المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


فلسفة الاستئصال المريضة في حروب اليمن التعيس؟ ( بقلم : داود البصري )

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-26-2009, 01:42 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

فلسفة الاستئصال المريضة في حروب اليمن التعيس؟ ( بقلم : داود البصري )


[

فلسفة الاستئصال المريضة في حروب اليمن التعيس؟ ( بقلم : داود البصري )
التاريخ: الخميس 20 أغسطس 2009
الموضوع: كتابات حرة


الكويت – لندن " عدن برس " 20- 8 – 2009

ما يجري من إراقة مجانية للدماء و تبديد للثروات و تهجير وقتل واستباحة لفقراء الشعب اليمني في مناطق القتال الأخيرة في مدينة صعدة و المدن المجاورة ليس سوى استعراضا فجا للإفراط في ممارسة القوة على حساب التراجع عن المسؤوليات الأخلاقية و السياسية و الحضارية التي ينبغي أن تسود حتى في أعنف حالات الخلاف بين السلطة و معارضيها، فتوجيه الآلة العسكرية اليمنية بالكامل لدك التجمعات المدنية وقتل الآمنين ليست هي الوسيلة المثلى للحفاظ على هيبة الدولة .

كما أنها قطعا لن تحقق أية نجاحات أو انتصارات حقيقية على المستوى الوطني؟ فمن سينتصر على من؟ و ما هي الفائدة المرجوة من استعمال الطائرات و القذائف الصاروخية وصواريخ أرض / أرض ضد أبناء الشعب اليمني وهي أسلحة مهما تحدثوا عن ذكاءها المفترض إلا أنها تظل أسلحة غبية تحصد الأرواح و تترك الموت و الدمار و تزرع بذور الحقد و الرغبة في الثأر و الانتقام و معاودة القتال طبقا لقيم الثأر العشائرية و القبلية المعروفة، أي أنها الحرب العبثية بكل متبنياتها و الفاقدة لأي مصداقية أو جدوى،

و المشكلة الكبرى في موضوع الحروب اليمنية التعيسة هي سيادة عقلية الثأر البدائية و الإصرار الرسمي على سياسة الاستئصال التام و إتباع أسلوب الأرض المحروقة لأرض هي خراب في الأساس و ينعق البوم في أرجائها!!، فالحديث عن الاستئصال بدواعي الحفاظ على الوحدة الوطنية و ( المنجزات الثورية )!! هو حديث عبثي ساذج و منهج عدواني صارخ في فاشيته، وهروب غير منظم من الفضيحة نحو الأمام!! وهو فوق ذلك موقف ضعف و انهزام لا يعبر أبدا عن حقائق القوة الميدانية و لا عن أي مستوى فكري و إستراتيجي حضاري و متطور في ملف إدارة الصراعات الوطنية الساخنة، لن يستطيع النظام اليمني أبدا مهما بالغ في استعمال القوة المفرطة من استئصال العقائد و الأفكار أو من قطع شأفة الحوثيين أو غيرهم، فأولئك عنصر رئيس من عناصر الشعب اليمني المتجذرة عبر التاريخ، وهم مكون فاعل من المكونات الفكرية و الحضارية للثقافة اليمنية الضاربة جذورها في عمق التاريخ

و أسلوب و منهج ( الحل النهائي ) النازي الفاشل مقدما ليس هو الأسلوب الصحيح و الحكيم في سد الثغرات القاتلة في الأمن الوطني اليمني الذي شهد إنتكاسات هائلة خلال العقدين الأخيرين من الحكم العسكري العائلي المخلوط بالفساد و المحسوبية و الإدارة السيئة لملفات السياسة الداخلية و الخارجية إضافة إلى التخشب التام في قمة الهرم السلطوي و مداعبة ثعابين الإرهاب و التخلف على حساب قيم الحداثة و التطور، الاستئصال شر مطلق و أسلوب كريه سيرتد على مريديه و معتنقيه و من يدعون له، وهاهو التاريخ أمامنا ينبئنا بالفشل الذريع الذي لحق بكل الإستئصاليين مهما كانت هوياتهم و متبنياتهم الفكرية و أهدافهم النهائية، فالأفكار و القيم و المبادئ لا تستأصل أبدا بل تظل هائمة في الميدان تجند مقاتلين لها كل يوم، قد تتمكن الآلة العسكرية الجبارة من سحق المعترضين مؤقتا و لكن ليس إلى الأبد بل أن الأرواح الثائرة ستظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم!

و ساذج أو مغالي كل من يعتقد بجدوى الإستئصال الذي لا يعني في النهاية سوى الإجهاز على الوطن و تنمية الأحقاد وخلق أجيال متوحشة ترفع شعارات الثأر و الإنتقام إلى ما لانهاية، ينبغي أن يكون مبدأ ( الوطن غفور رحيم ) هو السائد، كما أن إتباع لغة الحوار و التفاوض مهما طال أمده هو الوصفة الحقيقية لبناء الأوطان، ففي ظل قعقة السلاح فإن كل الخيارات التدميرية محتملة و مفتوحة إذ تظل إحتمالات الانقلاب العسكرية قائمة أكثر من أي وقت مضى، و من سيستأصل في النهاية ليس الشعب اليمني الباحث عن حريته و كرامته و إنعتاقه بل الإستئصاليون الذين يرفعون الشعارات الدموية و كأنها الخيار الوحيد أو لكأن الدماء الغزيرة التي سالت و تسيل منذ عام 1994 من بطاح عدن وحتى قمم صعدة لم تكف أو تشف غريزة المتعطشين للفتك و القتل و الدمار،

شعب الجنوب اليمني سيظل في حالة بحث تام عن العدالة وعن حقه في تقرير المصير التام و الحر و عن حقه أيضا في التمتع بثروته و رزقه، كما أن من حق الحوثيين وغيرهم أن يكون لهم رأي في مستقبل بلاد اليمن التي في النهاية لا يمكن أن تتحول لعزبة أو إقطاعية عائلية رئاسية تستمر إلى ما لانهاية، خرافة الزعيم التاريخي الملهم قد أضحت من أساطير العصور الوسطى، فالزعيم الحقيقي هو الشعب بأسره و من يريد أن يستأصل الشعب اليمني سيستأصله التاريخ مهما بالغ في إمكانياته، فالشعوب أقوى من الطغاة، ودماء الأطفال ليست هي الطريق الصحيح للحفاظ على الوحدة الوطنية.. كفى حربا ودماء و ليتنحى العسكر عن تقرير شؤون الوطن المعذب، فهؤلاء هم المرض الحقيقي، و الشعب اليمني يمتلك طاقات جبارة بإمكانها صرف العلاج الصحيح بعيدا عن الإستئصاليين وقانا الله وإياكم شرهم.. وعجزهم.. وهوانهم على أنفسهم و على الناس...!

فالفشل ذو طبيعة تراكمية و لن يحصد القتلة في النهاية سوى العار.. و أي عار؟.



نقلا عن موقع " ايلاف "
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اليمن ، إلى أين ؟ - 4 - التأريخ والجغرافيا .. الإنسان والحضارة (3) حضرموت 2 نجد الحسيني سقيفة الحوار السياسي 41 02-22-2010 10:22 PM
العد التنازلي لعودة جمهورية جنوب اليمن ( بقلم : داود البصري ) حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 10-17-2009 12:54 AM
سلام لكم من أهل مصر يا اهل اليمن الدور القبلي الســقيفه العـامه 25 10-01-2009 12:39 PM
حملة يمنية على الجنوب وقادتة / علي سالم البيض.. حقائق للتاريخ عن (ثقافة اليمن الجنوبي حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 4 05-25-2009 02:13 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas