المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


قراءه : ما بين "المعني في بطن الشاعر" و " يحق للشاعر مالا يحق لغيره "

سقيفة عذب القوافي


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-06-2012, 02:51 PM   #1
رســول الغــرام
حال نشيط
 
الصورة الرمزية رســول الغــرام

افتراضي قراءه : ما بين "المعني في بطن الشاعر" و " يحق للشاعر مالا يحق لغيره "

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تحية طيبة للجميع و بعد :
غالبا ما يسمع الملتفون في مجالس الشعر و المتبادلون للحديث عنه و تناقله و نقده و النقاش به هذه العبارات الشائعه , لذا رغبت أن اطرح هذا الموضوع للحوار حولها و تفسير معناها و النقاش بخصوصها .




نبدأ بـ : ( المعنى في بطن الشاعر ) .


و سوف اقتبس بعض ما قرأت بهذا الخصوص , يقول الناقد :

(المعنى في بطن الشاعر) عبارة صحيحة ودقيقة جدا, لكنها لا تقال في كل معنى, فليس كل معنى في بطنه, بل من المعاني التي ينطقها لسانه ما لا يستوعبها بطنه , و المقصود بـ " البطن " هنا هو باطن الشاعر و داخله , و ليس معدته .

قصه :
دخل أبونواس المسجد فوجد أحد القُصّاص يقص على مريديه وبلغة اليوم يُحاضر فيهم, وكان هذا أمرا دارجا معتادا في الماضي لأن المساجد كانت بمنزلة المدارس والجامعات ودور العلم في عصرنا هذا, قال أبو نواس وبينما أنا أصلي سمعت أحد الجالسين يسأل الشيخ: لماذا قال أبونواس:
(وقل لي هي الخمر) في قوله (ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر)؟ فلما سمعت اسمي تنبهت حواسي, وتشوقت لمعرفة الجواب, فأصخت إليه منتظرا الرد, فقال الشيخ: إنه عندما قال: (ألا فاسقني خمرا) أراد أن يتلذذ بطعمها وأثرها في روحه, ثم قال (وقل لي هي الخمر) ليضيف إلى روحه متعة أخرى, وهي التلذذ بسماع اسمها, فهو حينئذ يتللذ بها مرتين!
قال أبونواس: فلما سمعت هذا التفسير المثير أعجبت به, مع أنه لم يخطر ببالي هذا المعنى عندما قلت البيت!


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وعبارة (المعنى ببطن الشاعر) تقال في الأبيات الشائكة المشكلة التفسير التي يلتبس فيها المعنى ولا يظهر, وخصوصا عندما يكون رمزيا لا يدل ظاهره على باطنه. والمؤكد أن هذه العبارة لا يمكن أن ترد, أو لا يجوز أن ترد في معاني الفخر, لأن الفخر نوع من الخطابة المنظومة وإن جاء بصور خلابة! وأقول لا يجوز لأن الرمز والإخفاء في الفخر يناقض غاية الفخر وهي التباهي بالأفعال والأقوال والتاريخ والأخلاق والأصل وغيرها, وإذا لم يفهم الذي يوجّه إليه التفاخر ومن يقرأ القصيدة معاني هذا التفاخر, فإن التفاخر حينئذ يفقد قيمته, ولا يكون له تأثير, وغاية الفخر تركيز التأثير في المفخور عليه وفي السامع.
ودرجت عبارة (المعنى في بطن الشاعر) لدى الناس, وصارت تُطلق في كل مناسبة يلتبس فيها المعنى المتبادر أو يُستنكر. ثم صار بعض من لا يفقه في الشعر والأدب يطلقها في كل مناسبة متى ما عجزت مخيلته عن تصور المعنى الواضح, أو متى ما أراد أن يتخلص بها من تبعات تهمة من التهم, أو أراد أن يجعلها درعا واقيا له من غارة, فكأنها صارت عند البعض (قميص عثمان) أي حقا يراد به باطل!
والحق أنه كما أسلفت ليست كل المعاني في بطن الشاعر, بل إن معظمها تظهر على شاشة البيت بشكل ثلاثي الأبعاد, نقية, واضحة, صافية الإضاءة والألوان ..


فهل يجوز لنا أن نقول مثلا عن بيت لبيد رضي الله عنه:
ألا كل شى ما خلا الله باطل ..... وكل نعيم لامحالة زائل
إن المعنى في بطن الشاعر؟ وأنه لا يجوز لنا أن نفسره وفق هوانا؟


أظن أن هذا نوع من الغباء المركز, ولا يُطلقه ـ في ظني ـ إلا من لا يفهم المعاني إلا من خلال وسيط, ومن نشأ على تحقير نفسه واتهامها في القصور عن الفهم, وتربى على الطبقية في الفكر كما تربى عليها في واقعه الاجتماعي, فكما أن الناس عنده مقامات في المجتمع فهم كذلك مقامات في الفهم, فلا يجوز للأدنى أن يتطاول إلى فهم معاني الأعلى. أو من يريد أن يكمم أفواه الناس ويفرض عليهم فهما خاصا مخالفا لما يرونه ويصلون إليه بعقولهم, لسبب من الأسباب.

اذا :
نلجأ إلى عبارة (المعنى في بطن الشاعر) عندما نعجز عن تفسير معنى الشاعر في غيابه, إما بسبب عدم وجوده أو بسبب وفاته .. أما عندما يكون حاضرا فلا تقال هذه العبارة إلا في المعاني الغريبة الرمزية غير الواضحة. وعندما تُرفع رايات التحدي في التفسير, يُلجأ إلى الشاعر ويُطلب منه التفسير .. لكن المعاني الواضحة لا يُلتفت فيها إلى حضوره أو غيابه, لأن اللغة ليست ملكه, بل ملكية مشتركة بين الجميع.

و في حال عدم تفسيره الواضح لما في بطنه من معاني , حينها من الاجدى ان تتم مُحاسبته لما اورده في ابياته ان كانت تحتمل الهجاء و الاساءه .




( يحق للشاعر مالا يحق لغيره )

قبل ان نستطرد في هذه العباره ,نتسائل : من قائلها و ما قصتها ؟

تحضرني قصّة للشاعر الكبير المتنبّي حيث كان يلقي قصيدة أمام جمع من الشعراء وخاصة ممن كانوا ضدّه ويغارون منه فقام الجميع دوريّا بنقد القصيدة نقداً ملفوفاً بالحقد و الانتقاد . والقصد اهانة الشاعر والقصيدة وبيان عيوبها براييهم و الطعن بقيمتها الشعرية

فردّ المتنبي على كل الانتقادات بيسْر وسهولة و أفحم كلّ من نقده ما عدا شاعر (لا اذكر اسمه ) كان يكره المتنبي كثيرا ...فأجابه المتنبي بقوله المأثور والمشهور (يحقّ للمتنبي ما لايحق لغيره ) وكان جواباً مفحماً لكلّ من نقده وتناقلت الاخبار بين العامة وانتشر المثل كما النار في الهشيم وقصد المتنبي بقوله انه فوق الشعراء ويحق له ما لايحق لشعراء جيله وما قبله ... ولكن الناس حرّفت المثل و القول ليصل اخيرا للحالة التي وصلنا اليها انه يحق للشاعر بشكل عام - وليس المتنبي فقط - مالا يحق لغيره .

هناك من قال ان المثل موجود من ايام شعراء الجاهلية وان المتنبي هو الذي قام بتحوير المثل او القاعدة لصالحه حينما عجز بالرد على الشاعر الناقد ..





يعلم الجميع ان هذه العبارة تردد كثيراً , وربما يفهمها البعض بأنه يحق للشاعر التصرف بدون حدود وضوابط شكليا ( من ناحية الوزن و القافيه ) و معنويا ( من ناحية الاخلاقيات )



شكلياً : وهي الضرورة الشعرية حيث يغير الشاعر بعض الكلمات كتابة و لفظاً أي التلاعب بالكلمات لتوظيفها من ناحية القافية ولكن ضمن حدود وضوابط محددة وهي :

1 - الإشباع : أي مد الصوت بالقوافي للترنم بحرف علة يناسب حركة الحرف الأخير من البيت فالضمة واو والفتحة ألف والكسرة ياء .
2- حذف الفاء من جواب الشرط الواجب اقترانه بها .
3- مد المقصور مثل : ى تصبح ــاء
4- تسكين الواو و الياء في الفعل المضارع المنصوب .
5- تسكين الياء في الاسم المنقوص الواجب نصبه.
6- تسكين الهاء في ( و هو , وهي ).
7- تنوين المنادى .
8- جواز الجزم بإذا حملاً على معنى ( متى).
9- تشديد الميم في كلمة فمْ لتصبح فمُّ .
10- حذف الياء من اسم إنَّ .
11- صرف ما لا ينصرف .
12- قصر الممدود .
13- إبدال همزة القطع بالوصل أو العكس حسب الضرورة للوزن .
14- تخفيف الحرف المشدد.
15- تخفيف الهمزة .
16- حذف الفاء من كلمة أذرف وإبدالها بياء ساكنة لتصبح أذري .
17- ترخيم المنادى الزائد على ثلاثة أحرف بشرط أن يصلح الاسم للنداء .
18- مخاطبة الأنثى مذكر والمفرد جمع .


معنويا :
المقصود بها احقيه الشاعر بكتابة شتى انواع و ضروب الشعر و اوزانه , و لكن ذلك لا يعطي الشعراء الحق بالتمادي في الاسفاف و السخريه و الفحشاء , فالعيب في الحوار العادي و في النثر و في الشعر سواء , و لا يجوز ان يتم التغاضي مثلا عن الجرح و الطعن و القذف لشاعر ما فقط لانه كتب ذلك شعرا بوزن و قافيه .
و من ذلك قيام بعض الخلفاء بسجن و عقوبه بعض الشعراء , و من اشهر الامثله على ذلك قصه امير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب مع الحطيئه .



لذا , فلا تنخدع عندك سماعك لهذه الجمله من الشعراء او جمهورهم , فهي ليست المبرر الافضل , انما يبدو ان الاغلبيه تستخدمها كاستخدام المتنبىء لها ( عند عدم قدرتهم على رد النقد ) او عند ( تعرضهم للمسائله جراء ما كاتبوا )

قال تعالى : { والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }


تتوقف سطوري عند هذا الحد , دمتم في خير ,,

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حــتــمــا .. ســأبــتــســــم
!! رسـِـَ؛ٌــَوٍل الغـَـ؛ٌــرٍآم

التعديل الأخير تم بواسطة رســول الغــرام ; 04-06-2012 الساعة 03:19 PM
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas