قراءة تحريك القلوب في الصلاة الجهرية دعوة إلى الله الاهتمام بها مقدم على غيره[

[أبو صلاح]

فوائد في العلم والنصيحة #أبوصلاح_في_العلم_والنصيحة
📚🌷🖊قراءة تحريك القلوب في الصلاة الجهرية دعوة إلى الله الاهتمام بها مقدم على غيره
#أبوصلاح_في_العلم_والنصيحة
#أبوصلاح_صباحية_الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
جاء في كتابي (سبق المفردون ...)و راجعه وقدم له فضيلة الشيخ العلامة الفقيه أبي عمار ياسر العدني حفظه الله من ص 54- ومابعدها مباحث متعددة تتعلق بترتيل القرآن ، وتحسين وتزيين الصوت ، وما يتعلق بالبكاء والدعاء مع القراءة في صلاة النافلة وغيرها من مباحث اذر بعض من هذا مع بعض الفوائد والنصائح إن شاء الله بشكل مجمل واسأل الله أن تصل هذه النصيحة لمن يعنيهم هذا الأمر بتوفيق من الله سبحانه تعالى الهادي إلى سواء السبيل ، خاصة في هذا الزمان الذي يشكو فيه الكثير من المصلين من قسوة القلوب ، وجفاف العيون ، و كثرة الملهيات والغفلة وضعف اليقين بلقاء الله تعالى ، نسأل الله الهداية لنا أجمعين .
فإن ترتيل القرآن وتحسينه وتزيين الصوت من أول ما ينبغي أن يعتني به الإمام الراتب أو غيره حين يؤم المصلين في الصلاة المكتوبة أو النافلة الجهرية
قال الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم :
(وكان صلى الله عليه وسلم – كما أمره الله تعالى – يرتل القرآن ترتيلاً لا هذاً ولا عجلة، بل قراءة "مفسرة حرفاً حرفاً" ) [أنظر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص124 طبعة 1417 / 1996 م وابن المبارك في الزهد 1/ 162 نقلاً عن هامش الصفة الصفحة المذكورة سابقا ]
فقوله تعالى:{ ورَتِّل القُرآنَ ترتيلاً } :جاء في"رتل"الرتَلُ: تَنَسُّقُ الشيْءِ. أو( رتل ) الرَّتَلُ حُسْن تَناسُق الشيء ورَتَلْت القِرَاءَةَ: مَهَلْتُ فيها.
فأما الترتيل في القرآن فهو الترسُّل فيه. وقال أبو عُبيدة في قوله عزّ وجل: " ورَتِّل القُرآنَ ترتيلاً " ، أي بَيِّنْه وأرسِله إرسالاً،[ أنظر : المحيط في اللغة 2/ الصاحب بن عباد273] [ وجمهرة اللغة :1/ لإبن دريد 171] وفي[ لسان العرب لإبن منظور :3/352 ]
وكذا كانت قراءتُه، صلَّى الله عليه وسلَم، فيما جاء عنه . كما أمره ربه سبحانه وتعالى في محكم التنزيل قال تعالى :{وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} (المزمل : 4 ) وقال الحافظ ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية : وقوله { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا } أي: اقرأه على تمهل، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه بالترتيل، قالت عائشة: كان يقرأ السورة فيرتلها، حتى تكون أطول من أطول منها.
وفي صحيح البخاري، عن أنس: أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كانت مدًا، ثم قرأ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم. [صحيح البخاري برقم (5046) ]
وقال ابن جُرَيج، عن ابن أبي مليكه عن أم سلمه: أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان يقطع قراءته آية آية، { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } [رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي. المسند (6/302)، وسنن أبي داود برقم (4001)، والشمائل للترمذي برقم (299).]
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال لصاحب ("لقارئ") القرآن: اقرأ وارْقَ، ورَتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها". [ورواه أبو داود، والترمذي وقال الترمذي: حسن صحيح. والنسائي، من حديث سفيان الثوري، به ، المسند (2/192) وسنن أبي داود برقم (1464)، وسنن الترمذي برقم (2914)، وسنن النسائي الكبرى برقم (8056).]
وقد جاءت الأحاديث الكثيرة الدالة على استحباب الترتيل وتحسين الصوت بالقراءة، كما روي عن ابن مسعود أنه قال: لا تنثروه نثر الرمل (وقيل: الدقل.) ولا تهذّوه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة. [رواه البغوي في معالم التنزيل (8/215)]
ولهذا كان من هديه صلى الله عليه وسلم فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَاسْتِمَاعِهِ خُشُوعِهِ و تحزيبه سواء عند عِنْدَ قِرَاءَتِهِ واستماعه وَتَحْسِينِ صَوْتِهِ بِه كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله في" زاد المعاد " قال: (كَانَ لَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِزْبٌ يَقْرَؤُهُ وَلَا يُخِلّ بِهِ وَكَانَتْ قِرَاءَتُهُ تَرْتِيلًا لَا هَذّا وَلَا عَجَلَةً بَلْ قِرَاءَةً مُفَسّرَةً حَرْفًا حَرْفًا . وَكَانَ يَقْطَعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً وَكَانَ يَمُدّ عِنْدَ حُرُوفِ الْمَدّ فَيَمُدّ الرّحْمَنَ وَيَمُدّ الرّحِيمَ وَكَانَ يَسْتَعِيذُ بِاَللّهِ مِنْ الشّيْطَانِ...) [ زاد المعاد 1/ 482 حققه وخرج احاديثه شُعيب الأرنَؤوط وعبد القادر الأرنَؤوط مؤسسة الرسالة 1407 هجرية – 1987م]
فوائد في العلم والنصيحة #أبوصلاح_في_العلم_والنصيحة
وكان يأمر بتحسين الصوت بالقرآن فيقول :" زينوا القرآن بأصواتكم ؛[فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً ] [قال الشيخ الألباني رحمه الله في صفة صلاة النبي في هامش الصفحة 125 تعليقا على الحديث :البخاري تعليقاً وأبو داوود والدارمي والحاكم وتمام الرازي بسندين صحيحين وقال أي الشيخ تنبيه :انقلب الحديث الأول على بعض الرواة ؛فرواه بلفظ :"زينوا أصواتكم بالقرآن " وهو خطأ بين رواية ودراية ]
وكان يأمر بالتغني بالقرآن ويقول :"تعلموا كتاب الله ،وتعاهدوه ،وتغنَّوا به ،فوالذي نفسي بيده ؛لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل " [ ابو داوود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وأنظر التعليق في هامش الصفحة من المصدر السابق ]
جاء في الحديث: "ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن" ، و "لقد أوتي هذا مزمار من مزامير آل داود" يعني: أبا موسى، فقال أبو موسى: لو كنت أعلم أنك كنت تسمع قراءتي لحبَّرْته لك تحبيرا. [رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ]
وأجمع العلماء رحمهم الله على استحباب تحسين الصوت بالقرآن مستندين بأدلة كثيرة منها حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " زينوا القرآن بأصواتكم" [رواه إبن ماجه ]
ولقوله صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم عن أبى موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له" يا أبا موسى لو رأيتني وأنا استمع لقراءتك البارحة فقال أما والله لو اعلم انك تستمع قراءتي لحبرتها لك تحبيرا" وقال الزهري عن أبى سلمه كان عمر إذا رأى أبا موسى قال ذكرنا ربنا يا أبا موسى فيقرأ عنده، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيه لقد أوتى مزمارا من مزامير آل داود0 وحديث: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" [(رواه البخاري عن أبى هريرة، رواه أحمد في مسنده، وأبو داود، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في (لمستدرك)، عن سعد بن أبى وقاص ]
وأختلف فِي مَعْنَى التّغَنّي بالقرآن على أقوال كثيرة، وَاحْتِجَ كُلّ فَرِيقٍ بأدلته أوضحها كاملة ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد أنظر زاد المعاد 1/ من ص 484 – 493 وَذِكْرِ الصّوَابِ فِي ذَلِكَ ، ونقل السيوطي في" الإتقان" قول جمهور العلماء معنى" لم يتغن" لم يحسن صوته وحديث البراء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : قرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه [رواه البخاري ومسلم ]قال العلماء رحمهم الله فيستحب تحسين الصوت بالقراءة ترتيبها ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام [.( أنظر الإتقان للسيوطي 1/ 136 )]
وأخرج الآجري في جملة القرآن عن ابن مسعود قال:( لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكون همّ أحدكم آخر السورة.)
وأخرج الترمذي وأبي داوود وغيره من حديث ابن عمرو مرفوعاً يقال لصاحب القرآن: " يقال لصاحب القرآن : اقرأ و ارتق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية ( كنت ) تقرأ بها " .
قال الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث :( واعلم أن المراد بقوله : صاحب القرآن حافظه عن ظهر قلب على حد قوله صلى الله عليه وسلم : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله . . أي أحفظهم فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى وليس للدنيا والدرهم والدينار وإلا فقد قال صلى الله عليه وسلم : أكثر منافقي أمتي قراؤها . وقد مضى برقم 750 )انتهى
"وفي شرح المهذب" قال: واتفقوا على كراهة الإفراط في الإسراع. قالوا: وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزئين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل. قالوا: واستحباب الترتيل لتدبر، لأنه أقرب إلى الإجلال والتوقير وأشد تأثيراً في القلب، ولهذا يستحب للأعجمي الذي لا يفهم معناه انتهى.
وكتابي ( سبق المفردون حفل بمباحث كثيرة جداً أخترت منها هذا وأسأل الله أن ييسر له من يطبعه وينشره ، فليس بمقدوري طباعته )
الأستاذ/ الباحث أبي صلاح حسين صالح بن عيسى بن عمر بن سلمان حفظه اله وعفا الله عنه https://t.me/GNATFAWAYID