حضرموووت" حضرموت و حق تقرير المصير

[حد من الوادي]

حضرموت و حق تقرير المصير

الأربعاء , 20 أبريل 2011

قبل أن نتناول موضوع حضرموت وفيما إذا كان يحق لها تقرير مصيرها , نود أولا أن نعرج قليلا على هذا المصطلح وهو : " حق تقرير المصير " بالطبع المصطلح معروف ومتداول في مجال السياسة الدولية والعلوم السياسية ومن بين ما أطلق عليه من تعاريف توضح معانيه هو انه : الحق لكل شعب يقع تحت أحد إشكال السيطرة الأجنبية أن يحكم نفسه بنفسه وأن يجسد مبدأ السيادة القومية من خلال سيطرته على ثروته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية دون أي تدخل أجنبي "، أما عن المجتمع الذي يحق له تقرير المصير فتقول احد الموسوعات العلمية :

هو ذلك المجتمع الذي يتكون من مجموعة من الناس الناطقين بلغة واحدة وذوي ثقافة مشتركة والعائشين في منطقة معينة ذات حدود واضحة .


وبناء على ما ذكر فهل من حق حضرموت أن تطالب بحق تقرير المصير ؟ وهل هو مطلب شرعي وقانوني ؟ للإجابة على هذا التساؤل ربما هناك من هو أفضل مني من أهل الاختصاص ممن يستطيع أن يضع إجابة دقيقة على مثل هذا التساؤل , ولكن ليس هناك ما يمنع من أن ندلوا بدلونا حول هذا الموضوع ونقول : إن من حق حضرموت أن تطالب بحق تقرير المصير وان يكون لها كيانها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي المستقل والمميز وهو الطريق الصحيح باتجاه تصحيح أوضاعها ورد اعتبارها ولرفع الظلم عنها والأغلال التي هي عليها .

وحضرموت بلد لها خصوصيتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الجغرافية فحدودها معروفة و محددة المعالم كما ذكر ذلك كثير من مؤرخي حضرموت وغيرهم يقول شيخنا الوالد المؤرخ محمد علي باحنان " رحمه الله " في كتابه " الإتحاف مقدمة تاريخ الاحقاف " وبعد أن ذكر عدة أقوال عن حدود حضرموت (( وحاصل ما للجمهور في حده , أن حد حضرموت من جهة الساحل , عين بامعبد , وبروم , والشحر , ونواحيها إلى حد أرض المهرة , الفاصل بينه وأرض الضني التميمي على مقابلة المكان المسمى بديعوت , وهو الذي يحمل عليه المشقاص , ومن جردان ونواحيها إلى تريم وقبر نبي الله هود ـ على نبينا وعليه أفضل الصلاة والتسليم ـ وما وراء ذلك إلى أرض المهرة فهذا قول من الأقوال في حدود حضرموت " انتهى كلام الشيخ باحنان .

أما عن التجانس الاجتماعي والتركيب السكاني لحضرموت فشيء لا يجهله احد فأهل حضرموت كلهم أسرة واحدة , يقول الشيخ باحنان في نفس كتابه المذكور أنفا عن سكان حضرموت نقلا عن شيخه احمد بن حسن العطاس أما سكان حضرموت فهم من آل أبي علوي وفصل في ذلك إلى أن قال : أما الأعراب القاطنون (الآن) في الوادي , (فكثير) , منهم نهد ومره وكندة و همدان وحمير ونوح و العوامر , وآل باجري وبنو تميم والمناهيل والمهرة وغيرهم أ . هـ .

وبهذا تعرف إن سكان حضرموت هم وحدة متجانسة , ومن هنا تعلم أن وحدة الأرض والإنسان والعادات والتقاليد لا تمنع بل و تحتم وتفرض علينا قيام كيان واحد مستقل له خصوصية , يكون بإذن الله تعالى أداة فاعلة في بناء صرح الأمة العربية والإسلامية التي نسال الله أن تصحو من كبوتها وتلم شعثها وتوحد أمرها واقلها واضعف الإيمان أن تبدأ بإيجاد كيان وتكتل اقتصادي موحد يجعل منها امة قوية و حاضرة من بين الأمم , أما أن نجلس نتغنى بانجازات ومشروعات وهمية وبعيدة المنال فهذا أمر لا يسمن ولا يغني من جوع فعهد دغدغت العواطف قد ولى وذهب .

وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح