حضرموت المكلا"" ادخل وشف"" شارع حمار بلصقع

[حد من الوادي]

شارع حمار بلصقع

المكلا اليوم / كتب: د. عبدالله الجعيدي2010/4/22

يقع بيتنا في قلب حارة "برع السدة" وفي منتصف الطريق بين جبل المكلا وبحرها, والمسافة بين هذين الصديقين تقل عن الكيلومتر الواحد, وفي بداية ثمانينيات القرن الماضي وبعد الاحتلال الترابي والإسفلتي البغيض لشاطئ المكلا القديمة اتسعت بينهما الهوة, ولا حول إلا بالله ولا قوة, نعم هو احتلال وبغيض, ولم لا فقد دفن ما يسمى "بالكورنيش" ملاعبنا ومراعينا, وأحلام كنا نناجيها, وكانت تناجينا, وساحات حكينا فيها حكاوينا, وذعر اسماك كانت تغذينا وتسلينا, وووو...



ولكن البحر لا يزال ينادينا والجبل يشد على أيادينا, صحيح هناك من يعد "البغيض", احتلال صديق, وانه وسع المدينة وكادت تضيق وأزال مجاري يا ما نهقت نهيق.. "نحن" لا نحارب الطريق, ولا نروج لما يعيق, ولكن لنجلس ونتحاور صديق مع صديق, سنقبل كل الحلول, ولكننا لن نهدا حتى يرضى البحر, ويبتسم الجبل, وتحتضنهما أيادينا, ونبادلهما القبل بالقبل.



وقبل الكورنيش "البغيض" كان الشارع الموصل إلى بيتنا يمتد راسيا من شاطئ البحر حتى سفح الجبل بعرض ثمانية متر تقريبا, وللوصول إليه وما بعده تجد على يسارك البيت الذي يلامس البحر ويسكنه الأستاذين صالح باعامر وحسن صالح باعوم, وعلى اليمين مقابل له مساحة من الأرض بنيت فيها عمارة قبل وقت قري.

وبعد أن تعدي الشارع الرئيسي للمكلا يقع على يسارك البيت الجديد الذي يسكنه في الغالب الخبراء "الأصدقاء" السوفيت, وعلى اليمين وبمساحة واسعة تقع سينما بن كوير ومكان حجز التذاكر خلف شاشة العرض, وملاصق بها منزلهم الشهير ويقابل هذا الامتداد على اليسار بالبيت الذي تسكته أسرة آل باوجيه والفنان سالم بطيق وصالح بن ثابت "الجاوي", ثم يفصل بينهما زقاق صغير يصلك إلى منزل السيد احمد صالح العطاس تاجر قطع غيار السيارات, ويلتصق به حوش آل حقص, وخلفهما منزل آل منصر السييلي, وبعد أن تعدي الشارع الثاني يقع على يمينك البيت الوقف لمسجد المشهور وبيت اسر آل باقحوم المعروفة, وبالمقابل تجد بيتين متلاصقين سكنته عائلات عديدة منها آل الذيباني وال بارباع وال باقطيان والتربوية فاطمة بن دهري وآخرون.




وبعد شارع لا يتجاوز الستة متر يقع يسارا البيت الذي يسكنه المأذون علي محمد مديحج, والأستاذ عمر باجابر مدير البنك الأهلي وفي الدور الأرضي العم الأعمى "محمد" وزوجته, وملاصق به حوش آل باتواب الذي يستخدمه جيرانه لحفظ أغنامهم, وعلى اليمين يقع بيت آل بن قديم والذي يمتد عرضا بامتداد قطعة باتواب ومنزل المديحج ويسكن هذا البيت آل باجردانه والعم سالم بلصقع وفي ركنه السفلي يقبع حماره والعربية ذات الإطارات الهوائية, وأول ما يواجه النازل من "سدة" بيت "المديحج" حمار بلصقع, ثم تعدي شارعا مسافته كما مسافة سابقه ليقع على يسارك منزل جار الجنب السيد احمد العيدروس والعم ناصر المفلحي زوج خالتي ومقابله منزل آل باحطاب الذي سقط ربعه المقالب لبيتنا عندما كنا في صفوف الدرس في مدرسة الحرية الابتدائية وربك سلم.

وبفاصل يقل عن المترين من بيت جار الجنب يقع "بيتنا".. وفي مقابلنا يلتصق بيتين صغيرين لجيران العمر آل زبير وال الحبشي, وعلى مرضى القلب أن يرتاحون قليلاً أنت الآن تقريبا في منتصف الطريق ولا تزال في حالة صعود.




وإذا استأنفنا الصعود معا فسيكون على يسارنا المنزل الذي يسكنه الجار محمد احمد بادحمان تاجر العسل, وفي البيت نفسه يقع منزل العم صالح بن جبير وعاشق قريته "السويري" العم عبد نصيب محمود, وعلى يمينه بيت الشنيني الذي يسكنه الجيران آل اليزيدي وال بن همام وال باظافر وملاصق به بيت الشيخ علي سالم الذي يلتصق اسم حماره باسمه فيقال حمار علي سالم, وبعد زقاق صغير يقع بيت آل الناخبي ويسكنه العم فرج صاحب الحمار وما قيل على الأول يقال على الثاني وعنده ينتهي شارعنا يميناً فهذا البيت يصطدم بالسايلة وخلفه مجرى السيل "الشحرة" وفيها يقبع حماري الجارين وكثيراً ما يحدث التناص بينهما في صوت النهيق وهو رسول الهوى, ومنطوق الشكى.

ويساراً يقع منزل الشيخ الشاعر المعروف عبدالله احمد الناخبي ومنه يكون الجبل قريبا ولكن لا تزال أمامنا أكثر من خمسة بيوت تحتضن بدفء سفح الجبل, وهناك حيث توجد المغارة وكم من إمارة, والأشجار والنباتات البرية, وأماكن الجلوس في العصرية, ولكن ما علينا.




وهكذا سكن الشارع عائلات متعددة المهن والثقافة, وعاشت بهدوء وسلام وطمأنينة, وعشرة صادقة, وألفة ناطقة وحتى صوت حمار جارنا بلصقع تعودناه بل صار مع الزمن معلم من معالم شارعنا بل وعند البعض يسمى الشارع باسمه, فعندما نحدد تحركات ألعابنا علينا أن نحدد نقطة البداية أو النهاية من عند حمار بلصقع, وعندما نصف الغريب على بيتنا نبدأ من البحر وسينما بن كوير ونصل بالوصف إلى حمار بلصقع وعنده ستجد الخبر اليقين.

ولكن هناك من لا يعترف بهذا المعلم ! بل وأعلن ذلك جهاراً في بتنا.. انه الوالد مبخوت الصيعري "الكندي فكان ضيف ضيفنا "ابن عمنا" القادم من وادي حضرموت ولاسيما من احد فروعه "وادي عمد" فعندما أراد ابن العم يقضي لنفسه حاجة في المدينة بعيدا عن صديق رحلته الذي تمسك به مسكت العميان, تعذر "بن كند" بان إذا خرج وحده في هذه المدينة الكبيرة فانه لن يستطيع العودة, ثم خطرت على ابن عمنا ما يخطر على بالنا "حمار بلصقع" واستبشر خيرا بفكرته ولكن الصيعري "تعزوا" وقال: "بن كند, وإذا سرح الحمار نقول يا من ؟"




والعم سالم بلصقع رجل كبير في السن لا علاقة له بالصقع فذاك اسم عائلته ولكنه كان حريصاً على أن يضع مسافة من الحوار والجدل مع الأطفال, فلا نعرفه إلا رجلاً جلداً خشناً, كنا نعرف بعضنا بعضا, ونتقابل في مناسبات الأفراح والأتراح, ونصطف أحيانا في صف الصلاة في مسجد المشهور, ولكن كانت مسافة السنين لها حضور, ومع هذا كنا رغم صغر سننا, نقدر كفاحه في الحياة, وندرك مطعمه الحلال ومشربه الحلال, وازداد هذا التقدير مع الزمن إلى المحبة والاحترام, الله يرحمك ياعم سالم, ياعم سالم الله يرحمك.

[email protected]

رابط الصور

المكلا اليوم | تفاصيل الخبر


تعليقات القراء
عدد التعليقات : 8

الرمادي (برع السدة) 4/22/2010 شكرا دكتور عبدالله انت مكلاوي صحيح كل كلمة في موضوعك تعتبر موضوع بحد ذاته وقصه تحتاج الي موضوع تكتبه حقيقة كلماتك لن يدرك معانيها وتأثيرها الا الذي عاش وترعرع في هذه الحواري والمطاريق ففعلا ليتهم تركوا لنا البحر تركو لنلالشراف وبحر باعييس عندما كنا ننتظر العم سالم لنساعده في دفع قاربه من البحر طبعا للحصول على العزيز لعمل الدنابق وليتهم تركو لنا بحرنا الدي نشأنا على ساحلة نصطاد منة وناكل اسماكة التي نصطادها )آه يادكتور لاتدكرني بشئ انا قلبي قد نسي )شكرا دكتور
محمد علي (الشحر) 4/22/2010 رشاقة الكلمات وصحر المكان تجعلك تردد لبايقع لي مرادي بسكن بحي السلام
محمد علي (الشحر) 4/22/2010 رشاقة الكلمات وصحر المكان تجعلك تردد لبايقع لي مرادي بسكن بحي السلام
محمد علي (الشحر) 4/22/2010 رشاقة الكلمات وصحر المكان تجعلك تردد لبايقع لي مرادي بسكن بحي السلام

علي باشراحيل (المكلا) 4/22/2010 المقال دعوة لاكتشاف اصالة مدينتنا وسكانها المنواضعين

فهمي فؤاد (المكلا // حي السلام ) 4/22/2010 والله كلام جميل جداً ووصف أعمق ومازلت أذكر حمار بالصقع عند مروري اليومي على الشارع الله يرحم الجميع والشكر موصول للدكتور عبدالله الجعيدي وهو واحد من المدرسين الذين درسونا في الثانويه العامه مادة التاريخ ويعتبر من المدرسين المتمكنين في الماده والمحترمين والطيبين جداً كل الشكر لك ولمواضيعك الجميله ...

Mohamed Bataweel (USA) 4/22/2010 مقاله جدا رائعه , ولا زلت في طووور القراءة ولكن شدني خطأ لا يُسمح به خصوصاً في موضوع مثل هذا وفي مكان مثل هذا وهو: " ولا حول إلا بالله ولا قوة " بغظ النظر عن الأخطاء الباقيه لكن أرجو تعديل الخطأ الفاح السابق أولا وآخرا أرجو التعديل وشكرا.

خالدالكاف (السعودية -جدة) 4/22/2010 الله يؤفقك يادكتورعبدالله مقالك وصور المقال عن حي السلام حرك الشوق في وجداني لحي السلام واهله مقال جميل جدا لأول مرة اعلم من مقالك بشارع حمار بلصقع نشكرك كل الشكر على كل ماتقدمه من مقالات جميلة