هل الأخلاق فرائض أم مستحبات للمسلم ؟

[أبو صلاح]

هل الأخلاق فرائض أم مستحبات للمسلم ؟

هل الأخلاق فرائض أم مستحبات للمسلم ؟

كثيراً ما اتوقف عند هذا التساؤل خاصة إذا توقفت عند تصرفاً لايليق من الإنسان نفسه أو من غيره أثناء تأدية عمله او في أي معاملة ترتبط بغيره من الناس مسلمين كانوا أو غير مسلمين ،صالحين أو طالحين ...
فكثيراً مانسمع الوعاظ في خطبهم يحثون على التحلي بالأخلاق الفاضلة التي دعاء لها الإسلام ،وكثيراً ماتمر علينا آيات الله تتلى في كتابه العزيز تأمر بذلك وكذلك مئات لأحاديث النبوية التي صحت في هذا الأمر ومواقف من السيرة العطرة للمصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وهو القائل ("إنما بعثت لإتمم مكارم الاخلاق" فإن لم يكن إلا هذا لكفى الناس جميعاً أن يهتدوا به ....
لكن لما لاتجد هذا مطبقاً عند بعض خواص الأمة ممن ينتسب للدعوة إلى الله في المساجد والجمعيات والمنتديات والتجمعات والشخصيات التي اوقفت نشاطها على الدعوة إلى دين الله تعالى وللاسف تجد في بعض من هم عليها ومنها بعيدين كل البعد عن هذا الأصل العظيم .....
و بما ان الخلق : هو السجيةُ والطبع , وهو كما يقول أهل العلم هو صورةُ الإنسان الباطنة وهي حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر , من غير حاجة إلى فكر وروية ،ومهما كانت صورته الظاهرة للناس التي يتجمل بها فقد تجد من يبذل جهداً في تحسين مظهره من الخارج ولايبذل جهداً ولو بسيطاً لتحسين مظهره من الداخل ،واعظم هذا إن كان متصدراً يدعو الناس إلى مالايفعله هو مع غيره وهذا من الطامات الكبرى ....
وقد قال الني صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ), فينبغي أن يكون هذا الحديث دائماً نصب عين المؤمن , لأن الإنسان إذا علم بأنه لن يكون كامل الإيمان إلا إذا أحسن خلقه كان ذلك دافعاً له على التخلق
بمكارم الأخلاق ومعالي الصفات وترك سفا سفها و رديئها .
وكما هو معلوم أن دين الله يقوم على اركان أو محاور اولها عقيده تتعلق بتوحيد الله عز وجل في الوهيته وربوبيته ومعرفة اسمائه وصفاته وواجباً إخلاص العبادة له سبحانه والتوكل عليه والخوف منه والرجأ فيه الخ ثم محوراً آخر وهو شريعة الله تعالى التي تختص بالمعاملات من حقوق من أخذ وعطاء وبيع وشراء وحقوق الغير والتعامل معها وأحوال شخصية وغيره ثم أخيراً محورا او ركناً آخر وهو خلق المسلم وهذا متعلقاً بما هو واجباً أو منبثقاً من عقيدته كإيمانه مثلاُ ومعاملاته الحسنة كما اوجبت عليه ذلك شريعة الله تعالى فيون من الواجب أن يكون عليه المسلم دائماً وابداً لامؤقتاً خلقه الجميل الطيب على هذا النحو كما هو يجب أن يكون في عقيدته ومعاملاته ....
وإذا ظن الإنسان أن الأخلاق مجرد فضائل يتحلى بها فقط فإن ذلك يعد نظرة ضيقة جدا لحقيقة ما يجب أن يكون عليه خلق المسلم فالخلق في الإسلام فرائض فرضها الله سبحانه وتعالى ، وليست فضائل . كما أن الخلق يمثل أوامر ونواهي حيث نهى الله عن الغيبة ، والكذب ، وغش الناس، وشهادة الزور وهذه النواهي تعادل الأوامر من الله بالبر والإحسان للوالدين والارحام والجيران وفعل الخير والقول الحسن والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبحسن التعامل مع الناس والأمانة ، وكذلك الصدق معهم وبالتالي فإن خلق الإسلام عبارة عن أوامر ونواهي وهذا هو من الواجبات الدائمة التي يجب أن تكون عليه أخلاق المسلم باستمرار ،بعكس الخلق عند غير المسلمين تفرضه المصلحة والنفعية أو البرامتكية أو الغاية تبرر الوسيلة وغيرها من الفلسفات التي ربما يعمل بها من المسلمين اليوم وهي بعيدة كل البعد عن اخلاق المسلمين ودينهم والله ولي الهداية والتوفيق