المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!


من هو ابن الجنوب العربي؟

سقيفة الأخبار السياسيه


 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 01-10-2013, 12:58 AM   #11
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الولاء كل الولاء لله ثم للجنوب الحبيب!!

الثلاثاء 08 يناير 2013 04:22 مساءً

د.عبده يحيى الدباني


الأوطان أولى بولاء أبنائها بعد الولاء لله تعالى، والوطن الجنوبي ليس بدعا ً من الأوطان فهو أحق بولاء أبنائه جميعا ً الذين في الداخل والذين في الخارج على حد سواء، والوطن الجنوبي في هذه المرحلة الدقيقة يمر في وضع احتلال همجي متخلف من قبل نظام صنعاء ومتنفذيه وأزلامه وعتاولته وفاسديه، ومن هنا فالوطن الجنوبي جريح ومحتل ومسلوب ومنهوب ومهدد في وجوده وهويته ومستقبل أجياله لذلك كله فهو بأمس الحاجة إلى ولاء شعبه له ولقضيته السيادية العادلة.



هذا الوطن الجريح الذي لا يزال ينزف هو محتاج إلى كل فرد من أفراد شعبه الذي يصل تعداده إلى 6 مليون نسمة موزعين على مساحة شاسعة من الأرض الجنوبية الواسعة بما فيها الجزر الجنوبية.

والولاء للوطن يعني فيما يعني الإخلاص له وعدم الخروج عن ثوابته والدفاع عن حياضه وتحريره حين يتعرض للاحتلال، والعمل على بناء دولته الوطنية وجيشه الوطني وعدم الإضرار به تحت أي ظرف كان وغير ذلك من واجبات الفرد أمام وطنه. وبشكل عام فإن شعب الجنوب شعب إيجابي ومكافح وغيور ومدني ومحب لوطنه وصبور على المحن ومع هذا كله فإن هناك ظواهر سلبية تعتري بعض النخب أو الشخصيات الجنوبية هنا أو هناك، هذه الظواهر السلبية تضر بالولاء الوطني وتخل بواجب الفرد أو الجماعة تجاه الوطن الغالي وسوف استعرض هنا هذه السلبيات الموجودة في صفوف شعبنا وخاصة في صفوف النخب السياسية والمدنية والشخصيات الاجتماعية والسياسية وغيرها..


من هذه الآفات التي تتعارض مع روح الوطنية والولاء الوطني في الجنوب نذكر مايأتي:

1ـ الذاتية والأنانية 2ـ الخضوع للمصلحة الفردية 3ـ الحزبية 4ـ المناطقية 5ـ المزاجية والعاطفية 6ـ التبعية للخارج 7ـ السكوت والسلبية واللامبالاة 8ـ الولاء للأشخاص 9ـ الخلافات الشخصية 10ـ الرغبة في الإقصاء وحب الزعامة.

ولعل هناك أمورا ً أخرى لم أذكرها ولعل ما ذكرته فيه تداخل وتكرار فنحن إزاء مقالة سريعة ولسنا أمام بحث متأني ودقيق.



1ـ أما الذاتية والأنانية: فهي ظاهرة فطرية في الإنسان خاصة إذا لم يهذبه الدين والقيم الأخلاقية والإنسانية، وهذه الظاهرة موجودة في مسيرة ثورتنا الجنوبية التحررية ونحن لا نسأل الله رد قضائه وكبح فطرته ولكننا نسأله اللطف في كل ذلك وندعو كل من يقدم نفسه الأمارة بالسوء على شعبه الجنوبي ووطنه وقضيته العادلة إلى أن هذا ظلم مبين فمصلحة الوطن فوق مصلحة الأفراد مهما كانوا فلا ينبغي لأي فرد أن يلتحق بموكب التحرير والاستقلال من أجل نوازع أو مصالح ذاتية، لأن هذه النوازع أو المصالح سوف تستعبده فهو بحاجة أولاً أن يثور على نفسه ويحررها وذلك هو الجهاد الأكبر كما قال نبينا فعندما تصطدم المصلحة الذاتية بمصلحة الجماهير تنجم المشكلة وكثيرا ً ما تضررت المصلحة الوطنية بهذا السبب وشواهد التاريخ في هذا كثيرة ، وهذا الكلام نفسه ينطبق على الآفة رقم (2 ) وهي الخضوع للمصلحة الفردية: ولعل الفرق بينهما هو أن الأولى نفسية ومعنوية والثانية مادية واقتصادية ولكنهما يلتقيان ويتداخلان .



3ـ أما الحزبية: فإنها ظاهرة مدنية وحضارية وحداثوية فالانخراط في الأحزاب بشكل أفقي خير من التعصب للقبيلة أو المنطقة بشكل رأسي، ولكن الضرر الذي يأتي من ناحية الحزبية أو التعصب لها يأتي من خلال الولاء الحزبي الذي يكون على حساب الولاء الوطني أو عندما يسبق الولاء الحزبي الولاء الوطني كمن يضع العربة أمام الحصان لأن الأحزاب أو المنظمات المدنية المختلفة في أي وطن كانت فإنما هي تخدم الوطن ومواطنيه ولكن في إطار ثوابته ومصالحه القريبة والبعيدة ولانعدم أن نجد في الجنوب من الأحزاب والحزبيين من يقدم مصلحة حزبه وسياسته وأهدافه على حساب مصلحة شعب الجنوب وقضيته وأهدافه وحقه في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة فعلى الحزبيين الجنوبيين أن يتفكروا جيدا ً ويتذكروا أن الوطن أولى من الأحزاب بولائهم وعملهم وجهدهم ونشاطهم ونضالهم قال تعالى: (( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) ولله المثل الأعلى.



4ـ وأما المناطقية: فهي آفة أخرى تبتلى بها الأوطان والقضايا الوطنية، ولعل هذه الظاهرة في الجنوب ليست كبيرة ومعيقة خاصة بعد التصالح والتسامح والتضامن بين أبناء شعب الجنوب ولكن وجب أن نحذر منها هنا على اعتبار أن هناك من يسعى إلى إعادة الصراع المناطقي بين الجنوبيين الذين تجرعوا مرارته من قبل وأدى إلى فشلهم وذهاب ريحهم واحتلال وطنهم وتدمير دولتهم، إن مصلحة هذه المنطقة أو تلك من مناطق الجنوب الحبيبة تكمن في المصلحة الجنوبية الوطنية العامة أما الولاء المناطقي فهو يضر بالمنطقة والوطن على حد سواء فتصبح المصلحتان معا ً في مهب الريح، لأن الجزء من الكل والكل هو مجموعة الأجزاء المترابطة مثل أعضاء الإنسان، فسلامة الأجزاء هي سلامة للكل وسلامة الكل تعني سلامة الأجزاء. ولينظر القارئ لما يحدث في الصومال الشقيق من تنازع قبلي ومناطقي على السلطة أضعف الجميع ودمر الدولة وشرد الشعب وجعل الوطن جحيما ً لا يطاق، فكفى الله وطننا الجنوب وثورته التحررية شر الصراعات المناطقية والقبلية المقيتة .



5ـ أما ظاهرة أوسلبية المزاجية والعاطفية والحسد: فلا يخلو منها وطن ولا ثورة ولا قضية عادلة ولا ضير إذا كانت في الحدود المعقولة أو الهامشية ، فالتخلص منها نهائيا ً أمر غير ممكن كما أظن ولكن ضررها يلحق بالقضايا العادلة والمصالح الوطنية حين تستفحل وتنتشر وتصير مرضا ً اجتماعيا ً وسياسيا ً عضالا ً وقد حذرنا الله تعالى من اتباع الهوى والخضوع للأمزجة والعواطف في عدة مواقف منها: قال تعالى (( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى)) ، وقال تعالى((بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله ومالهم من ناصرين)).



إن الأهواء والأمزجة لا تغني من الحق شيئا ولا تهدي إليه لأنها غالبا ً تخالف العقل والحق والمصلحة الجماعية المشروعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا ً لما جئت به)) ففي هذه الحالة يصل الهوى إلى مرتبة العقل والحق وهي حالة نادرة ودرجة عالية من درجات الإيمان. فإذا كانت عقولنا ومشاعرنا وأمزجتنا كلها منسجمة في ولائها للوطن الجنوبي وأهداف شعبه في التحرير واستعادة دولته كاملة السيادة، فهذا أمر مطلوب ومرغوب لأن العقل حاضر وقائد في هذه الحالة . أما إذا تركنا منطق العقل والواجب وصارت الأهواء والأمزجة تقودنا في كل اتجاه فليس هناك نجاح ولا فلاح سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الشعوب والأمم.



وفي جنوب اليوم والأمس نجد من يحركه هواه إزاء القضايا المصيرية وغير المصيرية ويحدد موقفا ً من هذه القضايا انطلاقا ً من هواه وعاطفته ومزاجه وليس انطلاقا ً من العقل الفردي و الجماعي والمصلحة الوطنية وحقائق الواقع والتاريخ وحق الشعوب في الحرية والانعتاق واحترام إرادتها. إن الهوى ريح تطفئ سراج العقل إلا إذا كان الهوى خادما ً ذليلا ً للعقل ، إن هذه السلبية تضر بقضية شعب الجنوب سواء من أولئك الذين قادتهم أمزجتهم وأهواؤهم إلى أن يقفوا ضد قضية شعبهم العادلة بهذه الطريقة أو بتلك وإلى هذا المستوى أو ذاك أو من أولئك الذين التحقوا بثورة الشعب الجنوبي ولكنهم يتصرفون بمزاج وعواطف ولا يجعلون العقل هو القائد وسيكون خطر هؤلاء أكثر حين يكونون في صفوف القيادات فحب الوطن والإخلاص له واشتعال المشاعر في سبيل تحريره واستقلاله أمور ايجابية ومطلوبة ولكن يجب أن يحكمها العقل ويوجهها ويشذبها ويهذبها وينميها.



6ـ وثمة آفة أخرى مابرحت تظهر في ربوع جنوبنا الحبيب أي في الوسط الجنوبي الثوري والسياسي ألا وهي الولاء للأشخاص والتبعية لهم والمحسوبية عليهم سواء أكانوا هؤلاء الأشخاص على حق أم على باطل.

فالبعض من الناس يعتقد أنه مادام هذه الشخصية أوتلك سلكت هذه الطريق السياسية فإن هذه الطريق هي الطريق الحق وما عداها باطل ، وآخرون يرون ذلك في شخصية أخرى يوالونها أو يحبونها وهكذا يصير الانطلاق من الشخصيات وليس من الحق نفسه كما يوضحه العقل والواقع والمنطق والتاريخ. وأحب أن أذكر القارئ بالكلمة التاريخية للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قاطعه أحد المسلمين وهو يخطب في الناس قائلا ً للإمام: أتريدنا أن نصدق أنك على حق وأن طلحة والزبير وعائشة على باطل ، فرد عليه بقولته الشهيرة التي يجب أن تكتب بماء الذهب إذ قال ياابن أخي لقد التبس عليك فالحق لا يعرف بالرجال، ولكن اعف الحق تعرف رجاله).



إذن فالحق ينشد لذاته وبذاته فإذا أدركناه عرفنا من هو إلى جانب الحق ومن هو غير ذلك فالحق هو الذي يكشف عن مواقف الأشخاص وهو دليل عليهم وليس العكس.

7ـ وقريبا ً من هذه الظاهرة السلبية تقع سلبية أخرى لاتقل ضررا ً عن سابقتها ألا وهي الخلافات الشخصية خاصة بين القيادات، فإذا وقفت هذه الخلافات عند مستواها الشخصي فإن الأمر يكون اعتياديا ً أما إذا انعكست على العمل الوطني والثوري والسياسي فإنها تصير مشكلة حقيقية ، فقد يكون المختلفون اختلافا ً شخصيا ًمتفقين وطنيا ًوثوريا ً وسياسيا ً ولكنهم لا يقبلون بعضهم لأسباب شخصية ومزاجية أو نظرا ً لخلاف قديم بينهم ظل يسحب نفسه على الحاضر الخاص والعام وقد يكون مرجع ذلك الخلاف هو نوع من التحاسد أوالتجارح وهذه الأمور عادة تحدث بين الناس ولكن الواجب أنها لاتنعكس على كل الروابط والأواصر الأخرى ولاسيما الأواصر الوطنية والثورية والسياسية ، لأن هذا الأمر يدفع ثمنه الآخرون ويضر بالوطن وقضيته العادلة. وإنني أعرف أشخاصا ً لايتفقون معي فيما أرى سياسيا ً ولكن تجمعني بهم علاقة مودة وصداقة فأظل متمسكا ً بصداقتهم أو بزمالتهم بصرف النظر عن عدم اتفاق رؤانا في أمور السياسة وحتى في الأمور الوطنية، وما أكثر الناس الذين يتفقون معي سياسيا ً ووطنيا ً وثوريا ً ولكن لا تجمعني بهم علاقات شخصية أو زمالة عمل ولكنهم رفاق وأحباب وإخوة بحكم الثورة المشتركة والوطن الأم والمصير الواحد، ولكن بعض هؤلاء ممن أعرفهم قد لا أرتاح لهم شخصيا ً وقد تحدث بيننا مشادات وسوء تفاهم وعدم انسجام ومع هذا فلا يمكن أن أتحامل عليهم سياسيا ً أو أزايد عليهم أو انتقص من أعمالهم وأدوارهم أو أشكك في مواقفهم ونواياهم بسبب خلافات شخصية سواء صغرت أم كبرت قال تعالى (( ولاتزر وازرة وزر أخرى))، فمن الخطأ أن نسيس العلاقات الشخصية والاجتماعية ومن الخطأ كذلك أن نشخصن العلاقات السياسية والوطنية والثورية.



8ـ الصمت والسلبية واللامبالاة: وفضلا ً عما تقدم من آفات وسلبيات نذكر سلبية أخرى لم يلتفت إليها الكثيرون رغم وجودها في المجتمع الجنوبي فعلى الرغم من الزخم الثوري الشعبي التحرري الذي يشهده الجنوب المنتفض فإن هناك أناسا ً كثيرين في كل مناطق الجنوب لا يزالون خارج دائرة المعترك الثوري التحرري الجنوبي ليس لأنهم ضد هذا المعترك ولكن لأنهم غير مبالين بالأمر فهم متواكلون على الآخرين الذين في الميدان وقد يكونون مشغولون بأعمالهم الخاصة وبعضهم أصابه يأس من مسألة التحرير أو من أي تغيير إيحابي لأنه يجهل حركة الشعوب ومنطق ثوراتها، والبعض أحجم عن المشاركة الثورية يائسا ً ومحبطا ً لأنه وجد بعض القيادات السابقة ضمن القيادات السياسية والميدانية في ثورة الجنوب الراهنة أو لأنه يخاف عودة الحكم الشمولي الاشتراكي للجنوب ربما لأنه تضرر إبان ذلك العهد، وهناك من الصامتين من لا يرى جدوى في النضال السلمي من أجل تحرير الجنوب وهكذا تعددت الأسباب والصمت واحد أو قل السلبية واحدة مع أن معظم هؤلاء يتابعون أخبار الجنوب وثورته ويشاهدون قناة عدن لايف ولا يمكن أن يكونوا في منأى عن الثورة الجنوبية العارمة ومن هنا ندعو كل هؤلاء على مختلف ما يطرحون أو يعتقدون من أسباب وتبريرات ندعوهم إلى الانخراط في ثورة الشعب الجنوبي التحررية السلمية لأن ذلك واجب وطني إن لم يكن فرض عين فهو فرض كفاية ولكنه قد يرتقي إلى مستوى فرض عين لأن مردود الثورة وانتصارها لا يعودان بالخير على جماعة من الناس فقط أو على منطقة ما في الجنوب ولكنهما يعودان بالخير والكرامة والحرية والاستقرار والتنمية والتطور على كل شعب الجنوب عندما تقوم دولة الجنوب المستقلة على كامل ترابه الوطني ، دولة مدنية مؤسسية حديثة عادلة، فهناك من قدموا أنفسهم ثمنا ً لهذه الأهداف الوطنية النبيلة والحياة المنشودة وهناك من أعيق ومن أسر ومن تشرد وتحاكم ومن دفع ماله نصرة لهذه القضية العادلة، خاصة أنها مرتبطة بمستقبل أبنائنا وأحفادنا وكل أجيالنا القادمة.



9ـ وتبقى قبل الأخير آفة الآفات وأم السلبيات!! أتدرون ما هي؟ إنها ظاهرة التبعية السياسية للخارج سواء أكان اقليميا ً أم دوليا ًـ وشد ما عانى شعبنا من هذه المشكلة في تاريخه المعاصر. والحديث عن هذه القضية الشائكة يطول ولست من العارفين بأسرارها وطرقها المختلفة ولن أدخل لجتها من غير سلطان ولكن سأشير إليها بوصفها واحدة من الآفات أو السلبيات التي تضر بقضية شعب الجنوب وثورته العظيمة الراهنة بأهدافها التحررية المشروعة.



هناك من يؤمن ولا ينفك يتحدث بأن تأثير سياسة الدول العظمى عالميا ً وحليفاتها إقليميا ً هو وراء كل ما يحدث في الدول النامية حتى إذا كان ثورات تحررية وألا مفر لهذه الدول الصغيرة من طغيان هذا التأثير الدولي المهيمن عليها فكل ما يحدث فيها من خير أو شر هو مرسوم سلفا ًمن قبل تلك الدول الكبرى حتى لا إرادة لها ولا فعل ولا سيادة ولا حول ولا قوة، حتى لقد قيل: إنه إذا تناطحت شاتان في الصحراء فإن ذلك بسبب بريطانيا العظمى، وأنا لا أؤمن بهذه المبالغات في قدرة الدول الكبرى على الصغرى فحتى الخالق جل جلاله جعل الناس مخيرين في أمور ومسيرين في أمور أخرى. ومع هذا يظل التأثير واردا ً، وحكم القوي على الضعيف واضحا ًللعيان في عالمنا المعاصر.



وأما الجنوب وما أدراك ما الجنوب؟ الوطن المنهوب المنكوب؟ فقصته مع التدخل والنفوذ الدوليين والإقليميين في تاريخه المعاصر معقدة وخطيرة كما أتوقعها وأعلم بعض ملامحها وأرى بشاعة تأثيرها المدمر في واقع البلاد والعباد في هذا القطر العربي العريق ذي الموقع الاستراتيجي الاستثنائي فلم تكن الأيدي الدولية وأصابعها الخبيثة في منأى عما جرى في الجنوب سواء قبل الاستقلال الأول أو بعده مرورا ً بفاجعة يناير 1986م التي قصمت ظهر الجنوب بضربة قاضية وصولا ً إلى الوحدة الإندماجية مع الشمال عام 1990م التي وصفها بصير اليمن وشاعرها البردوني ـ رحمه الله ـ بأنها مؤامرة دولية سواء علم المنفذون بذلك أم جهلوا، وانتهاء ً بالحرب على الجنوب في 1994م واحتلاله وتدمير دولته وجيشه وإلى حد هذه اللحظة. أما الآن فماذا بعد؟؟ إننا هنا لا نخاطب الذئاب ونعظها حتى تتأنسن وتتخلق فلا تعتدي على الأغنام والخراف الدانية والقاصية لأن هذا محال وعبث ، وإنما نوجه خطابنا إلى أبناء الجنوب ممن تربطهم علاقات بالدول المؤثرة أو المتنفذة إقليميا ً ودوليا ً سواء كانوا منفيين أومغتربين أو ممن يعيشون في الداخل من السياسيين أو مكونات سياسية لها علاقات بالخارج.



ندعو كل هؤلاء باسم شعب الجنوب الصابر وباسم ثورته المباركة أن يراعوا مصلحة الجنوب في الأول والأخير وألا يمرروا مصالح الدول التي تدعمهم ويقدموها على حساب مصلحة هذا الشعب المقهور ومستقبل أجياله، وأن يكونوا سفراء خير لوطنهم وقضيته العادلة لدى تلك الدول فإن تعددت تلك الدول واختلفت سياساتها تجاه الجنوب وتصادمت مصالحها فعلى من ذكرناهم أن لا يجعلوا من الجنوب ساحة حرب دولية أو إقليمية بأيدي جنوبية بل عليهم أن يتحاوروا وينسقوا ويتفقوا على ما يخدم قضية شعب الجنوب ومصلحته الوطنية والسياسية مهما اختلفت الدول التي تريد أن تدعم الجنوب في مصالحها، فالرائد لا يكذب أهله كما قالت العرب.



قد يبدو هذا الكلام ساذجا ً ومثاليا ً في نظر بعض السياسيين المحترفين ولكننا لا نملك إلا أن نقوله ونوصي به ونشدد عليه انطلاقا ً من إسلامنا الحنيف وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم و رجال دولته العظيمة وتاريخها الناصع البياض.



10ـ وأخيرا ً نشير بشكل سريع إلى مثلبة من المثالب التي ضرت مسيرتنا الوطنية قبل الوحدة الجائرة ولا نعدم أن نجد لها تأثيرا ً اليوم في مسيرة الثورة الجنوبية التحررية المباركة ، هذه الآفة السياسية أو النقيصة هي ما نطلق عليه الإقصاء والاستفراد والاستئثار وهي مسألة معروفة ولا داعي لتفسيرها.


فإقصاء الآخر الوطني بحجج واهية أو نظرا ً لاختلاف وجهات النظر في أمور تفصيلية وليس في الأمور الوطنية والمصيرية الاستراتيجية مسألة تضر بالوطنية وبالولاء الوطني ومسيرة الثورة الجنوبية السلمية التحررية ، وقد يكون الإقصاء أحيانا ً حبا ً في الظهور والتفرد واحتكار الوطنية والحقيقة معا ً وقد يؤدي الإقصاء السياسي أو الثوري أحيانا ً إلى كوارث سياسية ووطنية لأن إقصاء الآخر الوطني أو السياسي أو الثوري هو إقصاء للذات ذاتها .


فحذار.. حذار أيها الجنوبيون من الآفات العشر التي تضر بالولاء الوطني للجنوب الغالي وتضعف قضيته السيادية العادلة.

قال تعالى(( ربنآ ءاتنا من لدنك رحمة وهيّء لنا من أمرنا رشدا))


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas