الجمعة القادمة 21 مايو .. جنوبيو اليمن يحتفون بالذكرى الـ 27 لإعلان فك الإرتباط بعد غدر الشمال

[حد من الوادي]

الجمعة القادمة 21 مايو .. جنوبيو اليمن يحتفون بالذكرى الـ 27 لإعلان فك الإرتباط بعد غدر الشمال

أنباء عدن: الخميس 20 مايو 2021 07:00 صباحاً

يحتفي جنوبيو اليمن يوم الجمعة القادمة 21 مايو، بالذكرى الـ 27 لإعلان فك الإرتباط عن الشمال، وهو اليوم الذي لم يكن الجنوبيون يتمنون الوصول اليه لولا غدر النظام الشمال الذي كان يمثل الشريك في مشروع الوحدة الاندماجية والطرف الثاني الموقع على وثيقة العهد والإتفاق، الذي لم يصنها او يحترم مبادئها او يلتزم ببنودها.

في يوم السبت الموافق 21 مايو من العام 1994، أعلن الرئيس الجنوبي علي سالم البيض الطرف الأول في مشروع الوحدة الاندماجية بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب) و دولة الجمهورية العربية اليمنية (الشمال)، أعلن فك إرتباط الجنوب عن الشمال وإعلان فشل الوحدة الإندماجية بسبب غدر النظام الشمالي الذي كان خليطا بين قوى قبلية وسياسية وإخوانية (جهادية) بزعامة علي عبدالله صالح، وشنه حربا شعواء ضد الجنوب وقواته وشعبه ومقدراته وتحت غطاء فتاوى دينية تكفيرية في 27 ابريل 1994.


جاء إعلان البيض فك ارتباط الجنوب عن الشمال وفشل مشروع الوحدة وقيام دولة الجنوب السابقة في 21 مايو 1994 ، بعد 26 يوم على شن نظام الشمال حربا ضروس على الجنوب في 27 ابريل 1994، التي دشنها صالح بخطاب ناري من ميدان السبعين بصنعاء معلنا فيه وبشكل علني وصريح انقلابه على مشروع الوحده ونكثه لوثيقة العهد والاتفاق وتمرده لكل الاتفاقات والتفاهمات التي تمت خلال الاعوام الاربعة التي لحقت يوم اعلان الوحدة في 1990 وما تخللها من جرائم وإنتهاكات ومراوغات ودسائس واغتيالات نفذها نظام صنعاء وما يعرف بعصابة 7/7 ضد الجنوب ارضا وانسانا.

وعلى الرغم من صدور قرارات دولية من مجلس الأمن الدولي حينها بوقف الحرب وضرورة عودة الطرفين لطاولة المفاوضات وتنفيذ ماتم الاتفاق عليه مسبقا من اتفاقات ومنها وثيقة العهد والاتفاق، وما تخلله من بيان صريح من مجلس التعاون الخليجي دعا لوقف نظام صنعاء حربه على عدن وعودة القوات الشمالية الغازية للجنوب الى مواقعها ومعسكراتها في الشمال والتأكيد على حق الجنوب في الدفاع عن أرضه وشعبه، الا أن النظام الشمالي وجحافل جيشه وميليشياته من ما يسمى بالجهاديين القادمين من افغانستان، واصلوا حربهم الشعواء على الجنوب بكافة الطرق والاساليب، ومنها شراء الذمم والاستعانة بخلاياهم في الجنوب لخلخلة الجبهة الداخلية للجنوب ونشر الفوضى وقطع الخدمات الاساسية، تماما كما ما حدث في 2015 و مازال قائم حاليا بأشكال ووجوه مختلفة.

لم تكن حرب 1994 ضد الجنوب لتثبيث الشرعية او كما قيل لوأد دعاة الإنفصال او تعميد الوحدة بالدم، بقدر ما كانت رصاصة الرحمة الأخيرة التي اطلقها نظام الشمال على الوحدة الطوعية التي كانت حلم يراود كل جنوبي ويطمح لتحقيقه وفق أسس وثوابت وطنية صحيحة قائمة على العدالة والمساواة الاجتماعية، حينها فقط تحولت الشعب الواحد الذي كان منقسم في دولتين مختلفتين كليا، الى شعبين متناحرين متصارعين كارهين لبعضهما باغضين لاوضاعهما في دولة واحدة، لم تمنحهم أبسط مقومات العيش الكريم، ونهبت كل مقدراتهم وممتلكاتهم وشردتهم وسرحتهم وهمشتهم ونفذت فيهم أبشع الانتهاكات وأسوء أنواع القتل والتنكيل وتحت يافطة (الوحدة) التي استخدمها كهنة صنعاء واعوانهم شماعة فقط لدغدغة المشاعر واحتواء الناس وتمرير مشاريع النهب والفساد والتشبت بالكراسي تحت ظلها.

وعلى الرغم من أن إعلان البيض لفك الإرتباط في ذلك اليوم، وبسبب تسارع الاحداث بعدها وتقدم جحافل القوات الشمالية الى عدن وسقوط قاعدة العند الجوية، لم يلقى ذلك الاعلان اعترافا دوليا، عدا اعتراف يتيم من جنوب الصومال، ومع ذلك حاولت الحكومة الجنوبية الجديدة حينها العمل من داخل حضرموت و عدن ولكنها لم تصمد كثيرا، على وقع الخيانات والمؤامرات والدسائس التي سرعت من سقوط الجنوب و إحتلال عدن، وهروب معظم قياداتها للخارج.

ومع ذلك يحتفي الجنوبيون منذ ذلك الحين بذكرى إعلان فك الإرتباط بمشروع الوحدة بإعتبارها ذكرى هامة لقيام دولتهم الجنوبية التي ولدت مجددا على أنقاض (الوحدة)، وهي الوحدة التي طمست هويتهم و تحولت من مشروع وطني وحلم جميل يراودهم الى ذكرى مشؤومة ومشروع أسود مظلم، داب وتفتت وأندثر بسبب نظام أهوج وعصابة رعناء وعقليات قبلية وفتاوى تكفيرية تضمر الحقد والكراهية والبغض، دخلت الوحدة بعقليات إنتقامية دموية هوجاء، ووجوه قبيحة وقلوب سوداء.

لم يعد موجود اليوم من تلك الوجوه الكثيرين، فقد كان قضاء الله وقدره هو الحكم، عدا قلة قليلة يحاولون من خلال أموالهم من شتاتهم ومنافيهم نفث سمومهم ونشر الفوضى وزعزعة أي إستقرار في الجنوب، وتجريع شعبه ابشع انواع التعذيب والمعاناة بأسلحة عديدة لعل اهمها الخدمات الأساسية وتعكير صفو معيشتهم اليومية بأزمات ومشاكل مفتعلة تنغص حياتهم وتحرمهم أبسط مقومات العيش الكريم، وتستخدمهم وقودا في حربها البشعة غير المتكافئة على الجنوب وصراعها المقيت على السلطة وبأوراق وأساليب قذرة تنفث من أبواق باتت مكشوفة، من خلال إيهام الناس أن تدهور الأوضاع في عدن والجنوب المحرر سببه مناكفات وصراعات سياسية حديثة او وليدة اللحظة فحسب، في محاولة منها الى مواراة سوءات وعورات نظام صنعاء وحكوماته المتعاقبة المتراكمة منذ 1994 التي تأمرت على الجنوب أرضا وانسانا، وحرمته أي مشاريع تنموية استراتيجية كبيرة، واخرصته طيلة 30 عاما بعمليات ومشاريع ترقيعية مؤقتة هشة ومازالت، حتى أوصلت عدن الى ماهو عليه اليوم.