05-06-2017, 11:49 PM | #1 | |||||||
حال نشيط
|
كتاب الجوهر النقي في سيرة الشيخ صالح بن سلم الحضرمي
الجوهر النقي
في سيرة أبي محمد الشيخ صالح بن سلم الحضرمي (1374-1433) كـتـــــبه أبوحمزة حسن بن محمد بن عمرباشعيب المقدمة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد: فهذه ورقات دوّن فيها القلمُ بعضاً من أبرز معالم سيرة الوالد المجاهد الشيخ أبي محمد صالح بن سلم - رحمه اللهُ تعالى رحمةَ الأبرار - تلك السيرةُ المُنِيْرَةُ، التي يدور فَلَكُها حولَ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، والثَّباتِ عليها، والدَّعوةِ إليها، والشجاعةِ الفائقةِ في الصدع بالحق ودَحْضِ الباطل، بالحجة الدامغة والبرهان الساطع والبيان المؤثر، مع الصَّبر والحِلم وحُسْن الخُلُق والعمل الصالح الدَّءُوب. إنَّها حياةٌ عزيزةٌ عاشها هذا الرجلُ الفَذُّ، عنوانُها الجهادُ في سبيل الله بجميع أنواعه ومراتبه، باللسان والحجة والبرهان ضد الشرك والخرافات والكفر والإلحاد والبدع والتحزبات والمعاصي كبيرها وصغيرها والشهوات , وقبل هذا كله صراعه المرير وجهاده الكبير لنفسه الأمارة بالسوء والشيطان الرجيم، ثم ختمها بجهاد السِّنان والقتال ضد الحوثيين الرافضة الزنادقه المعتدين. أعزك الله يا أبا محمد في البرزخ ويوم البعث كما أعزك ورفع قدرك في حياة الدنيا، حقاً إننا افتقدناك ياشيخ صالح، نشعر وكأنك اختطفت من بين أيدينا فجأة , إنا لله وإنا إليه راجعون. قال أيوب السختياني رحمه الله: إنه ليبلغني موت الرجل من أهل السنة فكأنما أفقد بعض أعضائي. اهـ حقاً لقد فُجِعت الديس الشرقية بل وحضرموت كلها بنبإ قتله وكان كنزول الصاعقة عليهم لذا حزن عليه الكبير والصغير والقريب والبعيد والرجل والمرأة. لكن الحمد لله ديننا وإيماننا وعقيدتنا يدعونا إلى الاستسلام للقضاء والقدر، والرضا بحكم المولى والصبر. فنقول إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى, فلنصبر ولنحتسب. ونقول: إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا أبا محمد لمحزونون. ومما يخفف أسانا أننا بقدر ما حزنا على فراقه؛ كذلك فرحنا لاستشهاده، وخروجه من الدنيا بهذه الكرامة. هذا وقد استعنا بالله في كتابة هذه الصفحات المشرقة من سيرة أبي محمد العطرة، من باب رد شيء من المعروف إليه غفر الله له، والله تعالى يقول: ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﭼ]الرحمن: 60[، ويقول سبحانه: ﭽﯺ ﯻ ﯼ ﯽﭼ]البقرة: ٢٣٧ [. والوالدُ أبو محمد - تَغَمَّدَهُ اللهُ تعالى بِرحمتِه وأَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ - يَجْمَعُنِي به رَحِمٌ مَتِيْنَةٌ، فهو خالٌ لِي - شَقِيْقُ أُمِّي - ،ويَجْمَعُنِي به دِيْنٌ ومنهجٌ، فهو صاحبُنا في العِلْمِ والدَّعْوَة، وهو سَبَبُ اسْتِقامَتِي وهِدايَتِي للسُّنَّةِ مِن أَوَّلِ وَهْلَةٍٍ، ولَهُ الفَضْلُ بعدَ اللهِِ عَزَّ وجَلَّ في تَوَجُّهِي لِطَلَبِ العِلْمِ والرحلةِ إلى دماج، فَجَزاهُ اللهُ عَنِّي، وعن إِخْواني السَّلَفِيِّينَ بالدِّيْس خاصَّةً، وبِحضرموتَ عامَّةً،وعن كُلِّ مَن انْتَفَعَ بنُصْحِهِ - خَيْرَ الجَزاءِ. ولأنَّ أيامَه ولياليَه حافلةٌ وزاهرةٌ بالخير، فذِكرُها إن شاء اللهُ تعالى يَشْحَذُ الهِمَمَ، ويَصْقُلُ العزائمَ، للتَّنافُسِ في مَيادِيْنِ العلمِ والعمل والعزِّ والشَّرف. قال سفيان بن عيينه رحمه الله: سِيَرُ الصالحين جُندٌ مِن جُنُودِ الله يُثَبِّتُ اللهُ بها مَن شاءَ. اهـ أَضِفْ إلى ذلك أنَّ في الثَّناءِ على أهل السنة السلفيين، وإظهارِ مناقبهم، والإشادةِ بفضائله- إغاظةٌ لأهل البدع والأهواء جميعاً، الذين قد أظلمتْ صُدُورُهم بالبُغضِ والحِقدِ الدَّفِينِ لأهل الأثر والحديث. قال أحمد بن سِنان القَطَّان رحمه الله: ليس في الدُّنيا مُبتَدِعٌ إلَّا وهو يُبغِضُ أهلَ الحديث. اهـ وقال أبو عثمان الصابوني رحمه الله: وعلامةُ أهل البدع على أهلها ظاهرةٌ باديةٌ، وأَظْهَرُ آياتِهم شِدَّةُ مُعاداتِهم لِحَمَلَةِ أَخْبارِ النَّبِي واحْتِقارِهم لهم. اهـ فأهل الأهواء ينزعجون ويموتون كَمَداً بهذا الصَّنِيع البَدِيع، الذي انْتَهَجَه السَّلَفُ، وأفردوا له التصانيفَ– أعنِي سِيَرَ وتراجمَ الرجالِ الأبرار والفحول الأخيار-، وهذا مَطْلَبٌ شرعِيٌّ نبيل، وقُربَةٌ إلى الله العزيز الحكيم. وقد أَسْمَيْتُ هَذِهِ التَّرجَمَةَ: (الجَوْهَرُ النَّقِيُّ في سِيْرَةِ أَبِي مُحَمَّدِ الشَّيْخِ صالِحِ بنِ سِلْمٍ الحَضْرَمِيٍّ). وفي الأخير أشكرُ كلَّ مَن تعاون في كتابة هذه الأوراق وإنجازها، سواء بتزويدنا بالمعلومات، أو بالترتيب والتنسيق، أو بالكتابة على الحاسوب، وفي مقدمتهم الأخوةُ الأفاضل: أبو حذيفةَ محمد بنُ أحمد هُبَيْر، وأبو جابر عبدالله بنُ سالم باوَزِير، وأبو مُبارَك محمد بنُ المبارك باوزير، وأبو محمد صلاح بن محمد سعيواد، حفظهم الله تعالى، وبارك لهم في جهودهم، وثَبَّتَنا وإياهم على المنهج السلفي حتى نلقاه, والحمدُ لله ربِّ العالمين. وزَبَرَهُ أبو حمزة حسن بن محمد بن عمر باشعيب المكتبة السلفية بالديس الشرقية 11 / رجب / 1433 اسمه ونسبته ومولده هو الرجل المقدام، الشجاع، القَوَّال بالحق، السُّنِّي الثَّبْت، الداعي إلى الله على بصيرة، الورع، الزاهد، الصبور، الناصح لدين الله، البطل المجاهد، ريحانة الدِّيْس الشرقية، الشيخ الكريم أبو محمد صالح بن عوض بن سالم بن عبدالرحمن بن سالم بن سِلْم الدِّيْسي الحضرمي. وبيت (بن سِلْم) نزحوا من وادي حضرموت إلى ساحله، من منطقة يقال لها (قريةُ اللِّسْك)، وتدعى أيضا (قرية آل بن سِلْم)، شرقي تريم. ومدينة الديس الشرقية هي مسقط رأسه، وبلده التي ترعرع فيها، وهي من مدن الساحل،وتبعد عن الشحر بنحو أربعين كيلاً شرقاً. و(آل بن سلم) هم أهل جاه وشأن لدى أهل حضرموت. ومَن يطلق على أبي محمد رحمه الله لقب (الشيخ) فإن ذلك لاعتبارات، منها: مشيخة بيت بن سلم، إضافة إلى كِبَر سِنِّهِ، حيث مات رحمه الله وهو يناهز الستين عاماً. وأما من الناحية العلمية والدعوية؛ فإنه أحق بهذا اللقب، وأهلٌ له، فقد كان شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله تعالى يناديه: يا شيخ صالح. وعمره حينذاك خمسةٌ وأربعون عاماً. |
|||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|