... وذهب النوم

[سالم علي الجرو]

ما تبقى من الود يساوي ودّ اهل الأرض فلا تشهر الإفلاس
تعرف أين يقف وأين تقف وأين يقف المفاليس
هو مقياس لذوي الفطنة والكياسة
ما تبقى من الود يكفي أهل الأرض ومن هم أحياء يعومون في المحيط
أنت نصف المحيط ونصفه الآخر هو .. هو نصف الأرض ونصفه الآخر أنت
بذا عرف كلّ عمقه ... املاكه ... قياسه
لا تبتئس فكلّ الأرض تتعرَض للإبتلاء . كن صلبا ... كن مثله شديد المراس
لا تستسلم لشك ... لا تسلّم الأمر لرمسيس
لا يتساوى قط طنّ من رماد الأوراق المحروقة مع:
وزن حبة خردل من الألماس

[سالم علي الجرو]

يا للسكينة تعلن عنها فراشة صباح كل يوم ، يلغيها عنكبوت أسود يتسلّق السرير في متصف الليل زاحفا نحو بطن طفلة غارقة في نومها.
على ظهر السفينة سكينة أعلنت عنها فراشة ، ورغم جبال الأمواج وأسماك القرش فإن الأطفال يلهون ، وفي البيت رعب يحرسه رجل أمن يطلق عليه:
" حارس العمارة "
حارس العمارة لم يشاهد عنكبوتا أسودا مرّ من جانبه فمرق عبر جحر يخبئ فيه الحارس ساندويتش الصباح حتى يفرغ من إعداد برّاد الشاي .
سكينة ... سعادة تبشر بهما فراشة
سرّ أحمر ... سراج دون شمعة تأتي بهما المفاجأة
... سموم في خزّان مخلوق أسود صغير ينفثها في أنصاف الليالي.

[سالم علي الجرو]

أنت الذي أتوقّعُ ... هلاّ أُزيح البرقعُ؟
ملثّم في بلد الجليد لا تميّزه:
كهل ... شابُّ .. رجل ... أمرأة ...
قد يأتيك غدر والخنجر بيده ، وقد يأتيك ليلا بالهدايا والمسك منه يتضوّعُ
وقد يحلق في سمائك يقود راجمات الصواريخ ، وقد يسقيك سمّ في عصير الليمون ،
ومن يدري؟
ربما هو مخبرُ يعدّ خطواتي ويتبعُ

[سالم علي الجرو]

من ظلّ أسد خاف أسد ، فأيّ أسد هو الأسد؟
قالوا: نمور من ورق . قلت: هذا كلام على الورق.
من سبب هذه الدماء غير نمور من ورق؟.
قالوا: هذه خيوط العنكبوت ، سهل زوالها.
سألتهم: أين العنكبوت؟
لم يجيبوني رجالها.
قلت: كفانا فعل الإخطبوط . هل أحد منا إخطبوط ، يواجه الإخطبوط؟ ، وإلا دعونا في شباكه يعصرنا حتّى نموت
سلام منّي يا وطن
سلام لك ياحضرموت

[سالم علي الجرو]

ابتسامات الأمس ذكرى وحيرة
وصورة كانت ........
جميلة كانت ، وكانت الحيلة وكانت الخطوة للوثبة الأخيرة
وكانت المفاجأة
.. سخريّة أن يقع مخلب قط على صفيح نحاس
الحمد لله حمدا كثيرا ، وصلّى الله على نبيّنا محمد وعلى آل محمد
لم يصب طفل الأمس بأذى من مخلب قطّ هرم
طفل في عالمه يرسم على الأوراق أذني أرنب وذيل حيّة ورأس أسد
خلفه عملاق ، يحوّل المشهد:
يفاجىء الغول في كلّ سباق بوخزة ريشة خطيرة ،
تحدث نزفا فيقع الوحش في قبضته وينادي:
أين أنتم يا من كنتم هنا ... أين أنتم يا من كنتم هنا بالأمس جموعا غفيرة