أمريكا ومأزقها في العراق .. اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك

[الدكتور أحمد باذيب]

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)
تتصاعد وتيرة الأحداث في العراق يوما بعد يوم، وتأخذ هذه الوتيرة بالتنوع والتشابك مما يؤدي إلى وأد مشروع أمريكا في العراق وتثبيط خططها.
فهل أمريكا في ورطة حقيقية؟ وهل بات العراق يؤرق ليلها ويعرقل مساعيها؟
منذ أن ألقى بوش كلمته من على ظهر احد حاملات الطائرات الراسية قي الخليج العربي وأعلن منها انتهاء الحرب على العراق وانتصار أمريكا وحلفائها، منذ ذلك الحين بدأت أمريكا تواجه وتجني قطافها المر الأسود الذي لا زالت تلاقيه وتستعر في ناره
لقد أدى مأزق العراق إلى عرقلة مشاريع أمريكا في العالم، بل وأضعف من هيبتها في المسرح الدولي، وجراء ذلك بات الانسحاب من العراق مطلبا أمريكيا بل مطلب بوش بشخصه ولا أدل على ذلك من تصريح بوش عندما قال"أفكر في العراق كل يوم.....كل يوم" وأضاف
سأحاول التفكير(في العراق) لأنني أدرك أن أناسا هناك في خطر، وأنا قلق على عائلاتهم، وبالتأكيد كل مرة يسقط قتيل أصلي من أجله>>.

وفي تصريح يعكس الجو المخيم داخل أمريكا وصفت النائب بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين، الحرب على العراق بأنها «خطأ فادح».
وقدم عدد من أعضاء الكونغرس من الحزبين اقتراحا للبدء بسحب القوات الأمريكية بحلول تشرين أول من العام المقبل على غرار الانسحاب من فيتنام، وذلك كجزء من «استراتيجية خروج» من العراق.

أيها المسلمون:- هذا هو مصير الكفر والكافرين ارتداد مكرهم إلى نحورهم وانقلابهم على أعقابهم خاسرين، فبمجرد مواجهة مع المقاومة في العراق فحسب وليس مع الأمة الإسلامية ينقلب هؤلاء خاسرين فكيف سيقف هؤلاء في وجه الامة الاسلامية اذا توحدت بأذن الله.

أيها المسلمون:- لقد زالت هيبة أمريكا من نفوس الأمة بل ومن العالم وتحطم جبروت الحكام العملاء وما عاد يفصل بينكم وبين أقامة دولة الاسلام سوى العمل الجاد لها، فهلا عملتم مع العاملين لإقامتها حتى يعز الله هذا الدين ويظهره على الدين كله.

وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ  بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

[باشراحيل]

شكرا للدكتور باذيب على الموضوع المتميز .. وقد ذكرتنا بمقالك حول ازمة امريكا في العراق بمقالين سبق وان كتبتهما في السقيفة احدهما عنوانه : ازمة امريكا في العراق و"الفيل باتقتله درة".. والاخر عبارة عن قصيدة لشاعر السقيفة الكبير عبدالله الجعيدي وبعض التعليق النثري حولها .. وبالمناسبة نعيد نشر المقال هنا لفائدة من لم يطلع عليه في حينه ....

أزمة الاحتلال الأمريكي في العراق .. و" نصرنا قادم من .. الفلوجة "

رياض عوض باشراحيل{جدة}

الشعر هو تعبير عن الحياة ليس بإمكانه ان ينعزل عنها وللشعر رسالة سامية إن لم يحققها فهو شعر فاسد وأوهام وأحلام ليس لها حدود في عالم الحقيقة , وقصيدة لا تظفر بمكانها في نفوس الناس لاضرورة لها .
والشعر أي كان مستواه اللغوي فصيحا او عاميا هو جزء من تاريخ اللحظة الإنسانية بقدر ماهو جزء من تاريخ اللحظة الإبداعية , لذلك فقد ارتبط الشعر الشعبي عبر الزمن بتاريخ أمتنا في أزماتها مسجلا مآثر الأبطال ومقاومة الغزاة ومؤرخا للحظات الحاسمة في مسيرة حياتها وتاريخها . وظل الشعر الشعبي شديد الالتصاق بهموم الناس وقضاياهم المصيرية معبرا عن وجدان الأمة إزاء تلك القضايا مجسدا الروح الشعبية المناضلة التي لاتنكسر لها قناة ولايلين لها عود في اشد الظروف وأصعبها .
لقد عبر الشعراء الشعبيون عن شئون أمتهم وأحوالها عند المحن فأجلوها واحتفوا بها وتناولوها في أعمالهم الفنية مكرسين من خلالها المعاني السامية التي تحملها كالعطاء والبطولة والأقدام والقدسية والتضحية مما يعكس نبل شعرائنا وتقديرهم لنضال أمتهم وتاريخها المجيد .
وحول أزمة الاحتلال الأمريكي الصهيوني للعراق ونضال امتنا هناك , هاهي المقاومة العراقية في كل شبر من أراضي العراق العظيم بإرادتها الحية وصمودها المشرف تضع العدو المحتل في مآزق يومية تزلزل اطمئنانه وتهز استقراره وتدمر آلياته ومركباته وقوافله العسكرية وتحرق القتلة الغزاة حين يحلقون بطائراتهم كالطيور وحين يختبئون داخل المدرعات كالخفافيش .
وقد تجلت مدينة الفلوجة الصامدة ببطولاتها وتضحياتها في الثبات أمام قوات الاحتلال الغاشم وترسانته العسكرية بعزيمة لن تلين وظلوا فرسان هذه المدينة يؤكدون للمحتل ان إرادتهم أقوى من جبروت آلته العسكرية وان الأيمان بحرية الوطن أقوى من الطائرات والدبابات التي يستخدمها المحتل . وقد مر ببصري من مشاهد عرضت من الفلوجة لوحة كتب عليها { ارفع رأسك فأنت في الفلوجة } .. حقا لقد رفعت الفلوجة رؤوسنا ورؤوس أمتنا العربية والإسلامية كلها وضرب أبناؤها المثل في حب الوطن والوفاء له والدفاع عن الأرض والعرض والدين .
لقد لفت انتباهي الشاعر اليمني عبدالله الجعيدي المقيم بالرياض في قصيدته " نصرنا قادم من الفلوجة " الرابضة بسقيفتنا الشبامية.. والشاعر الجعيدي يتفجر قلبه غيظا على المحتل الأمريكي فأخذ في قصيدته يشيد بالفعل النضالي للمقاومة العراقية في الفلوجة وفي كل أرجاء العراق الحبيب تحريضا وتمجيدا وتبشيرا بهزيمة العدو والنصر القادم , وقد استطاع ان يجمع في قصيدته بساطة الخطاب الشعري إضافة الىعفويته وصدقه , وهذه القصيدة تعد نموذجا للقصيدة الشعبية التي تربط بين شعر الوطن والمقاومة وبين متطلبات الإبداع والجمال الفني .
ويوحد الشاعر في قصيدته بين واقعه المحلي الوطني وواقعه القومي فينزع عن واقعه الخاص إطاره الضيق ويجعل ما تعانيه امته العربية والإسلامية هو ضوء لمعاناته الخاصة , لذلك فالتحرير من الاحتلال قادم والنصر الذي تشرق شمسه من الفلوجة هو نصرالأمة كلها :

من الفلوجة التحرير قادم = وقادم نصرنا بعد الهزيمة

ولأن العدو لا يعترف بأية لغة غير لغة القوة فإن إخواننا في العراق رفعوا رآية المقاومة والجهاد والفداء بالدم والأرواح الزكية الطاهرة التي تغسل عار الصمت والخنوع والهوان وتشيد صرح الصمود والنضال والتصدي للمحتل , أجل ان بسالة المقاوم العراقي وإرادته القوية قد زرعت في نفوس أمته الأمل بالفجر القادم من ارض الحضارات..

يقول اهل المراجع والمعاجم = هنا ارض الحضارات العظيمة
هنا جو الشهادات الملائم = هنا جنة لمستشهد نعيمة
هنا لازم يموتون البهائم = هنا للعرب والإسلام قيمة

ومثلما حمل الشاعر جمعان بن جوهر في قصيدته " الفيل باتقتله درة " على الرئيس الأمريكي " بوش الابن " تهوّره وحمّله مسئولية ما يجري في العراق اليوم بقوله في ختام قصيدته الشعبية :

تريضوا لاياأهل بامطروش = الفيل باتقتله درة
خله يصاليها لوحده بوش = ويرد ماها في مقره

فإن الشاعر الجعيدي هو الآخر يحمل بوش مسئولية اقتراف اكبر جريمة عرفها التاريخ المعاصر في حق الشعب العراقي وشعوب الأمة العربية والإسلامية وفي حق شعبه ايضا :

هنا يابوش تسطير الملاحم = هنا قهر السياسات العقيمة
هنا ع الاحتلال الكل ناقم = هنا بوش ارتكب اكبر جريمة

والمقاومة في نظر الشاعر تعني الإرادة الحية والتشبث بالأرض والاعتزاز بالقيم النبيلة والتصدي للمحتلين المدججين باعتي أنواع الأسلحة , الا أن حماسة شباب لمقاومة ومعنوياتهم العالية هي التي سجلت الملاحم الإنسانية الرائعة على الأرض وأسهمت بقوة في ضرب العدو وقطع الإمداد والتموين عليه واصطياد مركباته وآلياته في كل مكان ونجاح الكمائن من العيار الثقيل التي تنصب في الطرق وتهاجمهم على حين غرة فتحبط معنويات جنوده وتخر قواهم وتصاب بالشلل رغم التحصينات التي يتمتعون بها لذلك يقول الشاعر :

صقور البيت الأبيض والحمائم = وقائدهم يجرون الهزيمة
في الموصل ينالون الهزائم = وفي البصرة خسائرهم جسيمة

ويبصر شاعرنا ضوء الفجر ويبشر برياح النصر ويعلن بشارته للأمة ويكشف إخفاقات العدو الغاشم وهزيمة النكراء في العراق :

على ايديكم نهاية كل غاشم = وتدمير الأساطير العظيمة
أسود العرب هذا نصر حاسم = يرد الروح في النفس السقيمة

حقا إن النصر يرد الروح في الأمة التي مزقت كراسيها الواهنة قوتها وتلاحمها وأصابتها بالذل بعد العز والهوان بعد الكرامة والصمت بعد التعبير بالقول والفعل , وعلى الرغم من كل ذلك فالإرادة لا تزال حية في شعوبها والنخوة قائمة في أبنائها وها هم أبناء الرافدين يضربون المثل الأعلى لنخوة الأمة من الفلوجة الباسلة ومن بغداد وكربلاء وبعقوبة والناصرية والنجف وغيرها .
ولأن الحرية لاتعمّد الا بالدماء والشهداء فقد صان أبناء العراق وجودهم بالدماء وبالشهداء الأبرار ..
سلاما على الدماء التي سالت ..وسلاما لملاحم البطولة والفداء .. وسلاما لشهداء المقاومة العراقية شهداء هذه الأمة الذين سقطوا ليعيش العراق وتعيش هذه الأمة بعز وشهامة رافعة الرأس موفورة الكرامة .. وهاكم شذرات من قصيدة الشاعر الجعيدي ..

مـن الفلوجـة التحريـر قـادم= وقـادم نصرنـا بعد الهزيمـة
على الموت الكريم الشعب عازم= وناوي ع العدو يسكب جحيمـه
بسالتهـم تصحـي كـل نـائـم= وتزرع داخل النفـس العزيمـة
يقول أهل المراجـع والمعاجـم= هنا ارض الحضارات القديمـة
هنـا لازم يموتـون البهـائـم= هنا للعُـرب والإسـلام قيمـه
هنا يابـوش تسطيـر الملاحـم = هنا قهـر السياسـات العقيمـة
هنـا جـو الشهـادات الملائـم = هنـا جنّـه لمستشهـد نعيمـه
هنـا ع الاحتـلال الكـل ناقـم = هنا بوش ارتكب اكبر جريمـة
صقور البيت الأبيض والحمائـم= وقائدهـم يجـرّون الهزيمـة
في الموصـل ينالـون الهزائـم = وفي البصرة خسائرهم جسيمـه
بليـر اليـوم متحسّـف ونـادم = تقطّـع لحـم جنديـّه وديـمـه
نهايته الفشـل عـدوان غاشـم = على شعب الحضارات العظيمة
صفي جو في عراق المجد غائم = وهب ع العالم العربـي نسيمـه
وجو المعتـدي مـا زال قاتـم = مع كـل ثانيـة يـزداد غيمـه
فيا شعب العراق العـدو قـاوم = دنت لحظـات إعلانـه الهزيمة
على الإخلاص حافظ والتلاحـم = وحافظ ع العلاقـات الحميمـة
على أيديكم نهايـة كـل غاشـم = وتدميـر الأساطيـل العظيمـة
أسود العرب هذا نصـر حاسـم = يرد الروح في النفس السقيمـة

[الدكتور أحمد باذيب]

اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك
وأرنا عجائب قدرتك في اعداء دينك.. اعداء الانسانية
وقد أبدع الشاعر الجعيدي واخونا رياض باشراحيل في ماكتبما فجزاهما الله عن المسلمين خيرا

[سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))]

موضوع رائع ومشاركة الاخ باشراحيل اضافة الكثير جزاكم الله عنا كل خير اساتذتي0

[شيخ القبايل.]

يبدو ان اخانا باشراحيل يستفز شاعر السقيفة الجعيدي للعودة بعد غيابه الطويل

وهي فكر فنحن نفتقد شعراء اخرين لهم صلة بالموضوع

ولا اجد الا ان اتذكر قصيدة الشاعر بكري عن العراق الجريح .. اجترارا لمواضيع قديمة تتجدد

وشكرا للدكتور باذيب على اثارة ( الحفيظة ) !

يقولون ليلى في العراق مريضة * فياليتني كنت الطبيب المداويا


[poet font="Arial,7,crimson,bold ,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="inset,6,red" type=3 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
ليلى الجريحة ..
رباعيات الحب المستباح !
[/poet]

[poet font="Arial,6,royalblue,bold ,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="inset,7,red" type=3 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
ليلى .. احبكِ .. إيهِ ياليلى الجريحة .. يا عليلة ْ !!
يا تربة طهرت بنهرٍ من ذرى الجناتِ سيله ْ
يا موطن الامجاد يا مهد التعاليم الجليلة !
يا نخلة ً كانت بواسقها مدى الدهر ، ظليلة ْ
***
ليلى .. أحبّكِ .. غيرَ أنّ الحبَّ أضحى دونَ قيمة ْ
من عاشق ٍ غنى إلى عينيكِ ، أغنية ً قديمة ْ
ليلى الجميلة .. أنتِ تاريخي وقد طـُمستْ رسومه ْ
اضحى دعاوى ليس في ألفاظها معنى الأرومة ْ

***
ليلى احبك .. غير أنـّي أعزلٌ دونَ سلاح ِ
بُرْمِجْتُ أنْ اُُلـْـقيَ للطاغي تحياتِ الصباح ِ
برمجت ان اُعطيَ كلَّ ملامحي حتى صُداحي
هو سيدي ، و انا المُضَامُ ، انا الملطـّخُ بالجراح ِ

***
ليلى احبك ، امنياتٌ ، آهـِ ما جدوى الأماني
الاّ يبابا يابسَ الانحاءِ ، معدوم الأمان ِ
الا جحيما لاهبَ الاجواءِ ، في صدر يعاني
اني احبك غيرَ انّ الشوق مبتور المعاني !

***
لا يستحق العاجز المكبول أنْ يسكنَ ظلك ْ
لا يستحق الخائن الخوار ان يجني نخلك ْ
لا يستحق المرجف العطشان ان يشرب نهلك ْ
لا يستحق العاشق الولهان ان يطلب وصلك ْ

***
جعلوك يا( بنت الخليل ) على موائدهم ( خليلة )
و رموك ( للإذلال ِ ) و انتزعوا بقاياكِ الخجولة ْ!
و مضوا عن الاشلاء يختبئون ، أقنعة ً عميلة !!
في ليلة ( رفض ) الزمان بأن ْ تضاف لألف ليلة !

...

[/poet]
كتبها بكري خصيصا لسقيفة الشبامي ، جميع الحقوق محفوظة للشاعر


ونعتذر للشاعر عن تعديل طفيف !

[الدكتور أحمد باذيب]

ان الاحتلال الأمريكى للعراق هو جزء من رؤية استراتيجية أمريكية متكاملة لإعادة ترتيب الأوضاع فى الشرق الأوسط من منظور المصلحة القومية الأمريكية ، وتمثل الاستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط جزءاً أصيلاً من استراتيجية الأمن القومى لإدارة بوش والمبنية على هيمنة أمريكا على العالم لأطول فترة ممكنة والحفاظ على مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة على الساحة الدولية ومنع ظهور قوة عظمى منافسة لذا فإن الولايات المتحدة ستحتفظ بوجودها العسكرى فى العراق لفترات طويلة ، لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية يلعب موقع العراق دوراً محورياً فيها فعلى الصعيد السياسى فإن تغيير نظام الحكم فى العراق يمثل مجرد خطوة أولى لإعادة ترتيب الأوضاع فى الشرق الأوسط استناداً إلى ان إقامة نظام حكم ديمقراطى سوف يكون مقدمة للتغيير الشامل فى العالم العربى ككل وفق نظرية الدومينو بأن التغيير فى العراق سيكون دافعاً للتغيير فى باقى دول المنطقة فإدارة بوش تسعى إلى تكريس مبدأ استخدام القوة العسكرية والتوسع فى التدخل العسكرى فى مختلف مناطق العالم وتغيير الأنظمة السياسية فى الدول المناوئة
تلك الروية والاستراتيجية الامريكية التي حلمت على تحقيقها ولكن الامر الواقع على الارض والمعارك الطاحنة في العراق اتت بالمازق الامريكي في المستنقع العراقي والان تحاول الولايات المتحدة الخروج من ذلك المازق ولم تختار الطريقة التي تحفظ لها ماء الوجة وتعدد الاتجاهات وكثر الحديث عن الخروج الامريكي من العراق في اقرب وقت ولكن تؤثر المسألة المتعلقة بسحب القوات الأجنبية من العراق على الحملة الانتخابية في هذا البلد. وبدأت تؤثر على حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية. ويمكن النظر إلى هذه المشكلة من عدة زوايا، بما فيها من ناحية أمن وحياة الناس من العسكريين الأجانب والعراقيين (بلغت الخسائر البشرية للقوات الأمريكية في العراق 2100 قتيل، بالإضافة إلى 100 عسكري بريطاني ومثلهم من ممثلي البلدان الأخرى المشاركة في التحالف). ومهما أمعنا النظر في هذه القضية فلا بد أن نتوصل إلى الاستنتاج التالي: لا تستطيع القوات الأجنبية أن تبقى في العراق إلى ما لا نهاية. ولا يستطيع أي أحد أن يتكهن بموعد وكيفية انسحابها.
ووجود مشكلتين: تتعلق الأولى بالاتهامات الموجهة إلى إدارة جورج بوش بخصوص شن الحرب على العراق استنادا إلى معلومات غير مؤكدة . وتتميز مسألة أسباب ودوافع شن الحرب على العراق بأهمية كبيرة، وخاصة في الجدال السياسي الدائر في واشنطن، وعواصم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.
أما المشكلة الثانية فتتعلق بسحب القوات. ومما لا شك فيه أن حكومات البلدان التي انضمت إلى التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة في عام 2003 لشن الحرب على العراق كانت تتوقع الحصول من واشنطن على فوائد سياسية، أو مساهمة شركات تلك البلدان في مشاريع إعادة بناء الاقتصاد العراقي. وقد مرت فترة طويلة نسبيا ومازالت آفاق استقرار الوضع في العراق ضبابية. وقد تغيرت بعض حكومات البلدان التي انضمت إلى التحالف لعدة أسباب، بما فيها بسبب الانتقادات التي تتلقاها على إرسال جنودها إلى العراق.
وينخفض عدد أفراد القوات الأجنبية في العراق باستمرار حيث غادر الأراضي العراقية ممثلو 10 بلدان. وتعتزم 3 بلدان أخرى، هي بولندا وأوكرانيا وبلغاريا سحب قواتها من العراق في أواخر العام الحالي. ولن يؤثر هذا الانسحاب على الوضع الأمني في العراق لأن العسكريين الأمريكيين والبريطانيين يشكلون أساس القوات الأجنبية في هذا البلد. لكن وجود قوات التحالف من بلدان مختلفة مهم بالنسبة للأمريكيين والبريطانيين لأنه يجعل التواجد العسكري الأجنبي في العراق يبدو وكأنه عملية دولية واسعة. ولهذا بالذات سيمثل انسحاب الحلفاء من العراق ضربة معنوية للإدارة الأمريكية، وخاصة في هذا الوقت غير المناسب بالنسبة لها.
وتشير نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "Gallup"، وقناة CNN وصحيفة "U.S.A. Today" الأمريكية أن 60 بالمائة من الذين استطلعت آراؤهم يعتقدون أنه كان ينبغي على الولايات المتحدة أن لا تقدم على شن الحرب على العراق. ووصف 54 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع إرسال الجنود الأمريكيين إلى العراق بأنه "خطأ".
وتشير استطلاعات أجرتها وسائل إعلام أخرى أن نسبة تأييد الرأي العام الأمريكي للحرب في العراق تتراجع أسرع بكثير مما كان عليه الوضع في أثناء الحربين اللتين خاضهما الأمريكيون في كوريا وفيتنام.



منقول للمناقشة

[الدكتور أحمد باذيب]

"ليس قبل تحقيق النصر"
تناولت الصحف خطاب بوش الذي أصر فيه على ان القوات الأمريكية لن تنسحب من العراق "قبل تحقيق نصر كامل""ليس قبل تحقيق النصر"
ويقول روبرت كورنويل في تقرير بعنوان " النصر سيدي الرئيس ؟" في صحيفة الاندبندنت ان خطاب الرئيس بوش فشل في تحديد استراتيجية واضحة للخروج من العراق وفقا لمنتقدي سياسته.

ووسط حرب حصدت أرواح 2100 من الجنود الأمريكيين، يقول كورنويل، تحول فيها موقف الرأي العام باتجاه معارضة سياسة بوش،
فان الرئيس يحاول اقناع الشعب بان أمريكا منتصرة لا محالة رغم وجود أدلة على عكس ذلك، وانها لن تنكص على عقبيها تحت أي ظرف.


ويضيف كورنويل انه لا الخطاب ولا التقرير الذي أصدرته الادارة الأمريكية بعنوان " الاستراتيجية القومية للنصر في العراق" احتوى جديدا، وان الهدف من كليهما كان اقناع الأمريكيين المتشككين بأسلوب ادارة الحرب وان البيت الأبيض يمتلك سياسة ورؤية واضحة لما يفعل وتكتيكا للتعامل مع الأوضاع في العراق.

ويظهر استطلاع للرأي، يقول كاتب المقال، ان معظم الأمريكيين يعتقدون ان الولايات المتحدة متورطة في العراق كما في فيتنام سابقا، وان الولايات المتحدة أصبحت عرضة للأعمال الأرهابية أكثر من ذي قبل وليس العكس وذلك بتأثير الأوضاع في العراق.

أما أليك راسيل مراسل صحيفة الديلي تلجراف فقد رأى في خطاب بوش "ايعازا بأنه يفكر بالانسحاب من العراق" ولكن دون أن يكون ذلك بادرة ضعف، بل يضع "الانتصار" شرطا للانسحاب.

وتتفق الديلي تلجراف في افتتاحيتها مع وجهة النظر القائلة ان خطاب الرئيس بوش لم يأت بجديد.

أما في صحيفة التايمز فنجد مقالا بعنوان "تعريق" الأمن (نسبة الى العراق) ضروري لاحراز تقدم، جاء فيه ان "المعركة حول العراق تدور في واشنطن خلال الشهر الأخير أكثر من أي وقت مضى منذ الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. وقد اتخذت المعركة طابعا خاصا حيث بدأ نواب ديموقراطيون ممن ساندوا الحرب على العراق في السابق يدعون الى انسحاب سريع.

ويضيف كاتب المقال قائلا:" السخرية في هذه التطورات انها تعكس انخفاض شعبية الرئيس الأمريكي بوش في استطلاعات الرأي أكثر مما تعكس التدهور في العراق ".

والتحدي قائم يابوش وهاهي الرمادي تسقط اليوم في ايدي المقاومة
والله اكبر والنصر للحق!!