المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب النغم والفن > سقيفة اعلام ومواهب الفن اليمني
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


قراءة في ألحان المغني والشاعر عبدالله عمر سواد

سقيفة اعلام ومواهب الفن اليمني


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-23-2012, 06:01 AM   #1
وادي عمر
مشرف سقيفة الحوار السياسي
 
الصورة الرمزية وادي عمر

قراءة في ألحان المغني والشاعر عبدالله عمر سواد


قراءة في ألحان المغني والشاعر عبدالله عمر سواد



و فوين يا الوادي وعولك و أنا نضرب لك عاهدف


والضرب يخطي مايصيب الهدف يومه إلا ضرب في ليل


****


قد كنت ناخذ من سبولك ثلاثين قرص ما سيب السلف


قد كان يحضر بن سبيتي وسواد يتعنى من الغيل


الميلاد و النشأة :
عبدالله عمر سواد من مواليد مدينة مديرية القطن حسب قول نجل الشاعر عمر عبدالله سواد في أجواء عام 1884م على وجه التقريب و لد في بيئة شعرية جده الشاعر مبروك سواد صاحب البيت الشهير
قال سواد ياقلبي صبر
مامعه سلو من يسرح جعيل
يعصرونه وهو مايعتصر
كل شاجع يردونه دلي
ترك مسقط رأسه في سن مبكرة للبحث عن لقمة العيش إلى ساحل حضرموت استقر به المطاف في مدينة الشحر ثم تزوج في غيل باوزير و استقرت بها أسرته إلى الآن تعلق قلبه بالشعر منذ نعومة أظافره لم يتحصل على نصيبه من تعلّم القراءة والكتابة إلا أنه كان موهوبا بالفطرة بدء حياته العملية متنقلا من مهنة إلى أخرى ،عمل جمالا أي على الجمال فترة طويلة من الزمن متنقلا من منطقة إلى أخرى ، كان شاعرنا مقربا من السلطات الحاكمة في ذلك الوقت و يعد من شعراء الدولة القعيطية وعلى ذلك عين معرّفا ببوابة الشحر الرئيسية المشهورة(بسدة العيدروس ) يتعرف على الزائرين للمدينة والمغادرين منها ثم أمتهن بعد ذلك بتجارة المواشي متنقلا بين مدن وقرى ساحل حضرموت تفرغ في الستينات مع الشاعر حسين أبوبكر المحضار لصياغة ألحان الهبيش التي بدور المحضار يهندسها إلى ألحان غنائية حتى توفاه الله في بداية سبعينيان القرن الماضي سنة 1974م له من الأولاد 2ذكور ( جمعان وعمر) .
سواد الملحن :
يعتبر سواد الملحن الأول في مدائر الهبيش و لا ينافسه أحد على الإطلاق صاغ أجمل و أرق وأعذب الألحان جعلت الكثير من ملحني الأغنية يستفيدوا من روائعه الجميلة و إخراجها في قوالب موسيقية رائعة تغنت بها حناجر الفنانين الكبار من أمثال سعيد عبد المعين ومحمد جمعة خان ويسلم دحي وأبوبكر سالم بلفقية وكرامة مرسال وبدوي الزبير وغيرهم الكثير.
ومن الشعراء والملحنين الذين استفادوا من هذه الألحان السوادية نذكر منهم على سبيل المثال لا للحصر :
1- الشاعر صالح عبدالرحمن المفلحي له بعض المحاولات في صياغة كلمات غنائية على ألحان الهبيش إلا أنه لم يخرجها من إطارها البدوي أو (الشُطي ) والشُطي بضم الشين هو لفظ أبناء( الشحر والديس الشرقية و الريدة وقصيعر) على الرجل الذي يعيش حياة البدو والحضر، بمعنى أنه أخذ اللحن بنفس نغماته الموسيقية مضيفا إليه الألآت الموسيقية فقط سوى كانت ألحان سواد أو غيره ولكنّنا في صدد الحديث عن سواد من هذه الأغاني .
· (بلجيك ما يصلح إلا ) وضعت على لحن هبيش لسواد وقد تغنى بهذا اللحن العديد من الفنانين ( بن شامخ ، بدوي الزبير وغيرهم )بكلمات سواد و اشتهرت هذه الأغنية كثيرا حيث يقول في مطلعها شاعرنا:
مخــــــــــــــــــــلوق عدى عليّ في الغبش ما فهمنا كلامه
أيش لي قد صاربيني وبينه بعد شرب العسل ذي من النوب
*****
ملكتنا مال ماتملكه خذته من أهـــــــــــــــــــــــــــــــله حتامه
كننا مابارضي بالهوينة ما تــــــــــــــــــملك على مال منهوب

· ليلة بعيبات أغنية مشهورة للمفلحي تغنى بها كرامة سعيد مرسال إلا أن اللحن لسواد صاغ هذا اللحن سواد في زيارة يمعوض بمديرية الشحر حسب رواية الراوية محضار محفوظ مول الدويلة و البيت الأول لسواد مع تحريف بسيط حيث يقول سواد :
ليلة بيمعوض ياخير ليلة روّح القامزي ملقي سحابة وظـــــــل
هيضتنا قروح الـميازر قلت يا حول ياحيا الزمن ذاك الذي كان

2- الملحن سالم سعيد جبران استفاد بعض الشئ من الحان سواد مع التعديل البسيط في اللحن الذي يخرجه من صياغته البدوية إلى الصياغة الغنائية التي يتقبلها المستمع ومن أشهر أغاني جبران التي في الأساس لسواد كلمات الشاعر عوض أحمد حميدان (المعلم ) التي يقول في مطلعها :
ماغفى الطرف لحظة يا نجوم اشهدن كير في الجوف من بُعد الأحبة رشن
و نهمر مثل هتن المُزن دمع المآق ريتنا ماعرفنا بعضنا يافراق

أغنية من روائع حميدان لاقت نجاحاً كبيراً غناءها مرسال وكذلك عبد الرحمن الحداد والفنانة الخليجية رباب .
أما الكلمات الأصلية للحن على مدارة الهبيش نذكر منها بيت للشاعر علوي عبدالله المقدي المتوفي في خمسينيات القرن الماضي الذي يقول فيه :

سهل يامسهل طال ماح السفر قد لي خمستعشر خوض غبة قمر

بالوسطي وسائر مابغى يختشر والمروة مخاطب الحناني وفرتك وحاسك ونوس


3- الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار و المحضار وسواد شكلا ثنائياً رائعاً غير معلن و قد أخذ المحضار نصيب الأسد من الحان سواد ويعتبر أكثر الشعراء مرتبطا وجدانيا بمدائر الهبيش فهو الشاعر والمغني والراقص كما أنه يعتبر شاعر الحفة الأول قبل أن يكون شاعر الأغنية الحضرمية الأول و هو خير من أبدع في إخراج هذه الألحان في قوالب جميلة مضيفا عليها لمساته المحضارية الأنيقة التي لا يجيدها إلا المحضار و قد توقفت كثيرا عند ألحان المحضار التي هي في الأصل لسواد فهي تفوق الخمسين لحنا وجميعها روائع محضارية ومن أشهرها :
(خضر الوادي في شعب رقمان ، غن لي قال بومحضار ، بعد الوفاء ، مع الهاشمي فيك طوله , باشل حبك معي ، شلنا يابوجناحين ، ياغصن من شجرتك ضيرة ......إلخ )
وندلل على ذلك برائعتي المحضار (يلقي عسل نوب جردان ، يازارعين العنب ) صاغ و أبدع لحنيهما سواد الأولى جاء اللحن في قرية هبورك بمديرية الديس الشرقية في نهاية خمسينيات القرن الماضي في زواج الأستاذ /محمد عبدالله مقبل العامري و قد تساجل على هذا اللحن بالإضافة لسواد كل من الشعراء عبدالله محمد بن سلم وعوض عبدالله بن سبيتي حيث يقول سواد:

بانزر الغرض عالمطية
ولعاد بانعبر السالكة
في طرق ماتوهم عليها فوق الجبل
باشبي وعر و سنود
أما أبن سلم يقول :
ذا معك وصف من زام سابق
من قبل سيبان والحالكة
كل واحد بغى قسم زايد
في أرض ريدة بلا رسم وحدود
بينما لحن يازارعين العنب لحن على رقصة هبيش أيضا من أربعينيات القرن الماضي يقول عليه سواد :
قنع و أيس الخاطر
إذا شرب العسل بيجيك منية
الآدمي لأبطأ صابر
ينكرونه صحابه يوم رك الحال
أبن سبيتي يقول :
قيادات و مخافر
حيونا باعبر مالقيت حرية
كل من تولى وقع كافر
يحكمون العرب والظلم فيهم حال
وغيرها سيل من الألحان التي لا نستطيع حصرها في هذا المقال .
لقد تغنى بألحان وأشعار سواد التي جاءت في مساجلات مختلفة العديد من المغنيين حيث حولت من رقصة الحفة إلى أوتار الموسيقى بأصوات الفنانين من أشهرهم الفنان محمد جمعة خان و الفنان محمد سالم بن شامخ وبدوي الزبير وسعيد عبدالمعين وغيرهم الكثير. ( بعير الكلالي ،مخلوق عدى لي في الغبش ، حمليت الحواشي ) وغيرها معظم هذه الأغاني عبارة عن مساجلات حيث يقول سواد على هذا الصوت أو اللحن ( أغنية بعير الكلالي )الذي تغنى به الفنان الكبير محمد جمعة خان:
بعير الكلالي مرصون في العلب دخلت نجومه
و أنته توسل فدامة شالجمل مغلوب
و يقول أبن سبيتي:
يارعى الله ليالي و أيام مرت ولاشي حكومة
والحكم ماشي على الراضي وعالمغصوب
المقامات الموسيقية في الحان سواد :
استطاع سواد أن يقدم عدة مقامات موسيقية متنوعة من أشهر المقامات الشرقية وهي مقامات جاءت في ألحان رقصة الهبيش مثل الرست و البياتي و الميجور والسيكا و الحسيني وكذلك مقام راحة الأرواح .
1- الرست مثل : رست المقام بداية الهجران هفوة سلم ولو حتى بكف الإشارة.
2- البياتي مثل : يازارعين العنب .
3- ميجور مثل : شلنا يا أبوجناحين .
4- السيكا مثل : باشل حبك معي .
5- راحة الأرواح مثل : عبارة عن مقام سيكا مصور على السي يلقي عسل نوب جردان.
الجمل الموسيقية :
تختلف الجمّل الموسيقية أوما يسمى بالكوبلات الموسيقية وهي عن نغمات متناسقة يتكيف فيها الموسيقي أو المغني ومقدرته على اظهار هذه الجمل بحيث تتناسب مع التون أو الدرجة التي يتميز بها صوته إذا كان في القرار أو في الجواب فقد يزيد في بعض العرب أو النغمات تزيد من عذوبتها بحسب قوة وعذوبة صوته وقدرته الأبداعية .
على كل حال عدد الجمل بحسب امتداد طول اللحن فقد تكون أربع جمل أو أكثر من ذلك و قد توفق شعراء الهبيش في ذلك إلى حد كبير بتسمية الجملة الموسيقية بالفصل عند كل وقفة في اللحن وهي الفاصل بين الجمل الموسيقية ويوضع الموسيقي في هذه الحالة لأزمات فاصلة للأنتقال من جملة إلى أخر حتى تقفيل اللحن و الشروع مرة أخرى في بداية اللحن أو وضع مقدمة موسيقية للانتقال من بيت إلى بيت آخر .
الأسلوب والأداء :
لم يكن سواد على دراية أو علم بعلم الموسيقى إلا أنها السليقة و الفطرة و النفسة الذكية المتفتحة على الحياة كما أن بيئته الغنية بتشكيلة متنوعة من الأصوات والالحان الغنائية المميزة التي عاش فيها التي أكسبته الكثير من المواهب من خلال سماعة لحذو الجمّالة وترانيم و أهازيج البدو والحضر و العمال والصيادين والفلاحين والبحارة جعلت منه يجعل من ألحانه الحان مميزه احتوت كافة الألوان الموجودة في بيئته المحلية و علمته كيف يبدع بطريقته في التلحين من خلال عملية التصفير كموسيقى يعتمد عليها بواسطة أذنه وأحاسيسه المرهفة بالإضافة إلى عملية التصفيق أثناء اللحظة الإبداعية ليتأكد من اللحن هل من أوزان الحفة أو لا أما بالنسبة للأداء لم نعرف طريقة اداءه إلا من خلال من عاصروه من مغنيين الهبيش مثل سبيت مبارك بازهير و المرحوم سعيد سالمين الوعل و الشيخ محفوظ جنيد باوزير و سالم سعيد بن زغيو العامري ممكن نعتبر هؤلاء المغنيين من مدرسة سواد لارتباطهم بسواد و تقارب ادائهم إليه و كما يسمونهم بأنهم يعطوا الصوت حقه يبدأء الأداء بعد أن يسمع المغني القصيدة أو البيت الشعري من الشاعر يبدا المغني بالغناء الداخلي لمعرفة مدى وزن القصيدة وعند التأكد من تناسب وزن القصيدة بالصوت ينسنس المغني باللحن عن طرق الدان ثم يقوم برفع درجة الصوت من القرارإلى الجواب بالتدريج حتى يتمكن من حفظ البيت الشعري يشرع باللحن بالدان بأعلى درجة يمتلكها المغني في الجواب ثم يبدا بغناء البيت الشعري من النصف الأخير من القصيدة أو البيت الشعري مثل أن يقول الشاعر على وزن بعد لحن بعد الوفاء :
شوري هنا في الكور
من سابق و عندي السُهب واضحة
لارض هذا أرضنا
من رأس فرتك لميون
المغني يقلب البيت أو مايسمى بالتدوير و يغني كالاتي :
لأرض هذا أرضنا
من رأس فرتك لميون
شوري هنا في الكور
من سابق و عندي السُهب واضحة
وعند الوقوف عن الغناء ينتهي بالشطر الأول من البيت مثل :
شوري هنا في الكور
من سابق و عندي السُهب واضحة

منزلته بين المغنيين :
لم نسمع لصوت سواد وطريقته في الغناء إلا أن من عاصروه ووصفوه بأن صوته مميز من خلال وصف الشاعر بن سبيتي فيس البيت التالي :
سيد سالم و عبدالله عمر جئتكم من ضيق حالي
يرعشون الدان و يقابلون الخضيرة بالبساتين
سيد سالم يقصد به مغني الهبيش المرحوم سالم أبوبكر المقدي و يعتبر من اجمل الأصوات المعروفة في ذلك الوقت و قد قرن أسمه أبن سبيتي أي سيد سالم وعبدالله عمر.
سواد الشاعر :
يعتبر عبدالله عمر سواد من شعراء حضرموت الكبار وله مقدرة كبيرة في صقل الكلمات وإخراجها ببراعة ومعظم أشعار سواد عبارة عن مساجلات أي ارتجالية وقد عاصر سواد العديد من الشعراء شكل في عشرينيات و ثلاثينيات القرن الماضي مع سالم سعيد باسباع المشهور بقريشن و الشاعر صلاح جابر القعيطي ثلاثي يسمى بشعراء الدولة ضد شعراء الحموم أو ما يسمى بشعراء البدو ومنهم أحمد معلاق وكعموم العليي بالإضافة إلى مجموعة من الشعراء يسموا بأنصار الحموم منهم ( عوض عبدالله بن سبيتي و سالم مصطفى بن الشيخ أبوبكرو سعيد حمود ) .. ومن أشعار سواد على لحن يازين فيك الحلى والعذوبة مستقبلا السلطان عوض القعيطي حين يقول :
وصل بوعمر بالطيالة ومرفع وضربوا سلامي سبعة مدافع
و من له حقيقة على الحق بايتبع عسكري للطلب طيار
لغته الشعرية :
الشاعر ابن بيئته الكلمات التي يستخدمها هي اللغة الدارجة ويمتلك اسلوب سلس و نسق جميل في صياغة الشعر ومن الالفاظ التي يستخدمه سواد( العربي ، المربي ، هيراب، السوت ، الجربة ، السقاطر) وهي كلمات عامية و غالبا ما يستخدم الرمز كثيرا للمدارة والتورية كان يوصف المحب او المراة بالعربي أو المربى او النخلة أو السوت كقوله :
في سوت ساج حنين المناشير عود متقابلينه
قبل ما تشرق البيضاء لقينا العود طيبان
كما قد يهجو شاعر او جماعة من الناس كقوله :
بعير الكلالي مرصون في العلب دخلت نجومه
و انت توسل فدامة شالجمل مغلوب
يعتبر سواد شاعر مقل إلا أن شعره لا يخلو من الحكمة ومن أشعاره في هذا المجال :
لي ما تعلم على البندق وعاده في الصغر
ما بظني بايقص الدبل
مابايغمض على الشاهدة
ويدل قلب البنآدم لوصل ستة وستين
وكأنه مرددا الحكمة القائلة (النقش في الصغر كالنقش في الحجر والعلم في الكبر كالنقش في المدر.)
و يكرر نفس المعنى بطريقة أجمل و أكثر عمقا مخاطبا أبن السبيتي :
النقش يصلح بعود الساج ما با يقع في الخشب
حتى المعلم جبته من بلاده على موتر وخيال
فأجابه أبن السبيتي ببيت لا يقل روعة عن السابق :
النقش في الساج أما المعودة والذخيرة تقع في الذهب
اللول مثمن وغالي وكل لولة تجيب الفين مثقال
ومن أقواله أيضا :
يا اللي ذكرتوا الهوية
العشق قد له معايين
تجري وتسقي مثيل العطية
ساهرة ومن تعب في السواهر
يضوي قصب داخل الدار و طعام
و من خلال هذا المحاضرة المتواضعة عن شاعر كبير وملحن عبقري و مغني مقتدر سنتناول أشعاره من خلال مساجلاته مع بعض الشعراء في حضرموت ونبدأ ببداية علاقته مع الشاعر الكبير
عوض عبدالله بن سبيتي :
أبن السبيتي شاعر من الديس الشرقية عاش فترة شبابه متنقلا بين عدن والبريقة ولحج وشقرى وبحكم أنه بحار تعرف على الكثير من المدن الساحلية مثل جيبوتي وزنجبار ومباي وغيرها بعد أن بلغ من العمر عتيا جاء إلى مسقط رأسه ليعمل بالزراعة وسنه قد تجاوز الستين عاما وحسب رواية باجعالة والشاعر محمد محفوظ السكران المعروف بالكالف عندما وصل الخبر لسواد بعث إليه هذا البيت بواسطة المكتّب (ساعي البريد ) ممتحنا شاعرية أبن السبيتي يقول فيها :
ذا حوالة طار من تاجر على باجرش وإلا معاشر
إن قبل هو با يسلم وان رفض ماهو من التجار
فأجابه أبن سبيتي بعد أن استضاف حامل الرسالة و هي الحوالة التي في البيت التي يقصدها سواد برد محكم جعلت سواد يأتي بنفسه لمقابلة أبن سبيتي يقول فيها :
يقبل التحويل ويباشر بفرحة قلب ومسر خاطر

وإنما المدفوع بايحصل بسرعة تحت عود الطار

من ضماره فلس وعقائر تلقي له هيات الأشائر

و أن تكلم يوفي الكلمة ولو هي تصل لألف مليار

و عند وصول سواد إلى وادي عمر تم إعداد ليلة خاصة لسواد بوادي حبيب وحضرها مجموعة من الشعراء حسب رواية الشاعر الكالف وسوف نذكر الشعراء بحسب ذكرهم في المساجلة وقد تساجلوا على مدارة الهبيش وعلى صوتي المغنيين (سالم أبوبكر المقدي وفرج سعيد مفلح بالإضافة للكاف كمغني ثالث قبل أن يقول الشعر)وقد فتح المساجلة الشاعر عبدالله سعيد باعمرو
قائلاً ׃
عادها كلمة معي يا أبن سبتي شلها لانت شاطر
من وعد يوفي مواعيده إذا هو من الشطار
أبن سبتي ׃
وعد صادق من بني همدان ليلة زارهم بن صواطر
والسحب لادلهمت لازم تلقي رعد فيه أمطار

عوض علي اليزيدي الشهير بأبن الطلي ׃
دوسري والدوسري ما يهمر العقبة ولو كان قاطر
دائما في الأولى يسرح ويضوي مع القطار
فرج عوض باجعاله ׃
عا كلامك ياعوض واثق ونتحدي الذي با يخاطر
لك عوائد ثابتة يا بوعلي من سمح في المشوار
سواد׃
من يحافظ عا وثيقة أصل لايرمي بها في المخاطر
ما يفيد الآدمي كثر الندم في حالة الأخطار

بن سبتي ׃
الوثيقة ماكنة يا أبو عمر من شان جبر الخواطر
والأصالة عندنا والمخيرة والعز والمقدار
بعض الأسئلة التي يمكن الجواب عليها
البئية الشعرية التي عاش فيها :
ولد سواد في اسرة تقول الشعر جده لوالده كان شاعرا فذا و هذا كان له تأثير كبير عليه تأثير كبيرا على موهبته الشعرية أولا و ثانيا سواد عاش في مديرية غيل بازير وهذه المديرية بها شعراء شعبيين كبار من امثال عمر بن شيخ و سعيد قشمر وغيرهم الكثير كما تأثر بالبيئة المحيطة كانت فترة الربعينات والخمسينات شهدت العصر الذهبي لشعر المساجلات و خصوصا في الغيض المحيطة بمدينة الشحر كان هناك الشاعر سعيد حمود و اعتقد أن سواد تاثر كثيرا بهذا لتقارب الحان سواد بسعيد حمود من حيث الجمل الموسيقة التي في اصوات سعيد حمود وسواد بالإضافة لمعلاق و غداف بل أن سواد كان متابعا للشعراء الذين من حوله كما تقول الرواية التي رواها الشاعر سعيد باجعالة عند سماعه بوصول أبن سبيتي إلى مسقط راسه رسل إليه بيت من شعر يختبر موهبته الشعرية حين قال :
ذا حوالة طار من تاجر على باجرش وإلا معاشر
إن قبل هو با يسلم وان رفض ماهو من التجار
فأجابه أبن سبيتي بعد أن استضاف حامل الرسالة و هي الحوالة التي في البيت التي يقصدها سواد برد محكم جعلت سواد يأتي بنفسه لمقابلة أبن سبيتي يقول فيها :
يقبل التحويل ويباشر بفرحة قلب ومسر خاطر

وإنما المدفوع بايحصل بسرعة تحت عود الطار

من ضماره فلس وعقائر تلقي له هيات الأشائر

و أن تكلم يوفي الكلمة ولو هي تصل لألف مليار

هل كان سواد يضع ابيات شعرية لنفسه و يجعل لها لحن ؟
بالطبع فأن سواد ملحن و شاعر هبيش ومدائر الهبيش وجلسات دان الحفة أو الهبيش تقوم على المساجلات بعد أن يبدع اللحن يضع عليه أول قصيدة أو أول بيت ثم يغني به هو أو يعطيه المغني ثم يتساجل عليه بقية الشعراء ومن هذه المساجلات :
كقول سواد :
قرشي معي والعين حمراء فيك ياعربي غليظ المتن
ردنا الدلال منك قال ذا مال منهوب
فاجابه المحضار:
الناس تتخبر على مول الدرايش لي يقود السفن
خافه إلا خرف حد شطن وحد قال تجحوب
فاجابه ابن سبيتي:
ما انا عطيت الرحل كسرة بعد ماحملت برزي وظن
و اليوم قدنا حادحي والساق عالمد مغصوب
المحضار:
بعدك على الجاويد قمره بعد قائدهم يمسكون من
ضيعوا الخطة ولا واحد وقف فوق ترتوب
فاجابه ابن سبيتي:
لذكرت مبرادي وسمرة بين ذاك الجمع يجلي الحزن
و المغني يردف الونات عاصوت مرغوب

· كيف كان المحضار يعثر على الحان سواد ؟
المحضار ليس بغائب عن مدائر الهبيش وجلساته فهو شاعر ولد للهبيش أولا فهو المغني والراقص والشاعر بالإضافة للملحن فقد كان يختار ألحانه من الألحان التي يسمعها من سواد مباشرة أو عن طريق غيره من الرواه فهو يبحث عن اللحن الذي يناسبه كما يقول رحمة (كل زين نشله) و لو بعد وفاة سواد مثل أغنية أغنية المحضار الشهير ياويح نفسي أخبرنا المرحوم محضار محفوظ مول الدويلة بأن المحضار كان متواجد في الكويت مرافق زوجته التي تعاني كسر في الحوض وكان يبحث عن صوت حفة أي لحم مميز يضع عليه كلماته قال اسمعته بعض الأصوات التي لم تعجبه وبعد وقت قال لي بانه تحصل على الصوت من احد الأخوة المغتربين من أبناء حضرموت ثم اسمعه الصوت أو الحن لؤسعيد حمود على مقام الحسيني الذي يقول عليه سعيد حمود أيضا
ياخير بكرة لذكت اوطانها حنت
حتى و لو هي عا مطرح الخير رغبانه
وعلى الموارد لشافت الوفر تتنغص
ذلا مقدة لي قاده بالعمد الجمال
فأجابه سعيد سالم باسباع الشهير بقريشن :
ياسعيد خبر عن كل واحد سأل عني
قله السباعي لي يعرف الييك والرانة
قله البضاعة لدخلت السوق تتغرب
قدها مقاله الزين مايتعب الدلال .
و يكفينا أن نتناول بعض من أبيات المحضار متحدثا فيهاعن نفسه و عن موهبته و كيف صقلها وطورها حين قال :

من روح ثغر الشحر جابه مافتح ديوان عنتر


من مدرسة معلاق من قاموس بن حيمد و قشمر


من صوت سعد الزين من سواد من نغمة مقمر


من شيخ محفوظ العطيشي من قصد مرتع أبو زيد


****


من محرث الحراث ذي هو من صلاة الصبح بكر


من هوري البحار و الصنبوق لأجحب و كور


من همة العامل إذا شد المشدة أو تعصر


من ناس عاشوا في ضنك وتنكدوا في العيش تنكيد


****


· هل كان هو شاعر أو ملحن ؟
سواد شاعر متمكن و له أسلوبه المتميز
التي تدل على ولاه لسلطنة القعيطية برواية المغني والشاعر سبيت مبارك بازهير و الراوية سالم كرامة بن عمرون الشهير (بالعفس) التي يقول فيها :
هنوة لابوفضل لقوا صايته بجنبه كاسبين الجميلة
من قبل كمين صبح سومها مقطوب
****
إذا شئ معك نو صادق صبحت الوديان زينة و الكرع في المسيلة
فضيلة على بعض العرب عارفين المحلة على شنطوب
****
نهار اللقاء ياشريم اقطع و ياشلال شل من باقريفة بكيله
و كلين خذ قصده ونا خذت قصدي لما أنقضى المطلوب
****
من بعد ماحصلت المدة على جيزان ومال الناس فوق الرميلة
حبيشان عارف للصرية و بحر الحديدة بغى ترتوب
ألا أن شهرته كملحن فاقت شهرته كشاعر فهو ملحن من الطراز الأول بفطرته وموهبته التي حباه له الله فألحانه روائع خالدة في ذاكرة التراث الحضرمي و الفن الجميل وعلى محبين الألحان الجميلة لسواد ويطوعوها للطرب بكلام حديث يناسب العصر ولا قصد بذلك التصنيم بل التحديث و الاستفادة من مدرسة سواد و تطويرها .
· أوجه التشابه بين الحان سواد و أغاني المحضار ؟
اغاني المحضار كثيرة إلا أن توجد بها الكثير من الحان سواد مايربو على أكثر من 50 لحن سوى بنقلها مباشرة مثل بعد الوفاء ، شلنا يابو جناحين بتطويرها عن طريق زيادة بعض الجمل الموسيقية ثم زيادة التخميسة في تقفيل كل بيت مثل يلقي عسل نوب جردان و يازارعين العنب.
· هل المحضار سارق أم مطوع ألحان سواد بالمعنى الفني ؟
هذا السؤال يحمل بعض من الخبث وقد سألني أحد الفنانين هل كلت يميني لعمر العوش أو لسالم جبران ، المحضار شاعر و ملحن كبير و لا أحد يشكك في قدراته الإبداعية شهرته تخطت الحدود و سواد كذلك ملحن و شاعر كبير إلا أن شهرته لا تتعدي الحدود المحلية أي مدائر جلسات ومساجلات دان الحفة ، لكن المحضار استطاع أن يشهر هذه الروائع و يخرجها إلى خارج الحدود من صوت سواد إلى أغنية المحضار وأن كنّا نلوم عليه تجاهل سواد و عدم الإشارة إليه أما بالنسبة لوضعها على الآلات الموسيقية فقد سبقته محاولات كثيرة من قبل محمد جمعة وعبده ويسلم دحي و سعيد عبدالمعين غيرهم إلا أن المحضار خرج الأغنية من طابعها الشطي أو البدوي و عطاءها روح العصرية بحيث تنتاسب مع جميع متذوقي الطرب تخيل لو بقيت في مدائر الهبيش لاضلت حبيسة طبقة معينة من الناس و للانصاف تخيل أغاني المحضار من غير الحان الحفة و ألأحان سواد بالذات .
· ما أثر الديس الشرقية في أمداد سواد و المحضار على السواء بالألحان ؟
بالطبع الديس الشرقية كانت بيئة خصبة للمبدعين ومحبين جلسات وسمرات الدان بمختلف أنواعه مثل سوق عكاظ لشعراء وملحني حضرموت و عشاق هذه الأجواء فهناك مغنيين و ملحنين وشعراء كبار ولذا كانت مقصد لشعراء و محبي الهبيش والشعر من كل مناطق حضرموت بل و سكنها وتزوج فيها الكثير من هؤلاء من أمثال سعيد سالم باسباع الشهيربقريشن و سعيد حمود و فرج باجعالة وسعيد وعوض أبناء بامطرف و سبيت مبارك بازهير والمعلم حميدان ومحمد الكالف و سعد المعلم وغيرهم الكثيركما أنجبت من الشعراء ابن السبيتي و سيد علوي و عبدالله باعمرو عوض علي اليزيدي الشهر بأبن الطلي و سعيد عمرو الغرابي و المغنيين و الملحنين سالم ابوبكر المقدي و سويلم وسعد المعلم و سعيد سالمين الوعل وغيرهم الكثير بالطبع هذه البيئة بوجود هذا الكم من المبدعين ساعدت ان يعطي سواد أكثر ويقدم الكثير من الألحان في الزيارات و الحراوات ومدائر الهببش في الجول ووادي حبيب و خليف الصفر و مسامر السمار في المناسبات المختلفة .
أما بالنسبة للمحضار فقد أخذ بعض الألحان الديسية و وضع عليها كلماته مثل ( الهوى يخرب مصانع ) لسعيد عمرو الغرابي الشهير بأبن عسيمة و ( الوداع الوداع ، طابت مجاني ) لسالم سعيد جبران و ( سروري من سرورك ) لسعيد يمين عبداللة بايمين .
وقد أشار المحضار إلى هؤلاء في عدة قصائد منها :
وأبن السبيتي مانسيته وابن الطلي
و المال عادنا ماعطيته بن مهجر
خافنا نطلبه من بعد مدة
ولا تقول المال هذا مال مرهون
كما يقول في بيت آخر :
ذا فصل والثاني ليالي
مرت عليّ في خليف الصفر
ياريتها إلا باتعوّد
يا الزهيري شبابك بايعود
كما يقول في مناسبة أخرى :
والله ياوادي عمر
من يوم فارقتك وفراقك علي ماهو بخيرة
الله يعود من صبر
وأن عود لك عاخير والصفو ميعود
القرن وخليف الصفر من حل
فيها عليه المان ماحد بايغيره
ديرة تسر القلب سر
فها عصا موسى ومزمار داوود
كما خص المحضار وادي عمر ببعض الأغاني تتحدث الديس الشرقية وأهل الديس مثل :
قدر الله عي حب الذي مايحبوني
لي رموني وأنا طارح لهم في صبا نوني
مايخافون من عيبة في حقوقي وتقصير
ريتنا طير فوق العارة والحوم باطير
وكذلك أغنيته المعرغة يا أهل وادي عمر :
أذكرونا يأهل وادي عمر
وعذرونا أن كان شئ قد قصر
الزم شيب براسي والكوارث والمآسي
والفتن لي ما لها حد
ليه يوعد من و عد يوفي وعوده ليش يوعد
كما رثى المحضار العديد من مبدعي وادي عمر رثى المغني والشاعر علوي محفوظ مول الدويلة برائعته الشهيرة ( يادمعة العين ) كذلك المناضل الكبير والشاعر عبد الرحيم غوث باوزير بمرثيته الغنائية التي سقطت من دواوينه الأربعة (تمر الأربعين ) كما رثى الملحن الغنائي الكبير سالم سعيد جبران وغيرهم الكثير .


إعداد : عبدالباسط سعيد الغرابي

محاضرة نظمتها جمعية التراث والآثار بالمركز الثقافي بمديرية الديس الشرقية

يوم الجمعة 27/1/2012م


--------------------------------------------------------------------------------

تنوية الموضوع منقول من منتديات وادي عمر ( الديس الشرقية ) فتحية الاخ الكاتب الاستاذ عبد الباسط سعيد الغرابي وتحية للاخوان في منتديات وادي عمر والقائمين علية

وتحية الى اخوتي واحبتي واهلي في مدينة الديس الشرقية وتحياتي اليكم اخواني في سقيفة الشبامي باعضائها ومشرفيها وزوارها وعيد مبارك وعساكم من عوادة ........
التوقيع :
[SIZE="4"]
[COLOR="DarkGreen"]
وادي عمر كنز المنى

والمسرة باطوف عاعشبة عشية وبكرة باعيش في قربة اذا سرحت ماسية

يااهل وادي الخير وادي الوفاء

طابت مراعية
[/COLOR
]
[/SIZE
]
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas