المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


صنعاء" جِني يرحل ولا إنسي يُقتَل!

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-19-2011, 02:01 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

صنعاء" جِني يرحل ولا إنسي يُقتَل!


جِني يرحل ولا إنسي يُقتَل!

مراد اسماعيل
[email protected]

للجِن حضور كثيف في الذاكرة اليمنية ومكان معتبر في الأساطير الشعبية، وتحضر العائلة الجنية من "الجني" إلى "العفريت" وحتى "الصيَاد" المكناة بـ"أم الصبيان" و"أم الصروم" والملقبة بـ"لعينة الملعونة" و"الحليلة"، وفي بعض المناطق عندما يريد الشخص إسكات الآخرين يقول لهم "صه يا جن"، وعندما يغضب منك يدعو عليك بالقول " لك جني يشلك"، ولفظة الجني تُطلق على الإنسي في سياق قلة الحيلة أمامه وضيق خيارات التعامل معه، لأن الإنسي لا سلطان له على الجني، وبالتالي من لا تستطيع السيطرة عليه أو الخروج معه إلى طريق مع عدم القدرة على تفسير ما يقوله أو يفعله تسميه قهراً "جني"، وهي تسمية بين المدح والذم، بل هي أقرب إلى إعلان البراءة من أفعاله، وتذهب الأمهات والجدات إلى الاستعاذة بالله عند ذكر كلمة "جني"! وكأن ما تعيشه البلاد اليوم من ثورة "إنسية" هي بمثابة استعاذة كبرى تتحول إلى شعار يومي لعموم الشعب!

سياسياً يرد ذكر الجني في واحد من سياقين: سياق مجازي وآخر حقيقي، المجازي تعبير عن حالة خرافية من المعاناة، واقعٌ معاش كما لو كان حُلُماً سيئاً أو بالأصح كابوساً مزعجاً، وفي سياق الحقيقة تبدو البلاد مصابة بمَس شيطاني، تعبر عنه إحدى العجائز بالقول: ركبها جِني، وعندما حوصر الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بسؤال عن تأييده للرئيس وهو الذي وصف قيادة الأخير بأنها أدخلت البلاد في نفق مظلم، أجاب بالمثل الشعبي "جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفه"، ولجأ بعض الإنس لتأييد الرئيس في انتخابات 2006 من هذا الباب الذي توشك الثورة اليوم أن تغلقه بمثل جديد يواكب المرحلة يقول "جِني يرحل ولا إنسي يُقتَل"، فمن غير المعقول ولا المقبول عقلاً وشرعاً وعُرفاً أن تُسفك دماء أبناء اليمن وخيرة شبابه من أجل أن يبقى الوضع على ما هو عليه، فكيف إذا أصبح أسوأ مما هو عليه، وفقاً لأسئلة تقييمية تدور في رؤوس السواد الأعظم من الشعب عن حصاد 33 سنة، كلما جاءت منها سنة لعنت أختها وصارت أسوأ منها!


عقب إحدى الخُطب الرئاسية التصعيدية في جمعة من جُمع "البَرعية الدستورية" سألت أحد الزملاء عن تعليقه فكأنه أفلت من حصار الآه في صدره وهو يجيب بالآية الكريمة "و يخلق ما لا تعلمون"! عاد الزميل إلى الآه صامتاً، وعدتُ لسؤالي باحثاً عن تفسير هذه الآية وماهية هذا المخلوق الذي لا نعلمه ولا نفهمه، وهل نحتاج إلى معرفة ميتافيزيقية للبحث والتحليل أم نكتفي بوصف "الجني" على مذهب الشيخ الأحمر يرحمه الله؟

في صعوبة الفكاك من الجني تقول إحدى النكات إن رجلاً قابل شخصاً إحدى قدميه قدم حمار أو قدم بقرة، ففزع الرجل وهرب مسرعاً إلى أن قابل سيارة فاستوقفها ثم ركب وما إن بدأ بالتقاط أنفاسه سأله سائق السيارة: ما بك تلهث هكذا، هل يلاحقك من أحد؟ فأجاب الرجل: رأيت مخلوقاً عجيباً له رجل بشر والأخرى رجل حيوان، فرفع السائق ثوبه قليلاً وكشف عن قدميه وسأله: هكذا؟! فأغمي على الرجل وقد أدرك أنه هرب إلى الذي منه هرب! وكأن شعار الجني حينها: حنجيبك يعني حنجيبك، وباللهجة اليمنية: سنواجه التحدي بتحدي!


وعن الجني بمستواه الشيطاني نجد اثنين من الحيوانات تتفاعل معه هما الكلب والحمار، ينبح الأول وينهق الثاني، ولفعلهما المزعج هناك وصية نبوية بالاستعاذة عند سماعهما! وأزيد هنا بالإشارة إلى سياقات قرآنية ورد فيها الكلب والحمار، الأول "إن تحْمَل عليه يلهث أو تتركه يلهث"، ميت القلب، تجي له يمين أو شمال ما فيش فايدة، والآخر "يحمل أسفاراً"، ميت العقل لا يفقه شيئاً!

لم يعد عقلاء الإنس في اليمن يريدون جِنياً لحكم البلاد، أما غيرهم فواقعون تحت رحمة المثل الشعبي "مَن طلبَ الجِن رفسوه"، لأن طلب الجن يقتضي تقديم تنازلات مهينة لا يقوى على تقديمها إنسي عاقل، كما تفعل أيقونات الكذب البائس اليوم، وقد أدمنت التلوّن السياسي والفكري الذي أفقدها الحياء من الله والناس.. أما الذات فقد بيعت بثمن بخس، وأصبح الجني "يرفس" بفلوسه!

المصدر أونلاين
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas