دفء الكــــــراسة

[ايمان الكاف]

نبضات في دفء الكــــــراسة

لكم حلمت وأنا أخطر في ربيع العمر بالفارس يحجل الضوء مرفقيه، ويمتطي ظلل الغمام سالكاً طريقاً مجوهراً بالأماني ليلقاني في مخضع الحب أغزل من حرير الأمل منديلاً من رقيق المشاعر

.. ليأخذني ويطير بي إلى كون السعادة حيث لا تخيب الأمنيات ولا ينقطع الهناء

هكذا كان الحلم يتجلى في أبهى صور الرومانسية، ويتسامى مع تسارع الوقت نحو غاية التحقيق وتمام إدراك المبتغى

... لكن الغصن صوّح

... وخريف العمر كسى بوجه الشاحب أحلام الربيع

... فضمرت الأماني وخاب الرجاء ولعق الحزن قطرات السعادة من كأس الأيام

... هو قلبي الآن يتطلع من خلف الروشان يتوارى خلف الثقوب وقد عافى السير في الطرقات

... أصبح لا يحب الاندفاع مع المراكب السائرة، كل يوم يتعمق هذا الإحساس

.. وكل يوم أعرف أنه كان السبب وراء خوفي وإحجامي عن المسير

... كان هو الكذبة التي صدقتها وعشقتها وعشتها بل توهمتها

.. ومن ثم قذفت بي في دهاليز النسيان

ثمة شئ يمور في عقلي ولم أعد أملك القدرة على تجاهله أو التغاضي عنه، يبدو لي كشطر من قصيدتي العتيقة التي لم تكتمل، أحتاج أن أعبر عن هذا الذي أحسه، أحاول البوح عمّا يجيش بخاطري، أحب أن أفض المغلاق عن تلك اللحظات التي فكرت فيها لأكتب لك وأسطر نبضاتي في دفء الكراسة.. خطاي في جوف الظلام وأنت سلبت الضوء من بصري

أيا رجلاً مات في داخلي قبل أن يولد، وكأن الموت كان أجمل خصائصه، أي سر فيك أيا كذبة التاريخ .. ؟

أتستر عليك وعلى حلمي، وأحاول جاهدة أن أخفي ذلك الضوء المنبعث من مصابيح الأمل وثريات الرجاء حتى أبقي داخلى يقظاً مستنيراً

... وأقر أن أبدأ معك رحلة خرافية في عالم متفرد الأشياء

أتحسس نوراَ يسري في أعماقي وصوتي يتردد في صالة صدري كما لو كانت جوقة الإنشاد يجاذب الترتيل في شجو الحضور

.... وسأظل هكذا أمسك بالأمل ما بين دفء الأمس وشمس الغد