الشاعر بن شيهون شــاعر الحكمــة وفارس الكلمة ...!!!

[أبوعوض الشبامي]

.

لا يختلف الشعر العامي اليافعي عن الشعر العامي الحضرمي وربما يجد القارئ للشعر العامي في يافع أنه إمتداد واستمرار للشعر العامي الحضرمي ، فالحياة المعاصرة في يافع ما هي إلا امتداد واستمرار لحياة ابناء الجنوب العربي عامة ، ولأبناء حضرموت خاصة ، ذلك لوشائج الترابط الحضرمي اليافعي منذ مئات السنين ، والتي عبر الشعر عنها بجميع مظاهرها وظروفها ومتطلباتها ، ولكن ما يميز الشعر العامي في يافع أنه أكثر صراحة وجرأة ووضوحا ، وشعراء يافع أكثر شجاعة في التعبير في اشعارهم ، بينما شعراء العامية في حضرموت يتوارون خلف الرموز والاشارات والغموض في التعبير عن شعورهم تجاه قضاياهم السياسية والاجتماعية وربما حتى العاطفية منها . وقد يتوهم بعض المتحرشين على الكتابة بأنه يفترض أن يكون الشعر مجرد رموز وطلاسم والغاز مبهمة .

لا أجد نفسي أميل لما قالته العرب بأن ( المعنى في بطن الشاعر ) ولكني أميل لما قاله الناقد السعودي الدكتور عبدالله الغدامي في مقولته بأن ( المعنى في بطن القارئ ) ولهذا نعزز فيما ذهب إليه الدكتور الغدامي بقول شاعر العربية أبوالطيب المتنبي :

أنام ملء جفوني عن شواردها =ويسهر الخلق جراها ويختصم

ولو أن المتنبي كان يفضل بأن يكون معاني شعره وقصائده في بطنه وحده ، لما فطن لاختلاف الناس وسهرهم في تفسير عبارات شعره ومفرداته ( شوارده ) ولما قال ( ويسهر الخلق جراها ويختصم ) .

والحديث يتصل في هذه المقدمة قبل الدخول للموضوع الرئيسي ، نشير الى أصحاب المدرسة النقدية ( التأثريون ) الذين قالوا إن هناك قراءات لنص ( ما ) بتعدد القراء، وهذا ما قاله فيما بعد أصحاب نظرية التلقي وأضافوا: ( إن قراءة نص واحد من قارئ واحد في زمنين مختلفين، تؤدي إلى قراءتين ) .
.
في موضوعنا هذا ونحن مع وقفة في الشعر العامي في يافع ، بين أيدينا نصوص من الشعر العامي اليافعي ، أردنا أن نتخطى المحلية الحضرمية الضيقة ، والدوران في حلقة واحدة سأم منها القارئ في هذه السقيفة ، خاصة بعد أن ملينا قراء كتابة المتحرشين على التراث والشعر العامي ، من الذين لا يحسنون إلا الإجترار لروايات الشعرالعامي ، وتوقفت ذاكرتهم عند اشعار ( حسين بن حامد المحضار ) حتى إن المتصفح لسقيفة عذب القوافي ما أنفك من قراءة هذا البيت :

اليوم يوم السعد والحظ القوي =يوم الظفر جبنا كرامة ظاهرة

وما تلته من أبيات نطالعها بين كل حين .


عند قراءتي للشعر العامي في يافع لا أقول كما قالت العرب أن ( المعنى في بطن الشاعر ) أو أقول مثل ما قاله الدكتور عبدالله الغدامي ( المعنى في بطن القارئ ) إنما أقول : ( المعنى في بطن النص ) .

كنت اعتقد ولعهد قريب بأن الشاعر الشعبي شايف الخالدي هو الشاعر الأول والمبدع والأبرز عند ابناء منطقة يافع ، و يبدو ان هذه الصورة ظهرت لي بصورة تغاير عن ما كنت أعتقده ، نعم ؛ قد يكون الشاعر شايف الخالدي من الشعراء البارزين الذين تربعوا على القلوب والوجدان اليافعي ، ذلك بما يتفرد به الخالدي من طريقة مميزة في إلقاء الشعر والذي يلهب فيه عواطف وحماس المستمعين ، خاصة أن الخالدي ك ( مرسل ) يجيد فن مخاطبة ( المتلقي ) لشعره مباشرة عقب المسيرات والمهرجانات التي كانت تشهدها يافع في حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي حيث كان للشعارات الحزبية والثورية سوقا رائج عند بعض المتلقيين من الشباب المتحمس لتلك الأفكار ، وعادة مثل هؤلاء خاضعون لحكم عواطفهم والتأثر الشديد بها ، فبدون شك أن شاعر كالخالدي أولى أله ن يتربع على قلوب المتلقين لشعره ، لأنه شعره يأتي ضمن منظومة ثقافة الحكم الشمولي السائد في الجنوب ، زد على ذلك لما ناله الشاعر الخالدي من مساحة واسعة من حرية التعبير ، استطاع أن ينالها اثناء الحكم الشمولي في الجنوب لعلاقته الخاصة والمميزة مع رموز في الحزب الإشتراكي ، في حين يخشى الكثيرون من شعراء يافع والجنوب عن الإفصاح أو المجاهرة بما تكنه مشاعرهم في التعبير عن الأوضاع السياسية والأفكار التي لا ترق لهم ، ولهذا كان الشاعر الخالدي بمثابة المحور أوالوتد التي ارتكزت عليها خيمة الشعر العامي اليافعي في حقبة السبعينيات والثمانينيات في يافع ، واستطاع الشعراء العاميون في يافع التعبير عن مضامين اتجاهاتهم السياسية ورؤيتهم لأحداث والتي اتسمت بالصراع على السلطة بين أجنحة الحزب الحاكم المتناحرة .
كان الشعراء يبعثون البدع نحو هذا - المحور - أو الوتد الرئيسي الا وهو الشاعر الخالدي لإستقراء الأحداث ، أو التعبير عن رؤيتهم عما يدور حولهم ، في المقابل يأتي الجواب من الشاعر الخالدي ، حيث يلتمس القارئ لشعر الخالدي أن أغلبه أجوبة على قصائد موجهة له (بدع لشعراء ).


أما الذي جعلني اغير رأي واعتقادي في أن الشاعر شايف الخالدي هو حامل لواء الشعر العامي الحديث في يافع ، أوأنه الشاعر اليافعي المتربع في قمة سلم الشعر العامي في يافع دون منازع ، هو إنه قد وقعت تحت يدي قصائد للشاعر محمد عبدالله بن شيهون من ابناء قرية القدمة بيافع ( مواليد 1370هـ ) وقد قرأت هذه القصائد للشاعر بن شيهون بتمعن عدة مرات ، ووقفت عندها بإعجاب شديد ، وأدركت أني امام شاعر استطاع أن يتملك نواصي البيان ، ويقود زمام الكلمات ويطرق المعاني والقوافي طوعا ، حتى أنه تأتيه منسابة دون تكلف أوعناء .
لقد استطاع الشاعر محمد بن شيهون ان يطوع لهجته العامية لترجمة الحكم الشعبية وتصوير معاناته ومعانات بلاده باسلوب الحكيم المجرب والخبير العارف ، والشاعر المتفلسف ...!! ويبدو ان هذا الشاعر ينتمي الى اسرة عريقة ميسورة كريمة حتى جاءت قصائده مشبعة بروح الفروسية ، ومع الفروسية تأتي الحكمة وفي الحكمة عصارة التجارب الإنسانية وهذا ما يفتقر اليه غيره من الشعراء العاميون المعاصرون ( في حضرموت ويافع ) ، ويأتي الشاعر الخالدي ضمنهم ، والذي يبدو لقارئ شعره بإنه قد عانا من البؤس والحاجة والحرمان وان اقصى اماني شاعرنا الخالدي لا تتعدا ان يتوفر له القات والسيجاره كما قال ردا في احدى قصائده :

قلت باتسمعون الرد مابا تأخر=طالما القات متوفر معي والسيجاره

هذا إذا قارنا ذلك مع قول شاعرنا بن شيهون الذي يبتعد عن هذه الصغائر ويرنو بشعره الى مستوى ارقى فهو في رده على الشاعر المعمري يقول :

ومن حيث أرسل لي عسل يستلم عسل= وكيل الوفاء للأوفياء وافي السحاب

لعلك ايها القاريء لاحظت معي الفرق بين مفردات وعبارات الشاعرشايف الخالدي في شعره الذي انحصر ( بين قات وسيجارة ) ، وبين مفردات وعبارات الشاعر بن شيهون الذي أراد أن يرد الجزاء بجزاء مثله وأحسن منه ، فحين يكون الجزاء أحلى من الشهد ، وكيل الوفاء أوفي من مزن السحاب . نستقرأ أن الشاعر له همة تسمو به الى العلياء والجود والعطاء.




لنا تواصل مع بقية الموضوع.




.

[مسرور]

نحن في إنتظار ما سيلحق / يتبع فلا تبخل به علينا


ما جاء في المقتبس التالي ليس مقياسا ( لاحظ المميز بلون أحمر )

عموما ......... لا تفرض رأيا شخصيا مسبقا وتجعله ( حصاة الواقعه )

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]

لقد استطاع الشاعر محمد بن شيهون ان يطوع لهجته العامية لترجمة الحكم الشعبية وتصوير معاناته ومعانات بلاده باسلوب الحكيم المجرب والخبير العارف ، والشاعر المتفلسف ...!! ويبدو ان هذا الشاعر ينتمي الى اسرة عريقة ميسورة كريمة حتى جاءت قصائده مشبعة بروح الفروسية ، ومع الفروسية تأتي الحكمة وفي الحكمة عصارة التجارب الإنسانية وهذا ما يفتقر اليه غيره من الشعراء العاميون المعاصرون ( في حضرموت ويافع ) ، ويأتي الشاعر الخالدي ضمنهم ، والذي يبدو لقارئ شعره بإنه قد عانا من البؤس والحاجة والحرمان وان اقصى اماني شاعرنا الخالدي لا تتعدا ان يتوفر له القات والسيجاره كما قال ردا في احدى قصائده : قلت باتسمعون الرد مابا تأخر=طالما القات متوفر معي والسيجاره هذا إذا قارنا ذلك مع قول شاعرنا بن شيهون الذي يبتعد عن هذه الصغائر ويرنو بشعره الى مستوى ارقى فهو في رده على الشاعر المعمري يقول : ومن حيث أرسل لي عسل يستلم عسل= وكيل الوفاء للأوفياء وافي السحاب لعلك ايها القاريء لاحظت معي الفرق بين مفردات وعبارات الشاعرشايف الخالدي في شعره الذي انحصر ( بين قات وسيجارة ) ، وبين مفردات وعبارات الشاعر بن شيهون الذي أراد أن يرد الجزاء بجزاء مثله وأحسن منه ، فحين يكون الجزاء أحلى من الشهد ، وكيل الوفاء أوفي من مزن السحاب . نستقرأ أن الشاعر له همة تسمو به الى العلياء والجود والعطاء.

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]

.

أعدك بوقفة لاحقة ............ ولكن ليس قبل أن تلقي كل ما في جرابك أيها الحاوي



سلام .

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسرور [ مشاهدة المشاركة ]

[COLOR="Blue"][SIZE="4"]نحن في إنتظار ما سيلحق / يتبع فلا تبخل به علينا ما جاء في المقتبس التالي ليس مقياسا ( لاحظ المميز بلون أحمر ) عموما ......... لا تفرض رأيا شخصيا مسبقا وتجعله ( حصاة الواقعه ) أعدك بوقفة لاحقة ............ ولكن ليس قبل أن تلقي كل ما في جرابك أيها الحاوي سلام .

في الجراب ما هو ضمن سياق العنوان (( بن شيهون شاعر الحكمة وفارس الكلمة )) وحول هذا العنوان ستأتي النصوص تباعا .

أما الحاوي وجرابه وسيرك الحاوي فهو بالجوار تجده يتحرش بالتراث وينطنط على حبال الشعر ، حاله يذكرني ببرنامج إذاعي كان يبث في إذاعة عدن ايام حكم رفاقك الحمر ، اسمه (( من هنا وهناك )) فكان المذيع في أول الحلقة يتكلم عن القطن في أبين ، وفي وسط الحقة يتتطرق عن تجربة الجيش الأحمر الكوري في صد الغزو الأمريكي ، وفي آخر الحلقة يتطرق المذيع لأهداف تحقيق الخطه الاقتصادية في كوبا ... وهكذا يخرج المستمع بخلاصة انه في دوامة المزايدات والمتاهات التي تبدأ من أبين وقطنها ، وتنتهي به في شبه جزيرة كوبا ...!!





.

[أبوعوض الشبامي]

.

عاش والد شاعرنا محمد بن شيهون مغترباً في اندنوسيا, حين كانت مستعمرة هولندية , ثم عاد والده في زيارة إلى يافع وفيها تزوج من أم الشاعر, وهي ابنة العلامة الشيخ جابر صلاح بن شعيلة, والذي كان من القلائل من أبناء يافع ممن حصلوا على إجازة جامعة الأزهر في مصر ، وأسهم بقسط كبير في تنوير وتعليم أبناء منطقته .

أمضى شاعرنا ( محمد ) فترة طفولته شأنه شأن أقرانه من ابناء يافع يتلقى مبادئ القراءة والكتابة في كُتَّاب القرية ( المِعْلامة ) , وكان التعليم مقتصراً على قراءة القرآن أو حفظ أجزاء منه غيباً دون فهمه أو معرفة شرحه, كما كانوا يتعلمون أولويات الكتابة والحساب من خلال الكتابة على ألواح خشبية.

في عام 1951م, غادر شاعرنا ( محمد ) قريته وهو في سن التاسعة من عمره ، لينتظم في الدراسة بمدرسة قعطبة , ويلتحق بها ضمن العشرات من أبناء يافع و من أبناء المناطق المجاورة .

في عام 1958م هاجر شاعرنا الى المملكة العربية السعودية ليلحق بمن سبقوه من المهاجرين وقضى بالسعودية اربعة اعوام متقطعة ، وعاد الى عدن ليستقر بها فالتحق في سنة 1962م للعمل في ( الشركة العيسائية لتعبئة مشروبات كندا دراي في عدن ) , وظل عامل توزيع لمدة ثلاث سنوات ثم ترقى إلى ضابط عمل واستمر في عمله هذا حتى عام 1971م وبعد قرارت التأميم والانتفاضات غادر شاعرنا محمد بن شيهون عدن ولكنه هذه المرة مهاجرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية, حيث مكث هناك قرابة ثلاث سنوات بين عامي 1972-1974م, ولم يرُق له المهجر الأمريكي, إذ شعر هناك بقسوة الغربة الحقيقية ، فقرر العودة من أمريكا, وعاد إلى مهجره الأولي الذي ألفه وعرفه ( السعودية ) , واستقر فيها مغترباً منذ عام 1974م وإلى الآن.
وبهذا عمل بقول الشاعر العربي :

نقل فؤداك حيث شئت من الهوى= ما الحب إلا للحبيب الأول
كم من منزل في الأرض يألفه الفتى=وحنينه أبدا لأول منزل

.

[حسن محمد سالم باقديم]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]

. لا يختلف الشعر العامي اليافعي عن الشعر العامي الحضرمي وربما يجد القارئ للشعر العامي في يافع أنه إمتداد واستمرار للشعر العامي الحضرمي ، فالحياة المعاصرة في يافع ما هي إلا امتداد واستمرار لحياة ابناء الجنوب العربي عامة ، ولأبناء حضرموت خاصة ، ذلك لوشائج الترابط الحضرمي اليافعي منذ مئات السنين ، والتي عبر الشعر عنها بجميع مظاهرها وظروفها ومتطلباتها ، ولكن ما يميز الشعر العامي في يافع أنه أكثر صراحة وجرأة ووضوحا ، وشعراء يافع أكثر شجاعة في التعبير في اشعارهم ، بينما شعراء العامية في حضرموت يتوارون خلف الرموز والاشارات والغموض في التعبير عن شعورهم تجاه قضاياهم السياسية والاجتماعية وربما حتى العاطفية منها . وقد يتوهم بعض المتحرشين على الكتابة بأنه يفترض أن يكون الشعر مجرد رموز وطلاسم والغاز مبهمة . لا أجد نفسي أميل لما قالته العرب بأن ( المعنى في بطن الشاعر ) ولكني أميل لما قاله الناقد السعودي الدكتور عبدالله الغدامي في مقولته بأن ( المعنى في بطن القارئ ) ولهذا نعزز فيما ذهب إليه الدكتور الغدامي بقول شاعر العربية أبوالطيب المتنبي : أنام ملء جفوني عن شواردها =ويسهر الخلق جراها ويختصم ولو أن المتنبي كان يفضل بأن يكون معاني شعره وقصائده في بطنه وحده ، لما فطن لاختلاف الناس وسهرهم في تفسير عبارات شعره ومفرداته ( شوارده ) ولما قال ( ويسهر الخلق جراها ويختصم ) . والحديث يتصل في هذه المقدمة قبل الدخول للموضوع الرئيسي ، نشير الى أصحاب المدرسة النقدية ( التأثريون ) الذين قالوا إن هناك قراءات لنص ( ما ) بتعدد القراء، وهذا ما قاله فيما بعد أصحاب نظرية التلقي وأضافوا: ( إن قراءة نص واحد من قارئ واحد في زمنين مختلفين، تؤدي إلى قراءتين ) . . في موضوعنا هذا ونحن مع وقفة في الشعر العامي في يافع ، بين أيدينا نصوص من الشعر العامي اليافعي ، أردنا أن نتخطى المحلية الحضرمية الضيقة ، والدوران في حلقة واحدة سأم منها القارئ في هذه السقيفة ، خاصة بعد أن ملينا قراء كتابة المتحرشين على التراث والشعر العامي ، من الذين لا يحسنون إلا الإجترار لروايات الشعرالعامي ، وتوقفت ذاكرتهم عند اشعار ( حسين بن حامد المحضار ) حتى إن المتصفح لسقيفة عذب القوافي ما أنفك من قراءة هذا البيت : اليوم يوم السعد والحظ القوي =يوم الظفر جبنا كرامة ظاهرة وما تلته من أبيات نطالعها بين كل حين . عند قراءتي للشعر العامي في يافع لا أقول كما قالت العرب أن ( المعنى في بطن الشاعر ) أو أقول مثل ما قاله الدكتور عبدالله الغدامي ( المعنى في بطن القارئ ) إنما أقول : ( المعنى في بطن النص ) . كنت اعتقد ولعهد قريب بأن الشاعر الشعبي شايف الخالدي هو الشاعر الأول والمبدع والأبرز عند ابناء منطقة يافع ، و يبدو ان هذه الصورة ظهرت لي بصورة تغاير عن ما كنت أعتقده ، نعم ؛ قد يكون الشاعر شايف الخالدي من الشعراء البارزين الذين تربعوا على القلوب والوجدان اليافعي ، ذلك بما يتفرد به الخالدي من طريقة مميزة في إلقاء الشعر والذي يلهب فيه عواطف وحماس المستمعين ، خاصة أن الخالدي ك ( مرسل ) يجيد فن مخاطبة ( المتلقي ) لشعره مباشرة عقب المسيرات والمهرجانات التي كانت تشهدها يافع في حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي حيث كان للشعارات الحزبية والثورية سوقا رائج عند بعض المتلقيين من الشباب المتحمس لتلك الأفكار ، وعادة مثل هؤلاء خاضعون لحكم عواطفهم والتأثر الشديد بها ، فبدون شك أن شاعر كالخالدي أولى أله ن يتربع على قلوب المتلقين لشعره ، لأنه شعره يأتي ضمن منظومة ثقافة الحكم الشمولي السائد في الجنوب ، زد على ذلك لما ناله الشاعر الخالدي من مساحة واسعة من حرية التعبير ، استطاع أن ينالها اثناء الحكم الشمولي في الجنوب لعلاقته الخاصة والمميزة مع رموز في الحزب الإشتراكي ، في حين يخشى الكثيرون من شعراء يافع والجنوب عن الإفصاح أو المجاهرة بما تكنه مشاعرهم في التعبير عن الأوضاع السياسية والأفكار التي لا ترق لهم ، ولهذا كان الشاعر الخالدي بمثابة المحور أوالوتد التي ارتكزت عليها خيمة الشعر العامي اليافعي في حقبة السبعينيات والثمانينيات في يافع ، واستطاع الشعراء العاميون في يافع التعبير عن مضامين اتجاهاتهم السياسية ورؤيتهم لأحداث والتي اتسمت بالصراع على السلطة بين أجنحة الحزب الحاكم المتناحرة . كان الشعراء يبعثون البدع نحو هذا - المحور - أو الوتد الرئيسي الا وهو الشاعر الخالدي لإستقراء الأحداث ، أو التعبير عن رؤيتهم عما يدور حولهم ، في المقابل يأتي الجواب من الشاعر الخالدي ، حيث يلتمس القارئ لشعر الخالدي أن أغلبه أجوبة على قصائد موجهة له (بدع لشعراء ). أما الذي جعلني اغير رأي واعتقادي في أن الشاعر شايف الخالدي هو حامل لواء الشعر العامي الحديث في يافع ، أوأنه الشاعر اليافعي المتربع في قمة سلم الشعر العامي في يافع دون منازع ، هو إنه قد وقعت تحت يدي قصائد للشاعر محمد عبدالله بن شيهون من ابناء قرية القدمة بيافع ( مواليد 1370هـ ) وقد قرأت هذه القصائد للشاعر بن شيهون بتمعن عدة مرات ، ووقفت عندها بإعجاب شديد ، وأدركت أني امام شاعر استطاع أن يتملك نواصي البيان ، ويقود زمام الكلمات ويطرق المعاني والقوافي طوعا ، حتى أنه تأتيه منسابة دون تكلف أوعناء . لقد استطاع الشاعر محمد بن شيهون ان يطوع لهجته العامية لترجمة الحكم الشعبية وتصوير معاناته ومعانات بلاده باسلوب الحكيم المجرب والخبير العارف ، والشاعر المتفلسف ...!! ويبدو ان هذا الشاعر ينتمي الى اسرة عريقة ميسورة كريمة حتى جاءت قصائده مشبعة بروح الفروسية ، ومع الفروسية تأتي الحكمة وفي الحكمة عصارة التجارب الإنسانية وهذا ما يفتقر اليه غيره من الشعراء العاميون المعاصرون ( في حضرموت ويافع ) ، ويأتي الشاعر الخالدي ضمنهم ، والذي يبدو لقارئ شعره بإنه قد عانا من البؤس والحاجة والحرمان وان اقصى اماني شاعرنا الخالدي لا تتعدا ان يتوفر له القات والسيجاره كما قال ردا في احدى قصائده : قلت باتسمعون الرد مابا تأخر=طالما القات متوفر معي والسيجاره هذا إذا قارنا ذلك مع قول شاعرنا بن شيهون الذي يبتعد عن هذه الصغائر ويرنو بشعره الى مستوى ارقى فهو في رده على الشاعر المعمري يقول : ومن حيث أرسل لي عسل يستلم عسل= وكيل الوفاء للأوفياء وافي السحاب لعلك ايها القاريء لاحظت معي الفرق بين مفردات وعبارات الشاعرشايف الخالدي في شعره الذي انحصر ( بين قات وسيجارة ) ، وبين مفردات وعبارات الشاعر بن شيهون الذي أراد أن يرد الجزاء بجزاء مثله وأحسن منه ، فحين يكون الجزاء أحلى من الشهد ، وكيل الوفاء أوفي من مزن السحاب . نستقرأ أن الشاعر له همة تسمو به الى العلياء والجود والعطاء. لنا تواصل مع بقية الموضوع. .

استاذي الجليل عمدة المنتدى .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استطلعت على ماورد من شرح عن الشاعر شايف الخالدي وابن شيهون استطلاع دقيق في ماعبرت عنه والخ ..........
دمت وحفظك الله وانا اواكبك في ماصدر شرحه دمت وعشت ولك مني ازكى تحيه وشكر واجلال واحترام لم اعرفك ولا كني من المعجبين بك وبكتاباتك المنفرده التي تنبض عن دائقه وصدق
وبحث ونقد ......... لمست انك شخصيه تحمل مواهب رحمانيه كثيره فااحمد الله على ماانعم عليك به بارك الله فيك ...... برغم اننا نعيش في وقتنا الحاضر انا المتذوقين والنقاد ذو الهامه
العاليه قليلون وبحيث ضاع التقي بين 16 شقي هذا الملموس لديه وممكن اني خاطئ في وجهة نظري ...... حفظك الله وادامك ازف لك تحياتي واشواقي وشكري وتقديري النابع عن صدق ومشاعر حقيقيه ..... استاذنا الجليل اعذرني حيث اني ماعندي الا لمام باالنت وقليل الدخول ليه عبر احد الاولاد او الاصدقاء .... وانت احد الشخصيات التي لفتت نظري للدخول للنت من حب واعجاب لمتابعة شخصيات موقره من مثلك بحيث يحس القاريء انه يستفيد وينهل من معين ادباء ونقاد وباحثين لهم باع طويل يحملون المواهب الحقيقيه يعطون ذي حقاّ حقه ويعرفون قدر الاشياء فانا سعيد وفخور بك جدا ربنا يجمعنا بك في لقاء امين تحياتي وتقديري
لشخصك العزيز

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد سالم باقديم [ مشاهدة المشاركة ]

استاذي الجليل عمدة المنتدى .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استطلعت على ماورد من شرح عن الشاعر شايف الخالدي وابن شيهون استطلاع دقيق في ماعبرت عنه والخ .......... دمت وحفظك الله وانا اواكبك في ماصدر شرحه دمت وعشت ولك مني ازكى تحيه وشكر واجلال واحترام لم اعرفك ولا كني من المعجبين بك وبكتاباتك المنفرده التي تنبض عن دائقه وصدق وبحث ونقد ......... لمست انك شخصيه تحمل مواهب رحمانيه كثيره فااحمد الله على ماانعم عليك به بارك الله فيك ...... برغم اننا نعيش في وقتنا الحاضر انا المتذوقين والنقاد ذو الهامه العاليه قليلون وبحيث ضاع التقي بين 16 شقي هذا الملموس لديه وممكن اني خاطئ في وجهة نظري ...... حفظك الله وادامك ازف لك تحياتي واشواقي وشكري وتقديري النابع عن صدق ومشاعر حقيقيه ..... استاذنا الجليل اعذرني حيث اني ماعندي الا لمام باالنت وقليل الدخول ليه عبر احد الاولاد او الاصدقاء .... وانت احد الشخصيات التي لفتت نظري للدخول للنت من حب واعجاب لمتابعة شخصيات موقره من مثلك بحيث يحس القاريء انه يستفيد وينهل من معين ادباء ونقاد وباحثين لهم باع طويل يحملون المواهب الحقيقيه يعطون ذي حقاّ حقه ويعرفون قدر الاشياء فانا سعيد وفخور بك جدا ربنا يجمعنا بك في لقاء امين تحياتي وتقديري لشخصك العزيز

شرف لا أدعيه ، حين يتشرف شاعر بحجم حسن محمد باقديم بالمرور في هذا المتصفح ، وهو قادم علينا من بيئة وأسرة تعدّ من ينابيع الشعر الحضرمي بل روافده المهمة ، إذا أشير الى الشعر العامي الحضرمي ، وما يميز شاعرنا باقديم ، هو ما يحمله من حسن السجايا التي تمثل التواضع الحضرمي ، تلك الصفة ستجعل منه نجما يهتدي به السارون وسط دياجي ظلمات انفسهم المغترة ، و ويهتدي به الحيارى من لا لهم ( جاه ) يدلهم وسط بحور الشعر ، وهذا ما تمثل في قول الشاعر العربي:

تَواضَع تَكُن كَالنِجمِ لاحَ لِنــاظِر=بِهِ يُهتَدى السارونَ حَيثُ تَضيع
وَرَم خَلقاً في الحُسنِ كَالبَدرِ إِذ يرى=عَـلى صَفحاتِ الماءِ وَهـوَ رَفيعُ
وَلا تَكُ كَالدُخانِ يَعلو بِـنَـفـسِه =وَلَيـسَ بِهِ لِـلاِنتِفـاعِ نُزوعُ
وَذو الكِبَرِ نَكس كَالبَعوض إِذا عَلا =عَلى صَفحاتِ الجَوِّ وَهُوَ وَضيعُ

.

[الدموني]

نتابع بصمت لنستفيد أكثر من هذه الدروس المشوقه والاستعراض الجميل والاسلوب المشوق

شكرا للأستاذ ابوعوض الشبامي استمر كلنا في شوق لجديدك .

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدموني [ مشاهدة المشاركة ]

نتابع بصمت لنستفيد أكثر من هذه الدروس المشوقه والاستعراض الجميل والاسلوب المشوق شكرا للأستاذ ابوعوض الشبامي استمر كلنا في شوق لجديدك .

المتابع بلغة الصمت يعبر عن المشاعر وأكبر من أن يقول مايريد أن يقوله ...!!!

شكرا على المرور والذي يدفعني على استعجال الطرح لهذا الموضوع الجديد على السقيفة ، لقطف قطوفات الحكم الدانية من شعر بن شيهون ...!



.

[حسن محمد سالم باقديم]

كل من تواضع رفعه الله .......
اذا لم تدعيه .... فهوا يدعيك ظاهرا
وخافيا في جميع الساحات

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد سالم باقديم [ مشاهدة المشاركة ]

كل من تواضع رفعه الله ....... اذا لم تدعيه .... فهوا يدعيك ظاهرا وخافيا في جميع الساحات

أحسنت وبارك الله فيك ونفعنا بشعرك وبحكم شعرك ولطف نثرك...!!


.