11-08-2009, 04:44 PM | #1 | |||||
حال متالّق
|
الحلقة السادسة من رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت :يافع في حضرموت
يافع في حضرموت الحلقة السادسة من سلسلة رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت ومن العسكر الذين انتقلوا إلى حضرموت يافع؛ وقد مّربنا من قبل أن الغُزّ الأكراد عسكر الدولة الأيوبية ،ونهد عسكر عمر بن مهدي اليمني الذي كان قائداً لهم في حملاتهم التنكيلية بأهل حضرموت والذي قتلته نهد سنة 621 هجرية وكانوا حلفاؤه ثم أن ّأل يماني عسكر الدولة الرسولية قد ساعدتهم نهد في إقامة دولتهم في شرقي حضرموت، وكذلك آل كثير عسكر الدولة الحبوظية الذين كما ذكر"باحنان وبن هاشم وغيره " تشبثوا بما تحت أيديهم بالسلطة في أجزاء من حضرموت بعد مقتل السلطان سالم بن إدريس الحبوظي الحضرمي الظفاري رحمه الله 0 ولم تكن يافع إلا عسكراً مثلهم مطلوبين للخدمة العسكرية مع الأتراك في جيش السلطان بدر بن عبد الله الكثيري كما هو معلوم و نقلناه عن "عبد الخالق بن عبد الله بن صالح البطاطي اليافعي في كتابه " إثبات ما ليس مثبوت من تاريخ يافع في حضرموت " وهو يرد على الأستاذ المؤرخ محمد بن عبد القادر بامطرف حين وصفهم على قول البطاطي بأنهم غزاة و إقطاعيين، فرد الشيخ البطاطي (أنهم ليسوا غزاة ولا إقطاعيين كما سماهم الكتاب ) ويفصد به كتاب - «الإقطاعيون كانوا هنا» وقال :(000 ونقول بإيجاز إن وصول يافع كان في عهد السلطان بدر بوطويرق الكثيرى – في بداية القرن العاشر الهجري أي سنة 962 هجرية- مطلوبين جنود وحامية لحضرموت من قبل السلطان وبتكليف من الواسطة الحبيب الحسين بن بو بكر بن الشيخ بو بكر منصب يافع والسلطة الروحية لهم وبعد وصولهم إلى حضرموت وزعوا في المدن والقرى كحاميات على النحو التالي في مدينة الشحر العاصمة السبعة المكاتب وهم آل الشيخ على هرهرة في الشحر تباله وابن عاطف جابر بحي الجزيرة وابن معوضة في حي الحوطة والخور ومحل حصونهم الكودة فوق البحر جنوب مقبرة عبد الرحيم والبطاطي فى حي الرملة ومحل حصونهم فوق البحر الكودة جنوب السجن الحالي وابن عياش ومحل حصنهم الكودة التي فوقها العلم حاليا والبيانى ومحل حصنهم الكودة التي فوقها المدافع شرقي الجمرك القديم وابن قحطان بن بريك ومحل حصنهم كان غرب شمال مسجد عمرو وقعطبه شمال غرب مسجد على وأنقاضها ملك شعيب الآن غربي بيت باجرش والكسادي فى المكلا وآل زياد البعسي وآل ابن صادق والبكرى والحامى والديس الشرقية آل كساد أيضا وآل همام فى غيل باوزير وفى قصيعر آل البطاطي وآل يزيد فى الحدبة بالمشقاص وفى عرف النشادى والشنضورى فى غيل بن يمين وفى ريدة المعارة الكلدى وآل خلاقة والرباكى فى شحير وفوة وحضرموت الداخل فى سئيون آل الشرفي آل مساوى وعبدان وآل داعر والمصلى والشعموطي والمرفدي وآل عفيف الضبي وآل الفضلى وآل داؤد وآل البكري في مريمة وفى تريم أل غرامة البعسي وابن عبد القادر وآل همام آل لحمان وفى تريس آل ابن النقيب وفى شبام ابن جحلان القعيطى وآل الدهرى وآل حمود مبارك فى العقاد والحمة وآل على جابر فى خشامر وآل الشيخ على فى حويلة وآل مخارش فى دار الراك وابن جابر احمد فى عقران والحدادي فى حدية القطن وآل السعيدي فى الخرابة وآل خلاقة وآل معمر فى المسحرة وآل أحمد لحمدي فى العنين القطن أيضا وبن مدشل فى ساحة المداشلة القطن والجمهورى فى ساحة الجهاورة القطن وآل على الحاج الحوثري فى ساحتهم القطن وآل الحضرمي في ساحتهم القطن والنقيب القعيطى فى ساحتهم القطن الرشيدي في الحوطة بالقطن بعد شبام مع القعيطى آل البكري فى بابكر القطن آل لرضي في الفرط وضبعان وآل بريك فى حريضة ووادي عمد واليزيدي فى الهجرين والبطاطي فى القزة وجميع الأراض التي تملكوها سواء كانت للزراعة أو البناء ما هي إلا بالشراء من أهلها أو الهبة من بدر بو طويرق الكثيري وبحكم الخدمة الطويلة وطول المدة استوطنوا هذه الأراضي وبعد سقوط دولة بدر المذكور كلهم بقوا في محلاتهم كقبائل مواطنين مسلحين وفرضوا سلطتهم على محلاتهم لحماية أنفسهم وممتلكاتهم ومواطنيهم بقوة السلاح ومنهم من قدر على ذلك ومنهم من بقى تحت سلطة صاحبه ودام الوضع على هذا الحال حتى قيام دولة آل بريك بالشحر ثم إن آل بريك ضاقت بهم المعيشة فى حريضة بوادي عمد فنزحوا إلى الساحل ونزلوا بوادي خرد فى العيص واستولوا على حصن البطاطي بخرد وبالتواطؤ مع إخوانهم آل قحطان آل بريك ودخلوا الشحر واحتلوا الجانب الشرقي منها الذي هو تحت سلطة جماعتهم فى المجرف وحافة باذييب وحافة الرباط حافة بن جوبان وبنوا البيوت والحصون وسكنوا بها كجزء من المكتب السابع بالشحر واستقر الوضع كذا لمدة طويلة حتى كملت قوة قبيلة آل بريك فى الشحر بالمال والرجال وانقرض ابن عياش والبياني ونزح البطاطي إلى قرية القزة بمنطقة الهجرين ونزح بن الشيخ على هرهرة إلى تبالة وانسجم معه بقية المكاتب وكونت دولتهم000 ) وكأن السلطان غالب بن عوض القعيطي آخر سلاطين السلطنة القعيطية [ أطيح به القوميون في 17 سبتمبر 1967م ] في كتابه "تأملات في تاريخ حضرموت" يشير إلى أن دخول يافع حضرموت أقدم من هذا التاريخ في عهد السلطان بدر بن محمد المردوف ولعله المعروف بدر الدين عند (محمد بن هاشم ص 50 من كتاب تاريخ الدولة الكثيرية) وهذا السلطان عاصر آخر الإمارات الكندية في الشحر للأمير محمد بن سعيد بن فارس أبي دجانة الكندي صاحب الشحر قبل استيلاء الرسوليين – من الأكراد جنود الدولة الأيوبية في اليمن وآل كثير على الشحر- : وقد أشار إلى هذا الأمر المؤرخ اليافعي الأستاذ صلاح عبد القادر البكري- في كتابه تاريخ حضرموت السياسي أي بأن بدر بن عبد الله بن طويرق أول من جلب يافع إلى حضرموت سنة 962هـ/1520م- غير أن السلطان غالب المذكور آنفاً وآخرين عدوا هذا من الخطأ منه وقال :( أن أول من أحضر يافع إلى حضرموت هو بدر بن محمد المردوف. ولكننا نجد إشارات واضحة في كتاب "تاريخ حوادث السنين ووفاة العلماء العالمين والسادة المربين والأولياء الصالحين من سنة تسع مائة إلى التي هي للألف موفية" المخطوط للسيد محمد بن عمر الطيب بافقيه، المشتهر بلقب بافقيه الشحري، عن تواجد جنود من يافع في جيشه، ونؤيد الفكرة بأنهم لم يكونوا في الغالب من مواطني حضرموت، إلا اللهم اليسير منهم، بسبب قلة تعداد التليدين أو القديمين من هذه القبائل في حضرموت- وهذا، إذا كان لهم وجوداً خلال تلك الفترة في هذه الديار كما يزعمه البعض، والتي (أي قلة تعدادهم) بالطبع لم تكن تشجعهم على ترك ديارهم وعوائلهم دون حماية للمساهمة في حروب السلطان بدر المتواصلة ضد القبائل الحضرمية المنتشرة والشيخ العمودي، وأنداده من أسرته، والبرتغاليين وغيرهم000) وذكر السلطان غالب في كتابه أن من معالم سياسة السلطان بدر الكثيري "بوطويرق " أنه لا يستخدم جنوداً حضارمة في جيشه وقال :( ثم إنها كانت من معالم سياسة السلطان بدر بوطويرق بأن يستخدم رجالاً من قبائل خارجة عن حضرموت كجنود له لقمع شوكة القبائل المحلية ورؤوسها من المعارضين والمتمردين عليه لكونها خالية من أواصر القرابة بالسكان المحلي، وأكثر استعداداً لإطاعته في مثل هذه العمليات التي دامت طوال فترة حكمه.) وفيما يستدل به السلطان غالب بن عوض القعيطي على قدم عهد يافع بحضرموت قبل تاريخ وصول دفعتهم المشهورة لدعم سلطنة آل كثير بماذكره ثم بإمكاننا أن نضيف هنا أيضاً ما ذكره المطهر بن محمد الجر موزي (المتوفى سنة 1077هـ/1666م) في أحد كتبه وهو "تحفة الأسماع والأبصار بما في السيرة المتوكلية من غرائب الأخبار"[ والكلام للسلطان غالب في التأملات ]الذي يتهم فيه معتقدات الحضارم بالجبرية والحلولية والأشعرية والإيمان ببعض الخرافات، وذلك نقلا عن لسان رسول الإمام المؤيد بالله رحمه الله، الشيخ صلاح بن مقنع الأسعدي، الذي كان أرسله الإمام المذكور إلى السلطان عبد الله بن عمر الكثيري سنة (1041هـ/1631م)، بأنه عندما زار عينات في أيام المنصب السيد حسين بن أبو بكر بن سالم حرمه الله (المتوفى سنة 1044هـ/1234م)، وجد عند قبر الشيخ أبو بكر بن سالم طيب الله ثراه، نحو أربعمائة نفر أكثرهم زوار من (قبائل) يافع يهللون ويصيحون "يا حبيب" ويضربون الطبول- وهذا ضمن ما يدل عن تواجد العنصر اليافعي في حضرموت 0 وأما في شأن السلطان بدر بوطويرق وإحضاره مجندين من قبائل يافع من مواطنهم والأسلحة البارودية، فيقول الشاعر الحضرمي العامي: "رأسي قد ضرب من حنة المدافع ... وكل السبب من بدر يومه (لأنه) جاب يافع (وقيل) لا حل لك يابدر جبت يافع ... ذولا (هؤلاء) لغتهم تشبه الضفادع."0 ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي استعان فيها سلاطين آل كثير بأفراد قادمين من جبال يافع إما لتعزيز سلطتهم ضد خصومهم في حضرموت أو من البيت الكثيري نفسه فقد زادت الدعاية للقوى اليافعية التي كان يبثها مقام منصب عينات للشيخ أبي بكر بن سالم أدت إلى تهافت السلاطين المتناحرين من آل كثير على جلب مزيداً من عسكر يافع المتفرغين للقتال لتعزيز سلطتهم والفتك بخصومهم أكثر من مرة كما يذكر ذلك- محمد بن هاشم في تاريخ الدولة الكثيرية – قال (وفي ثلاث خلت من ذي الحجة سنة 1115هـ وصل مكتب (رسول مستعجل) من صالح بن منصر العولقي إعلاماً بوصول السلطان بدر بن محمد وبصحبته يافع. وصلوا إلى عتق فاضطربت البلاد. وتطاولت الأعناق لتلقي الأخبار. وذهب بعض الأمراء إلى عينات لأمور سرية. وجمع السلطان عمر بن جعفر عساكره يوم الجمعة وتكلم فيهم قائلاً: أن عمر بن صالح ويافع ومعهم الصنو بدر بن محمد واصلون ونحن سنلاقيهم ونصدهم سواء جاؤوا إلى الخير أو الشر. وأجابته العساكر بأنهم في الطاعة. ثم وزع المراكيب من جمال وخيل على العسكر. وحضرت الطبول ودقت بعد فجر السبت وزحف الجيش بعد طلوع الشمس يرأسه عمر بن علي بن عبد الله ومعه فرقة الفرسان وجماعة من تميم المجاورين لتريم. وتلاحقت العساكر وتواعدوا إلى شبام.) وكان للأزمات السياسية التي ألحقها النظام الكثيري وأعوانه من العلويين والشنافر بحضرموت سبباً لتفاقم الفوضى القبلية العارمة التي اجتاحت حضرموت أكثر من مرة وأنهت بذلك الدولة الكثيرية الأولى وسلمت زمام السلطة للعسكر اليافعيين ،حين توزع أرث السلطنة الكثيرية بينهم قال المؤلف المذكور –محمد بن هاشم في تاريخ السلطنة الكثيرية :( تقوضت أطناب هذه الدولة. وتفرق رجالها في أكناف البلاد متجردين من القوة والرئاسة. والإدارة والسياسة، فالتجأ آل عبد الله قارة (الصناهجة) ومنها إلى السحيل القبلي وإلى غنيمة في وادي تاربة واختار فريق منهم بلدة باعبدالله وهي حوطة السادة آل العيدروس موطناً لعزلتهم الهادئة المتواضعة.) وتوزعت حضرموت وأهلها إلى دويلات متعددة أسماها محمد بن هاشم "سلطات الطوائف" وعلل ذلك لصغرها وأنها تتبع أسر معينة من ذوي الشوكة والغلبة في ذلك الزمان فبمدينة ((تريم)) وحدها ثلاث سلطات من هذا القبيل وهي سلطة آل غرامة بحارتي المجف والسوق، وسلطة ابن عبد القادر بالنويدرة، وسلطة آل همام بالخليف، ثم أن ابن يماني التميمي، كان يسيطر على (قسم) وضواحيها، وكذا لكل قبيلة من آل تميم بلدة تحكمها, وهناك نقط أخرى تسمى (حوط) يحكمها بعض السادة العلويين، وبعض المشايخ ذوي الفضل بدون جنود ولا عبيد. واستأثر آل الضبي ((يسيئون)) كما انفرد بنو النقيب ((بتريس)) والموسطة ((بشبام)) وبنو بكر بمريمة. ولكل من قبائل الشنافر بلدة تمضي عليها سلطته وهلم جراء0 ووصف كثيراً ممن كتب في تاريخ حضرموت السياسي والإجتماعي في الفترة التي تلت سقوط السلطنة الكثيرية من بدايةالقرن الثاني عشر وحتى القرن الثالث عشر الهجري كيف كانت الحالة السياسية والأمنية والفوضى القبلية التي قد بلغت النهاية، وأصبحت حضرموت تموج بألوان صاخبةً من فتن العسكر والشنافر والدويلات التي أقامها عسكر يافع وآل كثير،وغيرهم من العصبيات المحلية القروية الأخرى،التي كانت الحروب بينها تثور لأتفه الأسباب ، وكذلك بين السلاطين وزعماء العشائر القبلية،فيفرضون الأتأوات والضرائب على السكان ويرى د0 عكاشة محمد عبد الكريم في كتابه (قيام السلطنة القعيطية) أن السبب وراء ذلك ( من أجل شراء السلاح وبناء الحصون والقلاع وكسب الحلفاء وشراء حملة السلاح،مما أضرت اقتصادياً بالمجتمع الحضرمي وأسهم في انعدام الأمن وكثرة أعمال السلب والنهب) وأضاف بامطرف أيضاً في كتابه (المعلم عبد الحق ) و أن البعض ممن يجد في نفسه القوة على إرغام الضعفاء وبسطاء الناس قد مارس عليهم نظام السخرة على الخدمة المجانية في المزارع والمنازل والاشتراك في المعارك القائمة بينه وبين خصومه، يحمل الزاد والذخيرة للمقاتلين) و نتيجة لذلك تشردت المئات والآلاف من الأفراد من الأسر الحضرمية عن ديارها ومواطنها الأصلية بين مناطق حضرموت في شرقها وغربها هرباً من الجوع والقتل وضاع ترابطها الأسري أو كاد ينتهي في ظل الهجرة الداخلية الجبرية من مكان إلى آخر داخل حضرموت أو خارجها،وضاعف ذلك التشرد والتشرذم الجوع والفقر المنتشر وانعدام الأمن في أغلب مناطق وادي حضرموت بالذات وقد ذكر "محمد بن هاشم " في تاريخ الدولة الكثيرية انتقال بعض الأسر من العلويين في تريم الذين طالت يد البطش إليهم [ قلت فكيف بغيرهم من الناس ] وذكر ابن عبيد الله السقاف في إدامة القوت "وعكاشة" في مرجعه السابق وبامؤمن "في الفكر والمجتمع انتشار ظاهرة "سرقة الأطفال والنساء الأحرار" ممن قُدر عليهم وبيعهم في أسواق النخاسة على أنهم عبيداً وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً 0 ولا يتحمل اليافعين سوء هذه الأحوال وترديها وحدهم كما ذهب إلى هذا محمد بن هاشم في كتابه "تاريخ الدولة الكثيرية " (ولو أن هؤلاء المتغلبين يقصدون تأسيس دولة يافعية قوية الشكيمة تملك البلاد وتحكم العباد وتطمح إلى إقامة سلطان عام يسوس القطر عدلاً أو جورا لما قلنا باضطراب الاتجاه السياسي إذ ذاك ولما رأينا عواطف الفتن والمحن تعصف بأهالي ذلك القرن من دون غاية مبررة اللهم إلا المطامع السافلة والأغراض الشخصية التي تنم عن روح شريرة سارية في المتسلحين لا تتمشى مع مصلحة النظام العام.) وكان صلاح البكري اليافعي قد حمل جزء من هذه المشكلات والفوضى آل كثير والشنافر وبعض العلويين الذين كما قال "ظلوا متربصين بهم 000 ) يقصد بسلطة يافع في حضرموت وذكر أيضا بعض مالحق بيافع من بعض سلاطين آل كثير من أفعال مأسوية معروفة قلت [ ولسنا بحاجة لذكر جراحات الماضي بينهما ] 0 و أمّا هذا فهو لهم لا عليهم ومن ذلك إمارة آل بريك في الشحر وآل غرامة في مدينة تريم وآل علي جابر في خشامر الذين عضدوا وساعدوا حملة الموحدين النجديين سنة 1224 هجرية عند قدومهم حضرموت 0 إضافة إلى الدولة القعيطية الحديثة التي أسسها السلطان عمر بن عوض القعيطي رحمه الله مؤسس الدولة القعيطية في قرية (الريضة) بالقطن التي أشتراها من آل العيدروس سنة 1255هـ (1839م). وهم أكبر حلفاء الكثيري من العلويين في حضرموت0 ثم اشترى القعيطي نصف مدينة شبام من حاكمها السلطان منصور بن عمر الكثيري في سنة 1275هـ (1858م وفي السنة نفسها قتل القعيطيون السلطان منصور في شبام وأصبحت المدينة خالصة لآل القعيطي. وبدأت الدولة المدنية الحديثة من شبام التي تأسس بها القضاء والمجالس والدواوين وبعض المؤسسات المدنية 0 وتوالى نفوذ يافع في المكلا والشحر و معظم أراضي حضرموت 0 وعندما توفى السلطان عمر بن عوض القعيطي سنة 1282 هـ (1865 م) خلفه على الحكم أبناؤه الخمسة من بعده محمد وصالح وعبدالله وعوض وعلي، وكان عوض أبرزهم. وفي سنة سنة 1306هـ (1888م). أبرمت السلطنة القعيطية بمشورة ووساطة وزيرها حسين بن حامد المحضار معاهدة الحماية البريطانية 0 وفي سنة1336هـ(1918م) خضعت الدولة الكثيرية هي الأخرى، في عهد السلطان منصور بن غالب للمعاهدة نفسها، وفي سنة 1358هـ(1939م)، في عهد السلطان جعفر بن منصور أبرم آل كثير معاهدة الاستشارة مع الإنجليز. وفي سبتمبر و أكتوبر سنة 1387 هـ (1967 م) انتهت الدولة القعيطية و الكثيرية بالإطاحة بهما على يد ثوار الجبهة القومية في حضرموت و التي سبقت استقلال الجنوب اليمني كله في نهاية نوفمبر سنة (1967م) 1387هـ، وكان آخر سلاطينهم غالب بن عوض القعيطي و حسين بن علي بن منصور الكثيري. ماهي مواطن يافع التي انحدروا منها ؟ قد وصفها " حسن صالح شهاب" في كتابه :"يافع في عهد سلطان آل عفيف وهر هرة"قال فيه : يافع من المناطق الجبلية الوعرة فى اليمن، تحدها من الجنوب، فى الوقت الحاضر (أبْيَن) أو ما كانت تعرف ببلاد (الفضلى)، ومن الشرق الجزء الشمالى من بلاد (الفضلى) وبلاد (العَوُذَلي)، ومن الشمال (البيضاء) و(بنى ضبيان)، ومن الغرب (الشعَيْب) و(حالمين) و(ردفان) و(الحواشب). وجبالها غالبًا شامخة، شديدة الانحدار، يصعب تسلقها إلا عبر شعاب، وطرق صعبة متعرجة. أشهرها فى أطراف يافع الشمالية جبل (ثْمَر)، وهو بين منطقة (ظِبى) و(المّوْسَطة)، ويبلغ ارتفاعه حوالى تسعين وأربع مائة وألفين متر عن سطح البحر. وإلى الشرق منه جبل (حَبَه) وارتفاعه خمسين وثلاث مائة وألفين متر. وإلى الشمال منه جبل (العُر) ويبلغ ارتفاعه أربعة وثمانين وثلاث مائة وألفين متر. هذه الجبال الثلاثة تقف كسور حصين يحمى يافع من جهة الشمال. وفى الجانب الغربى جبال عالية أشهرها جبل (موفجه) أو (منْوَر) و(قماطه) و(العلا)، وفى الجنوب جبال (كَلَد). وأعلاها جبل (مشياف). وارتفاعه حوالى ثلاثين ومائة وألفين مترًا. وجبل (خلها)، و(مسعود)، وفى الجانب الشرقى جبال (ذى ناخب) وهى جبال شديدة الانحدار. من تلك الأماكن الجبلية الوعرة التضاريس الشاقة في العيش والمسالك أنسابت الجماعات اليافعية إلى حضرموت في شكل موجات كلما أحتاج لها الوضع السياسي في حضرموت منذ القرن العاشر الهجري ،وطاب لها العيش والمقام في ساحل ووادي حضرموت وظلت على إرتباط شبه دائم بالجبل المكان الأول للإنحدار حتى في عصرنا الحاضر0 |
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحلقة الخامسة :رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت بنوحرام | الحضرمي التريمي | تاريخ وتراث | 32 | 02-11-2012 05:09 PM |
عضو جديد يريد المشاركة باستفسار عن تاريخ حضرموت | mdahmed | تاريخ وتراث | 7 | 01-26-2011 11:37 PM |
اليمن إلى أين -3- التأريخ والجغرافيا والإنسان (2): حضرموت 1 | نجد الحسيني | سقيفة الحوار السياسي | 2 | 02-15-2010 10:40 PM |
الحلقة الرابعة : رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت رحلة أحمد بن عيسى العريضي | الحضرمي التريمي | تاريخ وتراث | 5 | 10-09-2009 05:04 PM |
الحلقة الثانية من رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت | الحضرمي التريمي | تاريخ وتراث | 0 | 08-17-2009 10:10 AM |
|