نسب قبائل المهرة وعلاقتهم بحضرموت

[أبو صلاح]

منشورات وأبحاث في تاريخ وجغرافية حضرموت
يكتبها الباحث / أبو صلاح الحضرمي
الأستاذ / حسين صالح بن عيسى بن عمر بن سلمان
نسب قبائل المهرة وعلاقتهم بحضرموت
تذكر مصادر التاريخ العربي ومعاجم اللغات : مثل (جمهرة اللغة لابن دريد محمد بن الحسن ) ، ( وجمهرة الأنساب لابن حزم الأندلسي ) أن اسم المهرة في اللغات الجنوبية كما أورد ذلك د. جواد علي تعني ( الساحل ).
أما نسباً فقد جاء عند النسابة هشام بن محمد ابن الكلبي : أن مهرة من قبائل قضاعة التي هاجرت إلى جنوب الجزيرة العربية بعد انهيار سد مأرب ، ونسبوها إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف .
و كانت قضاعة الساحلية منقسمة على نفسها و كانت في حروب طاحنة فيما بينها . و كان أبرز فروع قضاعة الساحلية قبيلة المهرة و يليها في البأس و القوة قبيلة بني عليان بن مالك القضاعية التي كانت تحكم الشحر في زمن غير معروف قبل الإسلام .
وهناك قبائل أخرى هاجرت من قضاعة ، واستوطنت مناطق مختلفة منها عُمان مجاورين لقبيلة الأزد من شنؤه ، وممن ذكرت هجرتهم أيضا قبيلة جُرم .
وقال المؤرخ محمد عبد القادر بامطرف في المختصر من تاريخ حضرموت عن علاقة حضرموت بالمهرة وجزيرة سقطرى ، وظفار : كانت حدود حضرموت الشرقية تشمل المهرة وظفار، وكان يُطلق على ملوكها اسم ملوك أرض اللبان، لأن أكثر واردات اللبان والمُرّ والأفاوية (أي أشجار الطيب) كانت تُنتج في ظفار وفي سُقُطرى، وكانت جزيرة سُقُطرى جُزءًا من أراضي ملوك اللبان كما تدل على ذلك النقوش الفرعونية المُكتشفة في (الدير البحري) في منطقة الأُقصُر بجنوب مصر، الذي أنشأَته الملكة الفرعونية (حتشبسوت) التي كان أسطولها التجاري البحري يشتري اللبان والمُر والأفاوية من جزيرة سُقُطرى قبل ثلاثة آلاف عام.
وإلى مهرة تنتسب قبائل وبطون مختلفة ، قد استقرت في المنطقة الساحلية الممتدة بن عُمان وحضرموت ومن أبرزهم ( بنو ريام ، وهم من قبائل المهرية ، التي تعرف اليوم بالجبل الأخضر. والقمر هنا نسبة إلى خليج القمر على سواحل بحر العرب الجنوبية الشرقية للمهرة.
ومن قبائلهم أيضا القراَّ ، والمسكا ، والمصلا ، والعيدي ،والعفار ،[ غير العفار الكنديون في حضرموت ] وكذا قبائل الثعين ، وقد ذكر ذلك الهمداني في الإكليل وثعين زعيمهم أبو ثور المهري الذي يعرف بصاحب الأسعا.
وفي كتاب الشحر مدينة وتأريخ تأليف :الأستاذ عبد الرحمن عبد الكريم الملاحي قال : كانت منطقة الشحر منازل لقبيلة قضاعة وأشهر فروعها المهرة وجرم وبنو عليان وبنو المسن وبنو الحارث وبنو ضب وبنو حلوان وبنو لخنت . أما في داخل حضرموت فكانت فروع قضاعة بنو أحرم وهم الآن آل كثير وآل تميم والمناهيل والكروب وآل حبروت والعفار ....
و ذكرت كتب الأنساب أيضا أن المهرة نزلت الشحر . وقيل أن المهرة ليست من قضاعة وإنما هي أصيلة في مواطنها هذه من قديم كما يرى ذلك بعض الباحثين في الأنساب مثل العوتبي وغيره .
وكانت ظفاروالمهرة قد عرفت في تاريخ حضرموت أنها جزء من مملكة حضرموت القديمة،وأرتبط تاريخها حتى قرون متأخرة بمجريات الصراع والأحداث السياسية التي شهدتها حضرموت .
وقال الباحث الروسي د.سرجينس تاريخ حضرموت السياسي والاجتماعي قبيل الإسلام وبعده : (و كانت للمهرة قديما أحلاف وثيقة مع المملكة الحضرمية التي امتدت أراضيها إلى إقليم ظفار الذي يعد أحد أهم المناطق الذي تصدر منه سلع هامه مثل الصمغ واللبان والمر، ( وأقدم ذكر للمهرة نجده في نقش المعسال رقم 4 الذي يتحدث عن مشاركة المهرة /مهرت MHRT / مع الجماعات والقبائل الحضرمية الأخرى بزعامة يهبنز في الانتفاضة التي قامت ضد الملك العزيلط بن عم ذخر وذلك في سنة 148 من سنة أبعلي ... حيث جرى ذكر كبير مهرة .)
وفي العصر الإسلامي ومنذ صدره الأول ، ظلت المهرة وعُمان وظفار وحضرموت تتأثر بعضهم ببعض خاصة في الأمور الدينية و المذهبية .
فحين حصلت الردة في حضرموت أيضا حدثت في عُمان ، وفي ثورة الإباضية وانتشار المذهب الإباضي من سنة 129 هـ وما تلته من أحداث في عصري الدولة الأموية والعباسية ، كانت هذه المناطق أيضا قد انتشر بها الثوار الإباضيين بين قبائل الأزد وقضاعة وكندة وحضرموت .
وفي زمان دخول المذهب الشافعي كانت ظفار لها دوراً في نقل المذهب وتعاليمه إلى المهرة وحضرموت .
وفي العصر الحديث أيضا لعبت الهجرة دوراً مماثلاَ أيضا وحتى اليوم خاصة من حضرموت إلى المهرة ، ومن المهرة إلى عُمان ودول الخليج العربي .
#أبوصلاح_باحث_في_تاريخ_وجغرافية_حضرموت

صفحتي تاريخ وتراث حضرموت على الفيس بوك https://www.facebook.com/alhdrv/
Telegram: Contact @GNATFAWAYID