبيعة السلمية لتلك المسيرات، سوى التدخل الأهوج وغير المحسوب من قبل القوات الأمنية والعسكرية، وأنصارها من البلاطجة المأجورين، والذي تسبب في استشهاد وإصابة المئات من المعتصمين، وبعضهم دخل مرحلة طويلة الأمد من المعاناة الناجمة عن إصابات أوصلتهم إلى مرحلة الإعاقة.

- إن ثمن هذه العملية بالمعايير القانونية والأخلاقية باهضة ومكلفة بالنسبة لنظام، ما فتئ يؤكد شرعيته الدستورية، ويقيننا أنه لا يعبأ بهذه الكلفة، لأنه لم يعبأ بكُلفٍ مماثلةٍ، أنتجتها مغامراته في حروب عبثية على أكثر من جبهة داخل الحدود الجغرافية للوطن.

- ويمكن القول: إن فض الاعتصام بساحة حرية تعز، قد ولَّدَ إرادةَ تحدٍ هائلةً لدى المعتصمين، تحولت بسببها، مدينة تعز وريفها إلى ساحة اعتصام كبيرة، أعتقد أنها أوسع من أن تطالها أيدي الأجهزة الأمنية والعسكرية هذه المرة، وقد تنتج عنها أيضاً حالةٌ جديدةٌ من التعبير عن الاحتجاج، ليست السلمية جزءاً منها.

- وهذه النتيجة، في اعتقادي، هي أخطر ما يمكن أن تفرزه حالة الاحتقان، والشعور بالغدر لدى المعتصمين، وسيشعرالنظام، بتبعاتها الثقيلة، خصوصاً وأنه يخوض معاركَ خاسرةً في أكثر من جبهة، بما فيها العاصمة ومحيطها، فضلاً عن أبين، ولحج وغيرها، وهي معارك، لا شك، ستلهم كل الذين اعتصموا بالحرية والسلام في ساحة حرية تعز وفي غيرها من الساحات.

قد يقول قائل، إنها النتيجة التي يخطط لها النظام أصلاً، لكنني أقول أيضاً، إنها ستستدعي القتل، الذي لن يحاسب عليه محلياً ودولياً سوى النظام وحده، وليس لدي شك، في أن ذلك سيجهز على أحلامه بالبقاء في السلطة، بأي ثمن.

وأخيراً:

- إن محافظة تعز التي تعتز بدورها كحاضنة، ورافدة، وملهمة، لحركات التغيير الوطنية، طيلة التاريخ المعاصر لليمن، لن تفرط في أي وقت من الأوقات، بقدسية الوحدة الوطنية، وسيحتفظ أبناؤها المغدورون بحقهم في محاسبة القتلة، كأشخاص، تحت مظلة الدولة ودستورها وقانونها، ولن تصرفهم نزعة القتل التي تغذت من نفس مناطقي كريه، والتي عبر عنها هؤلاء القتلة، عن الحرص على الوحدة الوطنية، والتسامي فوق الجراح والآلام.

- إنها تعز، التي تنظر لنفسها على أنها النموذج المصغر لليمن، بكل تنوعاته، وأطيافه ومناطقه، وبهذا النفس الذي يتغذى من نسيم اليمن، ستمضي تعز في أداء رسالتها، كما أرادتها قبساً وضاءاً يشرق على كل اليمن.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas