خرجت مع امراءه اخرئ للعشاء غير زوجتي

[عبدالله الصيعري]

كنت انسان مشغول جدااااااااا فى العمل

اب ل 3 اطفال

كنت اذهب الى العمل الساعه السابعه صباحااااااا ولا ارجع الى البيت حتى الساعه الثامنه والنصف مساء

كنت مشغول بأمور الحياه اكثر من اللازم لدرجه اننى اهملت بيتى واولادى الذين اراهم وقت النوم ومرات يكونون قد ناموا بالفعل

كانت زوجتى امراءه صالحه جداااااااا وكانت بالفعل تعوض غيابى عن المنزل على الرغم اننى احب اولادى كثيرا واعطف عليهم ويبادلوننى نفس الشعور وكنت اوفر لهم كل ما يحتاجونه

فى يوم من الايام وكان يوم الثلاثاء مساء وعند الساعه الثامنه والنصف عند عودتى الى المنزل وبعد العشاء وذهاب اولادى الى غرف نومهم فاجأتنى زوجتى بقولها اريد ان اتحدث معك فى امر مهم جداااااا

سألتها ما الامر اجيبى فقالت انت انسان كريم وعطوف وذو قلب حنون ولكن الحياه اشغلتك كثيرا وتحتاج ان ترتب جدولك قليلا وتجد بعض الوقت لنفسك قبل بيتك فقلت لها بالفعل انا مقصر بحقكم قبل نفسى

قالت ليس انا وأولادك فقط ولكن انت مقصر بحق امراءه اخرى يجب ان تهتم بها اكثر وتحتاج ان تخرج معها او ان تزورها

بداءت افكر بما تعنيه قليلا وتوصلت الى الاجابه ولكننى احتفظت بها لنفسى لاتأكد عن ما يدور فى ذهنها

قلت ماذا تقصدين فقالت والدتك التى لها بعد الله الفضل فيما انت به الان

احسست بان الارض تدور بى فزوجتى هى من تذكرنى بالبر بوالدتى العجوز التى تبلغ من العمر عتيا (80 عاماااااااااا)

بدون شعور ودون مقدمات او ان ارد على زوجتى رفعت السماعه واتصلت على والدتى وكانت الساعه الحاديه عشر والنصف مساء وعند سماع صوتها ارتبكت كما ارتبكت هى عند سماع صوتى فى هذا الوقت المتأخر بالنسبه لها فسألتنى بارتباك واضح هل هناك مكروه هل بك شى هل حدث لزوجتك مكروه هل ابناءك بخير وبحر من الاسئله جعلت عيناى مغرقتان بالدموع

اجبتها بعد ان اخذ نفس عميق لا يأمى لقد اشتقت اليك كثيرا واحببت ان اعزمك على العشاء يوم الخميس ليله الجمعه وسأقوم بزيارتك فقالت انت والاولاد فقلت لااااا انا لوحدى وسنذهب للعشاء سوياااااااا فأحسست بسعادتها من خلال نبره صوتها وهى تقول سأكون جاهزه الساعه الرابعه فقلت ساراك على الموعد ان شاء الله

اغلقت السماعه والدموع تذرف من عيناى

يوم الخميس الساعه الخامسه والنصف خرجت من المنزل وذهبت الى منزلها الذى يبعد ساعه تقريبا عن منزلى ويا للهول هذه هى امى واقفه على الباب وهى ترتدى فستان اشتراه ابى قبل 19 عاما ومات قبل ان ترتديه فاحتفظت به ولم تجد افضل من هذه المناسبه لترتديه

نزلت من السياره مسرعا وقبلت راءسها ويديها وفتحت لها الباب وساعدتها على الركوب

ذهبت بها الى مطعم جميل وراقى فى احد ضواحى المدينه الهادئه وبدانا نتبادل اطراف الحديث وانا اجلس مقابلها وتمسك بيدى كل بضع ثوانى وليس دقائق

جاء الجرسون بقائمه الطعام وبداءت اقراء لها لانها لا تستطيع قراءه الحروف الصغار فقالت ياولدى قبل 44 عاما كنا انا ووالدك نأخذك الى المطعم وكنت انا اقراء لك لتختار ما تريد من الوجبات وهأنت اليوم تقراء لى يابنى

ضحكنا كثيرا وتبادلنا الاحاديث والحديث عن الماضى وكل موضوع لابد ان يكون ابى رحمه الله عليه طرف فى الموضوع فبداءت احس بالفراغ الذى فى حياتها وعشنا لحظات جميله جدا ولم ننتبه الا والجرسون يتاسف منا قائلا اسف على المقاطعه والساعه الان الثانيه عشرا ونصف صباحا وهو موعد الاغلاق فضحكن وغادرنا المكان

فى طريق العوده قالت ثق يابنى الجميع الان بانتظار قدومى ليسئلوننى عن خروجنا ماذا عملنا وماذا اكلنا وماذا تحدثنا واثناء الحديث صمتت فجأه وللحظات وقالت يابنى اريد ان اعزمك على العشاء فى نفس المطعم الخميس القادم فهل تقبل دعوتى فسارعت قائلا طبعا طبعا فقالت اذن موعدنا الخميس القادم ووصلنا الى المنزل وانزلتها بنفس وذهبت الى منزلى.

السبت الساعه الحاديه عشر صباحا توفيت والدتى رحمه الله عليها ولم يكتب القدر ان نتناول الطعام سويااااااا.

الاربعاء وعند استلام البريد اليومى وصلت رساله من المطعم تفيد ان والدتى قامت بدفع فاتوره لشخصين ومعها رساله تقول بنى حبيبى اعلم علم اليقين اننى لن اكون متواجده يوم الخميس القادم ولكن خذ زوجتك الى المطعم وادعوا لى بالرحمه والمغفره.


هذه رساله لكل شخص مازال والديه على قيد الحياه فهى والله فرصه لا تعوض

اللهم ارحم والدى واغفر لهم وتقبلهم مع الابرار والشهداء واحسن منزلهم واغفر لهم وارفع عنهم وادخلهم الفردوس الاعلى من الجنه.

منقول واعدت صياغتها لتلامس قلب احبابى