المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


هل تنجح أمريكا في إثارة مخاوف المملكة من اليمن؟

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-30-2009, 02:09 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

هل تنجح أمريكا في إثارة مخاوف المملكة من اليمن؟


في أن الاضطرابات الداخلية تشغل الحكومة وتتيح مناخاً لازدهار الإرهاب..
هل تنجح أمريكا في إثارة مخاوف المملكة من اليمن؟


المصدر أونلاين- عبدالحكيم هلال



التقى الرئيس اليمني –الاثنين الماضي- بالسفير الأمريكي بصنعاء. وبحسب الخبر الرسمي من وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، فقد بحث الرئيس صالح مع السفير أوجه التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب.

وفي اليوم ذاته، كان مسؤولو البحرية اليمنية يعقدون جلسة مباحثات عسكرية مع وفد عسكري من البحرية الأمريكية، في العاصمة صنعاء.

وقالت الوكالة الرسمية إن الجلسة حضرها - من جانب اليمن - قائد القوات البحرية والدفاع الساحلي اللواء الركن بحري رويس عبدالله مجور، ورئيس مصلحة خفر السواحل العميد علي أحمد راصع، ومن الجانب الأمريكي اللواء بحري ميشيل هاورد - قائد مجموعات التدخل البحري في القيادة المركزية للقوات الأمريكية رئيس الوفد العسكري البحري الأمريكي.

وبحث الجانبان جوانب تعزيز وتطوير العلاقات العسكرية الثنائية بين البلدين والجيشين الصديقين خاصة في مجال التدريب والتأهيل فيما يتعلق بالأمن والسلامة البحرية المتمثلة في حماية خطوط الملاحة الدولية من أعمال القرصنة ومكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير المشروعة والحفاظ على البيئة في البحر العربي والبحر الأحمر من التلوث. طبقاً للوكالة اليمنية الرسمية.

ما وراء الاهتمام الأمريكي باليمن:
الواضح أن الولايات المتحدة تنظر بعين قلقة إلى الأوضاع الداخلية المضطربة في اليمن. ومؤخراً ركزت الصحافة الأمريكية بصورة ملفتة –ومعها مراكز الأبحاث- على ما يدور في اليمن. وتمحورت الموضوعات التي كانت تستند – في معظمها – على تصريحات وتقارير لباحثين متخصصين في شئون الشرق الأوسط، واليمن خصوصاً، حول الاضطرابات التي تعاني منها اليمن، في جبهتي المواجهة الشمالية والجنوبية، الأولى ممثلة بالحرب مع الحوثيين، والثانية مع الحراك الانفصالي الجنوبي. مضافاً إليها: الحرب على القاعدة، وتدهور الوضع الاقتصادي، وما يرافقها من مؤشرات اقتصادية واجتماعية، وسياسية مقلقة.

على أن النتيجة النهائية التي خلصت إليها معظم تلك التقارير، تمركزت حول محور واحد: أن ما يدور في اليمن يزيد من قلق المسئولين في الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بالنسبة لازدهار ونمو تنظيم القاعدة في اليمن.

وفي الحقيقة.. كان من الواضح خلال الفترة القليلة الماضية، تكرار تلك التقارير – وبشكل لافت – لمقولات الباحث الأمريكي كريستوفر بوشيك – الباحث في برنامج كارنيجي للشرق الأوسط والذي كتب عدة مواضيع عن المملكة السعودية واليمن – والذي اعتبر أن انشغال الحكومة اليمنية كثيراً في حربها الثنائية مع التمرد الشيعي في الشمال، والحراك الانفصالي في الجنوب، جعلها لا تلقي بالاً لمحاربة الإرهاب.

وفي تقرير نشرته إذاعة "صوت أمريكا" بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2009، حول اليمن، كررت بوشيك تفسيره الذي يقول فيه "إن الحكومة في العاصمة صنعاء منشغلة جداً بالأمور الأخرى، عن أن تجعل القاعدة في أعلى أولوياتها". وأضاف: "أعتقد أن الحكومة اليمنية لا تنظر إلى الإرهاب الإسلامي كتهديد في المرتبة الأولى. أعتقد أنهم ينظرون إلى ما يجري في الشمال مع الحرب الأهلية، أو الحركة الانفصالية الجنوبية، كتهديدات جوهرية ضد بقاء الدولة". مستدركاً: "إن القاعدة أو الإرهابيين الإسلاميين لا يهددون بقاء الدولة كما يهددها العمل على شق البلاد".

لذا، يعتقد الرجل، أن الحكومة اليمنية، لا تعمل على مكافحة الإرهاب، إلا حينما ينسجم ذلك مع احتياجاتهم، وحينما يشعرون بشراكة الولايات المتحدة معهم على هذا الأمر".

هناك قول حكيم في مجال مكافحة الإرهاب، وهو أن الإرهابيين يزدهرون في مناخ عدم الاستقرار. تقول الإذاعة، وتواصل: واليمن حوصرت بالعنف، والهيجان الاقتصادي. إنها أفقر بلاد في العالم العربي. الحكومة تحارب بشكل آني تمرداً من قبل مجموعة مسلمة شيعية، عرفت في اليمن باسم الحوثيين، وتحركاً من الانفصاليين في الجنوب. ويرى أحد المسئولين أن مثل هذا الجو يتيح مجالاً للقاعدة للتخطيط، تخطيط وتدريب.

في الحقيقة، لقد وجدت القاعدة وازدهرت في اليمن منذ أمد طويل، لعدة أسباب اقتصادية وسياسية وجغرافية، وقبل أن تتوسع نطاق تلك الاضطرابات والمواجهات التي يعتقد أنها صرفت اهتمام الحكومة اليمنية، عن الحرب على الإرهاب.

ومؤخراً.. أطلق مسئولون يمنيون، بينهم وزير الخارجية أبو بكر القربي، تصريحات سعى من خلالها إلى محاولة لفت انتباه العالم الخارجي إلى أن ما يحدث في اليمن يقصد به تنفيذ مخطط كبير يجتمع فيه ضد الدولة - بتنسيق وهدف واحد - الأطراف الثلاثة: المتمردون الحوثيون، ودعاة الانفصال، وأنصار تنظيم القاعدة.

غير أن ذلك لم ينجح في جلب تعاون الولايات المتحدة مع اليمن على هذا الأساس. فبحسب تقرير نشر في الـ"جلوبل بوست" الأمريكية، بتاريخ 8 أكتوبر الجاري، قالت: "بينما أن الحكومة اليمنية تعتبر أن الحوثيين "عناصر ‏إرهابية"، فإن الحكومة الأمريكية لا تعتبرهم جزءاً من المعركة ‏ضد الإرهاب، وهي تواصل الإشارة إلى نشاطاتهم كـ"تمرد ‏مسلح".‏

ومع أن التقرير ذاته اعتبر أن تلك المجموعات الثلاث منفصلة فكرياً، إلا أنهم جميعاً ‏يجتمعون في هدف واحد مشترك، وهو: "رؤية الحكومة ‏المركزية في اليمن تسقط".‏ ومع تكرار التأكيدات أن استمرار الاضطرابات من شأنه أن يساعد القاعدة على النمو والتخطيط بحرية، عطفاً على تلك الأسباب، مضافاً إليها ضعف الحكومة المركزية وقلة إمكاناتها ومواردها في مواجهة المتطلبات الأساسية لتسيير البلاد، ناهيك عن تخصيص جزء منها لمواجهة تلك المشاكل.. إلا أن ما يهم الولايات المتحدة بدرجة أساسية هو الضغط على الحكومة في اتجاه تنفيذ التزاماتها الدولية في مكافحة الإرهاب.

في تاريخ 17 من الشهر الجاري، نشرت صحيفة ( The Christian Science Monitor) الأمريكية تقريراً، كررت فيه الفكرة المحورية لكافة التقارير الأمريكية (التي ظهرت مؤخراً وركزت على الإرهاب في اليمن)، وهي أن تنظيم القاعدة وجد مناخاً جيداً للازدهار والعمل بحرية في اليمن. وفيما كررت التأكيد بأن السبب الرئيسي في ذلك، يرجع إلى انشغال الحكومة هناك، بقضاياها الخاصة الأكثر إلحاحاً (يعني التمرد المتوسع في الشمال، والحركة الانفصالية في الجنوب).

إلا أنها أيضاً، أضافت سبباً آخر، أرجعته إلى الحكومة اليمنية، التي قالت إنها "ربما تسمح للمقاتلين الجهاديين بمساعدة القوات اليمنية أحياناً في العمليات العسكرية ضد المتمردين. وذلك بحسب دبلوماسي غربي. وهي الظروف التي تجعل من الدولة غير المستقرة ملاذاً محتملاً للمتشددين.

الصحيفة ذاتها، أيضاً، أعادت نشر تصريحات "بوشيك" بخصوص، استفادة القاعدة من المناخ المضطرب، مضيفاً إليها: الاستفادة من المناطق التي تقل فيها السيطرة الحكومية، وذلك في تنظيم الصفوف من جديد، للتخطيط، والتحضير لشن ‏هجمات ضد الولايات المتحدة وأهداف غربية في اليمن والسعودية والمنطقة بأسرها".

الهدف من إثارة مخاوف السعودية:
الواقع أن هناك أمراً آخر، يمكن ملاحظته من خلال تلك التصريحات والتقارير الدولية. ذلك أن هناك محاولة ما تسعى إلى تعزيز وتقوية مخاوف المملكة العربية السعودية على أمنها، على خلفية ما يجري في اليمن. وكثيراً ما لوحظ ذلك الهدف في تصريحات "بوشيك" الذي عمل في السابق محللاً إعلامياً في السفارة السعودية في واشنطن.

حيث يرى الرجل – ضمن التقرير السابق " إن المملكة العربية السعودية، التي تشترك في حدود طويلة ووعرة مع اليمن، قلقه جداً بشأن تلك الاضطرابات الداخلية لجارتها".

ولم يكن بوشيك وحده في هذا الطريق، بل إن المسئولين الأمريكيين المتخصصين بهذا الشأن، ظلوا ينحون باتجاههم في الطريق ذاته. حيث عزز الرجل ذلك بقوله إن "واشنطن تشاطر المملكة السعودية مخاوفها الموجهة نحو اليمن".

بل إن تقرير وزارة الخارجية الأميركية - ضمن تقارير البلدان الخاصة بالإرهاب 2008- الذي صدر يوم 30 نيسان/أبريل، 2009، يعزز تلك الفكرة. ففي إحدى فقراته يقول: "واصل اليمن زيادة قدراته الأمنية البحرية، لكن الأمن على الحدود البرية على طول الحدود الشاسعة الممتدة مع ‏المملكة العربية السعودية ظل يمثل مشكلة رغم التعاون اليمني – السعودي المتزايد حول مسائل الأمن الثنائي".‏

وفي تقرير التايمز الأمريكية (10 أكتوبر الحالي) جاء الآتي "وعلى الرغم من النفوذ السعودى القوي، إلا أنها قلقة جداً من انزلاق اليمن فى الفوضى".

ويمكن تفسير هذا الأمر على نحو أن الولايات المتحدة تحاول إلقاء تبعات دفع فواتير معركة محاربة الإرهاب في اليمن إلى جارتها. أو ربما محاولة إشراكها بالنصيب الأكبر. من حيث أنها ستكون المتضرر الأكبر من النتيجة المفترضة.

"التايمز" الأمريكية نشرت تقريراً مطلع هذا الشهر جاء فيه: "ورغم أن جيرانها أداروا ظهورهم لمثل هذه الأسباب السياسية، إلا أنهم أعادوا العلاقات لأسباب عملية، فلا أحد يريد تكرار ما حدث بالصومال بالقرب من أبوابهم، وتدرك المملكة العربية السعودية جيداً خطر المتشددين الذين يعاودون تكوين جماعات في اليمن".

ربما تكون الرسالة بهدفها أدركت من قبل المسئولين السعوديين. وربما أنها وصلت دون إدراك مراميها. فخلال الأيام القليلة الماضية، أعرب مسئولون سعوديون عن قلقهم مما يجري في اليمن. لم يتطرق هؤلاء إلى التفاصيل القائلة بأن الاضطرابات والحروب ربما تكون قد أشغلت الحكومة اليمنية عن التركيز على القاعدة، لكنهم أشاروا إلى مخاوفهم من عمليات القاعدة التي تستهدف السعودية، من قبل أعضاء في التنظيم يمرون عبر الحدود اليمنية.

الثلاثاء قبل الماضي (13 أكتوبر)، أدى اشتباك أمني جنوب المملكة العربية السعودية، إلى مقتل اثنين من المشتبه فيهم والقبض على ثالث، عند نقطة الحمراء للتفتيش في مدينة جازان – القريبة من الحدود اليمنية - على طريق الدرب الموصل بين منطقة عسير وجازان جنوب السعودية. فيما أصيب في الاشتباك ثلاثة من رجال الأمن السعودي.

وخلال تغطيته للحادث، أشار مراسل "العربية نت" إلى وجود عدد من عناصر القاعدة في منطقة صعدة. وقال إن المنطقة يوجد فيها تجار سلاح ومهربو مخدرات، موضحاً أن السلطات السعودية تلقي يومياً القبض على هؤلاء المهربين في هذه المنطقة.

إلا أن صحيفة (The Christian Science Monito) الأمريكية، تطرقت في تقريرها الأخير لهذا الحادث، مضفية عليه بصمت القلق والخوف مما يستهدف المملكة، وقالت " إن اكتشاف الشرطة السعودية لاثنين من متطرفي القاعدة، كانا يلبسان حزامين متفجرين، أثناء تحضيرهما لهجوم انتحاري "وشيك"، يؤكد مرة أخرى عملية التهديد المتزايد للمملكة العربية السعودية من حالة الأمن المتدهور لدى جارتها اليمن".

وبعد أسبوع تقريباً (في 18 من الشهر ذاته)، أعلنت الداخلية السعودية، ضمن بيان صادر عنها، أن قوات الأمن تمكّنت من اعتقال ستة يمنيين على علاقة بالمواجهة التي وقعت في جازان أخيراً(13 أكتوبر). وأوضح البيان أن الشخصين اللذين قتلا في المواجهة التي جرت الثلاثاء الماضي هما من قائمة المطلوبين الـ(85) وكانا على وشك تنفيذ عملية إرهابية في البلاد.

وبحسب بيان الوزارة، كشفت التحقيقات الأولية عن معلومات أشارت إلى أنهما دخلا المملكة تسللاً عبر الحدود الجنوبية للقيام بـ"عمل إجرامي كان وشيك الوقوع"، وتنسيقهما في ذلك مع عناصر في الداخل تم حتى الآن القبض على ستة منهم وجميعهم من الجنسية اليمنية.

صحيفة الكريستيان الأمريكية، أكدت أن بيان الداخلية السعودية، كشف بأن الإرهابيين الاثنين اللذين تم ضبطهما في تلك العملية التي أحبطت، هما ممن بقوا لسنوات عديدة في معتقل جوانتنامو، وقد تم إرسالهما إلى المملكة العربية السعودية، عن طريق تنظيم القاعدة الذي مقره في اليمن.

وأضافت الصحيفة: "إن هذا الهجوم الفاشل يعتبر هو الثاني الذي تم النجاة منه بأعجوبة بالنسبة لقوات الأمن السعودي، وذلك في اقل من شهرين. يقصد بالهجوم الأول تلك المحاولة الفاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نائف في شهر رمضان الماضي، والذي تضمن إرهابيين سعوديين ينتمون إلى المجموعة التي اتخذت من اليمن مقراً لها، تحت اسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP).

إن ذلك كله، ربما يصب في اتجاه واحد بالنسبة للمسئولين الأمريكيين وهو: توجيه السعودية لتقديم مزيد من الدعم المادي، وإشراكها بشكل أكبر مما هي عليه الآن، في مساعدة اليمن وإخراجها من أزماتها المتلاحقة. ربما كانت فاتورة انتشال اليمن كبيرة، بحيث تعجز الولايات المتحدة من تلبيتها، مقارنة بما تمتلكه جارتها من أموال، بحيث يجب إشراكها بتقديم مزيد من الدعم، الذي سيعود عليها وعلى أمنها تحديداً بالمصلحة.

إن أمريكا بعيدة كل البعد عن اليمن، لكن مصالحها الحيوية الكبرى من الطاقة تقع في عمق المملكة. وإذا كانت الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن المنشآت الحيوية هناك، فإن التسرب الحاصل للإرهابيين عبر الحدود اليمنية، يصعب التعامل معه إذا لم تقف المملكة في المقدمة لمواجهته. ذلك أن كل ما تستطيعه أمريكا هو ممارسة مزيد من الضغط على اليمن في هذا الجانب، غير أن هذه الأخيرة، تطالب بمزيد من الدعم ليساعدها على ذلك.

بالأمس، نفى الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، أمير منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية، في حوار مع صحيفة عكاظ السعودية، وجود أي تنسيق بين المملكة واليمن في حفظ أمن الحدود. لكنه أكد أن الأجهزة الأمنية السعودية حققت نجاحات كبيرة في هذا الشأن، وأثبتت قدرتها في التصدي لعمليات التهريب والتسلل.

وعندما تحدث أمير منطقة نجران الحدودية عن طبيعة حدود المملكة مع اليمن، وعن الصعوبات في هذا الجانب، كشف بأن رجال حرس الحدود السعودي يبذلون جهوداً كبيرة في تأمين أكثر من 1500 كلم. مؤكداً بأنهم قاموا بشق طرقات وسط جبال وعرة، وأنهم حالياً استطاعوا تغطية ما نسبته 99.9 في المائة من الحدود، مشيراً إلى أن الدوريات متواجدة على الحدود على طول الشريط الحدودي وعلى مدار الساعة.

قد تشير تلك التصريحات إلى انعدام فرضية القلق السعودي في هذا الجانب، لكنه لا يلغيه تماماً، إذا ما نظرنا إلى تصريحات مسئولين سعوديين آخرين أكدوا وجوده بل وتصاعده لاسيما بعد العمليتين الأخيرتين.

ومع ذلك، فقد أكد الأمير بأن المملكة العربية السعودية لن تسمح لكائن من كان باختراق الحدود السعودية. وقال بأنه إذا تطلب الوضع الأمني على الحدود بناء سياج أمني حديدي على طول الحدود مع اليمن فإن المملكة لن تتردد في استكماله.

ما يعزز التوجه لبناء السياج الأمني:
وفيما يبدو، فإن الفقرة الأخيرة من التصريح، تكشف نية المملكة من وراء تلك التصريحات التي أدلى بها مسئولون سعوديون حول تصاعد قلقهم من القاعدة في اليمن: استكمال السياج الأمني الذي كانت المملكة شرعت في بنائه عام 2003 على طول الحدود بين البلدين.

لقد سعت الحكومة السعودية منذ سنوات - وبشكل متقطع - لتسوير 1300 كيلو متر ، ‏على الحدود بين البلدين‎
.‎
ففي 2003، كانت قد بدأت ببناء سور بارتفاع 10 أقدام. وبحسب ما تؤكده، فأن ذلك يأتي بهدف اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجمات الإرهابية التي من ‏الممكن أن تتعرض لها في الداخل.

لكن الرئيس علي عبد الله صالح، عد ذلك مخالفاً لاتفاقية الحدود الموقعة ‏بين البلدين منذ ثلاث سنوات، الأمر الذي أدى إلى إيقاف البناء.‏

ويقال أنه حينما تم استئناف البناء لفترة وجيزة في 2008، نشبت مواجهات بين حرس الحدود ‏اليمنيين والقوات المسلحة السعودية.‏

وبحسب تقرير نشر في مجلة الاتجاهات بتاريخ 16 يوليو الماضي، فإن "الرياض" عقدت في شهر يونيو 2009، محادثات مع شركة الدفاع الجوي "‏EADS‏"– مقرها ألمانيا – حول خطة ‏تكلف مليارات الدولارات من أجل تقليل الثغرات على حدودها الجنوبية لجعلها أكثر أمناً. وأضافت المجلة: "ومع ‏أن تفاصيل تلك الخطة بقت سرية، لكن من الواضح أن السعودية قلقة جداً بشأن التهديدات ‏الأمنية القادمة من رأس شبه الجزيرة العربية [اليمن]".‏

يتضح مما سبق أن السعودية لن تتخلى عن فكرة بناء السياج الحدودي، الذي كلفها مليارات الدولارات. وعليه فإنها ستظل تمارس ضغطاً على جارتها – كلما تأتى لها ذلك – من أجل استكماله. وقد يساندها في هذا الأمر دعم من الولايات المتحدة حفاظاً على مصالحها الحيوية هناك، لاسيما وأن الداخلية السعودية ظلت تعلن بين الحين والآخر، إفشالها لمحاولات إرهابية تستهدف أمنها ومصالحها، مؤكدة أن الإرهابيين الذين يقومون بتلك العمليات، أو بالأحرى يحاولون القيام بها، إنما يمرون عبر الحدود اليمنية السعودية.

إن مايعزز هذا التوجه، الإعلان الذي أطلقته القاعدة في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما انضم ‏الفرعان التابعان للتنظيم في كل من المملكة العربية السعودية واليمن ‏تحت قيادة واحدة، ‏متخذا من اليمن مقراً لانطلاق عملياته. ولقد يساعد في ذلك أيضاً، أن أعلن قياديو التنظيم الجديد صراحة أنهم سيستهدفون المنشآت الحيوية والمصالح الأمريكية في السعودية.

كما وأن توقع نشوب مواجهات وشيكة بين حرس الحدود السعودي وبين التمرديين الحوثيين، بعد تلك الإعلانات المتكررة للمتمردين، بأنهم ربما يستهدفون أولئك الحرس، رداً على مشاركة الطيران السعودي في الحرب عليهم، هو الآخر يدعم التوجه ذاته والرامي إلى اضطرار المملكة لبناء السياج الأمني على طول الحدود.

أخيراً: لا يمكن التقليل مما تعانية اليمن من اضطرابات مقلقة، في الشمال والجنوب. ومن الطبيعي أن تنفث تلك الاضطرابات نيرانها على الجارة القريبة التي ترتبط معها بحدود طويلة جداً تصل إلى 1500 كم مربع. غير أن الانكفاء السعودي في البحث عن حلول خاصة من جانب واحد، بهدف الهروب من تلك النتائج الحتمية، لا يمكنه أن يحل المشكلة بطريقة مثالية، كون اليمن هي الأخرى متضررة من هروب الإرهابيين من المملكة إليها، ويزداد ذلك الضرر اتساعاً بسبب النقص المتزايد والحاد للموارد والإمكانات التي تساعدها على مواجهة ذلك كله.

وفي الواقع، فإن المملكة لو استطاعت مثلاً بناء ذلك السياج الأمني، فإن الإرهابيين لن يعدموا طريقة للوصول إلى أهدافهم هناك، طالما وأنهم لا يجدون في اليمن مصالح حيوية تضر بالولايات المتحدة الأمريكية كما يجدونها هناك في آبار النفط السعودية. إن المشكلة بحاجة إلى تكامل وتعاضد الجانبين بشكل مستمر ودائم للتخفيف من نتائجها.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إنفلونزا الخنازير .. لعبة كبيرة -- ماهدفها؟ حقائق مذهلة !!! shibam@mail عيادة السقيفه 10 07-28-2009 09:56 PM
محاضرة باراك أوباما في جامعة القاهرة جابرعثرات الكرام سقيفة الحوار السياسي 11 06-15-2009 05:16 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas