05-20-2021, 04:02 PM | #1 | |||||
حال نشيط
|
المشورة من العقد الفريد
المشورة
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ندم من استشار، ولا خاب من استخار. وقدر أمر الله تبارك وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بمشاورة من هو دونه في الرأي والحزم، فقال: " وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله " . ولما هممت ثقيف بالارتداد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم استشاروا عثمان بن أبي العاص، وكان مطاعاً فيهم، فقال لهم: لا تكونوا آخر العرب إسلاماً، وأولهم ارتداداً. فنفعهم الله برأيه. وسئل بعض الحكماء: أي الأمور أشد تأييداً للفتى وأيتها أشد إضراراً به؟ فقال: أشدها تأييداً له ثلاثة: مشاورة العلماء، وتجربة الأمور، وحسن التثبت. وأشدها إضراراً به ثلاثة أشياء: الاستبداد والتهاون والعجلة. وأشار حكيم على حكيم برأي فقبله منه. فقال له: لقد قلت بما يقول به الناصح الشفيق الذي يخلط حلو كلامه بمره، وسهله بوعره، ويحرك الإشفاق منه ما هو ساكن من غيره. وقد وعيت النصح وقبلته، إذ كان مصدره من عند من لا يشك في مودته وصفاء غيبه، ونصح جيبه؛ وما زلت بحمد الله إلى الخير طريقاً واضحاً، ومناراً بيناً. وكان عبد الله بن وهب الراسي يقول: إياكم والرأي الفطير. وكان يستعيذ بالله من الرأي الدبري. وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: رأي الشيخ خير من مشهد الغلام. وأوصى ابن هبيرة ولده فقال: لا تكن أول مشير، وإياك والهوى والرأي الفطير؛ ولا تشيرن على مستبد ولا على وغد ولا على متلون ولا لجوج وخف الله في موافقة هوى المستشير. فإن النماس موافقته لؤم، وسوء الاستماع منه خيانة. وكان عامر بن الظرب حاكم العرب يقول: دعوا الرأي يغب حتى يختمر، وإياكم والرأي الفطير. يريد الأناة في الرأي والتثبت فيه. ومن أمثالهم في هذا قولهم: لا رأي لمن لا يطاع. وكان المهلب يقول: إن من البلية أن يكون الرأي بيد من يملكه دون من يبصره. العتبي: قال: قيل لرجل من عبس: ما أكثر صوابكم! قال نحن ألف رجل وفينا حازم واحد، فنحن نشاوره، فكأنا ألف حازم. قال الشاعر: الرأي كالليل مسود جوانبه ... والليل لا ينجلي إلا بإصباح فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى ... مصباح رأيك تزدد ضوء مصباح * من العقد الفريد لابن عبدربه |
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|