المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > المناسبات > سقيفة التعازي


حضرموت ؟ أدباء وكتاب حضرموت ينعون الأستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي

سقيفة التعازي


إضافة رد
قديم 11-02-2013, 01:25 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي حضرموت ؟ أدباء وكتاب حضرموت ينعون الأستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي


أدباء وكتاب حضرموت ينعون الأستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي

Google +0 0 0 0 0

شبوة برس- خاص المكلا

السبت 02 نوفمبر 2013 01:03 مساءً

أدباء وكتاب حضرموت ينعون الأستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي

لقد أعطى الملاحي بصمت ولم يأخذ، فهل منحه الوطن أن يقدم خلاصة ما أراد؟



نعى أدباء وكتاب حضرموت الأستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي، الذي وافاه الأجل فجر هذا اليوم السبت: 2 نوفمبر 2013 بمدينة الشحر، عن عمر ناهز السبعين عاماً، بعد عمر حافل بالعطاء المتعدد، في مجالات التاريخ والفكر والأدب والتربية والثقافة.

وجاء في البيان الذي تلقى " شبوه برس" نسخة منه :


ينعى أدباء وكتاب حضرموت فقيدهم الكبير الأستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي الذي انتقل إلى جوار ربه، بعد عمر حافل بالعطاء المتعدد، في مجالات التاريخ والفكر والأدب والتربية والثقافة، كان الملاحي خلاله، علماً من أولئك الأفذاذ الذين يعطون بصمت جليل، ولا يأخذون أو يدّعون، ولا تداخلهم مشاعر الزهو بما أنجزوا، لأنهم يؤدون رسالةً هي منهم بمثابة الدم في الشرايين، ولذلك فقد كان الملاحي معطاءً، أدباً وعلماً وروحاً يفيض بها على من حوله، حتى صار وجهةً للباحثين والمستشرقين وللأكاديميين، لما أحاط به من علم ومعرفة وخبرة منهجية في تاريخ وتراث حضرموت خاصة وتاريخ وتراث جنوب الجزيرة العربية عامة.


الملاحي المتعدد الصفات والاهتمامات، هذا الذي نودعه اليوم إلى مثواه الأخير، لا يليق به أن نعدد في موكب جنازته، فلقد علم جيلنا دروساً بليغة في معنى أن يكون المرء محباً لوطنه، مخلصاً له، مقبلاً على كل دعوة صادقة، مكباً على الدرس والبحث والتأليف، وإفساح المجال للباحثين وطلبة العلم ليأخذوا عنه عصارة تجربته ومعرفته، في أشد الظروف قسوةً. ومن أجل ذلك فهو من أقل مجايليه ندباً للحظ، أو ميلاً للشكوى، بل كان نبراساً لأجيال تتلمذت عليه، وعدته قدوةً أدبيةً وعلمية واجتماعية.


ليس المجال هنا لتعداد إسهاماته الرائدة في أكثر من مستوى ومرحلة، ويكفى هنا والألم يعتصرنا على فراقه، أن نقول إن مكانه سيبقى شاغراً لا يملؤه سواه، وإن مصابنا لجلل، وبقدر ما يسكن الحزن قلوب عائلته وأولاده وأحفاده، فإن حزناً شاملاً يلف قلوب أصدقائه وتلاميذه ومحبيه، في حضرموت خاصة والجنوب عامة وخارج الوطن، فلقد نقش في كل قلب له محبة غامرة، وذكراً طيباً، وكانت ابتسامته الصافية رسوله الخفي إلى كل روح.


رحم الله أستاذنا وفقيدنا الجليل عبدالرحمن الملاحي، وحسبه أن عمره لم يذهب سدى، فهو باقٍ في ما أنجزه من أعمال ميزته عن سواه في كل مجال خاض فيه، وأبدع، ولسوف يعلم هذا الوطن أن الملاحي الذي غادره بصمت كغيره من الأفذاذ الأجلاء، قد أفاض عليه من روحه، وستظل روحه مسافرة في الأجيال، لأن للعلم والمعرفة امتداداً لا ينقطع بانقطاع النفَس الأخير.

قال تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي". صدق الله العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


سكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب – حضرموت

المكلا: 2 نوفمبر
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 11-02-2013, 01:35 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


تعازينا لذوية ومحبية وطلبتة ولسعاد وحضرموت وشعبها في فقدان مثل هذالرجل ونسأل الله ان يخلفة كوكبة من سعاد خاصة وحضرموت عامة

تغمدة الله بوسع الرحمة والمغفرة وانا لله وانا اليه راجعونش
  رد مع اقتباس
قديم 11-02-2013, 01:40 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


آخر ما كتبه الراحل الملاحي : الطليعــي باوزيـــر أيـــام .. و ذكـــريــــــات


السبت 2 نوفمبر 2013

هنا حضرموت / كتب / عبدالرحمن الملاحي

الملاحي وباوزير

شهد النصف الأول للعقد الخامس، من القرن العشرين الميلادي المنصرم, عنف الحرب العالمية الثانية و ويلاتها , و في العقد السادس التالي ضمدت أوروبا و معها العالم جراحاتها الدامية , فباشرت مشاريع الإعمار و التنمية فيها .

اكتوت حضرموت في تلك الفترة بنيران تلك الحرب , حين انقطعت عائدات أبنائها المغتربين عنها , و توقفت واردات الدول المنتجة عبر البحار إليها , و أمسكت السماء قطراتها الممطرة , فعم الجفاف و القحط , و ازدحمت المدن الرئيسية بالنازحين من القرى و الوديان باحثين عن لقمة العيش , فتشتتت أسر و هلك خلق كثير .

تلك كانت مأساة ذلك العقد بحضرموت , وقائع تثير الأسى , و تكسو النفس هماً و قلقاً , و صور رسمها التاريخ في سجلاته , بألوان قاتمة سودت صفحاته , غير أن مفارقة مثيرة يدرسها الباحث لتاريخ حضرموت الحديث لنفس الفترة بالتحديد ببروز صور التحديث , و ملامح الحراك النهضوي , تشع بالوفاق التسامحي التام بين كل العشائر و القبائل الاجتماعية بما عرف في الدراسات الحضرمية – بصلح إنجرامس – و ما كان السيد إنجرامس المستشار البريطاني المقيم بسلطنتي حضرموت – القعيطي والكثيري – الصانع الحقيقي لذلك الإنجاز العظيم كما صورته تلك الدراسات , بل كان وعي المجتمع بأهمية التصالح بين الفرقاء بعد طول الشتات , و بإدراك و إخلاص رجال فضلاء من الحضارمة أنفسهم كان هو الصانع الحقيقي الذي مهد لتواصل و تداخل العشائر بعد الانغلاق .

فامتدت الصلات و قويت الروابط و اتسعت المصالح المشتركة و انتشر الامن في الوهاد و المرتفعات. و قد كان للكاتب في مراحل البحث الأولى عن الواقع الاجتماعي لمخلاف المشقاص حسن اللقاء بعدد من الرجالات الذين قاموا بهذا الدور العظيم , و منهم الشيخ أبو بكر بن حسن باعباد ( ريدة عبد الودود – ت / 1957م ) الذي حدثني رحمه الله عن مساعيه و مساعي غيره من الفضلاء كأمثال آل الكاف الذين بذلوا المال النفيس لإرساء ذلك التصالح , الأمر الذي سهل للفرقاء الانتقال أفراداً و جماعات بين المثاوي البعيدة عن مواقعهم و استيطانهم فيها دون إحساس بالنفور أو الخوف من الارتداد الى مواقف التعصب و التنافر .

ثمة لون آخر من الصورة الاجتماعية الواعدة ببروز الرغبة في الإقبال على التعليم الحديث في عموم مدن و قرى حضرموت المتناثرة.. بتزامن الوعي الثقافي و السياسي المطرد.. باقامة الجمعيات و المؤسسات و الأحزاب و نشوء تيار إصلاحي خاض مراحل صراع فكري هادئ بين التقليدية و الحداثة , عبرت عنه صحف ذلك العهد الخطية و المطبوعة السيارة .

لم يكن ذلك التغيير تلقائياً عفوياً , فقد تصدره قادة شبان مثقفون كانوا الطليعة الرائدة الدافعة له , و هم رموز مرموقة في المدن الرئيسية من حضرموت , منهم فقيدنا الراحل أحمد عوض باوزير رحمه الله الذي توج نهوض العقد السادس بإصدار صحيفته السيارة ” الطليعة ” فكانت الوليد الذي ابتهج به المواطنون في الداخل و المهاجر , و رسول الوطن الى الأبناء المغتربين .

لم يكن إصدار صحيفة الطليعة بادرة أعمال باوزير الطليعية و لم تكن سمة الطلائعية فيه مقرونة بصدورها , فذلك الشاب الأسمر المعتدل القامة , كان واحداً من الشباب يفيض حماساً و نشاطاً و تطلعاً إلى بناء وطن حر مواكب لمتغيرات الواقع التنويري المتنامي في عموم الأقطار العربية , فكانت صحيفة الطليعة منبره الذي أعلن منه عن أفكاره و آرائه و دعوته إلى الحداثة و الانسلاخ من كساء شرنقة التقليدية التراثية ليطير شعب حضرموت و يحلق في فضاء المعاصرة .

تعود بي الذكريات إلى عهد التلمذة في خواتيم عقد الأربعينيات عندما كنت و أخي الأكبر عبد الله نذهب صباح كل يوم إلى منتدى شبابي أقيم بمنزل آل بلحيد بغيل باوزير حيث تقيم أسرتي , ففي هذا المنتدى يلتقي شباب يقرأون صحفاً مصرية و عدنية و يتحدثون و يناقشون قضايا وطنية , و لم أكن أعي ما يدور في تلك الأحاديث , و بالطبع لم يعلق بالذاكرة شيء من مضمون تلك المناقشات , غير أن صوراً من اللقاءات , و إن بهتت بطول الزمن , لا تزال تتراقص أمام ناظري تسجل وقائع تلك الفترة و معالم رسوم شخوصها. و كانت ولا تزال شخصية الشاب الأسمر ذي الحركة المتواثبة التي لا تستقر في حديثها تنتصب أمام ناظري و خيالاتي راسمة سمته القيادية ، و لم يكن ذلك الشاب سوى الأستاذ أحمد عوض باوزير الذي يكبرني بنحو ثمان من السنين .

و حينما أقلب سجل الذكريات أقف أمام حوادث عام 1951م ، و لا أتذكر اليوم و الشهر ، عندما دعت السلطة الإدارية بغيل باوزير إلى إقامة مهرجان حافل يشترك فيه المواطنون برقصاتهم الشعبية احتفاءً بزيارة الشيخ القدّال سعيد القدّال سكرتير السلطنة القعيطية التي رشحته بريطانيا و عارضته الجماهير بمظاهرة حاشدة طافت شارع المكلا العام زاحفة إلى القصر السلطاني يوم السابع و العشرين من شهر ديسمبر عام 1950م وواجهتها السلطة القعيطية بإطلاق النار على المتظاهرين فسقط في ذلك اليوم ستة عشر شهيداً .

في ذلك المهرجان الذي أقيم عصراً افتقدت أخي عبد الله الذي اعتدت النزول من البيت و التجوال معه كل يوم. و حين التقيته مساءً سألته عن الغياب فباح بسره , فقد اعتزل و جماعة من أصحابه المهرجان تضامناً مع المحتجين على تنصيب القدال سكرتيراً , و عندما سألته عن المتزعم للمعارضة كان الجواب: إنه الأستاذ أحمد عوض باوزير .

عرفت ذلك الأستاذ الأسمر في تلك الفترة بمنزله بغيل باوزير، ذلك المنزل الذي يسكنه أيضاً عميد الأسرة الرميدية الأستاذ القدير المؤرخ سعيد عوض باوزير رحمه الله . فقد كان من برامجنا نحن التلاميذ بالمرحلة المتوسطة و دار المعلمين زيارة الأستاذ المؤرخ بمنزله عصراً كل يوم جمعة , يلقننا دروساً في المعرفة و الوطنية و حب الاخرين .

انقضت السنون بنشاطها و انشغالاتها تنقل فيها الأستاذ أحمد عوض من وظيفه العمل المكتبي إلى التدريب ثم الصحافة ليستقر بالمكلا مؤسساً و ناشراً لصحيفة الطليعة التي احتلت طليعة الصحف و المجلات الحضرمية المخطوطة و المطبوعة ذات الانتشار المحدود , بانتشارها مطبوعة في الداخل و الخارج فاستحقت بريادتها تلك أسمها وصفتها .فهي طليعة الطليعة بقيادة مسيرة التفاعلات الوطنية وفي تلك الفترة كان الصحافي النشيط باوزير ، يدير صحفية بعقلية أعلامية واسعة المدارك هدف بها الى ان تكون الطليعة منبراً لكل ذي رأي رافعاً راية الهوية الثقافية العربية الوطنية لاقليم حضرموت , مشجعاً الشباب على المساهمة بكتاباتهم فيها , بكل الوان الادب من نثر و شعر و قصة , و كان لا يقف من مواد الشباب المقدمة للنشر , موقف الناشر الراغب في زحمة الاقلام بصحيفته , بل هو المرشد الموجه ليعينهم على النهوض و احتلال مواقع النضوج .

كانت تلك تجربتي معه عندما بدأت بنشر قصصي في صحيفة الطليعة عام 1959م كانت اولى قصصي المنشورة بالعدد 12 / 15 صفر 1373هـ – 20 / 8 / 1959م , و هي تجارب آخرين كانوا بحاجة الى من يمد لهم يد العون في بداية اهتماماتهم الادبية و الدفع بهم لبناء ثقافة جدديدة في مجتمع تنويري ناهض .

اقبل العقد السابع حاملا معه مأساة صحافينا القدير , فبعد صدور الاوامر باغلاق الصحيفة , أمتت مطبعة المستقبل , و قد كتب البعض عن هذه المرحلة , مرحلة ارساء الفكر التقدمي كما وصف , و نشاطه , و لكن احداً لم يكتب و يسجل مشاعر الصحفي الطليعي و هو يستقبل ضربات معول تحطيم طموحه و تطلعاته نحو بناء وطن معاصر , و ان المقربين منه قد سجلوا ولو في مخيلتهم ان لم يكن كتابة , مشاعره و مواقفه في تلك الفترة المأساوية و كيف استقبل الطليعي تلك الضربات و كيف تعايش مع مرحلة ما بعد التأميم , ان الكتابة عنها و التعبير عن انطباعاته من خلال احاديثه تثدم لنا صورة لشخصية هذا الرجل الفذة الصلب في مواجهته للعواصف .

تجذبني الذكريات الى ايام تلك الفترة حينما زرت المكلا بعد غياب ليس بالقصير و كنت في جولة بالديس في خي اكتوبر – فاستوقفني مشهد ظل عالقاً في مخيلتي الى لحظات كتابة هذه الذكريات .. لم يكن ذلك المشهد سوى جلوس الاستاذ أحمد عوض باوزير على كرسي ارضي يقف بجانبه أحد أبنائه و أمامه صندوق خشبي رصت على سطحه عدد من الكتب يعرضها للبيع , فدنوت منه مسلماً و نظراتي مسلطة على الكتب المعروضة , فوقفت الكلمات و تلجلج لساني و اعتراني حزن شديد , كان يحدثني بابتسامة تخفي وراءها المرارة و الاسى و لا أتذكر الحوار الذي دار بيني و بينه و لكن صورة اللقاء ظلت مرسومة ثابتة في مخيلتي , و ما اذكره اني انصرفت عنه دون كلمة الوداع , فهذا الرجل الطليعي يبيع كتبه ليعيش ابناؤه . كم هي مأساة الفكر أليمة في هذا الوطن ( المعطاء ) .

و يحل عام 1977 من الميلاد , فينضم الاستاذ أحد عوض باوزير , الى موظفي مكتب الثقافة و السياحة بالمحافظة ليمسح قتامة المأساة من على وجهه كما ارد اله المسؤولون ذلك , و قد قبل الاستاذ رحمه الله التعيين الوظيفي اضطراراً لمواجهة تكاليف الحياة , لقد اعادت الوظيفة اليه الاستقرار النفسي , و قد تجاوز أزمته النفسية , و لم يكن ذلك بفضل الوظيفة و لكن لتحمله الامر شخصياً بادراك عالى و وعي متكامل للظروف المحيطة به فعادت اليه ابتسامته و تواردت تعليقاته الطيفة و نكاته الظريفة , و حماسة المضطرد للعمل الابداعي الثقافي حينما تولى قيادة المجموعة البحثية التراثية لما عرف بادارة الثقافة بغرفة التراث فقد كانت تلك الغرفة تضم نتاج بعثات التنقيب عن التراث الشعبي العام بحضرموت مع الدراسات التي يكتبها الاساتذة من داخل المكتب و خارجه , و هي محط الزائرين الباحثين . و في عام 1979م كان فقيدنا واحد من ثمانية كتاب اختارهم المكتب لاعداد دراسات لمواضيع مختفة تهيئة لانعقاد مؤتمر للتراث الشعبي بمحافظة حضرموت . و في عام 1988م كان مشاركاً في ندوة المقاومة الشعبية التي اقامتها كلية التربية بالمكلا جامعة عدن .

خلال سنوات تلت زاملت الفقيد العزيز في رحلات بحثية منتدبين من المركز اليمني للدارسات و الآثار , و منتدبين لحضور مؤتمرات اتحاد الادباء و الكتاب اليمنيين في عدن و صنعاء .. في هذه الرحلات , و أكون عادة شريكاً له في غرفة واحدة بفندق النزول , لم اسمع منه تألماً أو شكاة مما حل به , و كنت حريصاً على ان لا أثير ذكريات ايامه الاليمة حرصاً مني على مشاهدته مبتسماً كما عرفته .

لقد شط القلم و أوجدني أغوص في بحر من ذكريات مع هذا الرجل الفذ و رغم ان لقاءاتي و مزاملتي معه متقطعة الا انها كانت متينة رغم قصر زمنمها , و جل ما استخلصه اليوم من تلك الزمالة – زمالة التلميذ لاستاذه الشيخ – انه يتمتع بفكر نير يتحلى بالصبر و قدرة عظيمة على امتصاص المكاره و تجاوز المصاعب و ذلك ما عرفته عنه .. و لنا ان نتساءل كيف واجه قرار ايقاف صدور مجلته و تأميم دار نشره ؟؟ فكلا القرارين ضربات معول قاسية صدمت طموحه الوطني الثقافي , و ما اقسى ان يواجه المرء ضربات قاسية قاتلة .. و لكنه تصدر لها و تحملها و لسان حاله يقول ان الضربة التي تدميني تزيدني قوة و حرصاً على المعنى قي طريقه الثوري الاصلاحي الذي رسمه لنفسه منذ مرحلة شبابه , و ان السبيل لذلك الصمود و التصدي لهي رحابة النفس و استعادة ألقها اللامع بعد قَلقِها المثير.

في عام 1977م اي بعد مضي ست سنوات من تأميم دار نشره و منع صحيفته , وضع كتابه شهداء القصر – الذي نشر في عام 1983م من دار الهمداني للطباعة و النشر – عدن .. ان اهمية هذا الكتاب بالنسبة لي ليس في كونه وثيقة تاريخية سياسية معاصرة قدم لها مؤرخ قدير هو الاستاذ محمد عبد القادر بامطرف و حسب و لكنه كما أرى و من خلال الارتباط الحميمي به انه تمكن من استعادة رباط نفسه و طمأنينتها . لقد فرحت كثيراً حينما سلمني نسخة من كتابه , كتب على غلافها [ الاخ عبد الرحمن .. هدية من أخوك أحمد عوض باوزير 14 / 10 / 1983م ] ان جملة الاهداء رغم بساطة كلماتها فانها تحمل كل معاني الاخاء و المحبة , , دلالتان على الاطمئنان النفسي , هكذا عبر عن عودة الهدوء النفسي اليه فالقارئ للكتاب يشعر بالنَفَس الهادئ للسرد و تحليل المعلومة و توثيقها و ذلك لا يأتي لكاتب مهزوز الشخصية مضطرب النفس .

حينما أقرأ كلمات الاهداء للكتاب يملأني شعور باحتضان صديق كبير , فقد عبر بكلمات وجيزة عن تقديره الكبير لاخيه الاستاذ المرشد القدير سعيد عوض باوزير معلنا انه الراسم لطريق حياته الصحفية النهضوية , فقد كان الكاتب المؤرخ باوزير من ابرز دعاة التنوير و المعاصرة مؤكداً على الهوية الوطنية للحضارم منادياً بالثورة على خمول التقليدية و جمود الفكر .

أجد نفسي مرتبكاً فقد تزاحمت الذكريات و تواردت حوادث الايام الخوالي , فلا ادري يم بدأت و بم اختتم , فالعلاقة الحميمة التي ربطت بيننا بوشائج الاخاء تتوارد امام ناظري اليوم في شريط محفور في الذاكرة مطبوعة في القلب فرحم الله الفقيد العزيز أحمد عوض باوزير و اسكنه دار القرار .

إشارة:

المقال هو آخر ما كتبه الملاحي ونشر في مجلة الفكر العدد(39)
  رد مع اقتباس
قديم 11-02-2013, 01:44 PM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


تحضيرية اتحاد أدباء وكتاب الجنوب تنعى الأستاذ عبدالرحمن الملاحي

السبت 2 نوفمبر 2013


الملاحي

نعت اللجنة التحضيرية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب الفقيد الكبير الأستاذ عبدالرحمن الملاحي، الذي وافاه الأجل فجر اليوم السبت: 2 نوفمبر 2013م، بمدينة الشحر بمحافظة حضرموت.

وجاء في بيان النعي:

إن الفقيد الكبير الأستاذ عبدالرحمن الملاحي مسيرة أدب وفكر وبحث في التاريخ والتراث لا تنقطع برحيله، فهو ممتد في تلاميذه، وفي ما ينهله الباحثون من تراثه العلمي والأدبي، وفي رمزية مواقفه الوطنية والفكرية التي لم تمل بوصلتها عن الاتجاه الصحيح، بما له من وعي عميق ونظرة ثاقبة، وإحساس بما في الإنسان من جوهر لا تزاحمه الأعراض العابرة، فهو من القامات الأدبية والفكرية التي ظلت أمينة على الرسالة، والموقف الصادق، والكلمة الشريفة.

وإذ رأى فقيدنا وأستاذنا الملاحي ما حاق ويحيق بوطنه من طغيان العصبية والقبيلة والإلحاق باسم الوحدة، فقد كان من المبادرين إلى الترحيب بتشكيل اللجنة التحضيرية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب، التي تخسر – كما يخسر الوطن – برحيله عضواً له مكانته ورمزيته العالية، ولعل من الوفاء لموقفه أن نضمن هذا النعي كلمته التي وجهها مكتوبة إلى زملائه وأبنائه في اللجنة التحضيرية، التي قال فيها:

(( الإخوة المحبون عمداء الكلمة: أحيي لقاءكم وأبارك خطاكم ونتذكر معاً أنه في لحظات الصفاء النفسي ووجود الحب الوطني كان للأدباء والكتاب اليمنيين توق للتلاحم والإخاء لبناء وطن موحد قائم على العدل والمساواة ونهوض الإنسان إلى مرتقى الحضارة والتألق، وهكذا كان الحلم..

وحينما خبا نور المحبة، وطفا طغيان العصبية والقبيلة والإلحاق أصبح الحديث عن الوحدة اليمنية هذراً ومسخاً، فالخير كل الخير أن يكون لنا نحن أدباء وكتاب الجنوب العربي رباط للمحبة والنضال كل النضال لإعلاء الموقف الصادق والكلمة الشريفة)).

رحم الله الأستاذ الباحث الأديب عبدالرحمن الملاحي وألهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان، وأسكنه فسيح جناته، وحقق حلمه باستعادة الوطن والهوية والكرامة والسيادة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


اللجنة التحضيرية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب

عدن: 2 نوفمبر 2013
  رد مع اقتباس
قديم 11-02-2013, 01:48 PM   #5
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


المؤرخ والباحث الأستاذ عبد الرحمن عبد الكريم الملاحي في ذمة الله

السبت 2 نوفمبر 2013

ببالغ الأسى والحزن العميقين وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نعزي أنفسنا وأسرة آل الملاحي جميعا وكافة وطننا الحبيب حضرموت بوفاة القامة التاريخية والأدبية والفكرية والثقافية فجر هذا اليوم أستاذنا وشيخنا ومعلمنا الأستاذ والمؤرخ والتربوي القدير / عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي الذي وافته المنية فجر يومنا هذا السبت 2/112013م بعد حياة تربوية وعلمية حافلة بالعطاء بسخاء وتجرد أثرى فيهما الحياة الأدبية والتاريخية والفكرية والثقافية والاجتماعية وقدم للوطن عموما عصارة جهده وفكره ورحل عن دنيانا الفانية وهو كما ولد غير ماخلفه من تراث ونتاج هذه العصارة الذهنية التي سوف تتذكرها أجيال تلو أجيال فكان بمثابة المرجعية لكل مثقفي حضرموت بلا منازع.

رحل في أصعب وأحلك الظروف التي تمر بها حضرموت وهي ونحن أحوج إليه في هذا المنعطف التاريخي والسياسي الخطير .

رحم الله فقيد حضرموت وأسكنه فسيح جناته وأحسن العزاء لأهله فيه وأبدلنا في مصيبتنا هذه خيرا منها ولا أرانا وأياكم مكروها بعده وإنا لله وإنا إليه راجعون .

هذا وسيصلى عليه عصر يومنا هذا في مسجد باهارون بمدينة الشحر ويدفن في مقبرة باهارون
  رد مع اقتباس
قديم 11-02-2013, 10:19 PM   #6
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

رحم الله الاستاذ المؤرخ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي واسكنه فسيح جناته .. انا لله وانا اليه راجعون
الشخصية الأدبية العلمية الفنية الثقافية البحثية
  رد مع اقتباس
قديم 11-03-2013, 03:14 PM   #7
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الملاحي .. الملاح الذي هزم الأعاصير

الأحد 03 نوفمبر 2013 02:28 مساءً

محمد بن حسن السقاف


عندما تسقط ورقة من شجرة حضرموت الباسقة من أي غصن منها أشعر بحزن وألم شديدين. فقد أوشك أن يشح النبع المتدفق النقي الذي لطالما ارتوت منه الواحة الحضرمية الغناء التي تفيأ ظلالها الوارف و قطف من ثمارها كل قاصد وعابر سبيل، قاص و دان. اليوم سقطت ورقت من هذه الشجرة التي لا نبرح أن ننظر إليها نظرة إعجاب وإكبار و انتماء بقلوب مفعمة بالحب لها و لأصولها العريقة , ملئت من تاريخنا نحو سبعة عقود.


هذا ما تبادر إلى ذهني عندما تلقيت نبأ وفاة البحاثة الجليل الكريم المكرم الأستاذ/ عبدالرحمن بن عبدالكريم الملاحي _ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته _ فقد غلب اتصالي الروحي به أكثر من التواصل السمعي و البصري ، ولعمق و سمو خاصية هذا النوع من التواصل في جل جوارح الإنسان فقد تجذرت له في سويداء قلبي محبته، وتأثرت به كثيرا لتعدد المناقب المتواترة في هذه الأسرة الكريمة أب عن أب .


قد برهن الراحل رسوخ هذه الأسرة في محاريب العبادة المختلفة لاقتفائه آثارها في عصر تبدلت فيه الألوان الأخضر بالأصفر! لكن شيخنا الجليل ظل شامخا كشموخ الجبال يواجه أعاصير الزمن الرديء، ولفحات سمومه الحارقة و لوثات العقول المارجة التي سكرت حينها حتى الثمالة من عارض كزبيبة ، نحسب أنه لابد أن يزول يوما.


الملاحي هو فرع لمدرسة حضرمية أصيلة، كان شخصية مخضرمة و همزة وصل بين أكثر من جيل و لأكثر من مذهب فكري، تحمل عبئا كبيرا عندما تسلم رسالته الإنسانية المتوارثة من أسلافه في بيئة تتلهف بفطرتها و تتلقف بشغف هذا الهم الإنساني، حتى سلمها فقيدنا رحمه الله بأمانة وجهد مضن و عمل دؤوب وإنكار ذات إلى أجيال كادت أن تقلب ظهر المجن على كل رسول من الماضي وعلى كل موروث. هنا تكمن أهمية هذا الشيخ الجليل؛ فقد كان - رحمه الله - ملاحا حاذقا أخرج السفينة التي أوشكت أن تتوه في عواصف الغي الهائجة، و التيه الفكري، والتمرد على الذات الحضرمية و الهوية والانتماء؛ حتى رسا بها بنجاح إلى مرفأ الأمان حيث المدرسة الحضرمية الأصيلة, وليس أدل على ذلك من قدرته التي ورثها من عراقة أسرته و عمق فهمه ورحابة صدره وتبسطه على جمع النخب الفكرية و الأكاديمية في حضرة التاريخ والتراث الحضرمي، فأصبح قِبلة لهم ولكل متعطش إلى النبع الصافي من حضرموت وخارجها.


الأستاذ الملاحي أنموذج للشخصية الحضرمية التي نتمنى أن تبقى في الأجيال القادمة، و قد سعى مركز ابن عبيد الله السقاف لخدمة التراث والمجتمع إلى تقديم شيء من فروض الوفاء و العرفان أواخر عام 2007م؛ حيث حصل المركز على شرف تكريم هذه القامة في أثناء حياته التي نذرها لما يجري في عروقه وما سكن في كل مسام وجارحة فيه ، الأمر الذي نحسب أنه تكريم للقيم والفضيلة، و للأرض و الإنسان، وللماضي والحاضر, ولكل محبيه .


رحم الله فقيد الضمير الحضرمي ملاحنا الحاذق الأستاذ / عبدالرحمن الملاحي. ونسأل الله أن يلهمنا جميعاً وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان، وإن لله وإنا إليه راجعون.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
  رد مع اقتباس
قديم 11-05-2013, 01:33 PM   #8
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنان والهم اهله وذويه الصبر والسلوان. إنّا لله وإنّا اليه راجعون.
  رد مع اقتباس
قديم 12-08-2013, 09:09 AM   #9
من السادة
مشرف سقيفة المناسبات
 
الصورة الرمزية من السادة

افتراضي

رحمه الله
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas