تقرير لـ"الأمناء" يبحث مستقبل شبوة بعد إزاحة سلطات الإخوان وانطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير مديريات بيحان

[حد من الوادي]

2021-12-28 20:42:36

تقرير لـ"الأمناء" يبحث مستقبل شبوة بعد إزاحة سلطات الإخوان وانطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير مديريات بيحان

تحرير بيحان.. أولوية جنوبية قصوى

عمالقة الجنوب ينطلقون لتحرير بيحان

ماذا قال الانتقالي الجنوبي عن قرار تعيين العولقي محافظًا لشبوة؟

تدخل محافظة شبوة الجنوبية عهدًا جديدًا، وانطلاقةً نحو الحرية بعد إزاحة السلطات الإخوانية منها، والتي عملت خلال ثلاث سنوات، منذ توليها المحافظة، على إقصاء كوادر شبوة، وتدمير المحافظة الغنية بالنفط، إلى جانب تسليم ثلاث مديريات ببيحان لميليشيا الحوثي على طبق من ذهب.

اليوم شبوة تطوي صفحة المحافظ الإخواني بن عديو، وتتطلع إلى مستقبل زاهر بعيدًا عن هيمنة سلطات الإخوان الإقصائية، وتعرضها لانتكاسة عسكرية واقتصادية منذ أغسطس / آب 2019م.



هل يصلح السلطان ما أفسده الإخوان؟

ومساء السبت المنصرم صدر قرار بإقالة الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو من منصب محافظ شبوة، بعد انفضاح دوره كوسيط بين الشرعية الإخوانية والحوثيين الإرهابيين.

وجاء القرار انتصارًا للإرادة الشعبية الجنوبية.

ونص قرار صادر من الرئيس عبد ربه منصور هادي على تعيين عوض محمد عبدالله العولقي محافظا لشبوة، خلفا لابن عديو.

وعوض محمد عبدالله ابن الوزير العولقي من مواليد 12 يونيو 1968م، بمديرية نصاب بشبوة، وهو عضو البرلمان عن الدائرة الانتخابية 134، حزب المؤتمر الشعبي العام، وكان أحد المشاركين في لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين.

وعاد ابن الوزير إلى مسقط رأسه مطلع نوفمبر الماضي عقب غياب دام ست سنوات، على خلفية الغليان الشعبي الرافض لسلطة ميليشيا الإخوان بقيادة المحافظ السابق بن عديو، الذي سلم مديريات بيحان لميليشيا الحوثي دون قتال.

واستطاع ابن الوزير قيادة الاحتجاجات القبلية والشعبية السلمية ونقلها من نصاب إلى مدينة عتق عاصمة شبوة التي غادرها بن عديو بعد إبلاغه بقرار إقالته.

وتساءل مراقبون: هل يصلح السلطان ما أفسده الإخوان؟ مشيرين إلى أن السلطان بمقدوره إصلاح خراب الإخوان بشبوة.

غير أن المراقبون قالوا إن الاكتفاء بإقالة بن عديو يعد بمثابة مكافأة على جرائمه الوحشية بشبوة على مدار السنوات الماضية.



نهب

وبعد قرار إقالة بن عديو، كشف العقيد محمد بن مبارك البريكي عن عمليات نهب للأسلحة طالت المعسكرات في مدينة عتق.

وقال البريكي إن عدداً من المعسكرات تعرضت لعملية نهب الأسلحة في عتق ومنها معسكر القوات الخاصة ومحور عتق ومعسكر الأمن العام من قبل جماعة الإخوان.



موقف الانتقالي الجنوبي

بدوره، رحب المجلس الانتقالي الجنوبي بالقرار التوافقي المتضمن تعيين عوض محمد عبدالله العولقي محافظاً لشبوة.

وأكد، على لسان الأستاذ علي الكثيري، المتحدث الرسمي للمجلس، على ضرورة تكاتف الجهود لدعمه ومعالجة الاختلالات التي تراكمت في المحافظة خلال العامين الماضيين، مشددًا على مضيه نحو استكمال تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض.



تحرير بيحان.. أولوية جنوبية قصوى

فيما أكد عضو هيئة الرئاسة بالمجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي على أن استعادة مديريات بيحان من الحوثيين أولوية لكل أبناء شبوة المخلصين.

وأشار إلى أن خذلان السلطة الإخوانية السابقة لمديريات بيحان مثّل ألمًا كبيرًا لكل أبناء المحافظة، مؤكدًا أن "بيحان العليا وعسيلان، وعين، قطعة غالية من تراب بلادنا، ومن قلوبنا أيضا، ولها ولأهلها مكانة كبيرة في النفوس".

وتابع العولقي: "ما تمر به هذه المديريات من محنة، وما عانته من خذلان سابقا، مثّل وما زال مصدر ألم لكل الشرفاء". مشيرًا إلى أن "استعادة هذه المديريات وتحريرها من قبضة مليشيا الحوثي أولوية أولى وهدف لكل المخلصين".



فشل وخيانات إخوانية

وكان التنظيم الإخواني تسلم شبوة وهي تضم 17 مديرية تم تحريرها عقب مواجهات عنيفة سقط خلالها عشرات الشهداء، لكن غادرها بعد خسارة ثلاث مديريات هي (العين - عسيلان - بيحان) وهي المديريات التي قامت بتسليمها لميليشيا الحوثي دون إطلاق رصاصة واحدة، الأمر الذي منحهم مرونة أكبر بالتقدم نحو مأرب اليمنية، وإسقاط 5 بلدات مهمة.

وأثار تسليم بيحان للحوثيين صدمة في أوساط قبائل شبوة، التي باتت تخشى من نجاح الحوثي في اقتطاع المزيد من المناطق، بعد الانتهاء من السيطرة على مأرب اليمنية، لا سيما مع تطور التعاون الإخواني - الحوثي ضمن مخطط إقليمي، الأمر الذي جعل قبائل شبوة تحسم أمرها فيما يتعلق بالموقف من وضع حد لهيمنة وفساد سلطة بن عديو الغارقة في خدمة مصالح جماعة الإخوان على حساب السكان، وفي ملفات فساد، وهدر موارد المحافظة، التي كانت تمثل رافدا مهما لخزينة الدولة.



تأييد واسع

وأعلن عدد كبير من مشائخ وأعيان مجتمعية وأحزاب بشبوة تأييدهم لتعيين ابن الوزير محافظا لشبوة.

وعبرت رموز وقيادات مجتمعية، وعدد من الشخصيات الاجتماعية في كلٍ من مديريات ميفعة ورضوم والروضة بشبوة، وقبيلة آل عبدالله بن دحه العوالق، وأهالي مدينة يشبم بمديرية الصعيد، وكذا حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة) فرع شبوة، عن ارتياحهم من القرار.

واعتبروا أن القرار جاء تلبية لمطالب شعبية عمت جميع مناطق شبوة، شاكرين دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على تفاعلهما السريع مع مطالب مواطني شبوة.

وطالبوا باستكمال تنفيذ بقية بنود اتفاق الرياض، وفي مقدمتها عودة القوات الجنوبية إلى المحافظة لتأمينها وتحريرها من مليشيا الحوثي، واقتلاع بقايا رموز الفساد من المحافظة.

وحثوا محافظ شبوة على استيعاب أبناء الجنوب في مؤسسات الحكم المحلي والمشاركة في إدارة المحافظة إداريا وأمنيا وعسكريا، بعد إقصائهم من أي وظائف قيادية من قبل جماعة الإخوان.

ودعوا المحافظ الوزير إلى تعزيز دور الخدمات بشبوة، خصوصا مجالات الصحة والتربية وخدمات الكهرباء والمياه وبقية الخدمات الأساسية التي عانت المحافظة من تدهورها طيلة الفترة السابقة، والنظر الى الحالة المعيشية الصعبة التي انعكست سلبا على المواطنين في كل مناحي الحياة، وإيجاد الحلول المناسبة، أسوة بمحافظة حضرموت المجاورة، داعين الجميع للتعاون مع محافظ شبوة لمصلحة شبوة وأهلها واستعادتها دورها المحوري في الجنوب العربي والمنطقة.

وأكدوا ضرورة استعادة شبوة دورها المحوري في الجنوب العربي والمنطقة، والإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار ووضع حد لمعاناة أبناء شبوة وإصلاح كل ما أفسدته سياسات السلطة السابقة.

وحذروا من أجندات خبيثة ومخططات تخريبية وتدميرية حاقدة تستهدف أمن شبوة ونسيجها الاجتماعي والقبلي وحقوق أبنائها وتطلعاتهم وتستهدف هويتها الجنوبية والاستمرار في نهب ثرواتها من نفط وغاز، وجعلها محط أطماع الناهبين والفاسدين.

وأكدوا أهمية وحدة الصف الجنوبي وتصعيد النضال من أجل التحرير والاستقلال وإقامة دولة الجنوب العربي الفيدرالية كاملة السيادة وعلى كامل التراب الوطني.



عمالقة الجنوب ينطلقون

وتزامن قرار إقالة بن عديو مع ترتيبات عسكرية تمثلت بإرسال ألوية من قوات العمالقة الجنوبية إلى شبوة للبدء بعملية عسكرية لتحرير بيحان وفك الحصار عن مأرب اليمنية من جهة الجنوب، وربما تتواصل العمليات العسكرية حتى استعادة المناطق التي سلمتها ميليشيا الإخوان للحوثيين في البيضاء.

وصباح أمس انطلقت قوات عسكرية من ألوية العمالقة الجنوبية من جبهة الساحل الغربي اليمني إلى الساحل الشرقي الجنوبي في محافظة شبوة.

وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة الجنوبية: "سيسهم تحرك ألوية العمالقة الجنوبية بقيادة العميد أبو زرعة المحرمي في تحرير المديريات التي سقطت بيد مليشيا الحوثي في شبوة".

وأكد أن: "ألوية العمالقة الجنوبية متواجدة في الساحل الغربي اليمني وهي في جبهات القتال".

وأشار إلى أن "‏القوة والألوية الجنوبية التي انطلقت إلى شبوة هي من الألوية الاحتياطية للعمالقة الجنوبية.. فلا تلتفتوا للمرجفين وأعوان الحوثي".

ويبدو أن الحرب بشبوة الغنية بالثروات النفطية في طريقها إلى التصعيد مجددًا بعد شهور من الهدوء الذي أعقب تسليم تنظيم الإخوان ثلاث مديريات بشبوة للحوثيين.

وقالت مصادر عسكرية جنوبية إن "قوات العمالقة الجنوبية دفعت بتعزيزات من قوات الاحتياط، إلى شبوة استعدادا لإطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير بيحان وعسيلان وعين من قبضة الحوثيين، ضمن استراتيجية عسكرية تهدف إلى تأمين شبوة ومنع الحوثيين من السيطرة على مأرب اليمنية".

http://alomana.net/details.php?id=165852