الشاعر علي بن حسن و المرأة (1).!!!

[أبوعوض الشبامي]

.
حقيقة نقولها ان الإسلام برئ مما يظنه بعض الرجال سلوكيات سليمة فليس من العدل حرمان المرأة من حقوقها التي أقرتها الشريعة الإسلامية ، وليس من الإنصاف أن نرمي بكل تهمة توجه الينا معشر الرجال فيما يخص معاملة المرأة ومكانتها وحقوقها ومن المفروض ان نتحمل مسؤليتنا كاملة تجاه اخطائنا لأن الله سائلنا يوم القيامة ولن ينفعنا في ذلك اليوم ما نفعله ونضعه اليوم من تعليلات وتبريرات غير منطقية نعلق عليها اخطاءنا .
ومن الملفت ان الرجل هو السبب في ظلم المرأة وربما تشاركه المرأة بعض الوزر ومن المؤسف أن الرجل لدينا يحاول التهرب من تلك التهم أو يحاول تبرير أفعاله وتعامله مع المرأة بحجج شرعية في نظره فأصبح من السهل على الآخرين إلصاقها بالشريعة الإسلامية في حين جاء القرآن الكريم ليقر بالخلقة المتساوية بين الرجل والمرأة فقال تعالى :
(( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساء )) النساء

غير ان استغلال الخطاب الديني في الشعر الشعبي ينفرد بتكريس هضم حقوق المرأة ومحاولة تهميشها وتحميلها كل الأوزار ومن هذه النصوص من ديوان الشاعر العلامه علي بن حسن العطاس نستطيع ان نستطلع نماذج من رأي الشاعر علي بن حسن ونظرته للمرأة وخاصة انه يستند الى احاديث رويت عن الرسول ( ص ) منها لما بلغ الرسول (ص) أن اهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال الرسول (ص) : (( لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة )) البخاري. ويفسر العلماء هذا الحديث بان لايؤخذ منه بمفرده حكم وأن نصوص القرآن والسنة جاءت على خلافه وقال ابن حزم أنه تولى المرأة كل الولايات إلاّ الولاية العظمى . غير ان الشاعر علي بن حسن العطاس يذهب برأيه الى تأكيد ان الأقوام التي تولي أمرهم إمرأة فإنهم خابوا قال العطاس :


[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="groove,2,green" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
تحذر من كلام النساء كله تحذر
ودع رأي النساء رأيهن راكبه يعثر
وخابت قوم ولُُّوْ مَرَه تحكم وتقهر
كذا قال النبي حين ولّو بنت قيصر
وقال ان صالحتهن قليله ما تذمر
وقال الجهل عند النساء يجحد ويكفر
محال الرشد عند ناقصات العقل يظهر
وكم خير الورى منهن بالقول حذر

[/poet]

ويؤكد الشاعر علي بن حسن على الحديث المروي عن الرسول (ص) ناقصات عقل ودين وهو حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الصحيح والذي جاء فيه (( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحازم من إحداكن )) ويقال ان الحديث جاء على لسان الرسول (ص) على وجه المزاح للنساء لأنه كان يوم عيد .
وقد قال الرسول (ص) : (( النساء شقائق الرجال )) وليس معنى ذلك أن المرأة رجس ونجس كما هي عند اليهود والنصارى وغيرهم
واما مسالة صفة نقص العقل والدين فإننرى في زماننا هذا نسبة عالية من الرجال قد يفوقون النساء في نقص العقل والدين .
غير إن مسألة الشرف والخيانة تأتي من أولويات إهتمامات الرجل وخاصة ان الثقافة العربية تحرص كل الحرص على هذه المسألة ويسدي الشاعر علي بن حسن نصائحه المجانية لمن قد تورط بزوجة من صنف نساء السؤ و يحس بشعور نحوها بانها تسلك مسلكا يفسر بانه خيانة فيدعو الى المكاشفه والمصارحه ( في مجلس خاص ) قال علي بن حسن :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="groove,2,seagreen" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
حرمة السؤ مضواها مصيبات وانقاص
ويل من خيمت عنده بدين الترباص
وانت ياذي بلاك الله بحمل التبلاص
لا تقع مثل من هو في الدمان الغدف راص
فان مافوقها مبنا وعن قرب يغتاص
كلحة الوجه قدها خير من غل وامغاص
قلها وحدكم في المجلس المخفي الخاص
اين معقولي القاصي ومعقولش القاص
لا معش صادقه مني ولا منش اخلاص
غير انا منقلص منش وعندش تقلاص
كل واحد على صاحبه غاير كما اللاص
في الخيانه ومن قد خان في الهاويه غاص

[/poet]

ويسدي الشاعر علي بن حسن نصائحه للراغبين من الزواج بان عليهم أن يحسنون الاختيار حتى لا ينشب بعضهم بزوجة فيها مافي الدجاج من سلوك وكلنا يدرك ان الدجاج مهما وضعنا امامه كومة من الحبوب فإنه لا يتغدى عليها إلا بعد ان يبعثرها يمنة ويسرى ( تشطفر ) وهنا تتجلى العقلية الحضرمية الاقتصادية بالإنتباه والحرص لمكسب الرجال واموالهم من هؤلاء النسوة المبذرات قال الشاعر علي بن حسن :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="groove,2,green" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
لا تاخذ إلاّ مَرَه مافي صفتها عواج
لا عاد تنشب بوحده مثل بعض الدجاج
فيها البطن والرثاثه والفضع والعواج
شفها تشطفر بسعيك لو كسبت الف تاج
ترجع تعذبك ولا حصلت لك نتاج
[/poet]

لنا لقاء آخر مع الشاعر علي بن حسن العطاس





.