المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي > عذب القوافي للشعر الفصيح
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الدكتور: عبد القادر باعيسى

عذب القوافي للشعر الفصيح


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-22-2013, 11:05 AM   #1
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي الدكتور: عبد القادر باعيسى

الدكتور: عبد القادر باعيسى
شعر صالح سالم عمير من خلال ديوانه (باقة ورد)

ـــ 1 ـــ

منذ النصف الأخير من القرن العشرين حدثت كثير من تغييرات متلاحقة في مناحي المجتمع الحضرمي الثقافية والسياسية والاجتماعية، بما في ذلك ظهور عدد من الإجراءات الجديدة في الكتابة وطرق التفكير لم تكن معروفة من قبل بصورة واضحة، وغدا كثير من أبناء المجتمع فاعلين بشكل أو بآخر في مناح مختلفة من الحياة السياسية والثقافية والعلمية، وتطلع الناس نحو تحسين قدراتهم الثقافية فأسهم ذلك في ظهور مساقات جديدة للكتابة أخذت تختط طريقها بأولية وصعوبة بالغة وتعمل جهدها وبإمكاناتها الفنية المتواضعة على رسم خطوط التحول الأدبي في كتابة الشعر والقصة والمقالة، فارتفع بذلك إحساس الناس بقدراتهم الذاتية وإمكاناتهم في الكتابة والتميز.

وكان على هذا الخط أن يمد طريقه إلى الشعر العامي الأكثر التزاما بنمطية القول التراثية وارتباطه بسياقات تاريخية جماعية من الإرسال والتلقي يستسيغها الشعب عامة، ويعد الخروج عن مساقها غير مقبول وفي أحسن الأحوال غير مستساغ، إلا أن الاهتمام المتزايد بالخصوصية في الكتابة والوقوع تحت تأثيرات مختلفة من جهات عربية في كتابة الشعر العامي وصلت عبر الراديوهات والصحف والزيارات، ومن ثم في مرحلة لاحقة عبر التلفاز والقنوات الفضائية والانترنت، وتوالي أجيال جديدة تختلف ثقافتها بشكل أو بآخر عن ثقافة الأجيال السابقة أسهم بصورة أكبر في مد خط الجرأة واستشعار إمكانية الكتابة بصورة مختلفة بغض النظر عن نجاح تلك الصورة أو إخفاقها، وبغض النظر عن التوافق أو الاختلاف معها حتى صار التنويع معلما من معالم الكتابة الأدبية في مختلف المجالات بما فيها الشعر العامي الذي شهد على يد كبار شعرائه كحسين المحضار وعبدالقادر الكاف لاسيما في مجال شعر الأغنية ازدهارا واضحا، وإن ظلت الفردية محدودة بالقياس إلى الصياغات العامة المعروفة والسائدة في قول الشعر العامي.

وأخذت تلك الطريقة تنتشر بين القراء لاسيما الشباب والمتعلمين انطلاقا من تلك المقاربة للكتابة التي تعتمد على الإبداع الفردي غير المعتمد على النمطية التراثية بكامل حضورها لاسيما أن الشعر العامي لم يخل من توجهات فردية في أنماطه التقليدية كما حدث عند حداد بن حسن الكاف مما قدم بلاغة بدأت تنزع نحو التحرر من النمطية القديمة في قول الشعر العامي على جلال قدره وقوة حضوره وضخامة انتشاره في الصدور والذواكر وتشكيله وتوجيهه لكثير من معطيات الحياة المحلية إلى لحظتنا هذه.

إن تلك الإجراءات في كتابة الشعر العامي ستظل من حيث المفهوم مندرجة في إطار الشعر العامي مادامت تتخذ اللهجة المحلية أسلوبا لكتابتها وإن انحرفت عن كثير من تركيباتها إلى حد المباينة الواضحة في مرات كثيرة، من غير أن يكون بإمكانها التخلص مطلقا من هيمنة الشعر العامي ولا من سطوته التاريخية لسبب بسيط جدا هو أنه لا يمكن للمحاولات الجديدة أن تبدأ منبتة الصلة عن أية جذور وبمعزل عن أية خلفية تلقي عليها بظلالها وتسوغها في بنية المجتمع المحلي، فإمكانات الشعر العامي ومزاياه الفنية التاريخية أوسع وأرسخ من أية إمكانات فردية بدأت تظهر، إلى درجة أن هذه المحاولات حين بدأت لم يحس بوجودها أحد، أو عدت من الأشياء العابرة في مسيرة الحياة الفنية عامة غير أنها أخذت تتسرب إلى أوساط الناس بإمكاناتها التعبيرية الخاصة وتلح بهدوء على شروط بقائها وإبراز مزاياها الفنية في ظل تقبل المجتمع لها وانفتاحه عليها لاسيما في دلالتها على انفعالات وهموم مختلفة أخذت تتخلق في نفوس الأجيال الجديدة فرضها الواقع المعيش ومستجدات العصر لم تكن معروفة عند شعراء الأجيال السابقة.

ولعل تلك الفردية أخذت تتسع بمرور الأيام لاسيما مع زيادة إصدار الدواوين الجديدة، وأخذ الوسط الثقافي يدرك أهمية خصوصية الكتابة الفردية في إثراء الشعر العامي لاسيما في صدورها عن شعراء موهوبين، وفي تفاعل هذه النصوص فيما بينها على الرغم من غياب المكتوب النقدي عنها، الأمر الذي أنجز دينامية مختلفة بصورة تضعف أو تتضح مع صدور كل ديوان من حيث تناول الموضوعات واستخدام الوزن والإيقاع وتشكيل الصورة.

في ظل هذه الأجواء التي امتدت لأكثر من نصف قرن صدر ديوان (باقة ورد) للشاعر صالح سالم عمير في طبعته الأولى عن مكتبة تريم الحديثة سنة2012م فدل بطريقته الخاصة على مرحلة التحول هذه ببساطتها واضطرابها وتميزها، ومن هنا تأتي خصوصية قراءته كأحد المؤشرات على هذه المرحلة التي تدل عليها أيضا دواوين شبابية أخرى بصيغ مختلفة تزيد الصورة وضوحا وثراء.

لقد امتلأ شعر صالح سالم عمير بموضوعات حياته الاجتماعية وامتزجت تلك الموضوعات برقة أحاسيسه فانسابت لغته تلقائية سلسة بعيدة عن متانة اللغة وأصالتها التراثية وأقرب إلى لغة الوجدان اليومي في أثناء تبادل التحاور الحميم بين الأهل والأصدقاء مما أثر على درجة إعمال الخيال فيها إلا أنها مشمولة بالحب وصدق التفاعل، ومضى بتلك الروح الإنسانية في صوغ مشاعره وتقديم انفعاله وتفاعله مع هموم الناس وأفراحهم:


صباح الخير يا أغلى صبية ثغرها كوثر

صباح الخير يا غادة شهية قلبها أخضر

علامات الأسى تكسو محياك المليح الزين

بلاش الهم والأحزان، يا عسلية العينين!

.... .... ....


سبب حزني، سبب همي

حبيب القلب يا عمي!

لأنه لا يجيد إلا الكلام الحالي المعسول

ويخلف كلما أوعد كأنه إنقلب مسؤول!

لأنه كلما قرر يناسب يعلن التأجيل

كأن الحب أصبح للأسف تمثيل في تمثيل

.... .... ....


متى نستقبل المأذون؟

ونسمع وشوشات العود والقانون؟

ونرسم نقشة الحنا؟

وينفح عطر في يوم المنى.. ودخون؟ (الديوان ص15-16)
التوقيع :
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas