هل فيما يكتب الحي صدقة جارية؟

[سالم علي الجرو]

هل فيما يكتب الحي صدقة جارية؟
• الموت قادم لا محالة ، وعندما يحين الأجل ينقطع العمل إلا من ثلاث أحدها: صدقة جارية ، فهل فيما يسطره الحي من كتابات صدقة جارية؟

[سالم علي الجرو]

سيقول البعض: ( إذا كان ما كتبه علم ينتفع فهي صدقة جارية ) . هذا القول ليس له محل هنا لأننا نعرف أن العلم المنتفع به صدقة ، كأن تقول: ( إذا لم يأكل أبونا من الشجرة التي نهاه الله عنها لبقينا في الجنة ) ، غير أننا نسأل المواقع الإليكترونية ومن يشرف عليها:
هل أرشيفها نقي يرضي الله؟

[سالم علي الجرو]

يتمنى الميت لو يعود إلى الحياة ليعمل عملا صالحا:
قال تعالى: { َأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المنافقون: 10-11].

[سالم علي الجرو]

زميل في العمل قبل سنين ـ الله يرحمه ـ تعذب وشلتا يديه ـ وهو البريء ـ على يد محقق بتهمة اختلاس . أطلق سراحه بعد القاء القبض على السارق . أخبرني بأن الشرطة اتصلت به للحضور ، وعندما حضر طلبوا منه في تودد الذهاب إلى المستشفى لزيارة المحقق اياه في غرفة الإنعاش كي يسامحه فيما فعل . قال: ذهبت فرأيت الرجل وحوله أجهزة وقلت: أسامحك وأطلب من الله الشفاء لك ـ فقال ضابط:
ـ الرجل مغمى عليه ونريد منك العودة حينما يفيق ، فهو بين الفينة والأخرى يفيق لهنيهة ولا ينطق بغير اسمك .
إنتظر اتصال الشرطة طويلا وعلم فيما بعد أن الرجل انقطع اتصاله بالدنيا .
الحمد لله

[عناقيد الروح]

إنها الصدقة الجارية سيدي..
يموت فاعلها وما تموت خيراته ..
يسري خيرها ولا تنقطع ..
يمتد نفعها ولا ينفد ..
وصاحبها ميزانه بها يثقل بالحسنات ..
وتكفر عنه السيئات ..
ويعلو في الجنات .. وربك يضاعف..
لمن يشاء مرات ومرات ..
إنها الصدقة الجارية ..
تُربي حسنات الفرد حتى يلقى الله عز وجل..
لتتقدمه على الصراط وتركض به كالبرق..
في قصور في الجنة شامخات..
والله يكتب اجركم ويرفع قدركم ويعلي شأنكم..
ويبارك في جهودكم سيدي............

[الزين يفرض نفسه]

وفي حديث آخر : (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة )

إنها سعة رحمة الله الذي وسعت كل شئ وشملت الحي والميت

فهو لايقطع عن عباده الخير حتى وهم تحت الأرض لاحول لهم ولا قوة

وسواء أكان مايكتبه الإنسان يدخل تحت مسمى الصدقة الجارية أو السنة الحسنة فكلاهما أعمال صالحة لا تنقطع عن العبد ..

موضوع من أهم ماقرأت ،أسأل الله أن يجعل ماتكتبه وما نكتبه شهادة لنا لاعلينا

فائق الشكر والتقدير لشخصك الكريم استاذ سالم