في الحـبِّ قلوبٌ تُهْـدَى كجـواهر

[هيثم الحميري]

فِي الْحُـبِّ قُلـوبٌ تُهْـدَى كَجَـواهِر

(1)
ياأملاً شاردَ في خُلدِيْ
وَدُعَاءً صَادقَ في وِرْدِيْ

أنا أُحِـبُّكِ..
يَاأعْـذَبَ الأنْهارَ في بَلَديْ

أنا أُحِـبُّكِ..
يَانَجْـمَةَ الأقْمَارَ فِي الأسَدِ*

أنا أُحِـبُّكِ..
يَابَعْـدَ الرَّبِيْـعِ أجْمَـلَ الوَرْدِ

أنا أُحِـبُّكِ ..أكتُبُهَا
وَسَوادَ الّليلَ مِحْـبَرَتيْ

فِي صَدْريْ كَلامٌ
أردِّدَهُ
على الجُدْرانِ يُهْـدِّمُهَا
لَوْ أكْتبُـــهُ

ماكنتُ أعْرِفُ فاتِنَتيْ
للحُــبِّ قيودٌ كَأسَـاوِرْ..!

ماكُنتُ أعْلـمُ يا أمَليْ
في الحُــبّ..
قُلوبٌ تُهْـدَى كجَــواهِرْ..!!

للحُــبّ بَحـــرٌ..
فيهِ نُبْحِـرُ كالأسْمَاكِ ونُسـافرْ


(2)
هَيْهَاتَ الوَصْـل هَيْهَـاتا
وما بينيْ وبَينُكِ قد باتا..

فلماذا بُعْــدَكِ ولمــاذا ؟
وتَعَثُّرَ حَـظّيْ في هـذا ؟

عُـذْرَاً إنْ قُـلْتُ.. مَعْـذِرَةً
الحُــبُّ وِصَـالٌ أن نَحْـيا
وبدون الوَصْـلِ..
علينا الرَّحْمَـة أمْـوَاتا


(3)
يَاحُـبَّاً يَكْتُبُ هَذا الشِّعْر
يَا لَيْلةَ عُمريْ ياليلةَ قَدْر
يافوقَ الأرضِ أكبرَ بَحْر

يَاصَباحَاً في ليالِ العُمْر
ومَسَـاءً فيهِ أجْـمـلَ بَدْر

يَازَخارِفَ صَمْتي..
وَكِتَاباتِيْ بِمَـاءِ الزَّهْر

يَاأغْـلَى قُـيُوْدَاً تَعْصِمُنِيْ
كَأسَــاوِرْ..

يَامَنْ فِي الْقَلْبِ زِيْنَتَهُ
كجَــوَاهِرْ

أنا للبَراكينِ الّتيْ تَثُورُ فيكِ
زِلْــزَال..!!

ألهذا الحُـبّ وِصَــالٌ..
ليُحْـيِـيْنَا ؟
فبِدُونِ وَصْـل الحُـبّ..
أمْـوَاتا !


(4)
لو أنَّ البحْرَ يعلمُ ما بآهاتي
ماأرسَى البحرُ.. مَوْجاً
على شَواطِـــيْهِ

من مِثْلُكِ نُوراً في حَنَا صَدْريْ؟
لا قمَرٌ مِثْلُكِ ..لا شَمْسٌ
تُضَـــوِّيْهِ

إذا ألْتَقينا أنْسَى..
كُلّ شَئٍ كُنْتُ أذكُرهُ
ذاكرتيْ تَكْتُبُ فيها مَا تَشاءُ
وتُمْحِـــيْهِ

إنّيْ كتبتُكِ في شِعْرِيْ
وَمَـاءُ الوَرْدِ يُرْوِيْهِ
فَانْفحِيهِ بعضَ أنفاسُكِ
لتُحْـــيِيْهِ

رِفْقاً بهِ..مَهْلاً تَروِّيْهِ
كُوْنِيْ كَالطَّيرِ إذا مَاطارَ
مِنْ عِــشِّهِ..
يُضْـــوِيْهِ

نَامِيْ وَاسْدلِي الطرْفَ..إنِّيْ
إذا مَانامَتَ الأشْيَاءَ مِنْ حَوْلِكْ
سَـآتِيْـــهِ

الحُـبّ وِصَــالُهُ يُحْـيِـيْنَا
وبِدُونِ الْوَصْـلِ..أمْـوَاتا


(5)
سَـأمْشيْ خَـطواتيْ يَقِيْنَا
يَا صَباحاً فيْ لَيْليْ مُبِينا

سَـيأتِي الْفَـرحُ وَيَحِـيْنَا
والدُّنْيَــا نَمْـــلأُهَا رَنِيْنَا

تَعْـزِفُ أَلْحَــاناً تُغَــنِّيْنَا
تُهْدِيْنَا مَاشِئْنا وَتُعْـطِيْنَا

تَعَـالَ الليلةَ نُحْيِيْهَا
ونُرْوِيــهِ..
نَطُوفُ حَوَافَاً
سَـبْعَاً طِوَافَاً
وسَبْعونَ نُقيْمُ الليْلَ
سُـجَّــاداً لِمَـا فِينا

فالحـبّ وِصَــالُهُ يُحْـيِـيْنَا
وبِدُونِ الْوَصْـلِ..أمْـوَاتا
عَليْنَا الرَّحْمَـةُ
أمْـوَاتا

* الأسد: البرج الثاني من فصل الصيف

بقلــم: هيثـم صالح
09/04/2012