المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


مكانة حضرموت ومخططات استهدافها !

سقيفة الأخبار السياسيه


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-01-2011, 02:23 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

مكانة حضرموت ومخططات استهدافها !


مكانة حضرموت ومخططات استهدافها !

6/30/2011 المكلا اليوم / كتب: سالم بن دغار

كثر الحديث وزاد اللغط في الآونة الأخيرة عن مكانة حضرموت ككيان يمتلك القدرة على تقرير مصيره ومستقبل الجنوب برمته، لكن الحقيقة المجردة التي لابد أن نقر بها حتى نستطيع أن نتجاوز مأزقنا الراهن تكمن في الاعتراف أولاً بأن قيمة حضرموت قد خفقت ومكانتها قد تراجعت على مر العقود الأخيرة ومن يعتقد بخلاف ذلك فهو إما واهم أو كمن يحاول أن يحجب الشمس بغربال.

هذا التراجع من وجهة نظري له مظاهر عديدة وآخر حلقاتها هو الفشل في تشكيل هيئات أهلية ومجالس شعبية وقبلية تسيطر على مقاليد الحكم وتسير شؤون البلاد والعباد في هذا الوضع الاستثنائي الراهن والخطير الذي نعيشه اليوم حتى تكون مؤهلة لمواجهة التطورات والتحسّب لأية ارتدادات أو انتكاسات اجتماعية واقتصادية وأمنية لا سمح الله.

لكن ما يحز في النفس، حقيقة، أن هذه التشكيلات والتكوينات باتت عاملاً رئيسياً في تقويض وتهبيط همم شباب التحرير واستقلال الجنوب وبث روح الفتنة والشقاق بين المناضلين وقيادات الحراك الجنوبي التواقين للحرية والاستقلال على الرغم من امتلاك حضرموت للشروط الموضوعية التي تعينها، أكثر من غيرها، على تحقيق توجهات الحراك الجنوبي وفي مقدمتها:

أولاً: أن حضرموت ليست كياناً إدارياً فقط، بل هي كيان اثنو إداري يتميز بوجود رابطة اجتماعية فيما بين سكانها، أسوة، بالوحدات الأثنو إدارية الأخرى في الجنوب العربي وهي رابطة ظلت راسخة حتى عندما كانت حضرموت مقسمة إلى دولتين، (القعيطية) في الساحل وأجزاء من الداخل، و(الكثيرية) في الداخل.
ثانياً: إن قوة المجتمع في حضرموت حتى الماضي القريب كانت مبنية على روح التعاون الأهلي بين الناس والاعتماد على الذات في معالجة ما يواجهونه من تحديات من خلال التمسك بالأعراف والانصياع للمؤسسات التقليدية التي كانت تنظم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الناس.

ثالثاً: ثقة الحضارم بأنفسهم عند تعاملهم مع الأخر، فلا حاجة إلى الإتيان بشواهد من كتب التاريخ لتأكيد ما ذهبنا إليه وكل ذلك كان سبباً في قوة ومناعة حضرموت ضد أي اختراق أو محاولة لضرب نسيجها الاجتماعي.

ولكن لماذا حدث التراجع في مكانة حضرموت وتأثيرها على غيرها من محافظات ومناطق الجنوب ؟

وللإجابة على هذا السؤال، من وجهة نظرنا، نقول: أن التراجع جاء على أثر تعاملنا مع الآخرين، وتعامل الآخرين معنا ولعل أبرز مظاهر هذا التراجع هو تحولنا إلى تابعين لا حول لنا ولا قوة، وهي مفارقة اجتماعية غريبة إذا ما قورنت بحال حضرموت في الماضي القريب، وهذه المظاهر الاجتماعية ليست هي سبب المشكلة بل هي أعراضها، التي ولدت الأسباب والنتائج التي ترتبت على محاولة إلغاء النظام الاجتماعي في حضرموت بالعنف تحت مبرر التحولات الثورية في مطلع السبعينيات من القرن الماضي.

لقد وجه مسار التاريخ الاجتماعي في حضرموت؛ وربما بدون وعي أبنائها مساراً آخر من خلال إقحام المجتمع في صراع داخلي مراتبي أهلك كثيرًا من قواه وأفرغ طاقاته، واشك في براءة تلك السياسة تجاه حضرموت، بل اجزم بأنها من صناعة وتدبير أولئك القوم وحين الدخلاء على ثورة أكتوبر. وقد ارتكز ّذلك الصراع على التهيئة الأيدلوجية الموجهة والتي عملت على اجترار بعض من ممارسات الماضي السيئة والتي تجاوزها المجتمع ومحاولة تعميمها وتضخيمها واستخدامها مادة للإيحاء على مراتبيات معينة في المجتمع كي يمارسوا الأذى المادي والمعنوي على إخوة لهم في المراتبيات الأخرى بتأييد ومساندة مباشرة من السلطة الثورية، وقد نجحت تلك التهيئة للأسف وتحت هذه المظلة تمت عمليات تصفية وإذلال منظم للمراتبيات العليا في المجتمع بشكل يندى لها الجبين، حيث توارى دور تلك المراتبيات في الحياة الاجتماعية بسبب الضربات العنيفة التي تعرضت لها. وقد تسبب ذلك في خسارة حضرموت لوجاهتها الاجتماعية ومصدر مهما من مصادر قوتها وأصبحت بعيدة (كالبطة العرجاء) لا تستطيع أن تكون مستوية على رجليها حتى يومنا هذا.

ولم يقتصر التدهور عند هذا الحد فحسب، بل برز في مظاهر التفكك الذي أصاب البنية الاجتماعية في حضرموت بسبب فقدانها لعقد الوئام الاجتماعي الذي كان يسود بين أبنائها حتى كان كل طرف يرى في نفسه مكملاً للآخر ولا يرون غضاضة من الدور الاجتماعي الذي تقوم به التراتبيات أو المراتبيات الأخرى طالما حقوقه المادية ومقامه محفوظ، بل كان من بينهم من ارتبطوا بأخوة الرضاعة التي عززت التلاحم في المجتمع وشكلت المضاد الحيوي لنسيجه الداخلي ضد أي تدخل أو محاولة اختراق خارجي.

تلك حالة من حالات (التطحل) الثوري المسموم (بزعاف) الحنشان أو الثعابين، وأقصد هنا القوموجيين الشماليين الدخلاء على ثورة الجنوب العربي الاكتوبرية، فلقد أصابت ألاعيبهم ليست حضرموت فحسب، بل شبوة الحبيبة بعد أن كانا يشكلان وحدات اثنو إدارية أخرى في الجنوب العربي الحبيب وان كان ذلك بصورة نسبية.

ولازالت رواسب النفسية الاجتماعية حاضرة حتى يومنا هذا، بل زاد من آثارها ..... الجدد بعد وحدة ... تجذراً وعمقاً. وبإمكاننا ملاحظة مظاهره النفسية في الانحياز السياسي، مؤتمر, إصلاح أو ديني أو صوفية, سلفية ليس عن، اصطفافات سياسية أو قناعات مذهبية صرفة بل تعكس أيضا شكلاً ثقافياً من تبعات الصراع المراتبي المؤسس على علاقة التناقض الاجتماعي الموزع والموجه من .... الجدد تجاه أبناء الجنوب قاطبة.

إن التجربة قد أثبتت لنا بأن قوه حضور المجتمع الفرعي في النفس السياسي العام في بلدنا أمر مرهون بفاعلية رموزه الاجتماعية الحقيقية وما يتبعه من انتشار في مؤسسات الأمن والدفاع إذ أن هناك علاقة تناسب بين قوة الواجهات الحقيقية لا الصورية وقوة التأثير السياسي والعكس صحيح.

وهذا ما كان غائبا تماماً، حينئذ، حتى لحق بحضرموت ما لحق من ضرر فادح في بنيتها الاجتماعية كما كان سبباً في إفراغ حضرموت من قوتها المادية والمعنوية عندما توارت واجهاتها الاجتماعية والتقليدية والحديثة، وظهرت بدلاً عنها واجهات صورية أوجدها النظام في تلك الحقبة من الزمن ونظام الطغاة الحالي، استندت على الولاء لمن عينها وارتضت أن تجيش ضمن قوته، ومن ثم فقدت حضرموت وزنها وأصبحت كما نشاهدها اليوم .

ولكن هل ستظل حضرموت تعاني هذا العجز، بالطبع لا، فنضالات شباب حراك الحرية والاستقلال ستكون بمثابة الوقود الذي سيدفع حضرموت لاستعادة مكانتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية قريبا بإذن الله.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas