شخصيه من حضرموت أبو بكر باعشير

[ابن حضرموت]

لا يوحي ابو بكر باعشير الشيخ الستيني الموجود في احدى مستشفيات سولو بانه اكثر من مريض عادي رغم ما تتهمه به اجهزة الاستخبارت من تزعم منظمة ارهابية اقليمية على علاقة باعتداء بالي الاخير في اندونيسيا الذي اوقع قرابة 190 قتيلا.

وقد اصدرت الشرطة الاندونسية في منتصف الشهر قبل الماضي مذكرة رسمية باعتقال باعشير المتهم بانه احد المسؤولين في شبكة ارهابية في جنوب شرق اسيا وهي تراقب وضعه الصحي عن كثب قبل ان تتمكن من استجوابه.

وابو بكر باعشير، يمني الاصل، نفى باستمرار ان يكون ارهابيا او انه >الزعيم الروحي< لمنظمة ارهابية، مع انه لا يخفي اعجابه بزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي يرى انه >مجاهد حقيقي> مشددا على انه يريد فقط >نشر حقيقة الاسلام<.

ومنذ اشهر، تتداول اجهزة الاستخبارات في دول المنطقة اسمه وتتهمه بانه مسؤول كبير في الجماعة الاسلامية المتهمة بممارسة نشاطات ارهابية في المنطقة. وتقول اجهزة الاستخبارات ان هذه المجموعة تسعى الى زعزعة استقرار حكومات المنطقة بالارهاب لاقامة دولة اسلامية تشمل ماليزيا واندونيسيا وقسما من الفيليبين.

وابو بكر باعشير متهم باقامة علاقات مع مسؤول رفيع المستوى في القاعدة هو عمر الفاروق الكويتي الذي اوقف في حزيران (يونيو) بالقرب من جاكرتا والمعتقل لدى الولايات المتحدة.وهو متهم بانه اعطى الإذن للكويتي باستخدام امكانات الجماعة الاسلامية لتنفيذ اعتداءات ضد سفارات اميركية في جنوب شرق اسيا الشهر الماضي، حسب ما ذكرت مجلة >تايم< الاميركية نقلا عن مصادر في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه).

وقد رد اخيرا على الاتهامات بتورطه في اعتداء بالي معتبرا انها >اكاذيب دنيئة<. وقال >انها عملية تلاعب تقوم بها الولايات المتحدة واليهود. ليس لدي اي معرفة بالشبكات الارهابية وما حدث في بالي عمل شيطاني وغير اخلاقي<. ومنذ عام 2000، يدير هذا الرجل الملتحي الذي يضع نظارات صغيرة ويرتدي لباسا ابيض، مجلس المجاهدين الذي يضم العديد من الحركات الاسلامية التي تطالب بتطبيق الشريعة في اندونيسيا.

وخلال شبابه، نشط باعشير المعروف بهدوئه الذي يتناقض مع خطاباته الحماسية، في صفوف العديد من المنظمات الطلابية الاسلامية. كما اسس في 1972 مدرسة اسلامية في نغروكي بالقرب من سولو. غير ان المحققين يعتبرونه احد المسؤولين الرئيسيين في الجماعة الاسلامية الى جانب ثلاثة مسؤولين اندونيسيين بينهم احد اصدقائه المدعو رضوان عصام الدين الحنبلي الذي يتهم بانه مسؤول عمليات الجماعة وعنصر في القاعدة.كذلك، اعتقل احد تلامذة باعشير فضل الرحمن الغزي في نيسان (ابريل) في الفيليبين وفي حوزته طن من المتفجرات.

وقد اتهم باعشير خلال حكم نظام سوهارتو بتنفيذ محاولة انقلاب ضد النظام واعتقل وامضى اربعة اعوام في السجن بين 1978 و1982. وفي 1985، غادر باعشير البلاد متوجها الى ماليزيا وعاد منها الى اندونيسيا مع العديد من طلاب مدرسة نغروكي بعد سقوط نظام سوهارتو في 1998.وقد نفى باعشير دوما ان تكون له اي علاقة بالجماعة الاسلامية مؤكدا ان هذه الحركة ليست موجودة اصلا ومشيرا الى انه لم يدل بأي خطب الا ضمن مجموعات صغيرة في اندونيسيا وماليزيا.

وقد زار باعشير استراليا إحدى عشرة مرة لمحاولة نشر نفوذ الجماعة الاسلامية فيها وفقا لما قالته الحكومة الاسترالية. وزعم المدعي العام داريل ويليامز ان مداهمات قامت بها الشرطة ومنظمة الامن والاستخبارات الاسترالية مؤخراً لبيوت مسلمين يشتبه في أن لهم صلات بجماعات ارهابية كانت تهدف الى تبين مدى ذلك التأثير. وتسبب هذه المداهمات اثارة غضب عام في بعض الاوساط بعد ان اعتبرت بمثابة جزء من اجراءات قاسية تقوم بها استراليا ضد الارهاب وتركزت بشكل اساسي على الجماعة الاسلامية التي يشتبه في ضلوعها في التفجير الذي تعرضت له بالي والذي ما زال يعد حتى الان ثاني أكبر هجمات نفذتها القاعدة بعد احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عام 1002.

ومع ان حكومتي سنغافورة ومالي تتفقان في الزعم بأن باعشير هو الزعيم الروحي للجماعات الاسلامية في المنطقة إلا ان البلدين لم يربطا بينه وبين تفجير بالي، في وقت ما زال فيه الرجل ينفي حتى هذه اللحظة تزعمه للجماعات الاسلامية او ارتكابه أي جرم بما في ذلك الهجوم الذي ارعب سكان جزيرة بالي.

لكن وفي اعقاب الانفجار في بالي اعلنت استراليا ان الجماعة الاسلامية منظمة ارهابية مما اتاح للحكومة امكانية استخدام تشريع صارم لمكافحة الارهاب في حق من يشتبه في انهم اعضاء في الجماعة.وقد رفض ويليامز الادلاء بأي تفاصيل حول المداهمات التي قامت بها منظمة الامن والاستخبارات في كل من سيدني وملبورن وبيرث واكتفى بالقول ان المنظمة لا تزال منكبة على تحليل واعادة قراءة خارطة تحركات واتصالات باعشير خلال زياراته التي قام بها الى استراليا.

وادعى ويليامز ان باعشير الذي سافر الى استراليا آخر مرة في عام 8991 كان غالبا ما يرافقه رجل يقال انه كان آنذاك زعيم الجماعة الاسلامية ويدعى عبد الله سونجكار. واوضح المسؤول الاسترالي: >في حقيقة الامر نحن لا نعرف لماذا جاء باعشير مرارا الى استراليا ولكن منظمة الامن والاستخبارات تحسب ان الهدف كان كسب نفوذ للجماعة الاسلامية في استراليا<. وحتى الان لا تزال الكثير من الحقائق المتعلقة بأحداث جزيرة بالي، غير معروفة.

وقد ورد اسم رجل يدعى حنبلي ويعتقد ان اسمه الحقيقي هو رضوان عصام الدين ، على رأس قائمة المطلوبين في جنوب شرق آسيا كمشتبه رئيسي فيه في سلسلة التفجيرات التي تعرضت لها المنطقة. وحنبلي او رضوان هذا عالم دين اسلامي في السادسة والثلاثين من عمره فقط لكنه مطلوب في اغلب دول المنطقة ومنها بالطبع اندونيسيا وسنغافورة والفيليبين ويعتقد انه العقل المدبر العملياتي لجماعة يكتنفها الغموض لا يربط بينها وبين باعشير سوى ما يقال من انه الأب الروحي لها جميعا.