"]برميلٌ جديد.. مستقبل مُشطَر !!

[حد من الوادي]

برميلٌ جديد.. مستقبل مُشطَر !!

محمد سعيد الشرعبي السبت 2009/10/24 الساعة 07:09:18

في جنوب الوطن قضية ، هناك في جنوب القلب يتوسل الناس حقهم في الحياة ، يبحثون عن خبز الحرية تحت بيادات العساكر ، و في المقابل تعيش السلطة خارج نطاق المسؤولية الوطنية ، وحالها أشبه بالصومالية التي تمضغ القات ليل نهار ، وتنفث دخان سجائرها بزهو يثير فضول العابرين ، ولو أغضبها طفل (تشقدف) لليمنيين بلكنة غربية في قلب العاصمة ، مع الاحتفاظ بفارق (التعتعة )بين الدول والأفراد . وماذا بعد؟

تعاملت صنعاء مع الحراك الجنوبي بنوع من الغرور المقرون بالغباء السياسي وكأن الأمر برمته حدثاَ عارضا لا يرتقي إلى مستوى القضية ، ولعل وصف "باجمال" لمناصري الحراك في بداياته بـ" شويه صوماليين " الذي قصد منه الرجل التهوين من أمرهم كانت مستفز لمشاعر الجنوبيين! حين تحدث الرجل لم ينطق عن الهوى ، بل هو موظف عبَر حرفياً عن رأي ربه الخرافي .

ومن يومها والغليان الجنوبي مشتعل ، والقضية تزداد تعقيداً إلى حد رفع سقف المطالب إلى " فك الارتباط " ، ناهيك عن تداخل مصالح قوى خفية ترى في اليمن جغرافيا سائبة تستعرض فيها صلافة أحقادها وعقدها التاريخية منذ زمن بشهادة ما جاء في مذكرات الشيخين "عبدا لله الأحمر" و"سنان أبو لحوم" .

أخيراً تدخل الرئيس ، وقام بتوزيع ( 300) سيارة (سيوزكي) من نوع (فيتارا) لبعض وجاهات الجنوب معتقداً بأن فعله الاعتباطي – هذا - كفيلا بإخماد نار الحراك ، بدلاً من السماع للمطالب ، وإعادة الحقوق المصادرة لشعب لا يؤمن بفقه القبيلة .

لو صح ما نُسب عن الرئيس ، فالرئيس يستخف بإرادة الشعب اليمني بما فيه الجنوبي - وبلا شك - فهو يعاني من قصر الرؤية في قراءة ملامح الجنوب على الرغم من مرور 19 عاماً على توحيد اليمن.. أيعقل الرئيس " الفندم" لا يفرق بين " ردفان " ، و " بني ضبيان " ؟؟ بين برغماتية "حميد الأحمر " و مبدئية " محسن باعوم " ؟؟ بين قروية " يحي الراعي " وعالمية " ياسين سعيد نعمان " ،...،....،...؟؟؟؟؟؟؟

يهدأ الجنوب يوماً ، ويتحرك أسابيع ، فيما سلطة 7/7 تبحث لها حيل انتهازية يتسنى لها من خلالها استدراج أطراف غير مرحب فيهم بالمنطقة لاستدرار حسنات الجيران بشتى الأساليب حفاظا على الكرسي من سوس الطامحين لقضاء أسبوع رئاسي تيمناً بالمشير علي عبد الله صالح الأحمر ، ويرجع بعض المراقبين المشكلة برمتها إلى " شيخ ضبه " فهو الباعث والمميت لأزمات اليمن.. والله عليم بأسرار القصور !!!

قوى جنوبية تَنْظم إلى ركب الحراك ، وأطراف تذكي مشاعر العداء بين أبناء اليمن الواحد نكاية بنظام " أبو سبعتين " المشغول بديباجة مبادرات سياسية لحل مشاكل القرن الأفريقي ، وتوحيد الصف الفلسطيني ، بينما هو غير قادر على خلاف على قطعة أرض في مدينة (البريقة) بعدن .

قائمة الـ"16" تذكروا سلطتهم المصادرة ، ورفعوا سقف المطالب إلى " فك الارتباط " لعل الأحدث تعيد لهم مافقدوا في صيف الانفصال .. في السياسة الأشياء قابله للتغيير إلى الأفضل ، وليس معيب لو نادوا بذلك ، بل المخزي أن يتحول هولاء القادة إلى دمى تحركها دول وقوى خارجية لا تكن لليمن الطبيعي ود يذكر منذ أمد .

مرت الأيام وازداد الحراك عنفواناً ، وبلغت الأزمة حد الانفجار ، ونجحت السلطة في دس بعض ندمائها في مكونات الحراك لخلط الأوراق ، ونجم عن ذلك إخراج الحراك عن مساره السلمي ، و تلطيخ نضالات الجنوبيين بدماء الأبرياء من أبناء الشمال بدعوى " دحبشة الجنوب " .

بعد توالي الضربات انزوى أصحاب القضية الكبرى ، أو تم سحب البساط من تحتهم – لا فرق - ، وقفزت إلى بؤرة الأحداث كائنات الصدف ، وتم تسويقهم أعلاميا بفعل عوامل ضاغطة، وها نحن الآن نسمع أزيز الرصاص في مدن الجنوب ، وبدائنا نرى المواكب الجنائزية التي تزف ضحايا الوطن إلى مقابر 7/7 .

على الرغم من المد والجزر في الجنوب لم يدرك جهابذة الأزمات برئاسة " صالح " خصوصية الجنوب سيوسولوجياً وديموغرافياٍ ، والتعامل مع قضيته وفقاً لمحددات خاصة تراعى تلك العوامل التراكمية لتجنيب الوطن شر التشطير.

من يوم ثلاثاء الوحدة وصنعاء تتعامل مع الجنوب كـ(غنيمة) من ضمن غنائم الحرب الباردة ، لتغدي التمدد القبلي في العمق الجنوبي في ظل اتباعها لسياسة إقصاء ضد شركاء الوحدة من زعامات الجنوب إعادتها إلى مربعها الأول ، وبعد تحقيق النصر المؤزر بمجزرة قوارير " الويسكي " في دهاليز مصنع "صيره " وزع الجنوب للذوات وأولادهم والأدلة دامغة على جور الفاتحين .

بالله عليكم كيف لا يخرج الجنوبيون للمطالبة بحقوقهم والتنديد بممارسات أدعياء 22 مايو ، واحواش الفنادم والعمائم اقتطعت من الجنوب ما لم تقتطعه إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة .

بالأمس كان هناك برميل واحد في منطقة " الشريجة " بين تعز وعدن يفصل شطري اليمن ،و في لحظة طيش وطنية قام العليان " علي صالح " و" علي سالم" بـ ( دهف) البرميل لتدخل البلد المأساة من أوسع خطاُ تاْريخي – حد تعبير الرئيس البيض- ، لكن اليوم أضحى هناك براميل من نوع جديد نُصبت في كل مخلاف ، لهذا دعونا ننفرد بالشعار الانتخابي للرئيس علي عبدالله صالح ،ونحدث فيه ما عجز عنه المشترك بالقول " برميل جديد .. مستقبل مُشطر " .. تصبحون على وطن !!