المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي


الأقوال المليحة في الأشعار العامية والفصيحة

سقيفة عذب القوافي


إضافة رد
قديم 10-19-2013, 10:29 AM   #31
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة السادسة عشرة
أبو الطيب المتنبي:
915 - 965 م
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي، ولد في الكوفة بالعراق، وعاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره،.
وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك.


[align=center]
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومِ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ حقيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً
وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ
عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ
[
/align]

وفي هذه الأبيات يقول إذا جازفت في أمر مطلوب فلتكن همتك عالية كقول الشاعر:
فكن رجلاً رِجله في الثرى
وهامته عند هام الثريا

وقصد في البيت الثاني:

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ حقيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

المعنى الأدبي للموت ولم يقصد المعنى الشرعي وكأنه يقول يتساوى الأمران في المطلوبات الدنيوية, فكن ممن يطلب المعالي إذا تساوى الأمران.
والجبان يرى أن العجز والفشل عن طلب المراد بدون سبب يراه من الحكمة, وفي الحقيقة إنما يخدعه في ذلك طبعه اللئيم وفهمه السقيم:

يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ


وعلو الهمة تغني عن كل شيء إلا إنها إذا احتمت مع الحكمة حققت الكمال:
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ

وعيب الآراء الصحيحة أساسه عدم الفهم وإنما تفهم العقول على قدرها:
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ.
  رد مع اقتباس
قديم 10-21-2013, 08:23 PM   #32
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة السابعة عشرة:
ابن زيدون:

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م
شاعر أندلسي، برع في الشعر كما برع في فنون النثر، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين، كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي.
كان وزيرا، وكاتبا، وشاعر من أهل قرطبة.
يذكر الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه الموجز في الشعر العربي:
( أحب ابن زيدون الشاعرة والأديبة ولادة ابنة الخليفة المستكفي التي كانت تعقد الندوات والمجالس الأدبية والشعرية في بيتها وبادلته حبا بحب وقد انشد في حبها الشعر الكثير شعرا فياضا عاطفة وحنانا وشوقا ولوعة وولها الأمر الذي جعلنا نتغنى في شعره إلى وقتنا هذا وسيبقى للأجيال بعدنا حبا صادقا )

اخترنا من قصائده الشهيرة الأبيات التالية من قصيدته ( أضحى التنائي ):
أضحى التنائي بديلاً من َتدانينــا
ونابَ عن طيبِ لُقيانا تجافيــــــــنا

بنْتُمْ وبنّا فما ابتلّتْ جوانحُــــــــنا
شوقاً إليكمْ ولا جفّتْ مآقينــــــــا

تكادُ حينَ تُناجيكمْ ضمــــــــائرُنا
يَقْضي علينا الأسى لولا تأسّيـنا

حالتْ لفقدِكمُ أيامُنا فغــــــــــــدتْ
سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينـــــا

إذْ جانبُ العيشِ طلْقٌ من تألّفنـا
ومربعُ اللّهوِ صافٍ منْ تصافينا

ليُسقَ عهدُكم عهدُ السرورِ فما
كنتــــمْ لأرواحِــــــنا إلاّ رياحينا

واللهِ ما طلبت أرواحُنا بـــــــدلاً

منكمْ ولا انصرفتْ عنكمْ أمانينا

الشاعر في هذه الأبيات، يذوب آسى وألما على فراق ولادة بنت المستكفي ، ويحترق شوقا إليها وإلى الأوقات الصافية التي أتيحت له معها. وفي ظلال هذه العاطفة المتأججة الملتهبة يقول شعره نابضا بالحياة مترجما عن الحب كاشفا عن الشوق.مختصر الفكرة:وصف لحال الحاضر ووصف الماضي ويتخلل هذا القسم أبيات الوفاء والحب والتجلد على الواقع الأليم.

البيت الأول: أضحى التنائي بديلاً من َتدانينا ونابَ عن طيبِ لُقيانا تجافينا

يستهل الشاعر قصيدته بالتوجع والتحسر على ما صار إليه حاله فقد تغير من قرب بينه وبين محبوبته إلى بعد ونأي يتزايد مع الأيام. لقد تحول القرب بعدا وصار اللقاء جفاء وهو
أمر يشقيه ويعذبه.نجد الشاعر أنه استخدم ألفاظا جزلة في التعبير عن مدى وطول البعد وقوة الشوق حيث استخدم ألفاظ ذات حروف ممدودة يمتد فيها النفس ليعبر عن ألمه ونجد ذلك في جميع ألفاظ البيت الأول.
فهو يقول إن التباعد المؤلم بينه وبين محبوبه أضحى هو السائد بعد القرب الذي كان وحل مكان اللقاء والوصل الجفاء والهجر.

البيت الثاني: بنْتُمْ وبنّا فما ابتلّتْ جوانحُنا شوقاً إليكمْ ولا جفّتْ مآقينا

يتحدث الشاعر عما يكنه من وفاء لولادة ويبثها ألآمه ولوعته فيقول:
ابتعدتم عنا وابتعدنا عنكم ونتيجة هذا البعد فقد جفت ضلوعنا وما تحوى من قلب وغيره واحترقت قلوبنا بنار البعد في الوقت الذي ظلت فيه (مآقينا: جمع مؤق وهو مجرى العين من الدمع) عيوننا مبتلة بالدمع من تواصل البكاء لأنه مشتاق محروم فلا أقل من أن يخفف همه بالبكاء ويسلي نفسه بالدموع.


البيت الثالث: تكادُ حينَ تُناجيكمْ ضمائرُنا يَقْضي علينا الأسى لولا تأسّينا

ويستمر الشاعر في وصف الصورة الحزينة القاتمة فيقول: يكاد الشوق إليكم يودي بحياتنا لولا التصبر والأمل والتسلي في اللقاء( حينما تعود به الذكرى على الأيام الخوالي فيتصور الجمال والفتنة والحب والبهجة والأمل ويعزي روحه عن المحنة بالصبر.

البيت الرابع:حالتْ لفقدِكمُ أيامُنا فغدتْ سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا

لقد تبدلت الحياة وأظلمت الدنيا الأيام المشرقة الباسمة المضيئة جللها السواد وعمها الظلام ببعد ولادة وقد كانت الليالي المظلمة الطويلة مضيئة قصيرة بقربها.
البيت الخامس: إذْ جانبُ العيشِ طلْقٌ من تألّفنا ومربعُ اللّهوِ صافٍ منْ تصافينا

وفي هذا البيت يصف الشاعر ويتذكر أيامه مع محبوبته حيث كانت الحياة صافية متفتحة وحيث كانا يجنيان ثمار الحب ما يشاءان ومتى يشاءان فهو يقول أن عيشنا الماضي كان طلق ( مشرق) من شدة الألفة بيننا وقوة الترابط حيث اللهو والسمر والتخلي فيما بينهم وبين أنفسهم لا يعكره حزن ولا هم ولا شقاق ولا خلاف ولهذا فهو صاف مثل المورد العذب الجميل من شدة تصافينا وخلو المودة مما يكدرها.
البيت السادس: ليُسقَ عهدُكم عهدُ السرورِ فما كنتمْ لأرواحِنا إلاّ ريحانا

ويطوف بالشاعر طائف الذكرى الحلوة فيدعو لعهد الوفاء بينهما بالحياة والتجدد لأنه عاش فيه وصفت روحه به وتلقى من محبوبته مشاعل الأمل وحياة النفس وهو دعاء يكشف عن الحنين إلى العهد الماضي وجمال الذكرى / وإذا كان الفراق يغير المحبين ويجعلهم ينسون حبات قلوبهم فلن يستطيع أن ينسى الشاعر هواه بل يزيده البعد وفاء وإخلاصا فما زالت أمانيه متعلقة بولادة وهواه مقصورا عليها فقد كانت الرياحين لروحه وما زالت كذلك.
البيت السابع: واللهِ ما طلبت أرواحُنا بدلاً منكمْ ولا انصرفتْ عنكمْ أمانينا
يقسم بالله بأن قلبه لن يتعلق بغيرها ولم تتحول أمانيه عن حبها.
  رد مع اقتباس
قديم 10-22-2013, 01:13 PM   #33
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة الثامنة عشرة:
[COLOR="Blue"][SIZE="5"]مرت أيام العيد ولا يزال الشهر كما يقولون كله عواد فمن العائدين الفائزين إن شاء الله. ولا ننسى
( شبعة ) العيد, فللعيد شبعة كما يقول الحضارمة, وترجم قولتهم الشاعر : صالح المفلحي في كلمات جميلة جعلها تخميسة لقصيدته المغناة ( توقع يا حبيبي لا تغرك شبعة العيد.) فلا يغترن أحدنا بشبعة العيد وتنسيه ما هو حق عليه.
من أشهر ما يقال شعراً في عيد الأضحى:
العيد عوًّاد يا عرفة متى با تجين
والكبش مرصون والقفه ملانه طحين
عادت علينا ولا عادت على الكافرين

أما الشاعر الغنائي الحضرمي المبدع غالب عوض باعكابة فقد سطر كلمات أخرى قال فيها:
اقبل العيد حبيبي وشذى الطير وكبر

وتهادى الروض من فرحتنا الكبرى وأزهر

أي شيء في غداة العيد اهديه وافخر

أي شيء في غداة العيد

فتعالي لي بثوب العيد ذلك الحلو المشجر
واحضني القلب المعنى فيك ياحلمي المعطر
أي شيء في غداة العيد اهديه وافخر
أي شيء في غداة العيد

فللعيد فرحة وللعيد بهجة, فلا تقبلن على من تحب ومن لا تحب في مثل هذا اليوم إلا بوجه طليق ولا تكن كما يقول ( أبو ماضي:
أَقبَلَ العيدُ وَلَكِن لَيسَ في الناسِ المَسَرَه
لا أَرى إِلّا وُجوهاً كالِحاتٍ مُكفَهِرَّه
فَهيَ حَيرى ذاهِلاتٌ في الَّذي تَهوى وَتَكرَه
وَشِفاهاً تَحذُرُ الضِحكَ كَأَنَّ الضِحكَ جَمرَه
لَيسَ لِلقَومِ حَديثٌ غَيرُ شَكوى مُستَمِرَّه
قَد تَساوى عِندَهُم لِليَأسِ نَفعٌ وَمَضَرَّه
.
  رد مع اقتباس
قديم 10-25-2013, 05:10 PM   #34
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة التاسعة عشرة:
مضغ القات, مصيبة من المصائب, وداهية من الدواهي, سميتها ( بداية النهاية ) ما اْبتلي به شخص ممن هو ليس في بلدته ولا عرفت به منطقته إلا غيَّر حاله من الأحسن إلى الأسوأ. ومن أدمن عليه مع قلة المصروف قاده إلى الجنون والى ضياع الذرية, وكثرت ديونه مع قلة دخله, فهو مصيبة من المصائب التي تهون عندها بعض المصائب, جُمعت فيه مصيبة الدنيا بمصيبة الدين.
أنفق عليه صاحبه ماله ووقته وضيع به الصلوات واستباح به الشهوات, وكل أمر من أمور الدنيا ليس ضياعه حسرة وندامة.
أما أمر الدين فحسرة الحسرات, قال شاعر والكلام منقول من موقع:

( noqat.org )
يـامـاضغين الـقات ايش الفايــده
مـن بايجاوبنـا علـى هـذا السـؤال
إن كانها عــدي معاكـم زايــــــده
لا تنفقوها غير في حاجة حــلال
سوق البلا فيه المصايب واجـــده
فيـه المذلـة و المهونـة و الســؤال
في السوق كم من نفس فوقه وارده
مثـل الغنم تجتر فـوقـــه و الجمال
وين الرجولة والعقول الراشـــــده
لي يـرخصون المال لأجلـه والعيال
الدين ضايع والعقائـــد فاســــــــده
للمـــــوت يدعـونك وللصوعـة تعـال
كم من وكم من بيت نارة خامـــــده
القـات خلاهـا دوامـاً في اشتعـــــال
غضبان والـدهم وأما الـوالــــــــده
تـدعـي وتتضــرع لإصـلاح العيـال
حتى المرة طفشـت وصبحت شارده
باعوا ذهبــــها يـوزنــــونـه بـالقفـال
لي يحســــب ان القـــــات منه فائـده
خســـــران والله يا بدالة بالبـــــــــدال

وقلت:

والطامه عمت وقد شملت ميادين الحيـــــــاه
كله سببه القات ضيع كل من يجري قفــــــاه
ذا إنسان ما يعمل ولكن شكل في المقيل يباه
قد باع ما عنده وضيع كل شي حتى كســـاه
باع الأواني وأجهزة داره وكل ما هو وراه
يرهن ذهب حرمته وإغراضه إلى عبد الإله
عطل مصالحنا وعطل وقتنا نمسي ســــراه
هذي خساير فادحه في المال والصحه معـاه

  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2013, 08:16 PM   #35
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة العشرون:
جبل التوباد
يقع هذا الجبل الى الجنوب الغربى من مدينة الرياض بمسافة ( 350 كم ) .بالقرب من مدينة الغيل.
وقد شهد قصة حب .. قيس بن الملوح وابنة عمه ليلى العامرية.
وذلك في عام خمس وستين من الهجرة فى عهد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان.
وحين مر به قيس بعد فراق ليلى وزواجها من عروة بن الورد الثقفى.


قال فيه:
وأجهشت للتوباد حين رأيـتـه
وكبر للر حمن حــين رآنــــــــي
وأذرفت دمع العين لما عرفتــه
ونادى بأعلى صوته فدعـــــــاني
فقلت له أين الذين عهــــــــدتهم
حواليك في خصب وطيب زماني
فقال مضوا واستودعوني بلادهم
ومن ذا الذي يبقى من الحدثانِ
وإني لأبكي اليوم من حذري غداً
فراقك والحيان مؤتلـــــــــــــــفانِ


ويقول أحمد شوقي في الجبل في مسرحيته ( ليلى العامرية ) التي تحاكي مسرحيات الانجليزي شكسبير على لسان ( مجنون ليلى ( قيس بن الملوح:

جبل التوباد حيــاك الحـــــيا
وسقى الله صبانا ورعــــــــى
فيك ناغينا الهوى في مهده
ورضعناه فكنت المُرضِـــــعا
وحدونا الشمس في مغربها
وبكـــــــــرنا فسبقنا المطلعا
وعلى سفــــحك عشنا زمنا
ورعـــــــــينا غنم الأهل معا
هذه الربوة كانت مـــــــلعباً
لشـــبابينا وكانت مرتــــــــعا
كم بنينا من حـــصاها أربعا
وانثنينا فمـــحونا الأربـــــــعا
وخططنا في نقا الرمل فـــلم
يحفظ الريح ولا الرمل وعى

وعندما قيل له في ليلى ليسلوها أبى, فقيل إنها قد كبرت فقال:
لم تزل ليــــــــــــلى بعيني طفلة
لم تـــــــزد عن أمس إلا إصبعا

وعاد يخاطب الجبل بكلام عذب جميل مليح فيقول:
ما لأحــــــــــجارك صما؟ كلما
هاج بي الشوق أبت أن تسمعا
كلما جئتك راجـــــــــعت الصبا
فأبت أيامه أن ترجـــــــــــــــعا
قد يــــــــهون العمر إلا ساعة
وتهـــــــون الأرض إلا موضعا
للأمكنة كما للأشخاص ذكريات, ولربما كان المكان وهو جماد أوفى وأرق قلباً من بعض بني آدم.

التعديل الأخير تم بواسطة مبارك بوشندل ; 10-28-2013 الساعة 08:22 PM
  رد مع اقتباس
قديم 10-30-2013, 08:40 PM   #36
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة الحادية والعشرون:
من أجمل التعبيرات في الشعر الشعبي الحضرمي, تصوير الشاعر لمعركة حدثت بين قبيلتين فصور الحالة بقوله:
يوم التقوا في المسحره العقل عالشبان ضـاع
شطيت ما شفت السماء وطيت ما حصلت قاع

والمسحرة مساحة من الأرض واسعة لا شجر فيها ولا حجر.
أما ضياع العقل على الشبان فحدث عنه ولا حرج.
فمرحلة الشباب هي مرحلة القوة, مرحلة العطاء بلا حدود فتصور المعركة بين الشباب كيف ستكون؟.
ومن هول المعركة اصبح الشاعر لا يرى فوقه سماءً ولا يجد تحته أرضاً.
  رد مع اقتباس
قديم 11-01-2013, 08:21 PM   #37
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

عدم العدل بين الأبناء
حدثت وقائع القصة في منطقتنا, وسأحاول تجنب ذكر الأسماء إلا في حالة الضرورة.
والقصة أن رجلاً كان يحب أحد أبنائه ويفضله على غيره, في الوقت الذي كان أخوه ( علي ) يشتغل ( بالجملاة ) وسيلة المواصلات المعروفة آنذاك.
وكان علي أميناً مثابراً في عمله حتى أحبه الناس ويتنافسون عليه لتوصيل حاجاتهم.
عندما عاد من أحد رحلاته أخبره أخ له أن أباه يريد أن يزوج أخاه الذي سبق له أن تزوج وطلق والذي أمه في الدار في الوقت الذي يجب على الأب أن يزوج هذا الذي يتعب ويشقى ويدر على أبيه الأموال.
تلقى علي الخبر وحزن في نفسه حزناً شديداً ولم يظهر ذلك لأبيه. سلم على أبيه وحاسبه على رحلته تلك وأعطاه النقود, وعزم في نفسه على مغادرة البلاد كلها ( حضرموت ) وقبل أن يغادر كتب على ( اللهج ) أي النافذة الأبيات التالية:

يقول بو شيخ بــــداع البيــــــوت الذلــــق
من قادم الوقت لا زانــــي ولبعـــد ســرق
يا راعي الوزن شف وزنك على غير حق
لقيت رطــــلين في كفــــه ورفعــه بشــق
سقــــيت لي هو موضــع لي خريفه حلق
خلـــيت لي هو على لبــه يبس واحتـرق

وغادر حضرموت وقيل إنه لم يعد إليها في حياة أبيه.
وللقصة تكملة أخذت اللب وتركت الزيادات لتجنب الإطالة.
  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2013, 07:53 PM   #38
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الفردوس المفقود
الأندلس الجنة التي على الأرض أضاعها المسلمون,وضاعت بعدها فلسطين , وضاعت بعد فلسطين الأمة كلها, وأصبح شرط العرب وجيوشها تطارد العرب والمسلمين بحجة أو بأخرى.
التهم جاهزة إما معلبة أو مصنوعة محليا المهم المسلمون مشغولون ببعضهم البعض.

وبعد المقدمة نعرج على شاعر القصيدة ( الفردوس المفقود ) الشاعر السوداني: محمد احمد المحجوب وهو:
شاعر و مؤلف و مهندس و محامي وقاض قاد حزب الأمة و رأس مجلس وزراء السودان ولد عام 1908 و توفي عام 1976م.
يقول المحجوب مخاطباً الأندلس:

نزلت شطك بعد البين ولهانا
فذقت فيك من التبريح ألوانا
وسرت فيك غريبا ظل سامره
داراً وشوقاٍ وأحباباً وإخوانا
فلا اللسان لسان العرب نعرفه
ولا الزمان كما كنا وما كانا
ولا الخمائل تشجينا بلابلها
ولا النسيم سقاه الطل يلقانا
ولا المساجد يسعى في مآذنها
مع العشيات صوت الله ريانا
يشير هنا الى الشاعر الأندلسي المعروف ( ابن زيدون )‎
أبو الوليد تغنى في مرا بعــــــها
وأجج الشوق نيراناً وأشجــــانا
لم ينسه السجن أعطافاً مرنحة
ولا حبيب بخمر الدل نشـــــوانا
فما تغرب إلا عن ديــــــــارهم
والقلب ظل بذلك الحب ولهانا
قد هاج منه هوى ولادة شجناً
برحاً وشوقاً وتغريداً وتحـنانا
ويذكر المحجوب البلد الآخر الضائع ثالث الحرمين وأول القبلتين:
هذي فلسطين كادت والوغى دولٌ
تكون أندلساً أخـــرى وإحـــــزانا
ويشير المحجوب إلى السبب الرئيس للفرقة:
نغدو على الذل أحزابا مفـــــــــرقة
ونحن كنا لحزب الله فـــــــــــرسانا
رماحنا في جبين الشمس مشرعة
والأرض كانت لحزب الله مــــيدانا[/align]
ونأمل أن ترجع الذكرى حقيقة يستغلها المسلمون في مطاردة أعدائهم لا في مطاردة إخوانهم.‎‎
لم يبق منك سوى ذكرى تؤرقنا
وغير دار هوىً أصغت لنجوانا

التبريح: التعب والإيذاء
  رد مع اقتباس
قديم 11-07-2013, 09:29 PM   #39
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

ذنب عظيم
قال يوسف الكوفي :
حججت ذات سنة ، فإذا أنا برجل عند البيت وهو يقول : اللهم اغفر لي وما أراك تفعل
فقلت : يا هذا ، ما أعجب يأسك من عفو الله!
قال : إن لي ذنباً عظيماً ! فقلت : أخبرني,
قال : كنت مع يحيي بن محمد بالموصل ، فأمرنا يومَ جمعة ، فاعترضنا المسجد ، فقتلنا ثلاثين ألفاً ، ثم نادى مناديه : من علق سوطه على دار فالدار وما فيها له ، فعلقت سوطي على دار ودخلتها ، فإذا فيها رجل وامرأة وابنان لهما ، فقدمت الرجل فقتلته ، ثم قلت للمرأة : هاتي ما عندك ! ولا ألحقت ابنيك به ، فجاءتني بسبعة دنانير .
فقلت : هاتي ما عندك ؟ فقالت : ما عندي غيرها ، فقدّمت أحد ابنيها فقتلته .
ثم قلت : هاتي ما عندك و إلا ألحقت الآخر به ، فلما رأت الجد مني .
قالت : أرفق ! فإن عندي شيئاً كان أودعنيه أبوهما ، فجاءتني بدرع مذهبة لم أر مثلها في حسنها ، فجعلت أقلبها فإذا عليها مكتوب بالذهب
]
إذا جار الأمير وحاجباه *** وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فويل ثم ويـــل ثم ويـــل *** لقاضي الأرض من قاضي السمــاء

فسقط السيف من يدي وارتعدت ، وخرجت هائماً على وجهي.
  رد مع اقتباس
قديم 11-09-2013, 12:52 PM   #40
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

استغلال الفرص
الشاعر:
عبد الملك بن إدريس الجزيري، أبو مروان. وزير أندلسي من الكتاب. من أهل قرطبة. تولى الإنشاء أيام المنصور بن أبي عامر. كان مع الأمير في ليلة من الليالي فنظر الى الأمير ونظر الى البدر في السماء فقال:

أَرى بَدرَ السَماءِ يَلوحُ حــيناً

فَيَبدو ثُمَّ يَلتَحِفُ السَحــــــابا

وَذاكَ لِأَنَّهُ لَمّا تَبــــــــــــــَدّى

وَأَبصَرَ وَجهَكَ اِستَحيا فَغابا

مَقالٌ لَو نُمي عَنــّي إِلَيـــــهِ

لراجَعَني بِتَصديقي جَوابـــا

يقول إن بدر السماء استحيا عندما رأى الأمير بعد أن بدأ للعيان.والمقولة هذه لو قالها الشاعر تقولاً لأثبت صدقها القمر.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas