01-18-2012, 01:50 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
"الأيام" العدنية" محاكمة الرئيس هشام ! الحضرمي 1/17/2012 عمر باصريح
محاكمة الرئيس هشام ! 1/17/2012 عمر باصريح ليس من ضحايا الربيع العربي "الرؤساء المخلوعين"، ولم يقل يوماً "فهمتكم"، ولا"خدمتكم ثلاثين سنة"، ولا "من أنتم أيها الجرذان" و"لا فاتكم القطار" أو سِواها من عبارات الوداع الأخير، كل ذلك لم يقله الرئيس هشام ، وإنما سعى جاهداً في أن يكون صوته صدًى لأصواتٍ مظلومة لم تجد "جزيرةً" ترفعها، ولا حناجر ضخمة بعيدة المدى، تلتف حولها الشحوم واللحوم، فتنفث في عُقَدِها؛ لتصلَ إلى كل فضائيات الأرض، فكان أن جعل الرئيس هشام أيامه فداءً لأيامهم؛ سعياً وراء الحقيقة، ونصرةً للحق، وحفاظاً على المبدأ. ولأنَّه كذلك سَيَمْثُل أمام القضاء العادل؛ لينالَ العقوبة التي يستحقها، بتهمة الاعتداء على الأمن المركزي، الذي هجم على صحيفة الأيام ورئيسها هشام باشراحيل إلى مقر الصحيفة، ولم نسمع أن الرئيس هشام وطاقم صحيفته قد شنّوا هجوماً على معسكر الأمن المركزي، وإنما المسؤول ذاته الذي اعتدى على الرئيس هشام وصحيفته بالأمس، هو ذاته الذي اعتدى على الثوار في تعز، لكنّ المفارقة الكبرى أنَّ ذلك المسؤول مطلوب للمحاكمة لأنَّه اعتدى على مواطنين أبرياء في تعز، أمّا في عدن فالمواطنون وكذلك صحيفة الأيام ليسوا أبرياء، وسيحاكمون، وسيُحاكم الرئيس هشام ونظامه !. لنا أن نتساءل: من أولى بالمحاكمة ؟ وعلى ما ذا سيحاكمون الرئيس هشام، هل لأنَّه حُرّ، أم لأنَّه سخّر نفسه للدفاع عن المظلومين من أهله، أم لأنَّه نجا من حوادث الاغتيال المتعدّدة ؟! أتمنى أن يُحاكم الرئيس هشام بتهمة تخريب البلاد، أو نهب الأراضي، أو شفط النفط، أو بتهمة الكذب في الفضائيات العربية في تغطية ثورة اليمن، أو بتهمة القاعدة، أو لأنه السبب في احتلال فلسطين، أو حتى لأنه هو الذي حدّث أبونا آدم بالخروج من الجنة؛ ليذهب إلى المسيلة؛ لِيُغْرِق ساقيه في ترابها، أو يذهب إلى بلحاف؛ ليضع؛ فمه في التربة، ويغمض عينيه، ليستنشق رائحة الغاز جيّداً. فلابدَّ أن يُحاكم الرئيس هشام ورموز نظامه، وكلّ من تسوّل له نفسه أن يَفْرُدَ من أيامه ـ ولو ـ يوماً واحداً لقول كلمة الحق، أو كل من يريد أن يعيش على أرض الله دون أن يبتليه الله بأحدٍ من عباده، فلا يمكن أن يكون ذلك، حتى في زمن الربيع العربي، الذي دخل إلى جزيرة العرب على استحياءٍ وخوفٍ ووجل، ولكنه قضاء الله الذي لا رادّ لقضائه، وكان من نتائج هذا الربيع في بلادنا، أن يمثُل الرئيس هشام ونظامه الظالم وصحيفته الكاذبة أمام القضاء !. هذه الثورة هي التي أنصفت صحيفة الأيام ورئيسها، فقبل الثورة لم يسمح لها أن تنطق، ولا لرئيسها أن يمثل أمام القضاء، وكأنّما لعنة التاريخ قالت للرئيس هشام وصحيفته ـ آنذاك ـ اخسئوا في سجنكم ولا تكلّمونِ، أمّا الآن فسيقاضى وحده؛ لأنَّه هو الوحيد الذي لم تشمله المبادرة الخليجية، ولم يحظَ بدعمٍ من مجلس الأمن، ولم تلتفت إليه ملاك الرحمة "هيلاري كلينتون"، وكأنّما الثورة قامت على الإطاحة بنظام الرئيس هشام باشراحيل وصحيفته، فتستحق أن تتُوَّج هذه الثورة بمحاكمته. وإذا كانت لديهم الأدلة الكافية لإثبات كلّ التُّهم ضد الرئيس هشام، والتي ستكون فاتحة خير لنزاهتهم وصدقهم، فلماذا تُغلق الصحيفة دون محاكمة، ولماذا يُخرس صوت "الأيام" ليتحدّثوا هم ؟ إنهم تماماً كمن يُكَمِّم فاكَ بيدِهِ، ليتحدث هو عنك بتهم عليك أن تقبلها شئت أم أبيت دون أن يعطيك أدنى الحق في دفع زيفها عن نفسك، وكأنهم لا يعلمون أنَّ المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وأيُّ إدانة ؟ إنَّها إدانة العتق من الرِّقّ، والخضوع لله وحده، والاعتداء على القلم الذي أنزله الله لِيُعلِّم به الإنسانَ ما لم يعلم، ولعلّهم لا يريدون لهذا القلم أن يقوم بجزء يسير من وظيفته ليعلّم الإنسان بعضاً مما لا يعلم، ويكشف حقائق لا خير في كشفها. إنَّهم يريدون القلم الذي يُظلِّل الحقائق، وإلا، فلماذا لا تُخرس الأصوات التي كذبت في تغطيتها لحدث الثورة ؟ إنَّها تكذب ليلَ نهار، دون أن تخشى الواحد الجبّار، وتدّعي الإيمان، وهي تأتي بما يُخجل الشيطان. لستُ هنا سِوى مُذِّكْراً، إن نفعت الذكرى، بأنَّ للظلم نهاية، وأنَّ للحق سطوعه الذي لا يخفى، مهما اعتلى الباطل ظهره وطغى، ولعلَّ "الأيام" القادمة ستحمل مفاجآتٍ أخرى، ولعلَّها ستدور دورتها التي ينبغي لها أن تدورها، ثم تعود بهيئةٍ جديدة، كل هذا ليس بغريب على "الأيام" التي داولها الرئيس هشام بين الناس في أرجاء اليمن، ولئن صرخت حضرموت بملء فيها اليوم؛ لتقول: كفاية ! فإنَّ للأيام صرختها المدوّية مثلها، وكلاهما مبتلى، وإنَّ هذا لهو البَلاءُ المبين !. |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|